سرطان الكبد Liver Cancer 

الاسم بالعربي : سرطان الكبد
الاسم العلمي : Liver Cancer
قسم : الأمراض الباطنية
نوع المرض : أمراض الجهاز الهضمي
جدول المحتوي

سرطان الكبد Liver Cancer

سرطان الكبد

يُعتبر سرطان الكبد (Liver Cancer) من أكثر أنواع السرطانات شيوعًا وخطورة، حيث يحتل مرتبة متقدمة بين الأسباب الرئيسية للوفاة الناتجة عن الأورام الخبيثة على مستوى العالم. يتميز هذا المرض بنشأته في أنسجة الكبد، الذي يُعد عضوًا حيويًا يقوم بعدة وظائف مهمة، مثل تنقية الدم، إنتاج البروتينات، وتخزين الطاقة. لذلك، يسهل على الخلايا السرطانية الوصول إلى الكبد، نظرًا لأن كل الدم المتدفق في الجسم يمر عبره. غالبًا ما يرتبط سرطان الكبد بعوامل خطر مثل الالتهابات الفيروسية المزمنة للكبد (B وC)، التليف الكبدي، والعادات الحياتية غير الصحية مثل تناول الكحول والتدخين. في هذه المقالة، سنستعرض أسباب الإصابة بسرطان الكبد، أعراضه، طرق التشخيص، وأحدث العلاجات المتاحة لمواجهته، بالإضافة إلى أهمية الوقاية للكشف المبكر وتحسين فرص العلاج.

ما هي أنواع سرطان الكبد؟

يمكن تصنيف سرطان الكبد الخبيث إلى نوعين رئيسيين بناءً على مصدر الورم:

سرطان الكبد الأولي

يبدأ مباشرة من خلايا الكبد أو الأنسجة المحيطة به. ومن أنواعه:

    • سرطان الخلايا الكبدية (Hepatocellular Carcinoma – HCC): هذا هو النوع الأكثر شيوعاً من سرطان الكبد الأولي، وينشأ من خلايا الكبد (hepatocytes). غالباً ما يرتبط بأمراض الكبد المزمنة مثل التهاب الكبد الفيروسي B وC، أو التليف الكبدي.
    • سرطان القنوات الصفراوية (Cholangiocarcinoma): يبدأ من خلايا القنوات الصفراوية الموجودة داخل أو خارج الكبد. وهو أقل شيوعاً من HCC، لكنه أكثر عدوانية.
    • ورم الأرومة الكبدية (Hepatoblastoma): يُعد نادراً ويصيب الأطفال غالباً، وعادةً ما يتم اكتشافه في سن مبكرة (أقل من 3 سنوات).
    • الأنجيوساركوما (Angiosarcoma) أو الأورام الوعائية: هذا النوع نادر جداً وينشأ من الأوعية الدموية في الكبد، وغالباً ما يكون سريع الانتشار.

سرطان الكبد الثانوي

لا ينشأ من الكبد نفسه، بل ينتقل إليه من أعضاء أخرى مثل القولون أو الرئة أو الثدي. ويُعتبر أكثر شيوعاً من سرطان الكبد الأولي.

تنويه: قد تظهر بعض الأورام الحميدة في الكبد وغالبًا لا تسبب أعراض أو مضاعفات خطيرة، ومن أشهر أورام الكبد الحميدة الأكثر انتشارًا هي:

    • الورم الوعائي (Hemangioma).
    • الورم الغدّي (Adenoma) في الكبد.
    • فرط التنسج العقدي البؤري (Focal Nodular Hyperplasia – FNH).
    • الورم الشحمي الكبدي (Hepatic Lipoma).
    • الورم اللمفي (Lymphoma).
    • ورم الليفي (Fibroma).

تختلف مٌعالجة هذه الأورام عن معالجة الأورام السرطانية، أحيانًا عندما تُسبب الأوجاع أو النزيف تكون هنالك حاجة إلى استئصالها جراحيًا.

ما هي أسباب الإصابة بسرطان الكبد؟

يمكن أن يحدث سرطان الكبد نتيجة لعدة عوامل وأسباب، منها:

أسباب الإصابة بسرطان الكبد

    • الإصابة بالتهاب الكبد الفيروسي المزمن (HBV وHCV): تؤدي هذه الفيروسات إلى التهاب الكبد وتليف أنسجته، مما يزيد من خطر تطور السرطان.
    • تليف الكبد (Liver Cirrhosis): ينجم عن أمراض الكبد المزمنة، مثل التهابات الكبد الفيروسية أو الإفراط في تناول الكحول، وهو يُعد من العوامل الرئيسية التي تزيد من خطر الإصابة (أكثر من 50% من الأشخاص المصابين بسرطان الكبد).
    • الإفراط في تناول الكحول: يؤدي إلى تلف خلايا الكبد وتليفها مع مرور الزمن.
    • التعرض للأفلاتوكسينات (Aflatoxin): وهي مواد سامة تنتجها بعض الفطريات التي تنمو على الحبوب والمكسرات المُخزنة في ظروف غير مناسبة.
    • مرض الكبد الدهني غير الكحولي (NAFLD): يمكن أن تؤدي السمنة ومرض السكري إلى تراكم الدهون في الكبد، مما يزيد من خطر الإصابة بالسرطان.
    • الاضطرابات الوراثية: مثل داء ترسب الأصبغة الدموية (Hemochromatosis)، الذي يؤدي إلى تراكم الحديد في الكبد.
    • التدخين: يزيد من خطر الإصابة بسرطان الكبد، خاصةً عند وجود عوامل خطر أخرى مثل إدمان المواد الكحولية.
    • التعرض للمواد الكيميائية السامة: مثل الفينول (Phenol) وكلوريد الفينيل (Vinyl chloride) المُستخدم في بعض الصناعات.
    • الاستخدام طويل الأمد لبعض الأدوية: مثل الستيرويدات (Steroids) أو موانع الحمل الفموية (OCP)، قد يرتبط بزيادة خطر الإصابة بسرطان الكبد.

