ألم في عظام الحوض والعانة بعد الولادة

ألم في عظام الحوض والعانة بعد الولادة

ألم في عظام الحوض والعانة بعد الولادة

جدول المحتوي

ألم في عظام الحوض والعانة بعد الولادة

تعاني العديد من النساء من ألم في عظام الحوض والعانة بعد الولادة (Labour)، وهو أمر طبيعي نتيجة للتغيرات الجسدية التي تحدث أثناء الحمل والولادة. يختلف هذا الألم من حيث الشدة والمدة من امرأة لأخرى، وقد يؤثر على الحركة والأنشطة اليومية. في هذه المقالة، سنستعرض الأسباب التي تؤدي إلى ألم في عظام الحوض والعانة بعد الولادة وطرق علاجها، وكيفية الوقاية منها لضمان تعافٍ سريع وصحي للأم بعد الولادة.

ألم في عظام الحوض والعانة بعد الولادة

الأسباب التي تؤدي إلى ألم في عظام الحوض والعانة بعد الولادة

هناك أسباب عديدة تؤدي إلى ألم في عظام الحوض والعانة بعد الولادة ، أهم هذه الأسباب ما يلي :

ارتخاء الأربطة والمفاصل

خلال الحمل، يفرز الجسم هرمون الريلاكسين (Relaxin Hormone)، وهو المسؤول عن ارتخاء الأربطة والمفاصل في منطقة الحوض لتسهيل توسع القناة الولادية أثناء الولادة. بعد الولادة، يستغرق الجسم بعض الوقت حتى تعود الأربطة والمفاصل إلى وضعها الطبيعي، مما قد يسبب عدم استقرار في الحوض وألمًا عند الحركة، خاصة عند المشي أو تبديل وضعية الجسم.

 تمدد عظام الحوض

عظام الحوض تتمدد تدريجيًا طوال فترة الحمل لتوفير مساحة أكبر للجنين، ثم تتوسع بشكل أكبر أثناء الولادة. بعد الولادة، لا تعود العظام فورًا إلى وضعها الطبيعي، بل تستغرق عدة أسابيع أو حتى أشهر. خلال هذه الفترة، قد تشعر المرأة ب ألم في عظام الحوض والعانة بعد الولادة نتيجة الضغط المتكرر على هذه العظام أثناء الحركة أو الجلوس لفترات طويلة.

إصابة الارتفاق العاني (Symphysis Pubis Dysfunction – SPD)

الارتفاق العاني هو المفصل الليفي الذي يربط بين عظمتي العانة في مقدمة الحوض. في بعض الحالات، قد يحدث تمدد زائد أو انفصال طفيف في هذا المفصل أثناء الولادة، مما يؤدي إلى ألم حاد في العانة، يزداد سوءًا مع المشي أو الوقوف على ساق واحدة أو صعود السلالم. بعض النساء قد يشعرن بفرقعة أو طقطقة في الحوض عند الحركة.

ألم في عظام الحوض والعانة بعد الولادة

 ضغط الأعصاب في منطقة الحوض

أثناء الولادة، خاصة الولادة الطبيعية المطولة (بسبب الرحم المقفل) أو عند استخدام الأدوات مثل الملقط أو الشفاط، قد يحدث ضغط على الأعصاب في منطقة الحوض، مما يؤدي إلى ألم يمتد إلى العانة، الوركين، الفخذين، وحتى أسفل الظهر. قد يصاحب ذلك شعور بالخدر أو الوخز في بعض المناطق. الضغط العصبي قد يستمر لأسابيع، لكنه عادةً يتحسن تدريجيًا مع مرور الوقت.

 الإجهاد العضلي بعد الولادة

الولادة مجهدة للعضلات المحيطة بالحوض، خاصة عضلات قاع الحوض وعضلات العانة، حيث تتعرض للتمدد الشديد أثناء دفع الجنين للخارج. بعد الولادة، قد تصبح هذه العضلات ضعيفة ومؤلمة، مما يؤدي إلى شعور بعدم الراحة عند الوقوف أو الجلوس لفترات طويلة. في بعض الحالات، قد تتسبب الولادة الطبيعية في تمزقات عضلية طفيفة تزيد من الألم أثناء التبول أو عند القيام بحركات مفاجئة.

تأثير الولادة القيصرية والتخدير

إذا كانت الولادة قيصرية، فقد يكون هناك ألم في الحوض بسبب الجراحة نفسها، حيث يتم قطع بعض الأنسجة والعضلات في منطقة أسفل البطن. بالإضافة إلى ذلك، التخدير النصفي المستخدم في الولادة قد يؤثر على الأعصاب المحيطة بالحوض، مما يؤدي إلى إحساس بالألم أو الخدر لعدة أيام بعد الولادة.

أعراض أخرى مصاحبة لألم في عظام الحوض والعانة بعد الولادة

بعد عملية الولادة سواء كانت طبيعية أو قيصرية ، قد تعاني الأم من الأعراض الأتية:

  • الشعور بألم في منطقة العانة أو الوركين.
  •  صعوبة في المشي أو الوقوف لفترات طويلة.
  •  زيادة الألم عند تغيير الوضعية، مثل النهوض من السرير أو المشي على سطح غير مستوٍ.
  •  شعور بضعف أو عدم استقرار في منطقة الحوض.
  •  أحيانًا، قد يمتد الألم إلى الفخذين أو أسفل الظهر.

