أعراض الحمل في أول عشرة أيام: العلامات المبكرة التي عليكِ معرفتها.

أعراض الحمل في أول عشرة أيام

في الأيام الأولى من الحمل “Pregnancy“، قد تواجه المرأة بعض الأعراض المبكرة التي تشير إلى حدوث تغييرات داخل جسمها نتيجة لتخصيب البويضة واستقرارها في الرحم. تُعد هذه الفترة حساسة ومهمة، حيث تبدأ الهرمونات، مثل هرمون الحمل (HCG) والبروجستيرون، في الارتفاع تدريجيًا، مما يؤدي إلى ظهور علامات مبكرة. تشمل هذه الأعراض التعب المفاجئ، والغثيان الخفيف، وأحيانًا نزيفًا خفيفًا يعرف بنزيف الانغراس، بالإضافة إلى تقلصات خفيفة تشبه آلام الدورة الشهرية. التعرف على هذه الإشارات في وقت مبكر يساعد المرأة على التأكد من حملها واتخاذ الخطوات اللازمة للحفاظ على صحتها وصحة جنينها. في هذه المقالة، سنستعرض بالتفصيل أبرز أعراض الحمل في أول عشرة أيام وكيفية التعامل معها.

أعراض الحمل في أول عشرة أيام

خلال الأيام العشرة الأولى بعد حدوث إخصاب للبويضة في الرحم، تبدأ بعض الأعراض الطفيفة بالظهور نتيجة للتغيرات الهرمونية السريعة. إليكِ أبرز أعراض الحمل في أول عشرة أيام كالآتي:

نزيف الانغراس (Implantation Bleeding)

يحدث نزيف الانغراس عندما تلتصق البويضة المُخصبة بجدار الرحم، وهو أمر يحدث عادةً بين اليوم السادس والعاشر بعد الإخصاب. يظهر هذا النزيف على شكل بقع خفيفة، ذات لون وردي أو بني، ويستمر ليوم أو يومين فقط. يكون النزيف خفيفًا وغير مشابه لنزيف الدورة الشهرية، ولا يترافق مع تكتلات دموية. عادة ما يحدث النزيف لأن عملية الانغراس تُسبب تمزقًا طفيفًا في الأوعية الدموية لبطانة الرحم، مما يؤدي إلى نزول هذه البقع الدموية.

زيادة الإفرازات المهبلية

في أول عشرة أيام من الحمل، قد تلاحظ المرأة زيادة في الإفرازات المهبلية التي تكون بيضاء حليبية أو شفافة وذات قوام سميك أو مائي، وهي طبيعية نتيجة لارتفاع مستويات هرمون الإستروجين وزيادة تدفق الدم إلى منطقة الحوض نتيجة الحمل. أحيانًا، قد تظهر بقع دم خفيفة تُعرف بنزيف الانغراس، وتكون وردية أو بنية اللون، نتيجة التصاق البويضة المخصبة بجدار الرحم. هذه الإفرازات لا ينبغي أن تكون مصحوبة برائحة كريهة أو حكة، وفي حال حدوث ذلك، يُفضل استشارة الطبيب لأنها قد تشير إلى عدوى.

التقلصات والانزعاج أسفل البطن

قد تشعر بعض النساء بتقلصات خفيفة في أسفل البطن، تشبه التقلصات التي تحدث قبل الدورة الشهرية، لكنها تكون أقل حدة. هذه التقلصات هي نتيجة لعملية انغراس البويضة في جدار الرحم والتغيرات المبكرة التي تحدث فيه. يمكن التعامل مع هذه التقلصات من خلال الاسترخاء أو استخدام كمادات دافئة للتخفيف من حدة التقلصات، مع تجنب تناول مسكنات دون استشارة الطبيب.

ألم وانتفاخ الثديين

تُعد حساسية الثديين وانتفاخهما من أولى علامات الحمل، حيث تبدأ مستويات هرمونَي الإستروجين والبروجستيرون في الارتفاع فور حدوث الحمل، مما يسبب هذه التغيرات. قد تلاحظ المرأة أيضًا تغير لون الحلمات أو بروز الأوردة على سطح الثديين. يُنصح بارتداء حمالة صدر مريحة وداعمة قد يساعد في التخفيف من هذا الألم.