ما هي مراحل سرطان الكبد؟

تعتبر مخاوف انتشار مرض السرطان خارج موضعه الأصلي من أبرز القضايا التي تثير القلق. عند تشخيص إصابة شخص ما بالسرطان، يقوم الطبيب بتحديد المرحلة التي وصل إليها المرض، والتي تتراوح من 1 إلى 4، حيث يشير الرقم الأكبر إلى انتشار أوسع للسرطان. كما يتم تصنيف المرض بناءً على طرق العلاج المتاحة وإمكانية استئصاله جراحيًا. تشمل مراحل تطور سرطان الكبد ما يلي:

    • المرحلة الأولى: اكتشاف ورم واحد فقط في الكبد.
    • المرحلة الثانية: وجود ورم واحد مع انتشاره في الأوعية الدموية، أو اكتشاف أكثر من ورم واحد، بحيث لا يتجاوز حجم أي منها 5 سم.
    • المرحلة الثالثة: ظهور أكثر من ورم واحد، حيث يتجاوز حجم أي منها 5 سم، أو انتشار السرطان إلى الأوعية الدموية أو أعضاء أخرى أو الغدد اللمفاوية.
    • المرحلة الرابعة: انتشار السرطان إلى مناطق أخرى في الجسم مثل الرئتين والعظام والأوعية الدموية والغدد اللمفاوية.

ما هي أعراض  الإصابة  بسرطان الكبد؟

سرطان الكبد قد لا يظهر أي أعراض في المراحل المبكرة، ولكن مع تقدم المرض، قد تظهر الأعراض التالية:

أعراض سرطان الكبد

    • آلام في البطن: خاصة في الجزء العلوي الأيمن من البطن.
    • انتفاخ البطن: بسبب تراكم السوائل (الاستسقاء).
    • فقدان الشهية: والشعور بالشبع بسرعة.
    • فقدان الوزن غير المبرر: يخدث فقدان الوزن دون تغيير في النظام الغذائي أو النشاط البدني.
    • اليرقان: اصفرار الجلد والعينين نتيجة زيادة مستويات البيليروبين في الدم.
    • حدوث تغير في لون البول، حيث يصبح لون البول داكناً.
    • البراز الشاحب أو الطيني.
    • الإرهاق الشديد والشعور بالضعف.
    • الغثيان أو القيء، بشكل مستمر.
    • ظهور حكة في الجلد، قد تكون مرتبطة بمشاكل الكبد.
    • حدوث تورم في الساقين، بسبب احتباس السوائل.
    • ظهور كتلة في الجهة اليمنى من البطن.
    • نزيف أو كدمات بسهولة، بسبب ضعف وظائف الكبد.
    • ظهور حمى غير مبررة، والتي قد تكون علامة على تقدم المرض.

إذا ظهرت عليك هذه الأعراض أو كنت تعاني من عوامل خطر مثل التهاب الكبد المزمن أو تليف الكبد، يجب استشارة الطبيب فوراً لإجراء الفحوصات اللازمة مثل اختبارات الدم، الأشعة، أو الخزعة لتأكيد التشخيص والبدء في العلاج.

ما هي مضاعفات الإصابة بسرطان الكبد؟

يمكن أن يؤدي سرطان الكبد إلى مجموعة من المضاعفات التي تعتمد على مرحلة المرض والحالة العامة للمريض. ومن بين المضاعفات المحتملة:

    • الفشل الكبدي (Liver Failure): يحدث عندما تتأثر وظيفة الكبد بشكل كبير نتيجة السرطان أو التليف الكبدي المرتبط به. وهذا يؤدي إلى تراكم السموم في الجسم، واضطرابات في تخثر الدم، وتدهور وظائف الأعضاء الأخرى.
    • الاستسقاء البطني (Ascites): يحدث تراكم للسوائل في تجويف البطن بسبب ضغط الورم على الأوعية الدموية أو تدهور وظيفة الكبد، مما يسبب انتفاخ البطن وصعوبة في التنفس.
    • النزيف: قد يؤدي سرطان الكبد إلى نزيف داخلي نتيجة ارتفاع ضغط الدم البابي أو ضعف قدرة الكبد على إنتاج عوامل التخثر.
    • اليرقان (Jaundice): يحدث نتيجة انسداد القنوات الصفراوية أو تلف خلايا الكبد، مما يؤدي إلى تراكم البيليروبين في الدم، ويظهر على شكل اصفرار في الجلد والعينين، مع تغير لون البول والبراز.
    • العدوى (Infections): بسبب ضعف الجهاز المناعي، يصبح المريض أكثر عرضة للإصابة بالعدوى، خاصة في المراحل المتقدمة.
    • الاعتلال الدماغي الكبدي (Hepatic Encephalopathy): يحدث تراكم للسموم مثل الأمونيا في الدماغ نتيجة ضعف الكبد، مما يؤدي إلى اضطرابات في الوعي والتركيز، وقد يصل الأمر إلى الغيبوبة.
    • الألم الشديد: قد ينجم عن تضخم الكبد أو انتشار الورم إلى الأعصاب المحيطة.
    • انتشار السرطان (Metastasis): يمكن أن ينتشر سرطان الكبد إلى أعضاء أخرى مثل الرئتين والعظام والغدد الليمفاوية، مما يزيد من تعقيد العلاج.

كيف يمكن تشخيص الإصابة بسرطان الكبد؟

تشخيص الإصابة بسرطان الكبد يتطلب اتباع مجموعة من الخطوات السريرية والفحوصات الطبية. وفيما يلي أبرز هذه الخطوات:

    • التاريخ الطبي والفحص السريري والذي يتضمن:
      1. السؤال عن عوامل الخطر مثل الإصابة بفيروس التهاب الكبد B أو C، تليف الكبد، استهلاك الكحول بشكل مزمن، أو وجود تاريخ عائلي للإصابة بسرطان الكبد.
      2.  البحث عن علامات الإصابة باورام الكبد مثل تضخم الكبد، وجود كتلة محسوسة في البطن، اليرقان (اصفرار الجلد والعينين)، تورم البطن (استسقاء).
    • اختبارات الدم والتي تشمل:
      1. اختبار وظائف الكبد (LFTs)؛ للكشف عن أي خلل في وظائف الكبد.
      2. قياس مستوي بروتين ألفا فيتو بروتين (AFP): وهو بروتين قد يرتفع في حالات سرطان الكبد وارتفاع مستوياته قد يدل على سرطان الكبد، لكنه ليس دقيقاً بنسبة 100%.
    • الموجات فوق الصوتية؛ للكشف عن وجود الكتل أو الأورام في الكبد.
    • التصوير المقطعي المحوسب (CT) أو الرنين المغناطيسي (MRI)؛ لتحديد حجم الورم وموقعه وانتشاره.
    • الأشعة المقطعية المحوسبة بالصبغة (CT with contrast): يمكن أن توفر تفاصيل أكثر حول الأورام.
    • تصوير الأوعية (Angiography)؛ لتقييم تدفق الدم إلى الورم.
    • الخزعة (Biopsy): يتم أخذ عينة من أنسجة الكبد وفحصها تحت المجهر لتأكيد التشخيص، وعادةً ما تُستخدم إذا كانت نتائج التصوير غير واضحة.
    • اختبارات إضافية لتقييم انتشار الورم (Metastasis):
      1. تصوير الصدر بالأشعة السينية أو الأشعة المقطعية: للكشف عن انتشار المرض إلى الرئتين.
      2. مسح العظام: للكشف عن انتشار المرض إلى العظام.
    • التقييم الجيني والجزيئي: يمكن استخدام تقنيات متقدمة لتحديد الطفرات الجينية أو المؤشرات الحيوية الخاصة بالورم.

