هل ارتفاع إنزيمات الكبد خطير؟

هل ارتفاع إنزيمات الكبد خطير؟

جدول المحتوي

هل ارتفاع إنزيمات الكبد خطير؟

هل ارتفاع إنزيمات الكبد خطير

يُعد الكبد أحد الأعضاء الحيوية في الجسم، حيث يقوم بعدة وظائف مهمة مثل تنقية الدم من السموم، وإنتاج البروتينات الضرورية، وتخزين الفيتامينات. عند إجراء الفحوصات الدورية، قد يُلاحظ ارتفاع في مستويات إنزيمات الكبد، مما يثير القلق لدى الكثيرين. ولكن هل ارتفاع إنزيمات الكبد خطير؟

في الحقيقة، يمكن أن يكون ارتفاع إنزيمات الكبد نتيجة لحالات بسيطة ومؤقتة، مثل الإجهاد أو تناول بعض الأدوية، كما يمكن أن يكون مؤشرًا على حالات أكثر خطورة تستدعي التدخل الطبي، مثل التهاب الكبد أو الأمراض المزمنة المتعلقة بالكبد. فهم الأسباب المحتملة لهذا الارتفاع يساعد في تحديد مدى خطورته وكيفية التعامل معه بفعالية. في هذه المقالة، سنستعرض أبرز الأسباب التي تؤدي إلى ارتفاع إنزيمات الكبد، وسُنجيب على سؤال هل ارتفاع إنزيمات الكبد خطير ام لا؟ وكيف يمكن التعامل معه لضمان صحة الكبد وسلامة الجسم.

ما هو الكبد

الكبد هو عضو كبير يقع في الجهة اليمنى من البطن، تحت الحجاب الحاجز، وهو أحد الأعضاء الأساسية في الجسم. يلعب الكبد دورًا مهمًا في العديد من وظائف الجسم الحيوية، مثل:

الكبد

    • إنتاج الصفراء: يساعد الكبد في هضم الدهون من خلال إفراز الصفراء.
    • تنقية السموم: يقوم الكبد بتصفية السموم من الدم مثل الأدوية والكحول والنفايات الناتجة عن العمليات الحيوية.
    • تخزين العناصر الغذائية: يخزن الكبد الجلوكوز على شكل جليكوجين ويحرره عندما يحتاج الجسم للطاقة.
    • إنتاج البروتينات: ينتج الكبد العديد من البروتينات المهمة مثل الألبومين (Albumin) وعوامل التجلط.
    • تنظيم مستوى الدهون: يساعد في تنظيم مستويات الدهون في الجسم، مثل الكوليسترول.

يُعد الكبد جزء مهم من الجهاز الهضمي، حيث يلعب دورًا رئيسيًا في عملية الهضم والتمثيل الغذائي. وعلى الرغم من أن الكبد ليس عضوًا هضميًا بشكل مباشر مثل المعدة أو الأمعاء، إلا أن له وظائف حيوية تتعلق بالهضم، كإنتاج العصارة الصفراوية التي تساعد على هضم الدهون.

ما هي إنزيمات الكبد؟

قبل الإجابة على سؤال هل ارتفاع إنزيمات الكبد خطير ام لا؟ يجب أن نفهم ما هي إنزيمات الكبد (Liver Enzymes) وما الذي يدل عليه ارتفاع مستوياتها. إنزيمات الكبد هي بروتينات تُنتجها خلايا الكبد وتلعب دورًا حيويًا في عمليات الأيض والوظائف الأساسية للجسم. يمكن قياس مستوياتها في الدم لتقييم صحة الكبد. ومن أهم هذه الإنزيمات:

    • ناقلة الألانين (ALT أو SGPT): توجد بشكل رئيسي في الكبد. يشير ارتفاع مستواها عادةً إلى وجود تلف في خلايا الكبد. المعدل الطبيعي لإنزيم ناقلة الألانين (ALT) هو 7 إلى 55 وحدة دولية لكل لتر.
    • ناقلة الأسبارتات (AST أو SGOT): توجد في الكبد وعضلات القلب والهيكل العظمي. قد يدل ارتفاعها على تلف الكبد أو حالات مرضية أخرى مثل احتشاء عضلة القلب. المعدل الطبيعي لإنزيم ناقلة الأسبارتات (AST)، فهو 10 إلى 34 وحدة دولية لكل لتر.
    • الفوسفاتاز القلوي (ALP): توجد في الكبد والعظام والقناة الصفراوية. يرتبط ارتفاع مستواه بأمراض القنوات الصفراوية أو مشاكل في العظام. المعدل الطبيعي لإنزيم الفوسفاتاز القلوي (ALP) هو 40 إلي 129 وحدة دولية/ لتر.
    • جاما جلوتاميل ترانسفيراز (GGT): يُستخدم لتقييم أمراض الكبد، خاصة تلك المتعلقة بالقنوات الصفراوية، أو لتحديد استهلاك الكحول المزمن.
    • اللاكتات ديهيدروجيناز (LDH): يتم إفرازه عند تلف الأنسجة، بما في ذلك الكبد. على الرغم من أن ارتفاعه غير محدد، إلا أنه قد يشير إلى تلف في الكبد أو أنسجة أخرى.

