تضيق الصمام الأبهري ( Aortic valve stenosis )

يعتبر الشريان الأورطي ( aorta ) هو الشريان الرئيسي الذي يحمل الدم الصادر من القلب إلي باقي أجزاء الجسم ، حيث أن الدم الصادر من القلب إلي الشريان الأورطي يمر عبر الصمام الأبهري ( aortic valve ) .

ما هو الصمام الأبهري

الصمام الأبهري هو الصمام الذي يفصل بين الحجرة السفلية في القلب علي الجانب الأيسر ( البطين الأيسر ) و بين الشريان الأورطي الذي يقوم بنقل الدم الصادر من القلب لتوزيعه في جميع أجزاء الجسم ، و يتكون الصمام الأبهري من ثلاث شرفات تسمح بمرور الدم في اتجاه واحد و لا تسمح برجوع الدم مرة أخري إلي القلب . 

ما هو تضيق الصمام الأبهري

تضيق الصمام الأبهري ( Aortic stenosis ) هو عبارة عن ضيق في فتحة الصمام الأبهري مما يمنع خروج الدم إلي الشريان الأورطي بالشكل الكافي و ينتج عنه قلة كمية الدم الصادرة إلي باقي الجسم و زيادة الحِمل الواقع علي القلب ، و ذلك قد يسبب عدة مشكلات مثل قصور القلب و قد تصل الحالة إلي الوفاة .

ما هي أسباب تضيق الصمام الأبهري

يمكن أن يتم تشخيص تضيق الصمام الأبهري عند الولادة و لكن عادةً يحدث هذا المرض لدي البالغين في سن كبير .

و تتلخص أسباب تضيق الصمام الأبهري لدي البالغين  في ثلاثة أسباب رئيسية نناقشها كالآتي :

• ضعف و تمزق الصمام نتيجة كِبر السن : يحدث ضعف في الصمام نتيجة تكون تكلات من الكالسيوم علي شرفات الصمام مما يؤدي إلي تقييد لحركة شرفات الصمام مما يمنع عبور كمية كافية من الدم عبر الصمام و تحدث هذه الحالة عادةً بعد سن 65 عاماً.
• ضعف الصمام نتيجة العدوي : يحدث ضعف الصمام في هذه الحالة نتيجة العدوي التي تصيب الصمام حيث أن البكتيريا التي تسبب العدوي التي لم يتم علاجها قد تصل إلي مجري الدم و تستقر علي شرفات الصمام مما يجعل جهاز المناعة يقوم بمحاربة هذه البكتيريا و لكن نتيجة لذلك يحدث تلف للصمام ، و من أمثلة تلك العدوي التي قد تسبب تلف الصمام الأبهري هي العدوي العِقدية التي تسبب إلتهاب الحلق ( Strep throat ) أو قد تسبب ما يسمي بالحمي القرمزية ( Scarlet fever ) التي تؤدي في النهاية لحدوث ما يُعرف بالحمي الروماتيزمية ( Rheumatic fever ) و تحدث هذه الحالة عادةً عن سن ال50 ، و قد تستغرق تلك العدوي سنين أو عقود لحدوث ضيق الصمام .
• بعض العوامل الوراثية و الأمراض المزمنة : بعض الأمراض النادرة يمكن أن تتسب في تضيق الصمام الأبهري مثل التهاب العظم المشوَّه أو ما يُعرف بداء باجيت ( Paget’s disease of bone ) و مرض فرط الكوليسترول العائلي أو الوراثي ( Familial hypercholesterolemia ) و الفشل الكلوي ، و يمكن تعزية سبب تضيق الصمام الأبهري إلي بعض الأمراض المناعية مثل مرض الذئبة (SLE) أو مرض إلتهاب المفاصل الروماتويدي ( Rheumatoid arthritis ) .