ما هو علاج سرطان الكبد؟

يعتمد علاج سرطان الكبد على عدة عوامل، مثل حجم الورم وموقعه ومدى انتشاره، بالإضافة إلى الحالة الصحية العامة للمريض. في بعض الحالات النادرة، يتم اكتشاف السرطان الأولي في الكبد في مرحلة مبكرة، مما يزيد من فرص العلاج الناجح. أما سرطان الكبد الثانوي، فيكون أكثر صعوبة في العلاج، حيث يكون السرطان قد انتشر بالفعل. في هذه الحالة، يركز العلاج على تحسين جودة حياة المريض ومحاولة إطالة عمره. تشمل الخيارات العلاجية ما يلي:

التدخل الجراحي

إذا كان الورم محدودًا وكان الكبد في حالة صحية جيدة، فقد يكون الاستئصال الجراحي للورم خيارًا مناسبًا. وفي بعض الحالات، يمكن إجراء زراعة كبد. للأسف، في العديد من حالات سرطان الكبد، لا يمكن إجراء العملية الجراحية، وذلك بسبب تقدم المرض إلى مراحل متقدمة، أو لأن الحالة الصحية للمريض تكون حرجة جدًا، مما يمنعه من تحمل الجراحة.

العلاج بالحرارة (الاستئصال بالترددات الراديوية):

يستخدم هذا العلاج الحرارة العالية لقتل الخلايا السرطانية، ويكون فعالًا في حالة الأورام الصغيرة. في الحالات المتقدمة عندما يكون الورم غير قابل للجراحة، يمكن استخدام العلاج الحراري؛ لتخفيف الأعراض خارج الكبد أو لتخفيف الألم في الكبد عن طريق تقليص الورم.

العلاج الكيميائي:

يُستخدم العلاج الكيميائي في حالات سرطان الكبد المتقدم أو عندما ينتشر السرطان إلى أجزاء أخرى من الجسم. يمكن أن يتم العلاج الكيميائي عن طريق الحقن الوريدي أو من خلال الأدوية التي تؤخذ عن طريق الفم. وغالبًا ما يُستخدم بالتزامن مع علاجات أخرى مثل العلاج المستهدف أو العلاج المناعي. يوجد نوعان من العلاج الكيميائي:

العلاج الكيميائي الموضعي

    • العلاج الكيميائي الموضعي او ما  يعرف  بالانصمام الكيميائي عبر الشرايين TACE: يتم من خلال حقن الأدوية مباشرة في الكبد عبر الشرايين التي تغذي الورم باستخدام قسطرة (العلاج الكيميائي داخل الشرايين)، حيث يتم سدّ الشريان لمنع تدفق الدم إلى الورم. يتميز هذا النوع من العلاج بأن تأثيره يكون موضعي، مما يقلل من التأثيرات الجانبية على الجسم مقارنة بالعلاج الكيميائي التقليدي.
    •  العلاج الكيميائي التقليدي: يعتمد على استخدام أدوية تهدف إلى قتل الخلايا السرطانية أو إيقاف نموها.قد يسبب العلاج الكيميائي بعض الآثار الجانبية مثل التعب، والغثيان، وفقدان الشعر، ولكن يمكن إدارة هذه الآثار باستخدام أدوية مساعدة.

العلاج الإشعاعي

يعتمد العلاج الإشعاعي على الأشعة السينية عالية الطاقة لتدمير الخلايا السرطانية. قد يُستخدم في الحالات التي لا يمكن فيها إجراء الجراحة لتخفيف الأعراض أو كعلاج تكميلي بعد الجراحة. يوجد نوعان رئيسيان من العلاج الإشعاعي لسرطان الكبد:

    • العلاج الإشعاعي الخارجي (External beam radiation therapy): يتم توجيه الأشعة من خارج الجسم إلى الورم. يتم تحديد الجرعة والمكان بعناية لتجنب التأثير على الأنسجة السليمة.
    • العلاج الإشعاعي الداخلي (Brachytherapy): يتم زرع مصدر إشعاعي داخل الورم أو بالقرب منه. هذا النوع من العلاج يمكن أن يكون أكثر فعالية في بعض الحالات.

العلاج المناعي

العلاج المناعي لسرطان الكبد هو نوع من العلاجات التي تهدف إلى تعزيز قدرة جهاز المناعة في الجسم على التعرف على الخلايا السرطانية ومهاجمتها. في سرطان الكبد، يمكن أن يشمل العلاج المناعي استخدام أدوية تحفز جهاز المناعة أو تعدل استجابته لتحديد الخلايا السرطانية بشكل أفضل. من أبرز الأدوية المُستخدمة في العلاج المناعي لسرطان الكبد:

    • مثبطات نقاط التفتيش المناعية: مثل نِفولوماب (Nivolumab) وبمبروليزوماب (Pembrolizumab)، التي تعمل على تعطيل نقاط التفتيش التي تمنع الخلايا المناعية من مهاجمة الخلايا السرطانية.
    • العلاج المناعي المركب: مثل الجمع بين نِفولوماب (Nivolumab) وإيبليموماب (Ipilimumab)، حيث يعزز الأول استجابة الجهاز المناعي بينما يعزز الثاني قدرة المناعة على التعرف على الخلايا السرطانية.
    • العلاج المناعي بالخلايا التائية المعدلة (T-Cell)، هو نوع من العلاج الذي يتضمن تعديل الخلايا التائية في المختبر لزيادة قدرتها على محاربة الخلايا السرطانية.