ما هي أسباب ارتفاع إنزيمات الكبد؟

هل ارتفاع إنزيمات الكبد خطير؟ والتي يطلق عليها الناس أحياناً ارتفاع وظائف الكبد، وللإجابة على هذا السؤال، يجب أن نفهم السبب وراء هذا الارتفاع، حيث إنه غالبًا ما يكون غير خطير، بل قد يكون بسيطًا ومؤقتًا. ومع ذلك، هناك بعض الحالات التي قد يكون فيها ارتفاع الإنزيمات خطيرًا. إليك الأسباب المختلفة التي تؤدي إلى ارتفاع إنزيمات الكبد كما يلي:

أمراض الكبد

    •  التهاب الكبد الفيروسي (A، B، C).
    • مرض الكبد الدهني (سواء كان كحولياً أو غير كحولي).
    • تشمع الكبد (Liver Cirrhosis)، هو المرحلة النهائية من تليف الكبد، ويتميز بوجود تندبات دائمة على خلايا الكبد، مما يعيق قدرة الكبد على أداء وظائفه بشكل سليم. وفي النهاية، قد يؤدي إلى حدوث تلف في الكبد.
    • أمراض المناعة الذاتية مثل التهاب الكبد المناعي.
    • التهاب الكبد الناتج عن سموم أو أدوية.

الأدوية والسموم

    •  استخدام بعض الأدوية مثل أدوية الالتهابات الغير الستيرويدية (NSAIDS) أو الباراسيتامول بجرعات مرتفعة.
    • المضادات الحيوية (مثل الأموكسيسيلين/كلافولانات)، تيتراسيكلين (Tetracyclines).
    • الأدوية المخفضة للكوليسترول (الستاتينات).
    • بعض مضادات الفطريات، مثل: (الفلوكونازول، وإتراكونازول).

ليس كل الأشخاص الذين يتناولون هذه الأدوية يعانون من ارتفاع إنزيمات الكبد، حيث يعتمد ذلك على الجرعة، مدة الاستخدام، وحالة الكبد الأساسية.

العدوى

    •  عدوى فيروسية أخرى مثل فيروس إبشتاين-بار (EBV) أو فيروس الهربس (Herpes Virus).
    • الالتهابات البكتيرية أو الطفيلية التي تؤثر على الكبد.
    • تسمم الدم (Sepsis)، هو حالة خطيرة تهدد الحياة وتعتبر من الأسباب الرئيسية لارتفاع إنزيمات الكبد. يرافق تسمم الدم مجموعة من الأعراض، منها زيادة معدل ضربات القلب، صعوبة في التنفس، الشعور بالقشعريرة.

أسباب متعلقة بنمط الحياة

    •  السمنة.
    • استهلاك الكحول بشكل مفرط.
    • سوء التغذية أو نقص الفيتامينات.

أمراض أخرى

    •  انسداد القنوات الصفراوية بسبب الحصوات أو الأورام.
    • أمراض القلب التي تؤثر على تدفق الدم إلى الكبد.
    • اضطرابات التمثيل الغذائي مثل داء ويلسون (wilson’s disease) أو ترسب الأصبغة الدموية.

أسباب مؤقتة

    •  الإجهاد البدني الشديد.
    • التمارين الرياضية المكثفة.
    • الجفاف أو عدوى مؤقتة.
    • الحمل.

هل ارتفاع إنزيمات الكبد خطير؟

أصبحت الآن الإجابة على هذا السؤال واضحة، حيث نستنتج مما سبق أن ارتفاع إنزيمات الكبد مثل (ALT وAST) قد يدل على وجود مشكلة في الكبد أو في أعضاء أخرى بالجسم، ولكنه ليس دائمًا مؤشرًا على حالة خطيرة. تعتمد خطورته على السبب وراء الارتفاع ومدى شدته. إذا كان الارتفاع طفيفًا ومؤقتًا، فعادةً ما لا يكون مقلقًا وقد يكون مرتبطًا بمجهود بدني مكثف أو عدوى بسيطة، أما إذا كان الارتفاع مستمرًا أو شديدًا، فقد يكون دليلاً على مرض يتطلب تدخلًا طبيًا.

لذا، من المهم استشارة الطبيب لتقييم الحالة بناءً على التاريخ الطبي والأعراض، وإجراء الفحوصات اللازمة مثل الموجات فوق الصوتية وتحاليل وظائف الكبد، بالإضافة إلى معالجة السبب الأساسي، سواء كان ذلك بتعديل الأدوية أو علاج الالتهاب أو تحسين نمط الحياة.

هل ارتفاع إنزيمات الكبد إلي 100 يُعد خطيراً؟

ارتفاع إنزيمات الكبد إلى 100 (مثل ALT أو AST) يُعتبر ارتفاعاً خفيفاً إلى متوسط، ويمكن أن يكون له أسباب متعددة. لفهم السبب يجب تقييم الحالة بناءً على التاريخ المرضي والفحوصات الأخرى التي يصفها الطبيب. لذا في حال اكتشاف ارتفاع إنزيمات الكبد إلي 100 أثناء إجراء اختبار وظائف الكبد  لأي سبب طبي، يجب الرجوع الي الطبيب لتحديد السبب.

