تصلب الشرايين لدى مرضى السكري Atherosclerosis in Diabetics

تصلب الشرايين لدى مرضى السكري Atherosclerosis in Diabetics
الاسم بالعربي : تصلب الشرايين لدى مرضى السكري
الاسم العلمي : Atherosclerosis in Diabetics
قسم : الأمراض الباطنية
نوع المرض : أمراض القلب والاوعية الدموية
جدول المحتوي

تصلب الشرايين لدى مرضى السكري Atherosclerosis in Diabetics

تصلب الشرايين

ما هو تصلب الشرايين (التصلب العصيدي)؟

تصلب الشرايين (Atherosclerosis هي حالة مرضية يحدث فيها زيادة في سُمك الشرايين وتصلبها، وتحدث نتيجة تراكم اللويحات داخل جدران الشرايين. اللويحات هي مادة لزجة تتكون من الكوليسترول والدهون وخلايا الدم والكالسيوم ومواد أخرى موجودة في الدم. بمرور الوقت، تتصلب اللويحات وتتسبب في تضييق الشرايين. الشرايين هي المسؤولة عن نقل الدم المحمل بالأكسجين والمواد الغذائية إلى خلايا وأنسجة الجسم. ولذلك عندما تضيق الشرايين يحد هذا من تدفق الدم الغني بالأكسجين والمواد الغذائية إلى الجسم. كما يمكن أن تنفصل أجزاء من اللويحات، والتي قد تتسبب في حدوث جلطة دموية. قد لا تظهر عليك أعراض تصلب الشرايين حتى تصاب بمضاعفاته مثل، النوبة القلبية أو السكتة الدماغية.

العلاقة بين السكري وتصلب الشرايين

إن النوع الأول و الثاني من مرض السكري يشكلان عامل خطر قوي ومستقل للإصابة بأمراض الشرايين التاجية والسكتة الدماغية وأمراض الشرايين الطرفية. ويشكل تصلب الشرايين لدى مرض السكري ما يقرب من 80% من جميع الوفيات بين مرضى السكري.

ليس هنالك فرق في الإصابة بتصلب الشرايين لدى مرضى السكري أو لدى المرضى الذين لا يعانون من مرض السكري، لكن مرضى السكري يتعرضون للإصابة بتصلب الشرايين في وقت مبكر وبشكل أكثر حدة وعدد أكبر من الشرايين مقارنة بغيرهم. هناك أيضاً بعض الدراسات التي تشير إلى أن مرضى السكري قد يكونون معرضين لخطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية بمعدل يتراوح بين مرتين إلى أربع مرات أكثر من الأشخاص غير المصابين بالسكري. ويُعد مرض تصلب الشرايين من المضاعفات الشائعة لدى مرضى السكري خصوصاً السكري من النوع الثاني، حيث يبدأ تطوره قبل فترة طويلة من تشخيص المرض. ويعود ذلك إلى عدة عوامل منها، مقاومة الأنسولين، واضطرابات الدهون، والالتهابات المزمنة المرتبطة بالسكري، والتي سيتم توضيحها لاحقًا. كما أن الرجال المصابين بداء السكري من النوع الثاني يكونون أكثر عرضة للإصابة بتصلب الشرايين بمعدل الضعف، بينما النساء تكون احتمالية إصابتهن أربعة أضعاف.

ما هي أسباب حدوث تصلب الشرايين لدى مرضى السكري؟

في الأفراد الذين يعانون من مرض السكري، وخاصة النوع الثاني، يزداد خطر الإصابة بتصلب الشرايين بشكل كبير نتيجة لعدة عوامل. تشمل عوامل حدوث تصلب الشرايين لدى مرضى السكري ما يلي:

    • ارتفاع مستوى السكر في الدم (Hyperglycemia): يمكن أن يؤدي ارتفاع مستويات السكر في الدم إلى تلف الأوعية الدموية، مما يعزز الالتهاب وتكوين اللويحات ويزيد من خطر الإصابة بتصلب الشرايين لدى مرضى السكري.
    • اضطراب الدهون في الدم (Dyslipidemia): غالبًا ما يتسبب مرض السكري في حدوث مستويات غير طبيعية من الدهون، مثل زيادة الدهون الثلاثية وانخفاض مستوى الكوليسترول الجيد، مما يسهم في تراكم الترسبات الدهنية في جدران الشرايين مما يسهم في الإصابة بتصلب الشرايين لدى مرضى السكري.
    • مقاومة الأنسولين (Insulin Resistance): تعتبر هذه الحالة شائعة في مرض السكري من النوع الثاني، حيث تعزز الالتهاب وتزيد من خطر الإصابة بتصلب الشرايين.
    • ارتفاع ضغط الدم (Hypertension): يُعد ارتفاع ضغط الدم، الذي يظهر غالبًا لدى مرضى السكري، عاملًا يزيد الضغط على جدران الشرايين ويُسرع من حدوث تغيرات تصلب الشرايين لدى مرضى السكري.
    • الالتهابات المزمنة المصاحبة للسكري (Inflammation): يرتبط مرض السكري بالتهاب مزمن منخفض الدرجة، والذي يلعب دورًا حيويًا في تطور تصلب الشرايين لدى مرضى السكري.
    • عوامل نمط الحياة (Lifestyle Factors): يسهم النظام الغذائي غير الصحي، وقلة النشاط البدني، والتدخين، وهي أمور شائعة بين مرضى السكري، في زيادة مخاطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية.

ما هي عوامل خطر الإصابة بتصلب الشرايين لدى مرضى السكري؟

تشمل عوامل الخطر للإصابة بتصلب الشرايين لدى مرضى السكري ما يلي:

    •  إتباع نظام غذائي غير الصحي: يمكن أن يؤدي النظام الغذائي الغني بالدهون المشبعة والمتحولة والسكريات إلى تفاقم مستويات الدهون وصعوبة التحكم في مستويات السكر في الدم، مما يسهم في تطور الإصابة بتصلب الشرايين لدى مرضى السكري.
    • السمنة: يرتبط الوزن الزائد، خاصة في منطقة البطن، بمقاومة الأنسولين وزيادة خطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية.
    • اضطراب مستويات الدهون: ارتفاع الكولسترول الضار (LDL) والدهون الثلاثية، مع انخفاض الكولسترول الجيد (HDL)، يزيد من خطر الإصابة بتصلب الشرايين.
    • التدخين: يؤدي استهلاك التبغ إلى تفاقم تلف بطانة الأوعية الدموية وهو عامل خطر رئيسي لأمراض القلب والأوعية الدموية.
    • الخمول البدني: يمكن أن يسهم نمط الحياة غير النشط في زيادة مقاومة الأنسولين والمساهمة في السمنة، مما يزيد من خطر الإصابة بأمراض القلب
    • الالتهاب المزمن: يرتبط مرض السكري بالتهاب مزمن منخفض الدرجة، والذي يلعب دورًا حيويًا في تطور تصلب الشرايين. حيث تشير علامات الالتهاب المرتفعة، والتي تظهر غالبًا في مرض السكري، إلى تعزيز تطور الإصابة بتصلب الشرايين.
    • التقدم في العمر: يزداد خطر الإصابة بتصلب الشرايين مع التقدم في السن، خاصة لدى مرضى السكري. تزداد المخاطر بعد سن 45 عامًا للرجال و55 عامًا للنساء.
    • التاريخ العائلي: وجود تاريخ عائلي للإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية يمكن أن يزيد من مخاطر الإصابة بتصلب الشرايين لدى مرضى السكري.
    • انقطاع التنفس أثناء النوم: شائع بين الأفراد الذين يعانون من السمنة والسكري، ويمكن أن يسهم في زيادة مخاطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية. حيث أن التوقفات المتكررة في التنفس تؤدي إلى نقص الأكسجين، مما قد يسبب ضررًا لخلايا الأوعية الدموية ويعزز التغيرات التصلبية في جدران الأوعية الدموية مما يسهم في الإصابة بتصلب الشرايين.
    • ارتفاع مستويات السكر في الدم: يؤدي ارتفاع السكر لفترات طويلة إلى تلف الأوعية الدموية وزيادة تكوين اللويحات مما يسهم في حدوث تصلب الشرايين لدى مرضى السكري.
    • ارتفاع ضغط الدم: يسهم ارتفاع ضغط الدم في تلف الشرايين ويسرع من عملية تصلبها.
    • مقاومة الأنسولين: شائعة في مرض السكري من النوع الثاني، وتزيد من فرص حدوث الالتهابات في الخلايا المبطنة للأوعية الدموية مما يزيد من احتمالية الإصابة بتصلب الشرايين.