العلاج الموجه (Targeted Therapy)

العلاج الموجه (Targeted Therapy)، هو نوع من العلاجات التي تستهدف جزيئات أو مسارات محددة تلعب دورًا في نمو وتكاثر الخلايا السرطانية. يُستخدم عادةً في علاج سرطان الكبد الأولي (سرطان الخلايا الكبدية)، خصوصًا في المراحل المتقدمة أو عندما لا يكون التدخل الجراحي ممكنًا

يعمل العلاج الموجه على تعطيل إشارات النمو داخل الخلايا السرطانية أو تقليل تدفق الدم إلى الورم. ويتميز بأنه يسبب آثارًا جانبية أقل مقارنة بالعلاج الكيميائي التقليدي. ومن أشهر الأمثلة عليها:

    • سورافينيب (Sorafenib): هو أول علاج موجه تمت الموافقة عليه لعلاج سرطان الكبد، يعمل عن طريق تثبيط عدة مسارات إشارات خلوية، مثل(VEGFR) المسؤول عن نمو بطانة الأوعية الدموية المغذية للسرطان،  بالاضافة الي (RAF kinase) المسؤول عن التحكم في نمو الخلايا.
    • لينفاتينيب (Lenvatinib): بديل لسورافينيب،و يُستخدم كعلاج أولي، ويستهدف (VEGFR) و(FGFR) “وهو عامل نمو الأرومة الليفية”. يُظهر نتائج مماثلة أو أفضل قليلاً من سورافينيب. من الآثار الجانبية الشائعة له: ارتفاع ضغط الدم، فقدان الشهية، وآلام البطن.

العلاج التلطيفي لسرطان الكبد

يهدف العلاج التلطيفي (Palliative Care) إلى تحسين جودة حياة المرضى الذين يعانون من سرطان غير قابل للشفاء أو في مراحله المتقدمة. يركز هذا النوع من العلاج على تخفيف الأعراض الجسدية والنفسية، وإدارة الألم، بالإضافة إلى تقديم الدعم النفسي والاجتماعي للمريض وعائلته. ويشمل:

    • إدارة الألم: يُعتبر الألم من الأعراض الأكثر شيوعًا في حالات سرطان الكبد المتقدم. تشمل طرق إدارة الألم ما يلي:
      1. المسكنات البسيطة: مثل الباراسيتامول أو مضادات الالتهاب غير الستيرويدية (NSAIDS).
      2.  المسكنات الأفيونية: مثل المورفين (Morphine) أو الفنتانيل (Fentanyl).
      3. الإجراءات الموضعية: مثل الكي بالتردد الحراري (RFA)؛ لتخفيف الألم الناتج عن الأورام.
    • إدارة الأعراض الأخرى مثل:
      1. الغثيان والتقيؤ: عن طريق استخدام مضادات القيء مثل أوندانسيترون (Ondansetron) أو ميتوكلوبراميد (Metoclopramide).
      2. الاستسقاء (تراكم السوائل في البطن): عن طريق تخفيف الضغط من خلال البزل (Paracentesis)، واستخدام مدرات البول مثل سبيرونولاكتون (spironolactone) أو فوروسيميد (furosemide).
      3. اليرقان (الصفراء): عن طريق وضع دعامة في القناة الصفراوية لتخفيف الانسداد.
      4. الإرهاق: عن طريق معالجة الأسباب المحتملة له مثل فقر الدم أو سوء التغذية.
    • الدعم النفسي والاجتماعي: يتم من خلال تقديم الاستشارات النفسية للمريض وعائلته، وتوفير مجموعات دعم تساعد المرضى على مواجهة التحديات النفسية والاجتماعية.
    • العلاج الغذائي: يهدف الي تحسين الحالة الغذائية للمريض من خلال استشارات التغذية، وتجنب الأطعمة التي تزيد الضغط على الكبد.
    • التدخلات التلطيفية الموضعية كالعلاج الإشعاعي: لتخفيف الألم أو تقليل حجم الورم الذي يضغط على الأعضاء المجاورة.

في النهاية، يجدر الإشارة إلى أن علاج سرطان الكبد يعتمد على الاختيار الأمثل للعلاج بناءً على مرحلة السرطان والحالة الصحية للمريض، ويجب أن يتم تحديده بالتشاور مع الأطباء المتخصصين.

إليك بعض النصائح للوقاية من الإصابة بسرطان الكبد

تعتمد الوقاية من سرطان الكبد بشكل رئيسي على تقليل عوامل الخطر المرتبطة به خاصةً للأشخاص الذين لديهم تاريخ عائلي أو عوامل خطر معروفة. إليك أبرز الخطوات:

    • الوقاية من الالتهابات الفيروسية (HBV وHCV):
      1. التطعيم ضد التهاب الكبد الفيروسي B: يُنصح بتلقي لقاح التهاب الكبد B، خصوصًا للأطفال والبالغين المعرضين للخطر.
      2. تجنب انتقال العدوى عن طريق عدم مشاركة الإبر أو الأدوات الحادة، وإجراء فحوصات الدم قبل نقلها.
    • تقليل استهلاك الكحول: الإفراط في تناول الكحول يمكن أن يؤدي إلى تليف الكبد، مما يزيد من خطر الإصابة بسرطان الكبد.
    • الحفاظ على وزن صحي: السمنة تزيد من خطر الإصابة بالكبد الدهني، الذي قد يؤدي بدوره إلى تليف الكبد وسرطان الكبد.
    • الوقاية من السموم:
      1. تجنب التعرض للأفلاتوكسين (Aflatoxin)، وهو سم فطري موجود في الحبوب والمكسرات المُخزنة بشكل غير صحيح.
      2. تقليل التعرض للمواد الكيميائية السامة، مثل بعض المبيدات الحشرية.
    • السيطرة على الأمراض المزمنة: كعلاج مرض السكري وأمراض الكبد المزمنة مثل الكبد الدهني غير الكحولي.
    • التوقف عن التدخين: حيث أن التدخين يزيد من خطر الإصابة بسرطان الكبد.
    • الفحص الدوري: خصوصاً للأشخاص المعرضين لخطر الإصابة بسرطان الكبد بشكل كبير، مثل المصابين بتليف الكبد أو التهاب الكبد المزمن، حيث يُوصى بإجراء فحوصات دورية بالموجات فوق الصوتية واختبارات الدم للكشف المبكر.
    • اتباع نمط حياة صحي: يمكن تحقيق ذلك من خلال تناول نظام غذائي متوازن غني بالفواكه والخضروات، ممارسة الرياضة بانتظام.
    • الحد من تناول الأدوية بدون وصفة طبية: بعض الأدوية، مثل الجرعات العالية من الباراسيتامول، قد تسبب ضررًا للكبد.