طرق العلاج والتخفيف من ألم في عظام الحوض والعانة بعد الولادة

توجد طرق مختلفة ومتنوعة للتخفيف من الشعور بألم في عظام الحوض والعانة بعد الولادة ، إليكي أمثلة عليها :

  •  الراحة وتجنب المجهود الزائد: من الضروري أن تحصل الأم على قسط كافٍ من الراحة، مع تجنب الوقوف أو المشي لفترات طويلة لتخفيف الضغط على المفاصل والعضلات.
  •  تمارين تقوية عضلات الحوض: يمكن أن تساعد تمارين كيجل وتمارين تقوية عضلات الحوض على استعادة قوة العضلات وتحسين استقرار المفاصل. يجب استشارة مختص في العلاج الطبيعي قبل البدء بهذه التمارين.
  •  العلاج الطبيعي والتدليك: يساعد العلاج الطبيعي وتمارين التمدد والتدليك على تحسين الدورة الدموية وتخفيف التشنجات العضلية في منطقة الحوض والعانة.
  •  استخدام الكمادات الباردة والدافئة: يمكن وضع كمادات باردة أو دافئة على منطقة الحوض والعانة لتخفيف الالتهاب وتخفيف الألم. يفضل استخدام الكمادات الباردة في الأيام الأولى بعد الولادة، ثم التحول إلى الكمادات الدافئة لاحقًا.
  •  ارتداء حزام دعم الحوض:  يساعد حزام دعم الحوض في تقليل الضغط على المفاصل وتثبيت العظام في وضع مريح، مما يساعد في تخفيف الألم وتحسين الحركة.
  •  استخدام مسكنات الألم عند الحاجة: إذا كان الألم شديدًا، يمكن استخدام مسكنات الألم مثل الباراسيتامول أو الإيبوبروفين بعد استشارة الطبيب.
  •  تحسين الوضعية أثناء الرضاعة والجلوس: ينبغي استخدام وسائد الدعم أثناء الرضاعة وتجنب الجلوس لفترات طويلة في وضعيات غير مريحة لتقليل الضغط على منطقة الحوض والعانة.
  •  ممارسة اليوغا أو التمارين الخفيفة: يمكن أن تسهم تمارين اليوغا والتمدد في تعزيز مرونة المفاصل وتخفيف التوتر العضلي في منطقة الحوض.
    ألم في عظام الحوض والعانة بعد الولادة

متى يجب استشارة الطبيب؟

ليس كل شعور بألم في عظام الحوض والعانة بعد الولادة يستدعي الذهاب إلى الطبيب لأنه غالبا ما سيختفي هذا الأم تدريجيا ، ولكن يجب استشارة الطبيب في الحالات التالية:

  • إذا استمر الألم لفترة طويلة بعد الولادة دون تحسن.
  • إذا كان الألم شديدًا لدرجة تعيق الحركة أو القيام بالأنشطة اليومية.
  • إذا كان هناك تورم أو احمرار في منطقة العانة أو الحوض.
  • إذا كان هناك شعور بتنميل أو ضعف في الساقين. لمزيد من المعلومات انظري: (أسباب تنميل الجسم).

الوقاية من ألم عظام الحوض والعانة بعد الولادة

للوقاية من الشعور بألم في عظام الحوض والعانة بعد الولادة ولمنع حدوث ذلك ، عليكي بالأتي:

  • ممارسة التمارين المناسبة أثناء الحمل: تساعد تمارين مثل المشي وتمارين الحوض على تقوية العضلات وتحسين استقرار المفاصل.
  • الحفاظ على وضعية جسم صحيحة: يجب تجنب الجلوس أو الوقوف في وضعيات غير مريحة لفترات طويلة.
  • استخدام وسائد دعم أثناء النوم: وضع وسادة بين الركبتين أثناء النوم يساعد في تقليل الضغط على الحوض.
  • الابتعاد عن حمل الأشياء الثقيلة: لأن ذلك قد يزيد من الضغط على المفاصل والعضلات.
  • نظام غذائي جيد: اتباع نظام غذائي غني بالكالسيوم (Calcium) وفيتامين د (Vitamin D) من الأشياء الهامة لتعزيز صحة العظام والمفاصل، مثل الأسماك ، الخضراوات ، البقوليات ومنتجات الأبان.

الخاتمة

ألم عظام الحوض والعانة بعد الولادة هو مشكلة شائعة، لكنها غالبًا ما تتحسن مع مرور الوقت ومع اتباع العلاجات المناسبة. من المهم أن تعتني الأم بصحتها وتمنح جسدها الوقت الكافي للتعافي، وفي حال استمرار الألم أو تفاقمه، يجب استشارة الطبيب لتحديد السبب والعلاج المناسب.

Facebook
X
Telegram
LinkedIn
Tumblr
Reddit

طبيب بشري حاصل على بكالوريوس الطب والجراحة جامعة بني سويف

مقالات

مقالات ذات صلة

Scroll to Top