إن إدارة هذه العوامل من خلال تغييرات في نمط الحياة والتدخلات الطبية تعتبر ضرورية لتقليل حالات الإصابة بتصلب الشرايين لدى مرضى السكري.

ما هي أعراض الإصابة بتصلب الشرايين لدى مرضى السكري؟

غالبًا ما لا تظهر أعراض تصلب الشرايين لدى مرضى السكري إلا عندما يصبح أحد الشرايين ضيقًا جدًا أو مسدودًا. ولا يدرك الكثير من الناس أنهم يعانون من تراكم اللويحات الدهنية حتى يتعرضوا لحالة طبية طارئة مثل النوبة القلبية أو السكتة الدماغية. قد تظهر الأعراض في حالة انسداد الشريان بنسبة تزيد عن 70%. تختلف الأعراض حسب موقع الانسداد في الجسم، ومن المناطق المتأثرة:

القلب والأوعية الدموية

في حالة إصابة الشريان التاجي، قد تشمل الأعراض:

    •  الآلام الصدر (الذبحة الصدرية).
    • ألم في الظهر، الكتفين، الرقبة، الذراعين أو البطن.
    •  ضيق التنفس أثناء القيام بنشاط بدني خفيف.
    •  تسارع أو خفقان القلب.
    • الشعور بالدوار أو الدوخة.
    • الغثيان أو القيء والذي قد يشبه عسر الهضم.

الجهاز الهضمي

في حالة نقص تروية الشريان المساريقي (Mesenteric Arteries)، يمكن أن تشمل الأعراض:

  • ألمًا شديدًا بعد تناول الطعام.
  • فقدان الوزن بسبب الخوف من الألم بعد تناول الطعام.
  • الانتفاخ والغثيان والقيء.
  • الإسهال.

الساقين والقدمين

في حالة إصابة الشرايين الطرفية (PPD)، يؤدي ذلك إلى ضعف تدفق الدم في الشرايين الموجودة في الأطراف وتشمل الأعراض ما يلي:

    •  آلام العضلات خصوصًا أثناء المشي (العرج المتقطع)
    • ألم حارق أو مؤلم في قدميك وأصابع قدميك عند الراحة، وخاصة عند الاستلقاء.
    • تغيرات في لون الجلد (مثل الاحمرار).
    • الشعور ببرودة القدمين.
    • عدوى متكررة في الجلد والأنسجة الرخوة، غالبًا في الساقين أو القدمين.
    • ظهور قروح في قدميك أو أصابع قدميك لا تلتئم.

الكليتين

في حالة الإصابة بتضيق الشريان الكلوي (تضيق الشرايين التي تنقل الدم إلى الكليتين)، قد تعاني من:

    •  ارتفاع ملحوظ في ضغط الدم لا يستجيب للعديد من الأدوية.
    • تغيرات في عدد مرات التبول.
    • تورم الجسم (وذمة).
    • الشعور بالنعاس أو التعب.
    • جفاف الجلد أو الحكة أو الشعور بالتنميل.
    • الصداع.
    • فقدان الوزن غير المبرر.
    • الغثيان أو القيء أو فقدان الشهية.