الاسئلة الشائعة

 

يُعتبر سرطان الكبد (Liver Cancer) من أكثر أنواع السرطانات شيوعًا وخطورة، حيث يحتل مرتبة متقدمة بين الأسباب الرئيسية للوفاة الناتجة عن الأورام الخبيثة على مستوى العالم. يتميز هذا المرض بنشأته في أنسجة الكبد، الذي يُعد عضوًا حيويًا يقوم بعدة وظائف مهمة، مثل تنقية الدم، إنتاج البروتينات، وتخزين الطاقة. لذلك، يسهل على الخلايا السرطانية الوصول إلى الكبد، نظرًا لأن كل الدم المتدفق في الجسم يمر عبره. غالبًا ما يرتبط سرطان الكبد بعوامل خطر مثل الالتهابات الفيروسية المزمنة للكبد (B وC)، التليف الكبدي، والعادات الحياتية غير الصحية مثل تناول الكحول والتدخين. في هذه المقالة، سنستعرض أسباب الإصابة بسرطان الكبد، أعراضه، طرق التشخيص، وأحدث العلاجات المتاحة لمواجهته، بالإضافة إلى أهمية الوقاية للكشف المبكر وتحسين فرص العلاج.

يمكن تصنيف سرطان الكبد الخبيث إلى نوعين رئيسيين بناءً على مصدر الورم:

سرطان الكبد الأولي

يبدأ مباشرة من خلايا الكبد أو الأنسجة المحيطة به. ومن أنواعه:

    • سرطان الخلايا الكبدية (Hepatocellular Carcinoma – HCC): هذا هو النوع الأكثر شيوعاً من سرطان الكبد الأولي، وينشأ من خلايا الكبد (hepatocytes). غالباً ما يرتبط بأمراض الكبد المزمنة مثل التهاب الكبد الفيروسي B وC، أو التليف الكبدي.
    • سرطان القنوات الصفراوية (Cholangiocarcinoma): يبدأ من خلايا القنوات الصفراوية الموجودة داخل أو خارج الكبد. وهو أقل شيوعاً من HCC، لكنه أكثر عدوانية.
    • ورم الأرومة الكبدية (Hepatoblastoma): يُعد نادراً ويصيب الأطفال غالباً، وعادةً ما يتم اكتشافه في سن مبكرة (أقل من 3 سنوات).
    • الأنجيوساركوما (Angiosarcoma) أو الأورام الوعائية: هذا النوع نادر جداً وينشأ من الأوعية الدموية في الكبد، وغالباً ما يكون سريع الانتشار.

سرطان الكبد الثانوي

لا ينشأ من الكبد نفسه، بل ينتقل إليه من أعضاء أخرى مثل القولون أو الرئة أو الثدي. ويُعتبر أكثر شيوعاً من سرطان الكبد الأولي.

تنويه: قد تظهر بعض الأورام الحميدة في الكبد وغالبًا لا تسبب أعراض أو مضاعفات خطيرة، ومن أشهر أورام الكبد الحميدة الأكثر انتشارًا هي:

    • الورم الوعائي (Hemangioma).
    • الورم الغدّي (Adenoma) في الكبد.
    • فرط التنسج العقدي البؤري (Focal Nodular Hyperplasia – FNH).
    • الورم الشحمي الكبدي (Hepatic Lipoma).
    • الورم اللمفي (Lymphoma).
    • ورم الليفي (Fibroma).

تختلف مٌعالجة هذه الأورام عن معالجة الأورام السرطانية، أحيانًا عندما تُسبب الأوجاع أو النزيف تكون هنالك حاجة إلى استئصالها جراحيًا.

يمكن أن يحدث سرطان الكبد نتيجة لعدة عوامل وأسباب، منها:

    • الإصابة بالتهاب الكبد الفيروسي المزمن (HBV وHCV): تؤدي هذه الفيروسات إلى التهاب الكبد وتليف أنسجته، مما يزيد من خطر تطور السرطان.
    • تليف الكبد (Liver Cirrhosis): ينجم عن أمراض الكبد المزمنة، مثل التهابات الكبد الفيروسية أو الإفراط في تناول الكحول، وهو يُعد من العوامل الرئيسية التي تزيد من خطر الإصابة (أكثر من 50% من الأشخاص المصابين بسرطان الكبد).
    • الإفراط في تناول الكحول: يؤدي إلى تلف خلايا الكبد وتليفها مع مرور الزمن.
    • التعرض للأفلاتوكسينات (Aflatoxin): وهي مواد سامة تنتجها بعض الفطريات التي تنمو على الحبوب والمكسرات المُخزنة في ظروف غير مناسبة.
    • مرض الكبد الدهني غير الكحولي (NAFLD): يمكن أن تؤدي السمنة ومرض السكري إلى تراكم الدهون في الكبد، مما يزيد من خطر الإصابة بالسرطان.
    • الاضطرابات الوراثية: مثل داء ترسب الأصبغة الدموية (Hemochromatosis)، الذي يؤدي إلى تراكم الحديد في الكبد.
    • التدخين: يزيد من خطر الإصابة بسرطان الكبد، خاصةً عند وجود عوامل خطر أخرى مثل إدمان المواد الكحولية.
    • التعرض للمواد الكيميائية السامة: مثل الفينول (Phenol) وكلوريد الفينيل (Vinyl chloride) المُستخدم في بعض الصناعات.
    • الاستخدام طويل الأمد لبعض الأدوية: مثل الستيرويدات (Steroids) أو موانع الحمل الفموية (OCP)، قد يرتبط بزيادة خطر الإصابة بسرطان الكبد.

تعتبر مخاوف انتشار مرض السرطان خارج موضعه الأصلي من أبرز القضايا التي تثير القلق. عند تشخيص إصابة شخص ما بالسرطان، يقوم الطبيب بتحديد المرحلة التي وصل إليها المرض، والتي تتراوح من 1 إلى 4، حيث يشير الرقم الأكبر إلى انتشار أوسع للسرطان. كما يتم تصنيف المرض بناءً على طرق العلاج المتاحة وإمكانية استئصاله جراحيًا. تشمل مراحل تطور سرطان الكبد ما يلي:

    • المرحلة الأولى: اكتشاف ورم واحد فقط في الكبد.
    • المرحلة الثانية: وجود ورم واحد مع انتشاره في الأوعية الدموية، أو اكتشاف أكثر من ورم واحد، بحيث لا يتجاوز حجم أي منها 5 سم.
    • المرحلة الثالثة: ظهور أكثر من ورم واحد، حيث يتجاوز حجم أي منها 5 سم، أو انتشار السرطان إلى الأوعية الدموية أو أعضاء أخرى أو الغدد اللمفاوية.
    • المرحلة الرابعة: انتشار السرطان إلى مناطق أخرى في الجسم مثل الرئتين والعظام والأوعية الدموية والغدد اللمفاوية.

