سرعة القذف (Premature Ejaculation)
تُعد سرعة القذف (Premature Ejaculation – PE)، من أكثر الاضطرابات الجنسية شيوعاً بين الرجال، وهي مشكلة تؤثر سلباً على العلاقة الزوجية والصحة النفسية، وقد تسبب شعوراً بالإحباط والقلق لدى الطرفين. تشير الإحصائيات إلى أن نحو 30% إلى 40% من الرجال يعانون من سرعة القذف في مرحلةٍ ما من حياتهم. في هذا المقال، سنعرض كل ما تحتاج إلى معرفته عن سرعة القذف، بداية من تعريفها وأسبابها، وصولًا إلى وسائل التشخيص وخيارات العلاج المتاحة.
ما هي سرعة القذف؟
سرعة القذف هي الحالة التي يحدث فيها القذف قبل أو بعد وقت قصير جداً من بدء العلاقة الجنسية، وبدون رغبة الرجل، مما يؤدي إلى عدم الرضا الجنسي للطرفين. وقد حددت الجمعية الأمريكية للطب النفسي (DSM-5) سرعة القذف بأنها: القذف الذي يحدث دائمًا أو غالبًا خلال دقيقة واحدة من الإيلاج المهبلي، واستمرار هذه الحالة لمدة لا تقل عن 6 أشهر، وتسببها في ضيق نفسي ملحوظ.”
ما هي أنواع سرعة القذف؟
تقسم سرعة القذف إلى نوعين رئيسيين:
-
- النوع الأولي (Primary PE): يبدأ منذ أول تجربة جنسية، ويكون عادةً ناتجًا عن أسباب بيولوجية أو نفسية مزمنة.
- النوع الثانوي (Secondary PE): يظهر بعد فترة من الممارسة الجنسية الطبيعية، وقد يكون نتيجة أسباب مكتسبة مثل التوتر، ضعف الانتصاب، أو أمراض عضوية.
أسباب سرعة القذف
إليك أبرز أسباب الإصابة بسرعة القذف كما يلي:
الأسباب النفسية
-
- القلق والتوتر، خاصة القلق من الأداء الجنسي.
- تجارب جنسية سابقة غير مرضية أو مؤلمة.
- اضطرابات في العلاقة العاطفية أو الزوجية.
- الاكتئاب أو الضغوط النفسية العامة.
الأسباب البيولوجية
-
- فرط حساسية أعصاب القضيب.
- اضطرابات هرمونية (مثل انخفاض هرمون السيروتونين).
- التهابات أو مشاكل في البروستاتا أو الإحليل.
- خلل في المستقبلات العصبية أو الناقلات الكيميائية في الدماغ.
أسباب أخرى محتملة
-
- ضعف الانتصاب (ED) قد يدفع الرجل إلى الإسراع في القذف خوفًا من فقدان الانتصاب.
- الاستخدام المفرط للمثيرات الجنسية أو الإباحية.
- العادة السرية المفرطة.
ما هي طرق تشخيص الإصابة بسرعة القذف؟
يعتمد التشخيص على:
-
- التاريخ الطبي والجنسي الكامل.
- مدة حدوث المشكلة: منذ البداية أم ظهرت لاحقًا.
- المدة الزمنية للقذف بعد الإيلاج.
- تأثير الحالة على العلاقة والنفسية.
لا توجد تحاليل معملية مخصصة لتشخيص سرعه القذف، إلا أن الطبيب قد يطلب بعض الفحوصات لاستبعاد حالات مثل التهابات الجهاز التناسلي أو مشاكل الهرمونات.
كيف يمكن علاج سرعة القذف؟
يعتمد العلاج على نوع الحالة (أولي أم ثانوي)، ويشمل مزيجًا من الطرق السلوكية، النفسية، والدوائية، إليك أبرز طرق العلاج كما يلي:
العلاج السلوكي
-
- تقنية التوقف والضغط (Stop-Start Technique): يتم إيقاف العلاقة مؤقتًا عند الشعور بقرب القذف، ثم استئنافها لاحقًا.
- تقنية الضغط (Squeeze Technique): يتم الضغط على قاعدة القضيب لتقليل الإثارة وتأخير القذف.
- تدريب عضلات قاع الحوض (تمارين كيجل): تساعد على تقوية العضلات المتحكمة بالقذف.
العلاج النفسي
-
- استشارة طبيب نفسي أو معالج جنسي؛ للمساعدة في التغلب على القلق أو الاكتئاب.
- العلاج السلوكي المعرفي (CBT)؛ لتحسين الصورة الذاتية وتقليل التوتر.
العلاج الدوائي
-
- مضادات الاكتئاب (SSRIs): مثل دابوكسيتين (Dapoxetine)، يُعد من أشهر الأدوية لعلاج سرعة القذف، لأنه يؤخر القذف عن طريق زيادة السيروتونين في الدماغ.
- مخدرات موضعية (Local Anesthetics): مثل الكريمات أو البخاخات التي تحتوي على ليدوكايين أو بريلوكايين، لتقليل الإحساس في القضيب.
- استخدام الواقي الذكري: يقلل الإحساس ويؤخر القذف.
- أدوية أخرى عند الحاجة: أحيانًا يتم استخدام أدوية مخصصة لعلاج ضعف الانتصاب (مثل السيلدينافيل) في بعض الحالات.
هل يمكن الشفاء من سرعة القذف؟
نعم، في معظم الحالات يمكن التحكم في سرعه القذف بشكل كبير أو حتى علاجها تمامًا، خاصة إذا تم التشخيص والعلاج مبكرًا. يعتمد نجاح العلاج على التواصل الجيد بين الشريكين، والالتزام بالخطة العلاجية التي يحددها الطبيب.
نصائح عامة للوقاية والتحسن
إليك بعض النصائح للوقاية من الإصابة بسرعة القذف:
-
- ممارسة الرياضة بانتظام.
- تجنب القلق والتوتر قدر الإمكان.
- تجنب تعاطي المخدرات أو الكحول.
- الامتناع عن مشاهدة المواد الإباحية بشكل مفرط.
- الحوار المفتوح والصادق مع الشريك.
متى يجب زيارة الطبيب؟
-
- إذا استمرت الحالة لأكثر من 6 أشهر.
- إذا تسببت في توتر نفسي أو مشاكل في العلاقة الزوجية.
- إذا كانت مصحوبة بأعراض أخرى مثل ضعف الانتصاب أو ألم أثناء القذف.
الخلاصة
سرعه القذف مشكلة شائعة ولكنها قابلة للعلاج. لا يجب أن يتردد الرجل في طلب المساعدة الطبية، فالتدخل المبكر يمكن أن يحدث فرقًا كبيرًا في جودة الحياة والعلاقة الزوجية. ومع تطور الطب الحديث، أصبحت خيارات العلاج متعددة وفعّالة.