أعراض السكر عند الأطفال
يُعتبر داء السكري من أكثر الأمراض المزمنة انتشارًا بين الأطفال، حيث يؤثر على قدرة الجسم في تنظيم مستوى السكر في الدم. ومع تزايد حالات الإصابة بداء السكري من النوع الأول والثاني بين الأطفال، أصبح من الضروري أن يكون الآباء على دراية بالأعراض المبكرة للمرض. يمكن أن يُحدث الكشف المبكر عن هذه الأعراض فرقًا كبيرًا في حياة الطفل، إذ يساعد في توفير العلاج المناسب وتقليل المخاطر المحتملة. في هذه المقالة، سنستعرض أبرز أعراض السكر عند الأطفال وأهم العلامات التي تتطلب الانتباه والتدخل الطبي، ولكن قبل البدء في الحديث عن أعراض السكر عند الأطفال، سنستعرض بشكل مختصر ما هو داء السكري وانواعه المختلفة وأسباب الإصابة به.
ما هو داء السكري؟
يُعد مرض السكري من أكثر الأمراض المزمنة انتشارًا في العالم، ويشكل تحديًا صحيًا كبيرًا للعديد من الأشخاص على مستوى العالم. يتميز هذا المرض بارتفاع مستوى السكر في الدم نتيجة لخلل في إنتاج أو استخدام الأنسولين، وهو الهرمون المسؤول عن تنظيم مستويات الجلوكوز. يتنوع السكري بين نوعين رئيسيين، الأول الذي يعتمد على الأنسولين، والثاني الذي يرتبط بمقاومة الجسم للأنسولين. ومع تزايد أعداد المصابين به، أصبح السكري يشكل تهديدًا لصحة الأفراد ويؤثر بشكل كبير على جودة حياتهم، إذ قد يؤدي إلى مضاعفات خطيرة تهدد الحياة وقد تؤدي إلى الوفاة؛ لذا يجب السيطرة عليه مع القيام بالفحص الدوري بانتظام لتجنب المضاعفات الخطيرة.
أنواع مرض السكري عند الأطفال
يمكن أن يصاب الأطفال بداء السكري من النوع الأول أو الثاني. كان يُعرف داء السكري من النوع الأول باسم سكري الأطفال لأنه الأكثر شيوعًا بينهم، بينما كان يُشار إلى داء السكري من النوع الثاني باسم سكري البالغين، حيث لم يكن من المعتاد أن يُصاب به الأطفال. ومع ذلك، فقد زادت حالات إصابة الأطفال بالنوع الثاني في الآونة الأخيرة.
-
- سكري الأطفال من النوع الأول: يُعرف سكري الأطفال النوع الأول بأنه حالة مرضية تحدث نتيجة عدم قدرة البنكرياس على إنتاج هرمون الأنسولين، الذي يساعد في نقل سكر الجلوكوز (السكر) المُستخلص من الطعام إلى خلايا الجسم. ونتيجة لعدم إنتاج الجسم لهرمون الأنسولين، لا يتمكن السكر من الانتقال من الدم إلى الخلايا، مما يؤدي إلى ارتفاع مستويات سكر الدم وعدم استفادة الجسم من الجلوكوز كمصدر للطاقة.
- سكري الأطفال من النوع الثاني: يتطور داء السكري من النوع الثاني عندما لا يُنتج البنكرياس كمية كافية من الأنسولين، أو عندما لا يستجيب الجسم للأنسولين بشكل صحيح، مما يؤدي إلى ما يُعرف بمقاومة الأنسولين. ونتيجة لذلك، يتراكم الغلوكوز (السكر) في الدم.
أسباب الإصابة بمرض السكري عند الأطفال؟
يمكن أن يكون مرض السكري عند الأطفال ناتجًا عن عدة عوامل، وعادةً ما يُصنف إلى نوعين رئيسيين: السكري من النوع الأول والسكري من النوع الثاني.
أسباب السكري من النوع الأول عند الأطفال
حتى الآن، لا تزال أسباب الإصابة بسكري الأطفال من النوع الأول غير معروفة بشكل دقيق، ولكن هناك بعض عوامل الخطر التي قد تزيد من احتمالية إصابة الطفل بهذا النوع من السكري، ومن بينها:
-
- العوامل المناعية: يُعتبر السكري من النوع الأول مرضًا مناعيًّا ذاتيًا، حيث يهاجم الجهاز المناعي خلايا بيتا المسؤولة عن إنتاج الأنسولين في البنكرياس.
