الختان Circumcision
الختان (Circumcision) هو عملية جراحية تتضمن إزالة القلفة، وهي الجلد الذي يغطي رأس القضيب (الحشفة) عند الذكور. يُجرى عادةً في مرحلة الطفولة المبكرة، ولكن قد يُجرى أيضًا في مرحلة البلوغ أو لاحقًا لأسباب طبية أو دينية أو ثقافية.
يُعتبر ختان الذكور من أقدم الإجراءات الجراحية التي عرفها الإنسان، ويمارس في العديد من الثقافات والأديان حول العالم، وخصوصًا في الديانات الإبراهيمية مثل اليهودية والإسلام.
دواعي إجراء الختان
تنقسم دواعي ختان الذكور إلى ثلاث فئات رئيسية:
1. دواعي دينية وثقافية
- في الإسلام، يُعد الختان سنة مؤكدة عند الذكور.
- في اليهودية، يُعتبر فريضة دينية ويُجرى في اليوم الثامن بعد الولادة.
- بعض الشعوب الإفريقية والآسيوية تمارس الختان كطقس اجتماعي أو ثقافي للبلوغ أو الطهارة.
2. دواعي طبية
- الوقاية من العدوى المتكررة: مثل التهاب الحشفة.
- الحالات المرضية: مثل التضيق الشديد للقلفة (Phimosis) الذي يمنع انكشاف الحشفة.
- البارافيموسيس: عندما تُسحب القلفة ولا يمكن إعادتها إلى وضعها الطبيعي، مما يسبب ضغطاً على الحشفة.
- الوقاية من العدوى المنقولة جنسياً: أظهرت دراسات أن ختان الذكور يقلل من خطر الإصابة بفيروس HIV وبعض الأمراض الأخرى.
3. دواعي نظافية
يسهّل ختان الذكور النظافة الشخصية ويقلل من تراكم الإفرازات تحت القلفة.
ما هي طرق إجراء الختان؟
1. الختان الجراحي التقليدي:
يُجرى باستخدام مشرط جراحي تحت تخدير موضعي أو كلي، ويتم قطع القلفة وإغلاق الجرح بغرز تذوب تلقائيًا.
2. استخدام المشابك (Clamp Method):
من أكثر الطرق شيوعاً في الأطفال:
- مشبك غومكو (Gomco clamp)
- مشبك موغان (Mogen clamp)
- جهاز بلاستيبل (Plastibell): يوضع جهاز بلاستيكي على الحشفة وتربط القلفة عليه بخيط حتى تموت وتسقط خلال أيام.
3. الختان بالليزر:
تقنية حديثة تستخدم الليزر بدلاً من المشرط، تقلل من النزيف وتسرّع الشفاء، لكنها غير شائعة في البلدان النامية.
ما هي الفوائد الطبية لختان الذكور؟
1. الوقاية من الالتهابات:
- يقلل من حدوث التهابات المجاري البولية خاصة في السنة الأولى من العمر.
- يقلل من التهابات القلفة والحشفة.
2. تقليل خطر انتقال العدوى:
- أظهرت أبحاث أن الختان يقلل من احتمال الإصابة بفيروس نقص المناعة المكتسبة (HIV).
- يقلل من خطر الإصابة بفيروس الورم الحليمي البشري (HPV) الذي يرتبط بسرطان عنق الرحم لدى النساء.
3. الوقاية من سرطان القضيب:
على الرغم من ندرته، فإن سرطان القضيب أقل شيوعاً عند المختونين.
4. تسهيل النظافة الشخصية:
إزالة القلفة تسهّل غسل القضيب وتقلل من تراكم الإفرازات والبكتيريا.
هل توجد مضاعفات لختان الذكور؟
رغم كونه عملية آمنة نسبيًا، فإن الختان قد ينطوي على بعض المضاعفات، خصوصًا إذا تم بشكل غير طبي أو بدون تعقيم:
مضاعفات مبكرة
- نزيف.
- عدوى موضعية.
- تورم واحمرار.
- ألم شديد.
مضاعفات متأخرة
- التصاقات جلدية بين القضيب والجرح.
- تضيق فتحة البول (Meatal stenosis).
- تشوهات شكلية أو إزالة مفرطة للجلد.
