شكل إفرازات التبويض الممتاز
تُعد إفرازات التبويض من المؤشرات الحيوية التي تُظهر تغيرات طبيعية في جسم المرأة خلال الدورة الشهرية، وتلعب دورًا مهمًا في تحديد فترة الخصوبة. فهي إفرازات مهبلية تتغير طبيعتها خلال الدورة الشهرية، وتعكس هذه التغيرات التغيرات الهرمونية التي تحدث في جسم المرأة، وتساعد هذه الإفرازات على تهيئة البيئة المناسبة للحيوانات المنوية لتخصيب البويضة. في هذه المقالة، سنتناول شكل إفرازات التبويض الممتاز “Ovulation“، خصائصها الدقيقة، وأهميتها في عملية التخصيب ومراقبة الدورة الشهرية.
ما هي إفرازات التبويض؟
إفرازات التبويض هي الإفرازات التي تخرج من عنق الرحم خلال فترة الإباضة، وتحدث هذه الفترة عادةً في منتصف الدورة الشهرية. يُحدث ارتفاع مستوى هرمون الإستروجين قبل الإباضة تغيرات في قوام الإفرازات، حيث تصبح أكثر شفافية ولزوجة، مما يُتيح للحيوانات المنوية إمكانية الحركة بحرية للوصول إلى البويضة وتسهيل عملية الإخصاب.
متى تظهر إفرازات التبويض الممتازة؟
تبدأ إفرازات التبويض بالتغير قبل حوالي 5-6 أيام من الإباضة، وتصبح أكثر وضوحًا قبل يوم أو يومين من الإباضة، وتستمر لمدة 1-2 يوم بعد الإباضة.
الخصائص التفصيلية لإفرازات التبويض الممتاز
تُعد مراقبة إفرازات المهبل طريقة فعّالة وطبيعية لمعرفة فترة التبويض، إذ يتغير قوام وكثافة الإفرازات تبعًا لتأثيرات الهرمونات المختلفة. خلال الدورة الشهرية، يُفرز الجهاز التناسلي إفرازات ذات خصائص متنوعة، ولكن الإفرازات التي تظهر في فترة التبويض تمتاز بخصائص مميزة تُسهل عملية وصول الحيوانات المنوية إلى البويضة. من أهم تلك الخصائص ما يلي:
-
- اللون والشفافية: تكون الإفرازات في هذه الفترة شفافة، أي لا تحمل أي لون يميزها عن الإفرازات العادية.
- الشفافية: تمتاز بوضوحها وكأنها ماء نظيف، مما يشير إلى خلوها من الالتهابات أو التلوث.
- القوام والملمس: تتصف إفرازات التبويض الممتاز بالإطالة والمطاطية؛ حيث يمكن سحبها بين الأصابع دون أن تنقطع فجأة.
- اللزوجة: تكون إفرازات التبويض الممتاز لزجة بشكل معتدل، مما يسهل انتقال الحيوانات المنوية عبر قناة عنق الرحم دون أن تكون سائلة جدًا أو كثيفة بشكل يمنع الحركة.
- الكمية والتوزيع: عادةً ما تزداد كمية الإفرازات في هذه الفترة مقارنة بباقي أيام الدورة، مما يجعل ملاحظتها أسهل.
- التوزيع: تخرج الإفرازات بشكل مستمر خلال فترة الإباضة مما يعطي مؤشرًا واضحًا على ذروة الخصوبة.
الآليات الهرمونية وراء التغير في الإفرازات المهبلية
تلعب الهرمونات دورًا رئيسيًا في تشكيل خصائص إفرازات التبويض ومنها:
-
- هرمون الإستروجين: يرتفع مستوى الإستروجين مع اقتراب فترة الإباضة، مما يُحفز الغدد المخاطية في عنق الرحم لإنتاج إفرازات شفافة ولزجة. يُعتبر هذا الهرمون المسؤول عن إعطاء الإفرازات شكلها المميز الذي يشبه بياض البيض النيء.
- هرمون البروجستيرون: بعد الإباضة، يبدأ مستوى البروجستيرون بالارتفاع مما يؤدي إلى تغير في طبيعة الإفرازات، حيث تصبح أكثر كثافة وأقل شفافية، مما يُشير إلى نهاية فترة التبويض.
أهمية إفرازات التبويض في عملية الخصوبة
-
- تسهيل حركة الحيوانات المنوية: تُسهم الإفرازات الممتازة في خلق بيئة مناسبة تسمح للحيوانات المنوية بالسفر عبر عنق الرحم بسهولة، وتساعد في حمايتها من الظروف الحمضية التي قد تكون ضارة لها.
- كما تؤدي الإفرازات إلى تغذية الحيوانات المنوية وإطالة فترة بقائها حية داخل الجهاز التناسلي، مما يزيد من فرص الإخصاب.
