أعراض فيروس الورم الحليمي عند النساء
فيروس الورم الحليمي البشري (Human Papillomavirus – HPV)
فيروس الورم الحليمي البشري (Human Papillomavirus – HPV) هو عدوى فيروسية شائعة تنتقل بشكل أساسي عن طريق الاتصال الجنسي. يتضمن أكثر من 200 نوعًا فرعيًا، يُصنف بعضها على أنه منخفض الخطورة (Low-risk types) وقد يسبب ثآليل (warts)، والبعض الآخر عالي الخطورة (High-risk types) وله ارتباط مباشر بحدوث سرطان عنق الرحم (Cervical cancer)، بالإضافة إلى أنواع أخرى من السرطان.
HPV يصيب الخلايا الطلائية (epithelial cells) التي تغطي الجلد والأغشية المخاطية للفم، الحلق، الأعضاء التناسلية، وعنق الرحم. وتعد النساء أكثر عرضة لمضاعفات الفيروس نظرًا لاحتمالية تطوره إلى أمراض خبيثة في الجهاز التناسلي لذا من المهم معرفة أعراض فيروس الورم الحليمي عند النساء.
كيف ينتقل فيروس HPV
ينتقل فيروس الورم الحليمي البشري في أغلب الحالات عبر:
- العلاقات الجنسية بكافة أنواعها (مهبلية، فموية، شرجية)، حتى لو لم يتم الإيلاج الكامل.
- الملامسة الجلدية المباشرة للمنطقة التناسلية.
- في حالات نادرة: من الأم إلى الجنين أثناء الولادة.
- من المهم التوضيح أن استخدام الواقي الذكري يقلل من خطر الإصابة، لكنه لا يمنع العدوى بالكامل، لأن الفيروس قد يتواجد على مناطق غير مغطاة بالواقي.
أنواع فيروس الورم الحليمي البشري
تنقسم الأنواع إلى:
الأنواع منخفضة الخطورة (Low-risk HPV types)
- لا تؤدي عادة إلى السرطان.
- تسبب ثآليل تناسلية (Genital warts) أو ثآليل جلدية (Common warts).
- أبرز الأنواع: HPV-6 و HPV-11.
- لذا من المهم معرفة أعراض فيروس الورم الحليمي عند النساء.
الأنواع عالية الخطورة (High-risk HPV types)
- قادرة على إحداث تغيرات سرطانية في الخلايا.
- مسؤولة عن أكثر من 70% من حالات سرطان عنق الرحم.
- أبرز الأنواع: HPV-16 و HPV-18.
- لذا من المهم معرفة أعراض فيروس الورم الحليمي عند النساء.
أعراض فيروس الورم الحليمي عند النساء
في كثير من الحالات، لا تظهر أعراض فيروس الورم الحليمي عند النساء، لذلك يُلقب بـ “العدوى الصامتة”. ولكن عند ظهور الأعراض، فإنها تختلف حسب نوع الفيروس ومكان الإصابة:
أعراض فيروس الورم الحليمي عند النساء الناتجة عن الأنواع منخفضة الخطورة
ثآليل تناسلية (Genital warts):
- تظهر على الفرج (Vulva)، المهبل (Vagina)، عنق الرحم (Cervix)، أو حول الشرج (Anus).
- شكلها قد يكون مسطح أو بارز، منفرد أو على شكل عنقود يُشبه زهرة القرنبيط (Cauliflower-like).
- لا تكون مؤلمة غالبًا، لكن قد تُسبب حكة أو انزعاجًا.
- ثآليل جلدية على اليدين أو القدمين أو الوجه أحيانًا.
أعراض فيروس الورم الحليمي عند النساء الناتجة عن الأنواع عالية الخطورة
في المراحل المبكرة، لا تظهر أعراض واضحة. لكن مع تطور الحالة، قد تظهر أعراض مثل:
- نزيف مهبلي غير طبيعي، خاصة بعد العلاقة أو بين الدورات الشهرية.