ما هي عوامل الخطورة لمرض تضيق الصمام الأبهري

تشمل عوامل الخطورة مايلي :

• تشخيص جنس المولود عند الولادة علي أنه ذكر حيث تحدث أمراض صمامات القلب عادةً في الذكور . 
• وصول الشخص لسن 65 عاماً أو أكثر 
• إرتفاع مستوي الكوليسترول في الدم 
• إرتفاع ضغط الدم 
• التدخين

ما هي أعراض تضيق الصمام الأبهري

تشمل الأعراض ما يلي :

• الشعور بالإجهاد و التعب عند القيام بالمجهود البدني العادي في الحياة اليومية 
• الشعور بزيادة ضربات القلب ( تعطي إحساس بعدم الراحة ) 
• حدوث تورم في القدمين و الكاحلين
• ألم في الصدر ( الذبحة الصدرية ) : هو عبارة عن ألم يشغر به المريض مثل عدم ارتياح أو ضغط علي منطقة الصدر و قد ينتشر هذا الألم في مناطق أخري مثل الفك السفلي للفم أو الذراع أو البطن . 
• قِصر النفس و صعوبة التنفس 
• الشعور بالدُوار و الإغماء . 

كم من الوقت قد تستغرقه حالة تضيق الصمام الأبهري ليتفاقم الوضع إلي الأسوء إذا لم يتم علاجها

يختلف مدي تتطور أو تفاقم الوضوع لمريض تضيق الصمام الأبهري من شخص لآخر إعتماداً علي بداية العلاج من عدمه ، فهناك بعض الأشخاص قد يستغرق الوضع سنين أو حتي عقود لتتطور حالتهم و هناك آخرين إذا إنتظروا لفترة طويلة بدون بداية العلاج فقد يتفاقم الوضع بسرعة محدثاً تلفاً في القلب لا يمكن إصلاحه ، و في بعض الحالات المتقدمة قد تحدث الوفاة بشكل مفاجئ .

ما هي مضاعفات تضيق الصمام الأبهري

يؤدي هذا المرض إلي تقييد حركة الدم عبر الصمام الأبهري و بالتالي تقليل كمية الدم التي تجري في الشريان الأورطي مما يترتب عليه زيادة كمية الدم الموجودة داخل تجويف القلب و زيادة الحمل عليه مما قد يؤدي إلي :

• النوبة القلبية ( Heart attack ) 
• قصور القلب ( Heart failure ) 
• الموت المفاجئ ( Sudden death ) 

قد يجدث أيضاً بعض المضاعفات لدي هذا المريض مثل

• فرط ضغط الدم الرئوي ( Pulmonary hypertension ) 
• إلتهاب الشغاف الناتج من العدوي ( Infective endocarditis ) 
• النزيف ( Bleeding ) 

كيف يتم تشخيص تضيق الصمام الأبهري

يتم تشخيص هذا المرض بظهور الأعراض و بإستخدام بعض الفحوصات التي نستعرضها فيما يلي :

1. مخطط كهربية القلب أو رسم القلب ( ECG) : يتم القيام به لقياس مدي كفاءة كهربية القلب .
2. الأشعة السينية علي منطقة الصدر (Chest x-ray) 
3. أشعة مقطعية علي القلب ( Cardiac CT scan ) 
4. تصوير الأوعية الدموية ( Angiography ) 
5. مخطط صدي القلب ( Echocardiogram ) : يقوم بإستخدام الأشعة فوق الصوتية ( ultrasound waves ) للقيام بخلق صورة متحركة لما يحدث داخل القلب .
6. إختبار الجهد ( Stress test ) : لقياس مدي كفاءة القلب أثناء القيام بالمجهود البدني .
7. القسطرة القلبية ( Cardiac catheterization ) : حيث يقوم الطبيب بإخال القسطرة من خلال الشريان و التقدم للنظر إلي تجويف القلب .
8. تصوير القلب بالرنين المغناطيسي ( Heart MRI ) 

ما هو علاج تضيق الصمام الأبهري

يعتمد قرار علاج حالة تضيق الصمام الأبهري علي ظهور أعراض المرض فإذا تم تشخيص المريض بدون وجود للأعراض فإن الطبيب يقوم بمتابعة المريض من خلال الزيارات المتكررة و القيام بالفحوصات والإختبارات ، و لكن إذا تم تشخيص الحالة بعد ظهور الأعراض فإن الطبيب يقوم بعرض الخيارات المتاحة للعلاج و التي نستعرضها فيما يلي :

• العلاج بالأدوية : يقوم الأطباء بعلاج الحالات البسبطة عن طريق الأدوية و تشتمل تلك الأدوية علي مضادات التجلط ( Blood thinners ) و مُدرَّات البول ( Diuretics ) و الأدوية التي تقوم بتنظيم ضربات القلب و أدوية لعلاج الضغط المرتفع و تنظيمه و لعلاج قصور القلب ( Heat failure )

ملحوظة : تقوم الأدوية بالتخفيف من حدة الأعراض و لكنها لا تقوم بمنع تفاقم حالة تضيق الصمام من عدمه .