المخ

في حال إصابة الشرايين السباتية (Carotid Arteries)، وتنقل هذه الشرايين الدم إلى الدماغ، تكون الأعراض الأولى عادةً عبارة عن نوبة نقص تروية عابرة أي مؤقتة (Transient Ischemic attack) والتي قد تتطور إلى سكتة دماغية إن لم تُعالج. وتتضمن تلك الأعراض ما يلي:

    • فقدان الإحساس، أو فقدان قوة العضلات، أو ضعف مفاجئ في أحد جانبي الجسم.
    • صداع شديد.
    • كلام غير واضح أو صعوبة في تكوين الكلمات.
    • فقدان الرؤية بصورة مؤقتة في إحدى العينين. فقد تلاحظ وجود ظل داكن ينزل فوق مجال رؤيتك.
    • حدوث تنميل مفاجئ وتدلي على جانب واحد من وجهك.
    • الشعور بالدوخة المستمرة.

بالنسبة للرجال، يُعد ضعف الانتصاب علامة تحذير مبكرة تشير إلى أنك قد تكون أكثر عرضة للإصابة بتصلب الشرايين ومضاعفاته.

ما هي مضاعفات الإصابة بتصلب الشرايين لدى مرضى السكري؟

عندما يصاب مرضى السكري بتصلب الشرايين، تكون المضاعفات أكثر شدة، حيث يؤثر هذا المرض على الأداء الطبيعي لجهاز القلب والأوعية الدموية. وقد يؤدي إلى منع تدفق الدم إلى مناطق مختلفة من الجسم، مثل القلب والدماغ، أو حتى انسداده.

تصلب الشرايين

ومن بين المضاعفات المحتملة الناتجة عن انخفاض تدفق الدم:

    •  مرض القلب التاجي، حيث تسبب اللويحات المستقرة في شرايين القلب الذبحة الصدرية (ألم الصدر). ويؤدي تمزق اللويحات وتجلطها المفاجئ إلى موت عضلة القلب، وهذه هي النوبة القلبية.
    • عدم انتظام ضربات القلب.
    • السكتة القلبية.
    • أمراض الأوعية الدموية الدماغية: تتسبب اللويحات الممزقة في شرايين الدماغ في حدوث سكتات دماغية مع إمكانية حدوث تلف دائم في الدماغ. كما يمكن أن تتسبب الانسدادات المؤقتة في الشرايين في حدوث ما يسمى بالنوبات الإقفارية العابرة (TIAs)، وهي علامات تحذيرية من السكتة الدماغية، ولا تسبب أي إصابة في الدماغ.
    • مرض الشرايين الطرفية (PAD): عندما تضيق الشرايين في ساقيك، فقد يؤدي ذلك إلى ضعف الدورة الدموية، وهذا يجعل المشي مؤلمًا بالنسبة لك. كما أن الجروح لن تلتئم أيضًا. إذا كنت تعاني من شكل حاد من المرض، فقد تحتاج إلى إزالة أحد الأطراف (البتر)
    •  الإصابة بأمراض الكلى المزمنة، نتيجة تضيق الشريان الكلوي.
    • نقص تروية المساريقي (Mesenteric Artery)، في حالة نقص تروية الشريان المساريقي ، يمكن أن يؤدي ذلك إلي ألمًا شديدًا بعد تناول الطعام وفقدان الوزن والإسهال.
    • تمدد الأوعية الدموية وتمزقها؛ نتيجة ضعف جدران الشرايين.

يمكن أن يساعد التشخيص المبكر لمرض السكري والسيطرة على مستويات السكر في الدم، في تجنب حدوث مضاعفات السكري الخطيرة أو تأخير حدوثها، مما يقلل من فرص الإصابة بتصلب الشرايين لدى مرضى السكري.