التعب والإرهاق الشديد

يعتبر التعب من أكثر أعراض الحمل شيوعًا في هذه المرحلة المبكرة، ويعود ذلك إلى ارتفاع مستويات هرمون البروجستيرون، مما يسبب شعورًا بالخمول والرغبة المستمرة في النوم. الحصول على قسط كافٍ من الراحة، وتناول وجبات خفيفة غنية بالبروتين يمكن أن يساعد في مواجهة هذا الإرهاق.

الغثيان (Morning Sickness)

على الرغم من أن الغثيان الصباحي يظهر عادةً في الأسبوع السادس، إلا أن بعض النساء قد يشعرن به في وقت مبكر جدًا. السبب في ذلك هو زيادة مستويات هرمون موجهة الغدد التناسلية المشيمية (hCG) التي يُنتجها الجسم بعد الحمل. تناول وجبات صغيرة ومتكررة، وتجنب الأطعمة ذات الروائح القوية، وشرب شاي الزنجبيل يمكن أن يساعد في تخفيف هذه الأعراض.

زيادة التبول

خلال الأيام الأولى من الحمل، يزداد تدفق الدم إلى الكلى، مما يؤدي إلى زيادة التبول. بالإضافة إلى ذلك، يرتفع مستوى هرمون الحمل (hCG)، الذي يحفز الكلى على العمل بفعالية أكبر. لذا يجب الحفاظ على شرب كميات كافية من الماء، مع مراعاة الذهاب للحمام فور الحاجة.

تغيرات في الشهية والروائح

قد تلاحظين نفورًا مفاجئًا من بعض الأطعمة أو الروائح التي كنت تحبينها، أو على العكس، رغبة شديدة في تناول أطعمة معينة. هذه التغيرات سببها ارتفاع مستويات الهرمونات وتأثيرها على حاسة الشم والتذوق. يُفضل تناول ما تشتهينه ولكن بشكل معتدل مع تجنب الروائح التي تسبب لك الإزعاج.

ارتفاع طفيف في درجة حرارة الجسم الأساسية

إذا كنتِ تتابعين درجة حرارتك الأساسية، فقد تلاحظين ارتفاعًا طفيفًا ومستمرًا فيها بعد التبويض، وإذا استمر هذا الارتفاع لأكثر من 18 يومًا، فقد يكون علامة مبكرة على الحمل.

 التقلبات المزاجية

نتيجة التغيرات السريعة في مستويات الهرمونات، قد تشعرين بتقلبات مزاجية غير مبررة، مثل الشعور بالسعادة تارة والحزن أو التوتر تارة أخرى. ممارسة تمارين التنفس العميق أو اليوغا يمكن أن يساعد في تهدئة الأعصاب.

غياب الدورة الشهرية (Missed Periods)

غياب الدورة الشهرية يُعتبر من أبرز علامات الحمل المبكرة، خاصةً في الأسبوع الرابع بعد آخر دورة. ومع ذلك، يجب مراعاة أن هناك أسبابًا أخرى، سواء كانت مرضية أو فسيولوجية، قد تؤدي إلى انقطاع الدورة الشهرية، مثل التغيرات البيئية أو الاضطرابات النفسية والعاطفية. لذا، لا يمكن اعتبار غياب الدورة علامة مؤكدة على الحمل.

متى يجب إجراء اختبار الحمل؟

رغم ظهور هذه الأعراض، فإن الطريقة الأكثر دقة للتأكد من الحمل هي إجراء اختبار حمل منزلي بعد تأخر الدورة الشهرية بيومين على الأقل، حيث يكون مستوى هرمون الحمل (hCG) كافيًا للظهور في البول. للحصول على نتيجة دقيقة، يُفضل إجراء الاختبار في الصباح باستخدام أول بول.

هل يمكن أن لا تظهر أعراض الحمل في الأيام العشرة الأولى؟

نعم، من الممكن تمامًا ألا تظهر أي أعراض في الأيام العشرة الأولى من الحمل، وهذا أمر طبيعي. تختلف استجابة جسم المرأة للتغيرات الهرمونية بشكل كبير من سيدة لأخرى، وبعض النساء قد لا يشعرن بأي علامة تُذكر حتى بعد مرور أسابيع على الحمل.