- فقدان الإحساس في بعض الحالات عند البالغين.
- الحاجة لإعادة الختان بسبب خطأ في الإجراء الأول.
الختان في سن البلوغ والرجولة
الختان في سن متأخرة يُجرى عادةً لأسباب طبية مثل التضيق أو التهابات مزمنة، ويتطلب:
- تخديرًا كاملاً.
- فترة شفاء أطول.
- عناية خاصة بالجروح لتفادي العدوى.
ويكون الألم والانزعاج أكبر مقارنة بالأطفال، لكن نتائجه جيدة عند إجرائه بطريقة صحيحة.
ما هي آراء الطب الحديث في ختان الذكور؟
لا توصي معظم الهيئات الطبية حول العالم بختان الذكور كإجراء روتيني للجميع، لكنها تعترف بفوائده المحتملة.
أبرز الآراء:
الأكاديمية الأمريكية لطب الأطفال (AAP): تقول إن فوائد الختان تفوق مخاطره، لكن لا توصي به كإجراء إلزامي.
منظمة الصحة العالمية (WHO): توصي به في الدول ذات معدل إصابة مرتفع بـفيروس HIV كوسيلة للوقاية.
المعهد القومي البريطاني للصحة (NICE): لا يوصي به إلا في حالات طبية محددة.
الجدل الديني والاجتماعي حول ختان الذكور
في الإسلام:
- يُعد من سنن الفطرة.
- يُفضل إجراؤه في الأيام الأولى بعد الولادة.
- يُعتبر طهارة للرجل.
في اليهودية:
- فريضة دينية تُجرى في اليوم الثامن من الولادة.
- رمز للعهد بين النبي إبراهيم والله.
في المسيحية:
لا يُفرض دينيًا، ويُترك القرار للثقافة أو الطب.
الجدل الحديث:
- بعض الحركات في الغرب تعارض ختان الأطفال بدون موافقتهم، وتعتبره انتهاكًا لسلامة الجسد.
- تُطالب بانتظار الطفل حتى يبلغ ويقرر بنفسه.
العناية بعد الختان
عند الأطفال
- الحفاظ على نظافة المنطقة باستخدام ماء دافئ وصابون خفيف.
- استخدام كريم مضاد حيوي موضعي.
- تغيير الحفاظات بانتظام.
عند البالغين
- الراحة التامة خلال الأيام الأولى.
- الامتناع عن العلاقة الحميمة لمدة 4–6 أسابيع.
- تجنب التمارين العنيفة.
متى يجب الذهاب للطبيب بعد ختان الذكور؟
المشكلات بعد ختان الذكور ليست شائعة. لكن يجب استشارة الطبيب في حال:
- عدم استئناف التبول خلال 12 ساعة من الختان.
- أصيب الطفل بالحُمّى.
- بكاء الطفل كثيرًا، مع اعتقادك أنه يشعر بالألم.
- عدم توقف النزيف.
- ازداد تغير اللون عند طرف القضيب سوءًا بعد ثلاثة إلى خمسة أيام.
- خروج إفرازات ذات رائحة كريهة من طرف القضيب.
- بقاء الحلقة البلاستيكية في موضعها بعد أسبوعين من الختان أو انتقالها إلى عمود القضيب.
ختان الإناث
يجدر التنويه أن ختان الإناث هو ممارسة مختلفة كليًا، ولا علاقة لها بالختان الذكري الطبي. منظمة الصحة العالمية تُصنف ختان الإناث كـ “تشويه للأعضاء التناسلية”، وتدينه بشدة بسبب أضراره الجسدية والنفسية وعدم وجود أي فوائد طبية له.
الخلاصة
ختان الذكور هو إجراء جراحي شائع وله جذور دينية وطبية وثقافية. الفوائد الطبية للختان تشمل تقليل خطر العدوى والالتهابات وتحسين النظافة. وعلى الرغم من أنه يُعد آمناً في معظم الحالات، إلا أن له بعض المضاعفات التي تستدعي الحذر، خصوصًا إذا لم يتم تحت إشراف طبي متخصص.
القرار بشأن ختان الذكور يجب أن يكون مبنيًا على توازن دقيق بين الفوائد والمخاطر، مع الأخذ في الاعتبار القيم الدينية والثقافية والظروف الصحية للفرد.