- دلالة على فترة الخصوبة: تعتبر الإفرازات الشفافة والمطاطة علامة واضحة على ذروة الخصوبة، ويمكن للمرأة من خلالها تحديد الأيام التي يكون فيها احتمال الحمل أعلى. يساعد تتبع هذه الإفرازات في التخطيط للحمل أو تجنب الحمل حسب الرغبة، كونه أحد الأساليب الطبيعية والغير مكلفة لمراقبة الدورة.
الفرق بين إفرازات التبويض الطبيعية والإفرازات غير الطبيعية
إفرازات التبويض الطبيعية تكون نتيجة التغيرات الهرمونية خلال دورة الحيض، وهي مؤشر صحي على الإباضة. للتفريق بينها وبين الإفرازات التي قد تشير إلى مشكلة، يمكن النظر إلى عدة عوامل:
اللون والقوام
-
- الإفرازات الطبيعية: شفافة أو بيضاء، تشبه بياض البيض النيء. كما تكون لزجة ومطاطة، مما يسهل حركة الحيوانات المنوية. ولا تحتوي على كتل أو مظهر جبني.
- بينما الإفرازات غير الطبيعية: تكون صفراء، خضراء، رمادية أو بنية، سميكة جداً، كريمية، أو تحتوي على كتل (مظهر جبني). أحيانًا قد تكون مائية جداً أو رغوية.
الرائحة
-
- الإفرازات الطبيعية: عديمة الرائحة أو ذات رائحة خفيفة غير كريهة.
- الإفرازات غير الطبيعية: رائحة كريهة أو قوية، مثل رائحة السمك، قد تشير إلى التهابات بكتيرية أو فطرية.
الحكة أو التهيج
-
- الإفرازات الطبيعية: لا تسبب حكة أو حرقان.
- الإفرازات غير الطبيعية: يرافقها حكة، حرقة، أو احمرار في منطقة المهبل، مما قد يدل على عدوى فطرية أو بكتيرية.
الكمية
-
- الإفرازات الطبيعية: تزيد بشكل مؤقت أثناء التبويض ثم تعود لطبيعتها.
- الإفرازات غير الطبيعية: زيادة ملحوظة ومستمرّة، خاصة إذا كانت مصحوبة بأعراض أخرى.
أسباب الإفرازات غير الطبيعية
-
- التهابات فطرية (مثل الكانديدا): إفرازات بيضاء سميكة تشبه الجبن، مع حكة.
- التهابات بكتيرية (مثل التهاب المهبل البكتيري): إفرازات رمادية أو بيضاء برائحة قوية.
- الأمراض المنقولة جنسياً: إفرازات صفراء أو خضراء، مع رائحة كريهة وألم.
في حال ظهور أي أعراض غير طبيعية، من الأفضل استشارة الطبيب للفحص والتشخيص الدقيق.
التغيرات المصاحبة لإفرازات التبويض خلال الدورة الشهرية
-
- بعد انتهاء الدورة الشهرية: تكون الإفرازات قليلة أو غير موجودة، وقد تشعر المرأة بالجفاف.
- قبل التبويض: تبدأ الإفرازات بالظهور تدريجيًا، وتكون لزجة ولونها أبيض أو كريمي.
- خلال التبويض: تصبح الإفرازات شفافة وزلقة ومطاطية، كما ذكرنا سابقًا.
- بعد التبويض: تقل كمية الإفرازات تدريجيًا، وتصبح أكثر لزوجة وكثافة، وقد يتغير لونها إلى الأبيض أو الأصفر.
نصائح عملية لمتابعة صحة الجهاز التناسلي
-
- المحافظة على النظافة الشخصية: ينصح بغسل المنطقة الحساسة بانتظام باستخدام منتجات مناسبة للحفاظ على التوازن الطبيعي للميكروبات.
- تجنب المواد الكيميائية القاسية: مثل الصابون المعطر والمنظفات القوية التي قد تؤثر على طبيعة الإفرازات.
- الاهتمام بالتغذية والنمط الصحي: التغذية المتوازنة وممارسة الرياضة قد تؤثر إيجابيًا على صحة الجهاز التناسلي والدورة الشهرية.
- استشارة الطبيب: في حال ظهور إفرازات غير معتادة أو إذا كنت تشكين في وجود مشكلة صحية، يجب مراجعة أخصائي النسائية للتقييم والفحص اللازم.
في النهاية، إفرازات التبويض الممتازة ليست مجرد ظاهرة طبيعية فحسب، بل هي مؤشر هام على صحة الدورة الشهرية وذروة الخصوبة. بمراقبة هذه الإفرازات والتعرف على خصائصها الدقيقة، يمكن للمرأة فهم جسمها بشكل أفضل، مما يساعدها في التخطيط للحمل أو تجنب حدوثه بطريقة طبيعية.
أقرأي أيضًا” إفرازات التبويض التي تدل على الحمل، أعراض الحمل في أول عشرة أيام“