- إفرازات مهبلية ذات رائحة كريهة.
- ألم في الحوض أو خلال العلاقة الجنسية.
- أعراض سرطان عنق الرحم المتقدمة: مثل فقدان الوزن، تعب مزمن، تورم الساقين.
الفرق بين الأنواع منخفضة وعالية الخطورة
الأنواع منخفضة الخطورة Low-risk HPV
تشمل:
- HPV-6، HPV-11، وغيرها.
تسبب:
- الثآليل التناسلية (Genital Warts).
- ثآليل الحلق في حالات العدوى الفموية.
- لا تؤدي إلى سرطانات، لكنها مزعجة ومعدية.
الأنواع عالية الخطورة High-risk HPV
تشمل:
- HPV-16، HPV-18، HPV-31، HPV-45، وغيرها.
تسبب:
- سرطان عنق الرحم (Cervical Cancer).
- سرطان الفرج (Vulvar Cancer).
- سرطان المهبل (Vaginal Cancer).
- سرطان الشرج (Anal Cancer).
- سرطان الحلق (Oropharyngeal Cancer).
- تغيّرات قبل سرطانية (Precancerous lesions) تظهر أولًا ثم تتطور ببطء.
تأثير الفيروس على الأعضاء التناسلية والحلق
عنق الرحم (Cervix)
- الإصابة المزمنة بالأنواع عالية الخطورة تسبب تغيرات في خلايا عنق الرحم (Cervical dysplasia).
- قد تتطور إلى سرطان عنق الرحم (Cervical Cancer) دون أعراض واضحة.
المهبل والفرج (Vagina and Vulva)
- من أعراض فيروس الورم الحليمي عند النساء في المهبل والفرج أنه قد تظهر ثآليل، أو تغيّرات قبل سرطانية.
- سرطان المهبل والفرج أقل شيوعًا من سرطان عنق الرحم، لكنه مرتبط أيضًا بـ HPV.
الشرج والمستقيم (Anus and Rectum)
- خاصة لدى من لديهم علاقات شرجية أو ضعف مناعي.
- يسبب ثآليل شرجية أو سرطان الشرج.
الفم والحلق (Oropharynx)
- نتيجة العلاقات الفموية.
- قد يؤدي إلى سرطان الحلق (Throat Cancer) أو اللسان أو اللوزتين.
العلاقة بين فيروس الورم الحليمي وسرطان عنق الرحم
يعد HPV السبب الرئيسي في أكثر من 95% من حالات سرطان عنق الرحم حول العالم.
أكثر الأنواع ارتباطًا بالسرطان
- HPV-16: موجود في حوالي 50% من الحالات.
- HPV-18: حوالي 20%.
تتطور الإصابة عبر مراحل
- عدوى HPV.
- تغيرات خفيفة في الخلايا (Low-grade dysplasia).
- تغيرات متوسطة إلى شديدة (High-grade dysplasia).
- السرطان الغزوي (Invasive Cervical Cancer).
- معدل تطور السرطان بعد العدوى قد يستغرق 10 إلى 20 سنة، لذا الفحوصات الدورية ضرورية.
- لذا من المهم معرفة أعراض فيروس الورم الحليمي عند النساء.
الحالات بدون أعراض (Asymptomatic HPV)
كثير من النساء المصابات لا تظهر عليهن أي أعراض لسنوات.
قد يكتشف الفيروس بالصدفة أثناء:
- مسحة عنق الرحم (Pap Smear).
- اختبار HPV DNA.
الفيروس قد يختفي تلقائيًا في 1-2 سنة بفضل الجهاز المناعي.
التشخيص الطبي
اختبار مسحة عنق الرحم (Pap Smear):
- يُجرى للنساء بين 21 و65 عامًا.
- يكشف التغيرات في خلايا عنق الرحم.
- لا يكشف نوع الفيروس، لكن يكشف آثاره.
اختبار الحمض النووي للفيروس (HPV DNA Test):
- يكشف وجود الأنواع عالية الخطورة من الفيروس.