سرطان الكبد قد لا يظهر أي أعراض في المراحل المبكرة، ولكن مع تقدم المرض، قد تظهر الأعراض التالية:

    • آلام في البطن: خاصة في الجزء العلوي الأيمن من البطن.
    • انتفاخ البطن: بسبب تراكم السوائل (الاستسقاء).
    • فقدان الشهية: والشعور بالشبع بسرعة.
    • فقدان الوزن غير المبرر: يخدث فقدان الوزن دون تغيير في النظام الغذائي أو النشاط البدني.
    • اليرقان: اصفرار الجلد والعينين نتيجة زيادة مستويات البيليروبين في الدم.
    • حدوث تغير في لون البول، حيث يصبح لون البول داكناً.
    • البراز الشاحب أو الطيني.
    • الإرهاق الشديد والشعور بالضعف.
    • الغثيان أو القيء، بشكل مستمر.
    • ظهور حكة في الجلد، قد تكون مرتبطة بمشاكل الكبد.
    • حدوث تورم في الساقين، بسبب احتباس السوائل.
    • ظهور كتلة في الجهة اليمنى من البطن.
    • نزيف أو كدمات بسهولة، بسبب ضعف وظائف الكبد.
    • ظهور حمى غير مبررة، والتي قد تكون علامة على تقدم المرض.

إذا ظهرت عليك هذه الأعراض أو كنت تعاني من عوامل خطر مثل التهاب الكبد المزمن أو تليف الكبد، يجب استشارة الطبيب فوراً لإجراء الفحوصات اللازمة مثل اختبارات الدم، الأشعة، أو الخزعة لتأكيد التشخيص والبدء في العلاج.

يمكن أن يؤدي سرطان الكبد إلى مجموعة من المضاعفات التي تعتمد على مرحلة المرض والحالة العامة للمريض. ومن بين المضاعفات المحتملة:

    • الفشل الكبدي (Liver Failure): يحدث عندما تتأثر وظيفة الكبد بشكل كبير نتيجة السرطان أو التليف الكبدي المرتبط به. وهذا يؤدي إلى تراكم السموم في الجسم، واضطرابات في تخثر الدم، وتدهور وظائف الأعضاء الأخرى.
    • الاستسقاء البطني (Ascites): يحدث تراكم للسوائل في تجويف البطن بسبب ضغط الورم على الأوعية الدموية أو تدهور وظيفة الكبد، مما يسبب انتفاخ البطن وصعوبة في التنفس.
    • النزيف: قد يؤدي سرطان الكبد إلى نزيف داخلي نتيجة ارتفاع ضغط الدم البابي أو ضعف قدرة الكبد على إنتاج عوامل التخثر.
    • اليرقان (Jaundice): يحدث نتيجة انسداد القنوات الصفراوية أو تلف خلايا الكبد، مما يؤدي إلى تراكم البيليروبين في الدم، ويظهر على شكل اصفرار في الجلد والعينين، مع تغير لون البول والبراز.
    • العدوى (Infections): بسبب ضعف الجهاز المناعي، يصبح المريض أكثر عرضة للإصابة بالعدوى، خاصة في المراحل المتقدمة.
    • الاعتلال الدماغي الكبدي (Hepatic Encephalopathy): يحدث تراكم للسموم مثل الأمونيا في الدماغ نتيجة ضعف الكبد، مما يؤدي إلى اضطرابات في الوعي والتركيز، وقد يصل الأمر إلى الغيبوبة.
    • الألم الشديد: قد ينجم عن تضخم الكبد أو انتشار الورم إلى الأعصاب المحيطة.
    • انتشار السرطان (Metastasis): يمكن أن ينتشر سرطان الكبد إلى أعضاء أخرى مثل الرئتين والعظام والغدد الليمفاوية، مما يزيد من تعقيد العلاج.

تشخيص الإصابة بسرطان الكبد يتطلب اتباع مجموعة من الخطوات السريرية والفحوصات الطبية. وفيما يلي أبرز هذه الخطوات:

    • التاريخ الطبي والفحص السريري والذي يتضمن:
      1. السؤال عن عوامل الخطر مثل الإصابة بفيروس التهاب الكبد B أو C، تليف الكبد، استهلاك الكحول بشكل مزمن، أو وجود تاريخ عائلي للإصابة بسرطان الكبد.
      2.  البحث عن علامات الإصابة باورام الكبد مثل تضخم الكبد، وجود كتلة محسوسة في البطن، اليرقان (اصفرار الجلد والعينين)، تورم البطن (استسقاء).
    • اختبارات الدم والتي تشمل:
      1. اختبار وظائف الكبد (LFTs)؛ للكشف عن أي خلل في وظائف الكبد.
      2. قياس مستوي بروتين ألفا فيتو بروتين (AFP): وهو بروتين قد يرتفع في حالات سرطان الكبد وارتفاع مستوياته قد يدل على سرطان الكبد، لكنه ليس دقيقاً بنسبة 100%.
    • الموجات فوق الصوتية؛ للكشف عن وجود الكتل أو الأورام في الكبد.
    • التصوير المقطعي المحوسب (CT) أو الرنين المغناطيسي (MRI)؛ لتحديد حجم الورم وموقعه وانتشاره.
    • الأشعة المقطعية المحوسبة بالصبغة (CT with contrast): يمكن أن توفر تفاصيل أكثر حول الأورام.
    • تصوير الأوعية (Angiography)؛ لتقييم تدفق الدم إلى الورم.
    • الخزعة (Biopsy): يتم أخذ عينة من أنسجة الكبد وفحصها تحت المجهر لتأكيد التشخيص، وعادةً ما تُستخدم إذا كانت نتائج التصوير غير واضحة.
    • اختبارات إضافية لتقييم انتشار الورم (Metastasis):
      1. تصوير الصدر بالأشعة السينية أو الأشعة المقطعية: للكشف عن انتشار المرض إلى الرئتين.
      2. مسح العظام: للكشف عن انتشار المرض إلى العظام.
    • التقييم الجيني والجزيئي: يمكن استخدام تقنيات متقدمة لتحديد الطفرات الجينية أو المؤشرات الحيوية الخاصة بالورم.