• إصلاح الصمام ( Valve repair ) : و يشمل هذا الخيار إصلاح الصمام عن طريق الجراحة أو توسعة الصمام بإستخدام البالون ( Balloon valvuloplasty ) ، و في حالة القيام بالجراحة العادية يقوم الجراح بفتح الصدر بشكل مباشر للوصول إلي الصمام و إصلاحه ، و في حالة كان هناك درجة بسطة من التلف فإن الجراح يقوم بتوسعة الصمام عن طريق الدخول ببالون و نفخه عن الصمام مما يؤدي إلي توسعته و يعد الخيار الجراحي حلاً مؤقتاً للتخفيف من حدة الأعراض إلي أن يتم القيام بإستبدال الصمام بالشكل الكامل ( Valve replacement ) .

• إستبدال الصمام ( Valve replacement ) : تتعدد الخيارات لإستبدال الصمام التالف بآخر جديد حيث هناك بعض الأطباء من يقومون بهذه العمليات عن طريق تركيب جهاز يتم وضعه بإستخدام القسطرة بدون الحاجة إلي جراحة حيث يقوم الطبيب بحمل الجهاز علي القسطرة و الدخول إلي الشريان الأورطي للوصول إلي القلب و وضع الجهاز هناك ، و هناك من يقوم بإستبدال الصمام عن طريق الجراحة التقليدية و قد يكون الصمام المستخدم تم الحصول عليه من مصادر طبيعية مثل البقر أو الخنازير أو قد يكون هذا الصمام صناعي ( Prosthetic valve ) .

 ما هي المدة التي يستغرقها مريض تضيق الصمام المترالي للشفاء بعد القيام بالعملية

يعتمد ذلك علي نوع العملية المستخدمة فإذا خضع المريض للجراحة التقليدية فإنه يلزمه البقاء في المشفي لعدة أيام و يتطلب الوضع عدة أسابيع للتماثل الكامل للشفاء ، و لكن إذا خضع المريض للجراحة عن طريق القسطرة سواءاً كان بإستخدام البالون أو حتي إستبدال الصمام فإن الوضع يتطلب وقتاً أقل للشفاء و ربما قد يتم خروج المريض من المشفي في نفس يوم العملية أو الخروج في اليوم التالي للعملية .

كيف يمكن الوقاية من تضيق الصمام الأبهري

يمكن الوقاية من تضيق الصمام الأبهري  من خلال تلقي العلاج المناسب في حالة العدوي و القضاء عليها بإستخدام المضادات الحيوية لمدة محددة يحددها  الطبيب و لايجب التوقف عن تناول الأدوية عند الشعور بالتحسن .

أما في حالة إذا كان السبب هو الشيخوخة و كِبر السن أو إذا كان السبب وراثياً فلا يمكن الوقاية منه .

ما هي نتائج حالة تضيق الصمام الأبهري

تعتمد نتائج حالة تضيق الصمام الأبهري علي مدي سرعة بداية العلاج المناسب كالآتي :

• عدم تلقي العلاج : في حالة لم يتم تلقي العلاج فإن تضيق الصمام قد يؤدي إلي مضاعفات كبيرة قد تؤدي إلي الموت المفاجئ أو في أقل تقدير قد يعيش المريض لعدة سنوات علي الأكثر بدون علاج .
• تأخر تلقي العلاج : يعد تأخر تلقي العلاج في هذه الحالة من النتائج المختلطة التي تعتمد علي إحتمالية حدوث تلف دائم في القلب من عدمه ، ففي بعض الحالات قد تصل مرحلة شفاء المريض إلي حد معين بدون الحصول علي الشفاء الكامل .
• تلقي العلاج في وقت مبكر : مع تلقي العلاج في وقت مبكر قد تصل نتائج تضيق الصمام الأبهري إلي نتائج ممتازة بالرغم أن المريض سوف يخضع للمتابعة من قِبل الطبيب طوال العمر إلا أنه يمكنه الإستمرار في القيام بأنشطته المعتادة بشكل عادي ليس فيه خطورة .