- العوامل الوراثية: وجود تاريخ عائلي للإصابة بالسكري يزيد من احتمالية الإصابة.
- العوامل البيئية: التعرض لبعض الفيروسات مثل فيروس الروبيلا أو كوكساكي قد يحفز الجهاز المناعي لمهاجمة خلايا البنكرياس.
أسباب السكري من النوع الثاني عند الأطفال
على الرغم من أنه كان يُعتبر في الماضي نادرًا عند الأطفال، إلا أن انتشاره زاد بشكل كبير بسبب ارتفاع معدلات السمنة ونمط الحياة غير الصحي. إليك أبرز أسباب السكري من النوع الثاني عند الأطفال:
-
- السمنة وزيادة الوزن: تُعتبر السمنة العامل الرئيسي للإصابة بالنوع الثاني من السكري، حيث تؤدي إلى مقاومة الأنسولين.
- قلة النشاط البدني: الخمول يقلل من قدرة الجسم على استخدام الأنسولين بشكل فعال.
- العوامل الوراثية: وجود تاريخ عائلي قوي للإصابة بالسكري من النوع الثاني يزيد من احتمالية الإصابة.
- النظام الغذائي غير الصحي: تناول الأطعمة الغنية بالسكريات والدهون يؤدي إلى زيادة الوزن ومقاومة الأنسولين.
السكري من النوع الأول أكثر شيوعًا بين الأطفال مقارنة بالنوع الثاني، لكن النوع الثاني بدأ في الظهور نتيجة أنماط الحياة غير الصحية. ومن الضروري إجراء التشخيص المبكر والعلاج الفوري لتفادي المضاعفات.
أعراض السكر عند الأطفال
يمكن أن تظهر أعراض السكر عند الأطفال (Diabetes In Children) بشكل مفاجئ أو تدريجي، وتشمل:
الأعراض الشائعة لمرض السكري
-
- العطش الشديد: يشعر الطفل بالعطش المستمر.
- التبول المتكرر: زيادة في عدد مرات التبول، وقد يحدث تبول لا إرادي حتى لو كان الطفل مُدربًا على استخدام الحمام.
- الجوع المفرط: يشعر الطفل بالجوع رغم تناوله للطعام.
- فقدان الوزن: فقدان الوزن غير المبرر على الرغم من وجود شهية جيدة.
- التعب والإرهاق: يبدو الطفل مرهقًا أو ضعيفًا.
الأعراض الخاصة بالسكري من النوع الأول
-
- رائحة النفس الكيتونية: رائحة النفس تشبه رائحة الفاكهة أو الأسيتون.
- عدم وضوح الرؤية: قد يشتكي الطفل من صعوبة في الرؤية.
- الغثيان والقيء: نتيجة لتراكم الأحماض في الدم “الحماض الكيتوني السكري”(Ketone Bodies).
- آلام البطن: قد تكون علامة على الحماض الكيتوني.
- التنفس السريع: نتيجة للحماض الكيتوني.
- النعاس أو فقدان الوعي: في الحالات الشديدة
أعراض خاصة بالسكري من النوع الثاني
-
- زيادة الوزن أو السمنة.
- كثرة التبول، وخاصة في الليل.
- ظهور بقع داكنة على الجلد (الشواك الأسود) حول الرقبة أو تحت الإبطين.
- حدوث التهابات متكررة، مثل التهابات الجلد أو المسالك البولية أو فطريات الفم.
إذا لاحظت هذه الأعراض (أعراض السكر عند الأطفال) على الطفل، يجب مراجعة الطبيب فورًا لإجراء الفحوصات اللازمة (مثل قياس مستوى السكر في الدم والبول) لتشخيص الحالة وبدء العلاج.
علاج السكري عند الأطفال
يعتمد العلاج على نوع السكري وشدة الأعراض وعمر الطفل. بشكل عام، يتضمن العلاج ما يلي:
-
- الأنسولين: يُعتبر العلاج الأساسي للنوع الأول من السكري، وقد يحتاج إليه بعض الأطفال الذين يعانون من النوع الثاني في الحالات المتقدمة. يتم العلاج من خلال حقن الأنسولين اليومية أو استخدام مضخة الأنسولين.
- أما بالنسبة لعلاج السكري من النوع الثاني لدى الأطفال، فإنه يعتمد على مدى تقدم المرض. حيث يمكن تقليل مقاومة الأنسولين أو الحد من تفاقمها والسيطرة على مستويات سكر الدم في المراحل المبكرة من خلال تغيير نمط الحياة، مثل فقدان الوزن الزائد، واتباع نظام غذائي صحي، وممارسة الرياضة، وأدوية السكري الفموية. بينما في الحالات المتقدمة، قد يكون العلاج بالأنسولين ضرورياً.