- يُستخدم مع أو بعد مسحة عنق الرحم.
منظار عنق الرحم (Colposcopy):
- يستخدم لفحص التغيرات الظاهرة وتحديد موضع الإصابة.
- قد يتضمن أخذ خزعة (Biopsy).
العلاجات والأدوية
لا يوجد علاج شافٍ للفيروس نفسه، ولكن يمكن علاج الأعراض والتغيرات الناتجة عنه:
أدوية الثآليل التناسلية
- Imiquimod (إيميكويمود) – كريم يحفّز المناعة الموضعية.
- Podofilox (بودوفيلوكس) – محلول يوقف نمو الثآليل.
- Sinecatechins (سينيكاتيكينز) – مستخلص من الشاي الأخضر.
- Trichloroacetic acid (TCA) – مادة كاوية تستخدم لحرق الثآليل.
العلاجات الجراحية
- الكي الكهربائي (Electrocautery).
- التجميد بالنيتروجين السائل (Cryotherapy).
- الليزر (Laser ablation).
- الاستئصال الجراحي في حالات التغيرات ما قبل السرطانية.
الوقاية من الإصابة
اللقاحات (Vaccines)
أكثر الطرق فعالية لحماية النساء والفتيات قبل التعرض للفيروس.
أنواع اللقاحات:
- Gardasil 9 (جارداسيل ٩):
يحمي من 9 أنواع من HPV (منها 6 و11 و16 و18). - Cervarix (سيرفاريكس):
يحمي من النوعين 16 و18 فقط.
جدول اللقاح:
- العمر الأمثل: 9 إلى 14 سنة (جرعتان).
- من 15 إلى 26 سنة (ثلاث جرعات).
- قد يُعطى حتى عمر 45 سنة في بعض الحالات بعد استشارة الطبيب.
السلوكيات الوقائية
- تجنّب العلاقات غير المحمية.
- الاستخدام الصحيح للواقي الذكري.
- الفحص الدوري.
نصائح طبية مهمة للنساء
- إجراء مسحة عنق الرحم كل 3 سنوات بدءًا من عمر 21.
- تلقي اللقاح مبكرًا قبل الزواج.
- التوقف عن التدخين لأنه يزيد خطر تطور السرطان.
- المتابعة المنتظمة مع طبيبة النساء عند أي إفرازات أو نزيف غير طبيعي.
تأثير فيروس الورم الحليمي على الحامل
- لا يمنع الفيروس حدوث الحمل.
- في معظم الحالات، لا يؤثر الفيروس على الجنين أو الحمل.
- بعض النساء تظهر لديهن ثآليل تناسلية كبيرة أثناء الحمل نتيجة ضعف المناعة، وقد تعيق الولادة المهبلية.
- نادرًا جدًا:
قد ينتقل الفيروس للطفل أثناء الولادة ويؤدي إلى مرض يُعرف بـ الورم الحليمي التنفسي المتكرر (Recurrent Respiratory Papillomatosis). - المتابعة:
يتم تأجيل العلاج الجراحي للثآليل إلا إذا كانت تؤثر على قناة الولادة. - لا يُنصح بأخذ اللقاح أثناء الحمل، بل قبله.
الخلاصة
فيروس الورم الحليمي البشري من أكثر العدوى الفيروسية الجنسية انتشارًا، وأخطرها في تأثيره على صحة المرأة الإنجابية لذا من المهم معرفة أعراض فيروس الورم الحليمي عند النساء. لا تُظهر العدوى غالبًا أي أعراض في بداياتها، لكنها قد تتطور لتغيرات خطيرة، أهمها سرطان عنق الرحم.
الفحص الدوري، اللقاحات، والوعي الصحي من أهم طرق الوقاية. وفي حال الإصابة، فإن المتابعة الطبية والعلاج المبكر كفيلان بالسيطرة على تطور المرض والحد من أعراض فيروس الورم الحليمي عند النساء.