كيف يمكن تشخيص الإصابة بتصلب الشرايين لدى مرضى السكري؟

لتشخيص الإصابة بتصلب الشرايين لدي مرض السكري:

    • سوف يستفسر الطبيب عن تاريخك الطبي والعائلي.
    • سيسألك عن نمط حياتك والعوامل التي قد تزيد من خطر تراكم اللويحات في الشرايين
    • سوف يستفسر الطبيب عن مدى السيطرة على مرض السكري لديك.
    • سيقوم بإجراء فحص جسدي يتضمن الاستماع إلى نبض قلبك وتدفق الدم في شرايينك.
    • كما سيتحقق من ضعف النبض أو عدمه
    • سيتأكد من وجود قروح وجروح تلتئم ببطء، بسبب ضعف تدفق الدم إلي الطرف المصاب.

من المحتمل أن يطلب إجراء بعض الفحوصات، مثل:

    • فحوصات الدم؛ للبحث عن الأشياء التي تزيد من خطر الإصابة بتصلب الشرايين، مثل ارتفاع نسبة الكوليسترول أو نسبة السكر في الدم.
    • الموجات فوق الصوتية على الشريان السباتي (Carotid US)، وهو اختبار تصويري يظهر ما إذا كان هناك تصلب في الشرايين في رقبتك أم لا.
    • الموجات فوق الصوتية على البطن (Abdominal US)، والتي تتحقق من وجود انتفاخات أو لويحات زائدة في الشريان الأورطي، الشريان الرئيسي الذي يزود الجزء السفلي من الجسم بالدم.
    • الموجات فوق الصوتية دوبلر (Doppler US) ، والتي تقيس تدفق الدم في الشرايين
    • مؤشر الكاحل العضدي (Ankle Brachial Index) ، الذي يقارن بين ضغط الدم في أسفل الساق والذراع، ويستخدم للكشف عن تصلب الشرايين في القدمين والساقين.
    • تخطيط كهربية القلب، هو سجل للنشاط الكهربائي لقلبك للكشف عن وجود جلطات قلبية سابقة.
    •  اختبار الإجهاد، لتحديد كفاءة القلب وأدائه أثناء التعرض للإجهاد البدني. أثناء الاختبار يراقب الطبيب معدل ضربات قلبك وضغط الدم ومعدل التنفس.
    • تخطيط صدى القلب (Echocardiography)، الذي يلتقط صورًا للحجرات والصمامات في قلبك لمعرفة مدى جودة ضخه.
    • تصوير الأوعية الدموية (Angiography)، حيث يضع طبيبك صبغة في الشرايين حتى تكون مرئية على الأشعة السينية.
    • التصوير المقطعي المحوسب (CT) أو تصوير الأوعية الدموية بالرنين المغناطيسي (MRA)، للبحث عن الشرايين المتصلبة أو الضيقة. ويمكنه أيضًا إظهار وجود رواسب من الكالسيوم على جدران الشرايين. يُعرف هذا أيضًا باسم فحص الكالسيوم التاجي أو فحص القلب.

كيف يمكن علاج تصلب الشرايين لدى مرضى السكري؟

بمجرد حدوث الانسداد في الأوعية الدموية، فإنه عادةً ما يظل موجودًا. ولكن مع تناول الأدوية وتغيير نمط الحياة، يمكنك إبطاء أو إيقاف تقدم اللويحات الدهنية. وقد تتقلص اللويحات قليلاً مع العلاج المكثف. علاج تصلب الشرايين لدى مرضى السكري لا يقتصر على إجراء واحد فقط، بل يتطلب من المريض تغيير نمط حياته، وزيارة الطبيب لتحديد الخيار العلاجي الأنسب، سواء كان علاجًا دوائيًا أو جراحيًا أو كليهما بناءً على حالته.

تغييرات نمط الحياة:

يمكنك إبطاء أو إيقاف تصلب الشرايين لدى مرضى  السكري من خلال التركيز على عوامل الخطر. وهذا يتضمن اتباع نظام غذائي صحي، الحفاظ على وزن صحي وممارسة الرياضة، والامتناع عن التدخين. على الرغم من أن هذه التغييرات لن تزيل الانسدادات، إلا أنها أثبتت فعاليتها في تقليل خطر الإصابة بالنوبات القلبية والسكتات الدماغية.

