لصقات التخسيس في الصيدليات
في السنوات الأخيرة، انتشرت لصقات التخسيس في الصيدليات والأسواق باعتبارها إحدى الوسائل الموضعية التي يُروَّج لها كمساعدة في فقدان الوزن. تعتمد هذه اللصقات على مكونات يُزعم أنها تُمتص عبر الجلد وتساهم في تعزيز معدل الأيض أو تقليل الشهية. ورغم الإقبال الواسع على استخدامها، لا تزال فعالية هذه المنتجات وسلامتها موضوعاً مثيراً للجدل في الأوساط الطبية والعلمية. تهدف هذه المقالة إلى استعراض الأدلة المتاحة حول آلية عمل لصقات التخسيس في الصيدليات، وتحليل مكوناتها الشائعة، ومناقشة ما إذا كانت تمثل خياراً علاجياً فعالاً وآمناً.
ما هي لصقات التخسيس؟
لصقات التخسيس (Slimming Patches)، هي لاصقات يتم وضعها على الجلد، غالباً في مناطق مثل البطن أو الذراع أو الفخذ، وتحتوي على مكونات يُفترض أنها تساعد على حرق الدهون أو تقليل الشهية. تشبه فكرة عملها اللاصقات المستخدمة في العلاج بالإبر أو لصقات النيكوتين للإقلاع عن التدخين.
آلية عمل لصقات التخسيس
تزعم الشركات المصنعة أن هذه اللصقات تنقل مكوناتها الفعالة عبر الجلد (Transdermal Delivery) إلى الدورة الدموية، حيث تؤثر على عملية الأيض أو تقلل الشهية. من أشهر المواد التي قد توجد فيها:
-
- الكافيين: لتحفيز حرق الدهون وزيادة النشاط.
- الجارسينيا كامبوجيا (Garcinia Cambogia): تُستخدم كمثبط للشهية.
- الجنزبيل والفلفل الحار: لتحفيز الدورة الدموية ورفع حرارة الجسم (Thermogenesis). والتي يمكن أن تساعد في زيادة التمثيل الغذائي وحرق الدهون.
- الكروميوم: يقال إنه يساعد على تنظيم مستويات السكر.
ما هي فعالية لصقات التخسيس في الصيدليات؟
حتى الآن، لا توجد دراسات علمية قوية أو موثوقة تؤكد أن لصقات التخسيس فعالة في فقدان الوزن. معظم الأبحاث المتوفرة إما محدودة، أو تمت بتمويل من شركات تصنع المنتج، مما يقلل من مصداقيتها. كما أن امتصاص الجلد للمواد الفعالة محدود جداً، ويعتمد على عوامل كثيرة مثل:
-
- تركيز المادة.
- مدة الالتصاق.
- سمك الجلد في المنطقة المختارة.
- خصائص المادة نفسها.
لهذا، من غير المرجح أن تحقق اللصقات نفس تأثير تناول المكونات عن طريق الفم أو من خلال التمارين والنظام الغذائي.
هل هناك أضرار أو آثار جانبية للصقات التخسيس في الصيدليات؟
نعم، قد تكون هناك آثار جانبية لاستخدام لصقات التخسيس في الصيدليات، منها:
-
- حساسية الجلد: مثل الاحمرار، الحكة، أو التهاب الجلد في موضع اللصقة.
- تفاعلات دوائية: بعض المكونات قد تتفاعل مع أدوية يتناولها المستخدم.
- مخاطر مع الحمل أو بعض الأمراض المزمنة.
- كما أن الاعتماد على هذه اللصقات قد يجعل البعض يتجاهلون الأساس الحقيقي لفقدان الوزن: وهو النظام الغذائي المتوازن والنشاط البدني.
هل التسويق للصقات التخسيس مضلل أم لا؟
الكثير من لصقات التخسيس تعتمد على التسويق المبالغ فيه، وتُروج بنتائج مثل:
-
- “اخسر 5 كيلوجرامات في أسبوع!”
- “بدون دايت أو رياضة!”
- “لصقات سحرية لحرق الدهون أثناء النوم!”
وهذه العبارات ليست فقط مضللة، بل خطيرة لأنها توهم الناس بحلول سهلة غير حقيقية، وتستغل رغبتهم في نتائج سريعة.
البدائل الأكثر فعالية للصقات التخسيس في الصيدليات
إذا كنت جاداً في فقدان الوزن، فإليك بعض الطرق المدعومة علمياً لخسارة الوزن “weight loss“ومنها الآتي:
-
- نظام غذائي صحي ومتوازن مع تقليل السعرات الحرارية.
- ممارسة الرياضة بانتظام، خاصة التمارين الهوائية والمقاومة، والتي تُسرّع الحرق وتساعد على بناء العضلات، مما يزيد من معدل الأيض.
- استشارة طبيب تغذية أو أخصائي سمنة.
- في بعض الحالات، قد يوصي الطبيب بأدوية مرخصة أو إجراءات طبية مثل البالون أو التكميم.
هل تناسب لصقات التخسيس الجميع؟
رغم أنها تبدو مناسبة للجميع، إلا أن لصقات التخسيس لا تناسب بعض الفئات:
-
- الأطفال والمراهقون: لا يُنصح باستخدامها في هذه الفئة العمرية نظرًا لعدم وجود دراسات كافية.
- الحوامل والمرضعات: المكونات النشطة قد تؤثر على الجنين أو تُفرز في الحليب.
- مرضى الجلد أو الأكزيما: قد تسبب تهيجًا أو تزيد من تفاقم الحالة.
- من يعانون من السمنة المفرطة: اللصقات لن تكون فعالة بمفردها، ويُفضل التوجه لخطة علاجية شاملة بإشراف طبي.
أما الأشخاص الذين قد يستفيدون منها نسبيًا، فهم الذين يعانون من زيادة وزن بسيطة، ويريدون وسيلة مساعدة مع التمارين ونظام الأكل.
الفرق بين لصقات التخسيس والمنتجات الموضعية الأخرى
كثير من الناس يخلطون بين لصقات التخسيس والمنتجات الموضعية مثل الكريمات أو الجِلات التي توضع على الجسم، لذا من المهم توضيح الفرق:
لصقات التخسيس
-
- تعتمد على إطلاق مواد فعالة عبر الجلد إلى الدم.
- تُرتدى لعدة ساعات يوميًا.
- يزعم مصنعوها أنها تؤثر على الجسم من الداخل (الشهية أو الأيض).
كريمات التخسيس الموضعية
-
- تُستخدم عن طريق التدليك المباشر على الجلد.
- غالبًا ما تحتوي على مواد مثل الكافيين أو المنثول أو الفلفل الحار.
- تأثيرها مؤقت غالبًا، ويقتصر على تحفيز الدورة الدموية أو تقليل احتباس الماء، مما يعطي مظهرًا أنحف مؤقتًا.
الخلاصة: لصقات التخسيس في الصيدليات قد تبدو كخيار جذاب وسهل، لكنها ليست الحل السحري الذي يعد به البعض. لا توجد دلائل قوية على فعاليتها، وبعضها قد يكون له أضرار جانبية. الطريقة المثلى لفقدان الوزن ما زالت كما كانت: تغذية صحية، حركة مستمرة، وإرادة قوية.
أقرأي أيضًا” هل أدوية التخسيس تؤثر على الدورة الشهرية؟”