الحمل المتعدد Multiple Pregnancy
الحمل المتعدد (Multiple Pregnancy) هو حالة طبية تُشير إلى وجود أكثر من جنين في رحم الأم خلال فترة الحمل. وقد يشمل الحمل التوأمي (جنينان)، أو الثلاثي، أو حتى أكثر من ذلك في حالات نادرة. ومع أن الحمل المتعدد أصبح أكثر شيوعًا خلال العقود الأخيرة، خاصة مع تطور تقنيات الإخصاب الصناعي، إلا أنه لا يزال يُصنّف كحمل عالي الخطورة، يستدعي متابعة دقيقة من قبل فريق طبي متخصص.
ما هي أنواع الحمل المتعدد؟
ينقسم الحمل المتعدد إلى نوعين رئيسيين حسب طريقة التكوّن:
1. التوائم غير المتطابقة (Dizygotic Twins)
تحدث هذه الحالة عندما يتم تخصيب بويضتين مختلفتين بواسطة حيوانين منويين مختلفين، فينتج جنينان لكل منهما مشيمة وكيس جنيني خاص به. تُعرف هذه الحالة بالتوائم “غير المتطابقة” أو “الثنائية البيضة”، وتكون التوائم في هذه الحالة شبيهة بالأشقاء العاديين، مع احتمالية اختلاف الجنس والشكل.
2. التوائم المتطابقة (Monozygotic Twins)
تنجم عن انقسام بويضة مخصبة واحدة إلى قسمين في مرحلة مبكرة من الانقسام الجنيني، فينتج جنينان يحملان نفس المادة الوراثية تمامًا. ويعتمد مدى اشتراكهما في المشيمة أو الكيس الأمنيوسي على توقيت الانقسام، وقد يؤدي الانقسام المتأخر إلى مضاعفات نادرة مثل التوأم السيامي.
ما هي أسباب الحمل المتعدد؟
تتعدد العوامل التي تزيد من احتمالية حدوث الحمل المتعدد، ومنها:
- العوامل الوراثية: وجود تاريخ عائلي للتوائم، خاصة من جانب الأم.
- سن الأم: النساء فوق سن الثلاثين لديهن فرصة أعلى لإطلاق أكثر من بويضة في الدورة الشهرية.
- عدد الولادات السابقة: يزداد احتمال الحمل المتعدد مع عدد الولادات.
- تقنيات الإخصاب المساعد: مثل الإخصاب خارج الرحم (IVF) أو الحقن المجهري.
- الأدوية المنشطة للتبويض: مثل الكلوميفين أو الجونادوتروبين.
ما هي أعراض الحمل المتعدد؟
قد لا تختلف أعراضه كثيرًا عن الحمل الطبيعي في بدايته، لكنها قد تكون أكثر شدة، وتشمل:
- زيادة في حجم الرحم عن المتوقع بالنسبة لعمر الحمل.
- غثيان وقيء أكثر حدة.
- زيادة ملحوظة في الوزن خلال الأشهر الأولى.
- إرهاق شديد وضيق في التنفس.
- حركة جنينية مزدوجة أو متعددة يشعر بها الطبيب أو الأم.
- عند الفحص بالموجات فوق الصوتية (السونار)، يتم التأكد من وجود أكثر من جنين.
كيف يمكن تشخيص الحمل المتعدد؟
يُعتمد على عدد من الفحوصات لتشخيص الحمل المتعدد، أهمها:
الموجات فوق الصوتية (Ultrasound): الطريقة الأساسية لتحديد عدد الأجنة، وأكياس الحمل، والمشيمة.
مستوى هرمون الحمل (Beta-hCG): يكون أعلى من المعدل الطبيعي في الحمل المفرد.
فحص مستوى الألفا فيتو بروتين (AFP): قد يُظهر ارتفاعًا غير متناسب في الحمل المتعدد.
ما هي مضاعفات الحمل المتعدد؟
الحمل المتعدد يُصنّف ضمن الحمل عالي الخطورة لما يسببه من مضاعفات تؤثر على الأم والأجنة، ومن أهمها:
المضاعفات التي تُصيب الأم
- ارتفاع ضغط الدم الحملي وما يترتب عليه من تسمم الحمل.