الأدوية:

تساهم الأدوية المستخدمة في علاج ارتفاع مستويات الكوليسترول وضغط الدم في إبطاء عملية تصلب الشرايين لدى مرضى السكري، وقد تساهم أيضًا في إيقافها. كما أنها تقلل من خطر الإصابة بالنوبات القلبية والسكتات الدماغية. وبما أن مرض السكري يزيد من خطر الإصابة بتصلب الشرايين، فإن تناول الأدوية للتحكم في مرض السكري قد يساعد في تقليل هذا الخطر. قد يوصي طبيبك أيضًا بأدوية مضادة للصفيحات مثل الأسبرين، الذي يعمل على تمييع الدم، للمساعدة في الوقاية من الجلطات. ومن الأمثلة على هذه الأدوية:

    • أدوية التحكم في مستوى الكوليسترول: يمكن أن تساعد الأدوية الخافضة للكوليسترول مثل، الستاتينات (Statins) والفايبرات (Fibrates) في تقليل مستوى الكوليسترول الضار وزيادة مستوى الكوليسترول الجيد، كما تعمل على منع تراكم اللويحات في الشرايين أو حتى عكسها، مما يساهم في منع تصلب الشرايين.
    • الأدوية المضادة للصفيحات (Antiplatelets Drugs): ومن أشهر الأمثلة على تلك الأدوية هو الأسبرين، وتتمثل وظيفة هذه الأدوية في تقليل خطر تجمع الصفائح الدموية، وبالتالي تقليل احتمالية تكوين جلطات دموية في الشرايين.
    • أدوية التحكم في ارتفاع ضغط الدم، لا تساعد أدوية خفض ضغط الدم في الأساس في علاج تصلب الشرايين. لكنها تقي من مضاعفات هذا المرض أو تعالجها مثل:

1. مثبطات الإنزيم المحول للأنجيوتنسين (ACEI).

2. حاصرات قنوات الكالسيوم (Calcium Channel Blockers).

3. مدرات البول (Diuretics).

    •  أدوية أخري: قد يقوم الطبيب بتغيير جرعة أدوية التحكم في السكري أو إضافة أدوية جديدة في حالة عدم السيطرة على ارتفاع مستوى السكر في الدم. كما يمكن استخدام أدوية اخري لعلاج أعراض معينة مرتبطة بتصلب الشرايين، مثل آلام الساقين أثناء ممارسة الرياضة.

التدخل الجراحي:

    •  تصوير الأوعية الدموية وتركيب الدعامات

القسطرة

يقوم الطبيب بإدخال أنبوب رفيع في شريان في ساقك أو ذراعك للوصول إلى الشرايين المريضة. تظهر الانسدادات على شاشة الأشعة السينية. غالبًا ما يمكن لقسطرة الأوعية الدموية (باستخدام قسطرة ذات طرف بالوني) والدعامات في فتح الشريان المسدود. تساعد الدعامات في تخفيف الأعراض، لكنها قد لا تمنع النوبات القلبية.

    • جراحة مجازة الشريان التاجي Bypass surgery

CABG

يأخذ طبيبك وعاء دمويًا سليمًا، غالبًا من ساقك أو صدرك، ويستخدمه للالتفاف حول الجزء المسدود.

    • استئصال بطانة الشريان Endarterectomy

استئصال بطانة الشريان

يقوم الطبيب بفحص الشرايين في رقبتك لإزالة اللويحات واستعادة تدفق الدم. وقد يقوم أيضًا بوضع دعامة للمرضى الأكثر عرضة للخطر.

كيف يمكن الوقاية من الإصابة بتصلب الشرايين لدى مرضى السكري؟

    •  اتبع نظامًا غذائيًا صحيًا، غنيًا بالبروتينات قليلة الدهون والأسماك والفواكه والخضروات والحبوب الكاملة. سيساعدك هذا على التحكم في وزنك وخفض مستويات الكوليسترول وضغط الدم والسكر في الدم.
    • ممارسة الرياضة بانتظام.
    • الحفاظ على وزن الجسم صحياً.
    • الإقلاع عن التدخين، الذي يزيد من خطر الإصابة بأمراض القلب.
    • الابتعاد عن التوتر والإجهاد قدر المستطاع.
    • كما يجب السيطرة على عوامل الخطر الأخرى، مثل ارتفاع ضغط الدم ومستويات الدهون والسكر، والسعي للوصول إلى قراءات صحية.
    • مراقبة حالاتك الصحية بشكل دوري، من خلال إجراء فحوصات منتظمة لمراقبة مستوى السكر في الدم واتباع خطة العلاج التي يصفها لك طبيبك.