- إتباع نظام غذائي الصحي: يجب على الطفل اتباع نظام غذائي متوازن غني بالفواكه والخضروات والحبوب الكاملة.
- ممارسة الرياضة بانتظام: يساعد النشاط البدني المنتظم على خفض مستوى السكر في الدم.
المضاعفات المحتملة لسكري الأطفال
المضاعفات المحتملة لسكري الأطفال إذا لم يُعالج تشمل:
-
- الحماض الكيتوني السكري (Diabetic Ketoacidosis)، في النوع الأول من السكري.
- انخفاض مستويات السكر في الدم لدى الطفل، يمكن أن يحدث نتيجة لزيادة جرعة الأنسولين أو عدم تناول الوجبة في الوقت المناسب بعد حقن الأنسولين، أو بسبب الإجهاد البدني الشديد وقد يؤدي إلى الغيبوبة السكرية.
- مشاكل القلب والأوعية الدموية.
- تلف الأعصاب ( اعتلال الأعصاب السكري).
- تلف الكلى (اعتلال الكلى السكري).
- مشاكل في الرؤية.
- مشاكل في النمو.
الوقاية من سكري الأطفال
السكري من النوع الأول لا يمكن الوقاية منه بشكل كامل في الوقت الحالي بسبب طبيعته المناعية، بينما السكري من النوع الثاني يمكن الوقاية منه بشكل أكبر من خلال نمط حياة صحي.ومع ذلك، يمكن اتخاذ خطوات لتقليل احتمالية الإصابة أو تحسين الصحة العامة للأطفال. فيما يلي أهم النصائح:
-
- الحرص على الرضاعة الطبيعية قدر الإمكان خلال الأشهر الأولى من عمر الطفل، إذ تُظهر بعض الدراسات أنها قد تقلل من خطر الإصابة بالسكري.
- إتباع نظام غذائي صحي ومتوازن: من خلال التركيز على الفواكه والخضروات والحبوب الكاملة، وتقليل الأطعمة المصنعة والمشروبات السكرية، والابتعاد عن الدهون المشبعة والمتحولة.
- ممارسة الرياضة بانتظام: من خلال تشجيع الطفل على النشاط البدني اليومي، واختيار أنشطة ممتعة ومناسبة لعمره.
- الحفاظ على وزن صحي: تجنب السمنة المفرطة.
- متابعة نمو الطفل ووزنه بانتظام.
- القيام بالفحوصات الدورية: مثل قياس نسبة السكر في الدم بشكل دوري، متابعة ضغط الدم والكوليسترول.
- الفحوصات الوراثية: في حالة وجود تاريخ عائلي
نصائح للآباء للحفاظ على صحة أطفالهم المصابين بالسكري
-
- التعرف على أعراض السكر عند الأطفال، من خلال الإطلاع على كل ما يمكنك معرفته عن السكري (النوع الأول أو الثاني) وأعراضه وكيفية إدارته.
- تعلم كيفية قياس مستوى السكر في الدم بانتظام باستخدام جهاز قياس السكر، مع تسجيل القراءات اليومية لمراقبة التحسن أو التغيرات.
- استشر أخصائي تغذية لوضع خطة غذائية متوازنة تناسب احتياجات طفلك، وقلل من الأطعمة الغنية بالسكر والدهون غير الصحية، وركز على الأطعمة الكاملة مثل الخضروات، البروتينات، والحبوب الكاملة.
- إذا كان طفلك بحاجة إلى الأنسولين، تعلم كيفية إعطاء الجرعات ومتى يتم إعطاءها من خلال استشارة الطبيب المُعالج.
- شجع طفلك على ممارسة الرياضة بانتظام؛ لتحسين التحكم في السكر، مع التأكد من قياس السكر قبل وبعد النشاط البدني لتجنب انخفاض مستواه بشكل مفاجئ.
- تعلم كيفية التعامل مع انخفاض السكر (نقص سكر الدم): من خلال الاحتفاظ بوجبات خفيفة سريعة مثل العصائر أو الحلوى الصلبة لمعالجة انخفاض السكر عند الضرورة، مع مراقبات علامات انخفاض السكر مثل الدوار، التعرق، أو الشعور بالتعب.
- تقديم الدعم النفسي للطفل.
- المتابعة المنتظمة مع الطبيب.
- تثقيف الطفل حول طبيعة المرض وكيفية إدارته.