يعتمد علاج سرطان الكبد على عدة عوامل، مثل حجم الورم وموقعه ومدى انتشاره، بالإضافة إلى الحالة الصحية العامة للمريض. في بعض الحالات النادرة، يتم اكتشاف السرطان الأولي في الكبد في مرحلة مبكرة، مما يزيد من فرص العلاج الناجح. أما سرطان الكبد الثانوي، فيكون أكثر صعوبة في العلاج، حيث يكون السرطان قد انتشر بالفعل. في هذه الحالة، يركز العلاج على تحسين جودة حياة المريض ومحاولة إطالة عمره. تشمل الخيارات العلاجية ما يلي:

التدخل الجراحي

إذا كان الورم محدودًا وكان الكبد في حالة صحية جيدة، فقد يكون الاستئصال الجراحي للورم خيارًا مناسبًا. وفي بعض الحالات، يمكن إجراء زراعة كبد. للأسف، في العديد من حالات سرطان الكبد، لا يمكن إجراء العملية الجراحية، وذلك بسبب تقدم المرض إلى مراحل متقدمة، أو لأن الحالة الصحية للمريض تكون حرجة جدًا، مما يمنعه من تحمل الجراحة.

العلاج بالحرارة (الاستئصال بالترددات الراديوية):

يستخدم هذا العلاج الحرارة العالية لقتل الخلايا السرطانية، ويكون فعالًا في حالة الأورام الصغيرة. في الحالات المتقدمة عندما يكون الورم غير قابل للجراحة، يمكن استخدام العلاج الحراري؛ لتخفيف الأعراض خارج الكبد أو لتخفيف الألم في الكبد عن طريق تقليص الورم.

العلاج الكيميائي:

يُستخدم العلاج الكيميائي في حالات سرطان الكبد المتقدم أو عندما ينتشر السرطان إلى أجزاء أخرى من الجسم. يمكن أن يتم العلاج الكيميائي عن طريق الحقن الوريدي أو من خلال الأدوية التي تؤخذ عن طريق الفم. وغالبًا ما يُستخدم بالتزامن مع علاجات أخرى مثل العلاج المستهدف أو العلاج المناعي. يوجد نوعان من العلاج الكيميائي:

    • العلاج الكيميائي الموضعي او ما  يعرف  بالانصمام الكيميائي عبر الشرايين TACE: يتم من خلال حقن الأدوية مباشرة في الكبد عبر الشرايين التي تغذي الورم باستخدام قسطرة (العلاج الكيميائي داخل الشرايين)، حيث يتم سدّ الشريان لمنع تدفق الدم إلى الورم. يتميز هذا النوع من العلاج بأن تأثيره يكون موضعي، مما يقلل من التأثيرات الجانبية على الجسم مقارنة بالعلاج الكيميائي التقليدي.
    •  العلاج الكيميائي التقليدي: يعتمد على استخدام أدوية تهدف إلى قتل الخلايا السرطانية أو إيقاف نموها.قد يسبب العلاج الكيميائي بعض الآثار الجانبية مثل التعب، والغثيان، وفقدان الشعر، ولكن يمكن إدارة هذه الآثار باستخدام أدوية مساعدة.

العلاج الإشعاعي

يعتمد العلاج الإشعاعي على الأشعة السينية عالية الطاقة لتدمير الخلايا السرطانية. قد يُستخدم في الحالات التي لا يمكن فيها إجراء الجراحة لتخفيف الأعراض أو كعلاج تكميلي بعد الجراحة. يوجد نوعان رئيسيان من العلاج الإشعاعي لسرطان الكبد:

    • العلاج الإشعاعي الخارجي (External beam radiation therapy): يتم توجيه الأشعة من خارج الجسم إلى الورم. يتم تحديد الجرعة والمكان بعناية لتجنب التأثير على الأنسجة السليمة.
    • العلاج الإشعاعي الداخلي (Brachytherapy): يتم زرع مصدر إشعاعي داخل الورم أو بالقرب منه. هذا النوع من العلاج يمكن أن يكون أكثر فعالية في بعض الحالات.

العلاج المناعي

العلاج المناعي لسرطان الكبد هو نوع من العلاجات التي تهدف إلى تعزيز قدرة جهاز المناعة في الجسم على التعرف على الخلايا السرطانية ومهاجمتها. في سرطان الكبد، يمكن أن يشمل العلاج المناعي استخدام أدوية تحفز جهاز المناعة أو تعدل استجابته لتحديد الخلايا السرطانية بشكل أفضل. من أبرز الأدوية المُستخدمة في العلاج المناعي لسرطان الكبد:

    • مثبطات نقاط التفتيش المناعية: مثل نِفولوماب (Nivolumab) وبمبروليزوماب (Pembrolizumab)، التي تعمل على تعطيل نقاط التفتيش التي تمنع الخلايا المناعية من مهاجمة الخلايا السرطانية.
    • العلاج المناعي المركب: مثل الجمع بين نِفولوماب (Nivolumab) وإيبليموماب (Ipilimumab)، حيث يعزز الأول استجابة الجهاز المناعي بينما يعزز الثاني قدرة المناعة على التعرف على الخلايا السرطانية.
    • العلاج المناعي بالخلايا التائية المعدلة (T-Cell)، هو نوع من العلاج الذي يتضمن تعديل الخلايا التائية في المختبر لزيادة قدرتها على محاربة الخلايا السرطانية.

العلاج الموجه (Targeted Therapy)

العلاج الموجه (Targeted Therapy)، هو نوع من العلاجات التي تستهدف جزيئات أو مسارات محددة تلعب دورًا في نمو وتكاثر الخلايا السرطانية. يُستخدم عادةً في علاج سرطان الكبد الأولي (سرطان الخلايا الكبدية)، خصوصًا في المراحل المتقدمة أو عندما لا يكون التدخل الجراحي ممكنًا

يعمل العلاج الموجه على تعطيل إشارات النمو داخل الخلايا السرطانية أو تقليل تدفق الدم إلى الورم. ويتميز بأنه يسبب آثارًا جانبية أقل مقارنة بالعلاج الكيميائي التقليدي. ومن أشهر الأمثلة عليها:

    • سورافينيب (Sorafenib): هو أول علاج موجه تمت الموافقة عليه لعلاج سرطان الكبد، يعمل عن طريق تثبيط عدة مسارات إشارات خلوية، مثل(VEGFR) المسؤول عن نمو بطانة الأوعية الدموية المغذية للسرطان،  بالاضافة الي (RAF kinase) المسؤول عن التحكم في نمو الخلايا.
    • لينفاتينيب (Lenvatinib): بديل لسورافينيب،و يُستخدم كعلاج أولي، ويستهدف (VEGFR) و(FGFR) “وهو عامل نمو الأرومة الليفية”. يُظهر نتائج مماثلة أو أفضل قليلاً من سورافينيب. من الآثار الجانبية الشائعة له: ارتفاع ضغط الدم، فقدان الشهية، وآلام البطن.