هل يُعتبر الإمساك من أعراض الحمل المبكرة؟

عادةً لا يظهر الإمساك في الأشهر الأولى من الحمل، بل يحدث غالبًا بعد الشهر الرابع، نتيجة لضغط الجنين المتزايد على الجهاز الهضمي والأمعاء الغليظة. ومع ذلك، قد تعاني بعض النساء من الإمساك في الأشهر الأولى، وقد أرجعت الدراسات الطبية ذلك إلى ارتفاع مستويات هرموني البروجسترون والإستروجين في الدم.

هل هناك فرق بين أعراض الحمل المبكرة وأعراض الدورة الشهرية؟

تتشابه أعراض الحمل المبكرة مع أعراض الدورة الشهرية، مما يصعّب التفرقة بينهما. إليكِ أبرز الفروق بينهما:

• • آلام وتشنجات البطن: في الحمل تكون خفيفة ومبكرة بسبب انغراس البويضة، بينما تكون أقوى وتسبق النزيف في الدورة.
  • النزيف: عادةً ما يظهر نزيف خفيف أو تبقّع في الحمل، أما في الدورة، فيبدأ النزيف خفيفاً ثم يزداد.
  • ألم الثدي: يكون ألم الثدي أكثر وضوحاً في الحمل مع حدوث تغيرات في لون الهالة المحيطة بالحلمة، بينما يكون أقل حدة ويخف مع بداية الدورة.
  • الشعور بالتعب: يكون ذلك الشعور مبكراً وشديداً في الحمل، على عكس الدورة التي يكون فيها التعب أقل.
  • الغثيان: يظهر غالباً بعد أسبوعين إلى ثمانية أسابيع من الحمل ونادراً ما يحدث في الدورة.
  • التقلبات المزاجية والرغبة في الطعام: عادةً ما تكون أكثر وضوحاً في الحمل، في حين تقتصر في الدورة على الميل للأطعمة الحلوة أو المالحة.

للتحقق، يُفضّل إجراء اختبار حمل منزلي بعد تأخر الدورة بيومين إلى خمسة أيام.

إليكِ بعض النصائح للأيام الأولى من الحمل

في حال ظهور أعراض الحمل، أو كانت نتيجة اختبار الحمل المنزلي إيجابية، إليك بعض النصائح من أجل الاعتناء بنفسك وبجنينك:

الغذاء الصحي

• • تناولي الأطعمة الغنية بالبروتينات، والكالسيوم، والحديد، وحمض الفوليك.
  • تجنبي الأطعمة النيئة أو غير المطبوخة جيداً، مثل اللحوم والأسماك النيئة، والبيض النيء، والألبان غير المُبسترة.
  • اشربي الكثير من الماء والسوائل الأخرى.
  • تناولي الفواكه والخضروات الطازجة.

الراحة والنوم

• • احصلي على قسط كافٍ من الراحة والنوم، فالإرهاق شائع في الأشهر الأولى من الحمل.
  • حاولي النوم على جانبك الأيسر، فهذا يحسن تدفق الدم إلى الجنين.
  • استخدمي الوسائد لدعم ظهرك وبطنك أثناء النوم.
  • تجنبي التعرض للمواد الضارة.
  • تجنبي التدخين والكحول والمخدرات.
  • استشيري طبيبك قبل تناول أي أدوية، حتى الأدوية التي لا تستلزم وصفة طبية.
  • تجنبي التعرض للمواد الكيميائية الضارة، مثل المبيدات الحشرية والمنظفات القوية.

العناية بالصحة النفسية

• • قومي بممارسة تقنيات الاسترخاء، مثل التأمل.
  • إذا كنت تشعرين بالقلق أو الاكتئاب، فاطلبي المساعدة من طبيبك أو أخصائي الصحة النفسية.

المتابعة الطبية

• • حددي موعداً مع طبيبك في أقرب وقت ممكن.
  • قومي بإجراء الفحوصات الطبية اللازمة للتأكد من صحة حملك.
  • استشيري طبيبك بشأن أي أعراض غير عادية تشعرين بها.
  • تناولي مكملات حمض الفوليك التي يصفها الطبيب.
  • قومي بممارسة التمارين الرياضية الخفيفة، مثل المشي، بعد استشارة الطبيب.

أقرأي أيضًا ” العلامات التي تدل على قوة الخصوبة عند المرأة، ” ما هي إفرازات الحمل الأكيدة؟ “