- فقر الدم بسبب زيادة الاحتياجات الغذائية.
- سكري الحمل نتيجة تغيرات الاستقلاب.
- نزيف ما بعد الولادة بسبب تمدد الرحم الكبير.
- احتياج للولادة القيصرية نتيجة الوضعيات غير المناسبة للأجنة.
المضاعفات التي تصيب الأجنة
- الولادة المبكرة: وتُعد من أكثر المضاعفات شيوعًا، إذ غالبًا ما تحدث الولادة قبل الأسبوع 37.
- نقص الوزن عند الولادة: عادةً ما يكون وزن كل جنين أقل من الحمل المفرد.
- تقييد النمو داخل الرحم (IUGR): نتيجة التنافس على الموارد.
- متلازمة نقل الدم بين التوائم (TTTS): تحدث في التوائم المتطابقة التي تتشارك في المشيمة.
- تشوهات خلقية: تحدث بنسبة أعلى مقارنة بالحمل المفرد.
هل الحمل المتعدد يحتاج متابعة و رعاية طبية خاصة؟
يتطلب الحمل المتعدد رعاية خاصة من البداية حتى الولادة. وتشمل خطة المتابعة:
- زيارات أكثر تواترًا للطبيب لمراقبة نمو الأجنة وصحة الأم.
- إجراء سونار دوري لمراقبة تطور الأجنة ومؤشرات متلازمة نقل الدم بين التوائم TTTS أو تأخر النمو.
- تحاليل دم متكررة لمتابعة نسبة الهيموغلوبين وسكر الدم ووظائف الكلى والكبد.
- مراقبة ضغط الدم بشكل دوري.
- تقديم دعم غذائي خاص: كالمكملات التي تحتوي على الحديد، حمض الفوليك، الكالسيوم، والأوميجا-3.
ما هو النظام الغذائي اللازم تطبيقه للحمل المتعدد؟
تحتاج الحامل بتوائم إلى زيادة السعرات الحرارية والمغذيات مقارنة بالحمل المفرد. ويُنصح بـ:
- تناول 300-600 سعرة حرارية إضافية يوميًا.
- التركيز على البروتين لدعم نمو الأجنة.
- شرب كميات كافية من السوائل.
- تجنب الكافيين والمنبهات.
- تناول مكملات الحديد والكالسيوم بجرعات أعلى حسب وصف الطبيب.
ما هو توقيت ونوع الولادة في الحمل المتعدد؟
يُحدد توقيت الولادة بناءً على عدد الأجنة وصحتهم وصحة الأم، كالتالي:
- توأم غير متطابق: غالبًا ما تتم الولادة بين الأسبوع 37-38.
- توأم متطابق مع مشيمة مشتركة: يُفضل الولادة في الأسبوع 36-37.
- ثلاثة توائم أو أكثر: غالبًا تتم الولادة في الأسبوع 33-34.
يُفضل في كثير من الحالات الولادة القيصرية خاصة إذا كان أحد الأجنة في وضع غير طبيعي، أو في حال وجود مضاعفات.
الدعم النفسي والعاطفي
تواجه المرأة الحامل بتوائم تحديات نفسية وجسدية متعددة، لذلك يُنصح بـ:
- تلقي دعم نفسي مستمر من الأسرة والفريق الطبي.
- المشاركة في مجموعات دعم للأمهات ذوات الحمل المتعدد.
- التثقيف الصحي حول الرضاعة، العناية بالمواليد، والتنظيم الأسري بعد الولادة.
الخلاصة
الحمل المتعدد يُعد حالة طبية فريدة تتطلب عناية خاصة على مدار شهور الحمل. وعلى الرغم من أن هذه الحالة قد تصاحبها العديد من المخاطر، إلا أن المتابعة الدقيقة، والتغذية الجيدة، والتخطيط السليم للولادة تضمن غالبًا نتائج إيجابية لكل من الأم والأجنة. لذلك، من الضروري ألا تتهاون الحامل في هذا النوع من الحمل، وأن تتعاون مع طبيبها في جميع مراحل الرعاية.