العلاج التلطيفي لسرطان الكبد

يهدف العلاج التلطيفي (Palliative Care) إلى تحسين جودة حياة المرضى الذين يعانون من سرطان غير قابل للشفاء أو في مراحله المتقدمة. يركز هذا النوع من العلاج على تخفيف الأعراض الجسدية والنفسية، وإدارة الألم، بالإضافة إلى تقديم الدعم النفسي والاجتماعي للمريض وعائلته. ويشمل:

    • إدارة الألم: يُعتبر الألم من الأعراض الأكثر شيوعًا في حالات سرطان الكبد المتقدم. تشمل طرق إدارة الألم ما يلي:
      1. المسكنات البسيطة: مثل الباراسيتامول أو مضادات الالتهاب غير الستيرويدية (NSAIDS).
      2.  المسكنات الأفيونية: مثل المورفين (Morphine) أو الفنتانيل (Fentanyl).
      3. الإجراءات الموضعية: مثل الكي بالتردد الحراري (RFA)؛ لتخفيف الألم الناتج عن الأورام.
    • إدارة الأعراض الأخرى مثل:
      1. الغثيان والتقيؤ: عن طريق استخدام مضادات القيء مثل أوندانسيترون (Ondansetron) أو ميتوكلوبراميد (Metoclopramide).
      2. الاستسقاء (تراكم السوائل في البطن): عن طريق تخفيف الضغط من خلال البزل (Paracentesis)، واستخدام مدرات البول مثل سبيرونولاكتون (spironolactone) أو فوروسيميد (furosemide).
      3. اليرقان (الصفراء): عن طريق وضع دعامة في القناة الصفراوية لتخفيف الانسداد.
      4. الإرهاق: عن طريق معالجة الأسباب المحتملة له مثل فقر الدم أو سوء التغذية.
    • الدعم النفسي والاجتماعي: يتم من خلال تقديم الاستشارات النفسية للمريض وعائلته، وتوفير مجموعات دعم تساعد المرضى على مواجهة التحديات النفسية والاجتماعية.
    • العلاج الغذائي: يهدف الي تحسين الحالة الغذائية للمريض من خلال استشارات التغذية، وتجنب الأطعمة التي تزيد الضغط على الكبد.
    • التدخلات التلطيفية الموضعية كالعلاج الإشعاعي: لتخفيف الألم أو تقليل حجم الورم الذي يضغط على الأعضاء المجاورة.

في النهاية، يجدر الإشارة إلى أن علاج سرطان الكبد يعتمد على الاختيار الأمثل للعلاج بناءً على مرحلة السرطان والحالة الصحية للمريض، ويجب أن يتم تحديده بالتشاور مع الأطباء المتخصصين.

تعتمد الوقاية من سرطان الكبد بشكل رئيسي على تقليل عوامل الخطر المرتبطة به خاصةً للأشخاص الذين لديهم تاريخ عائلي أو عوامل خطر معروفة. إليك أبرز الخطوات:

    • الوقاية من الالتهابات الفيروسية (HBV وHCV):
      1. التطعيم ضد التهاب الكبد الفيروسي B: يُنصح بتلقي لقاح التهاب الكبد B، خصوصًا للأطفال والبالغين المعرضين للخطر.
      2. تجنب انتقال العدوى عن طريق عدم مشاركة الإبر أو الأدوات الحادة، وإجراء فحوصات الدم قبل نقلها.
    • تقليل استهلاك الكحول: الإفراط في تناول الكحول يمكن أن يؤدي إلى تليف الكبد، مما يزيد من خطر الإصابة بسرطان الكبد.
    • الحفاظ على وزن صحي: السمنة تزيد من خطر الإصابة بالكبد الدهني، الذي قد يؤدي بدوره إلى تليف الكبد وسرطان الكبد.
    • الوقاية من السموم:
      1. تجنب التعرض للأفلاتوكسين (Aflatoxin)، وهو سم فطري موجود في الحبوب والمكسرات المُخزنة بشكل غير صحيح.
      2. تقليل التعرض للمواد الكيميائية السامة، مثل بعض المبيدات الحشرية.
    • السيطرة على الأمراض المزمنة: كعلاج مرض السكري وأمراض الكبد المزمنة مثل الكبد الدهني غير الكحولي.
    • التوقف عن التدخين: حيث أن التدخين يزيد من خطر الإصابة بسرطان الكبد.
    • الفحص الدوري: خصوصاً للأشخاص المعرضين لخطر الإصابة بسرطان الكبد بشكل كبير، مثل المصابين بتليف الكبد أو التهاب الكبد المزمن، حيث يُوصى بإجراء فحوصات دورية بالموجات فوق الصوتية واختبارات الدم للكشف المبكر.
    • اتباع نمط حياة صحي: يمكن تحقيق ذلك من خلال تناول نظام غذائي متوازن غني بالفواكه والخضروات، ممارسة الرياضة بانتظام.
    • الحد من تناول الأدوية بدون وصفة طبية: بعض الأدوية، مثل الجرعات العالية من الباراسيتامول، قد تسبب ضررًا للكبد.
Facebook
X
Telegram
LinkedIn
Tumblr
Reddit

بكاليوريس الطب والجراحة - جامعة بني سويف

طبيب امتياز بمستشفى بني سويف الجامعي

0 0 votes
Article Rating
Subscribe
نبّهني عن
guest
0 تعليقات
Oldest
Newest Most Voted
Inline Feedbacks
View all comments

شاهد أيضًا

مقالات ذات صلة

أمراض ذات صلة

تسمم الحمل preeclampsia تسمم الحمل (Preeclampsia) يُعد من المضاعفات الخطيرة التي قد تصيب النساء الحوامل،

الإسهال المعدي – Infectious Diarrhea ما هو الإسهال المعدي ؟ الإسهال المعدي (Infectious Diarrhea) هو

الورم الليفي في الرحم”Uterine Fibroids” الورم الليفي عند النساء “Uterine Fibroids“، هو من أكثر الأورام

التهاب الحوض عند النساء “Pelvic Inflammatory Disease” يُعد التهاب الحوض (Pelvic Inflammatory Disease –

بطانة الرحم المهاجرة “Endometriosis” بطانة الرحم المهاجرة (Endometriosis)، هي حالة طبية مزمنة تصيب النساء، حيث

سرطان عنق الرحم “Cervical Cancer” يُعد سرطان عنق الرحم “Cervical Cancer” أحد أكثر أنواع

Scroll to Top