هل ارتفاع إنزيمات الكبد إلي 1000 يُعد خطيرًا؟

نعم، ارتفاع إنزيمات الكبد إلى 1000 وحدة لكل لتر يُعتبر ارتفاعًا شديدًا ويشير عادةً إلى وجود مشكلة خطيرة في الكبد أو أحد الأعضاء المرتبطة به. هذا المستوى قد يكون ناتجًا عن التهابات الكبد الحادة مثل التهاب الكبد الفيروسي، انسداد القنوات الصفراوية، التعرض للتسمم، أمراض المناعة الذاتية؛ لذا في حال اكتشاف ارتفاع إنزيمات الكبد إلي 1000 أثناء إجراء اختبار وظائف الكبد  لأي سبب طبي، يجب التوجه الي الطبيب على الفور؛ لمعرفة السبب والبدء في تلقي العلاج.

هل ارتفاع إنزيمات الكبد لدى الحوامل يُعد خطيراً ؟

يمكن أن تظهر بعض المشكلات في الكبد خلال فترة الحمل نتيجة للتغيرات الهرمونية المصاحبة للحمل، أو قد تكون هناك أيضاً بعض المشكلات المرتبطة بحالة الكبد قبل الحمل ولمعرفة ما إذا كان ارتفاع إنزيمات الكبد خطير أثناء الحمل أم لا، يجب معرفة السبب اولاً وفيما يلي بعض الأسباب التي تؤدي إلى ارتفاع إنزيمات الكبد أثناء الحمل:

ارتفاع إنزيمات الكبد في الحمل

    • تسمم الحمل (Preeclampsia): هو حالة تؤدي إلى ارتفاع ضغط الدم وزيادة نسبة البروتين في البول، وقد يرافقها أيضاً ارتفاع ملحوظ في وظائف الكبد. وتعتبر النساء الحوامل المصابات بالسكري أو ارتفاع ضغط الدم، وكذلك اللواتي يحملن توأماً، من الفئات الأكثر عرضة للإصابة بتسمم الحمل.
    • متلازمة هيلب (HELLP Syndrome): تُعد متلازمة هيلب نوعا من أنواع تسمم الحمل أو أحد مضاعفاته، وقد تحدث في المراحل الاخيرة من الحمل أو بعد الولادة، وتشمل انحلال الدم (Hemolysis)، ارتفاع إنزيمات الكبد (Elevated Liver Enzymes)، ونقص الصفائح الدموية (Low Platelets)، وقد تكون مصحوبة بألم في الجزء العلوي الأيمن من البطن وارتفاع ضغط الدم.
    • الركود الصفراوي داخل الكبد أثناء الحمل (Intrahepatic cholestasis Of Pregnancy): يحدث نتيجة تراكم الأحماض الصفراوية مما يُسبب خلل في تصريفها، ويُسبب حكة شديدة وارتفاع إنزيمات الكبد (ALT، AST).
    • الغثيان المتكرر.
    • التعرض لفيروسات التهاب الكبد.
    • قصور الغدة الدرقية في أداء بعض الوظائف.
    • تناول كميات كبيرة من الكحول مما قد يؤدي إلى التهاب الكبد.
    • وجود كمية كبيرة من الحديد المخزَّن في الجسم.

أضرار ارتفاع إنزيمات الكبد

هل ارتفاع  إنزيمات الكبد خطير؟

يجب عدم تجاهل ارتفاع إنزيمات الكبد، بالرغم أن الارتفاع قد يكون طفيفًا ولا يشير إلى حالة صحية خطيرة، إلا إنه إذا كانت إنزيمات الكبد مرتفعة بشكل ملحوظ أو كانت مصحوبة بأعراض مثل الآتي ذكرها، فيجب استشارة الطبيب لإجراء الفحوصات اللازمة وتحديد السبب والعلاج المناسب حيث تعتمد الأضرار أو المشكلات الناتجة عن ارتفاع إنزيمات الكبد على السبب الأساسي. من الأعراض التي قد تصاحب ارتفاع إنزيمات الكبد ما يلي:

    • فقدان الشهية والامتناع عن تناول الطعام.
    • الشعور بالتعب والإرهاق المستمر.
    • تغير لون البول إلى الداكن.
    • الإصابة باليرقان واصفرار الجلد.
    • حكة في الجلد.
    • ظهور اضطرابات في الجهاز الهضمي، مع ألم في أسفل البطن، والشعور بالغثيان والرغبة في القيء.
    • وجود براز شاحب أو فاتح اللون، مما يشير إلي عدم قدرة الكبد على إفراز العصارة الصفراوية بشكل كاف.
Facebook
X
Telegram
LinkedIn
Tumblr
Reddit

بكاليوريس الطب والجراحة - جامعة بني سويف

طبيب امتياز بمستشفى بني سويف الجامعي

مقالات

مقالات ذات صلة

Scroll to Top