الاسئلة الشائعة

تصلب الشرايين (Atherosclerosis هي حالة مرضية يحدث فيها زيادة في سُمك الشرايين وتصلبها، وتحدث نتيجة تراكم اللويحات داخل جدران الشرايين. اللويحات هي مادة لزجة تتكون من الكوليسترول والدهون وخلايا الدم والكالسيوم ومواد أخرى موجودة في الدم. بمرور الوقت، تتصلب اللويحات وتتسبب في تضييق الشرايين. الشرايين هي المسؤولة عن نقل الدم المحمل بالأكسجين والمواد الغذائية إلى خلايا وأنسجة الجسم. ولذلك عندما تضيق الشرايين يحد هذا من تدفق الدم الغني بالأكسجين والمواد الغذائية إلى الجسم. كما يمكن أن تنفصل أجزاء من اللويحات، والتي قد تتسبب في حدوث جلطة دموية. قد لا تظهر عليك أعراض تصلب الشرايين حتى تصاب بمضاعفاته مثل، النوبة القلبية أو السكتة الدماغية.

إن النوع الأول و الثاني من مرض السكري يشكلان عامل خطر قوي ومستقل للإصابة بأمراض الشرايين التاجية والسكتة الدماغية وأمراض الشرايين الطرفية. ويشكل تصلب الشرايين لدى مرض السكري ما يقرب من 80% من جميع الوفيات بين مرضى السكري.

ليس هنالك فرق في الإصابة بتصلب الشرايين لدى مرضى السكري أو لدى المرضى الذين لا يعانون من مرض السكري، لكن مرضى السكري يتعرضون للإصابة بتصلب الشرايين في وقت مبكر وبشكل أكثر حدة وعدد أكبر من الشرايين مقارنة بغيرهم. هناك أيضاً بعض الدراسات التي تشير إلى أن مرضى السكري قد يكونون معرضين لخطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية بمعدل يتراوح بين مرتين إلى أربع مرات أكثر من الأشخاص غير المصابين بالسكري. ويُعد مرض تصلب الشرايين من المضاعفات الشائعة لدى مرضى السكري خصوصاً السكري من النوع الثاني، حيث يبدأ تطوره قبل فترة طويلة من تشخيص المرض. ويعود ذلك إلى عدة عوامل منها، مقاومة الأنسولين، واضطرابات الدهون، والالتهابات المزمنة المرتبطة بالسكري، والتي سيتم توضيحها لاحقًا. كما أن الرجال المصابين بداء السكري من النوع الثاني يكونون أكثر عرضة للإصابة بتصلب الشرايين بمعدل الضعف، بينما النساء تكون احتمالية إصابتهن أربعة أضعاف.

في الأفراد الذين يعانون من مرض السكري، وخاصة النوع الثاني، يزداد خطر الإصابة بتصلب الشرايين بشكل كبير نتيجة لعدة عوامل. تشمل عوامل حدوث تصلب الشرايين لدى مرضى السكري ما يلي:

    • ارتفاع مستوى السكر في الدم (Hyperglycemia): يمكن أن يؤدي ارتفاع مستويات السكر في الدم إلى تلف الأوعية الدموية، مما يعزز الالتهاب وتكوين اللويحات ويزيد من خطر الإصابة بتصلب الشرايين لدى مرضى السكري.
    • اضطراب الدهون في الدم (Dyslipidemia): غالبًا ما يتسبب مرض السكري في حدوث مستويات غير طبيعية من الدهون، مثل زيادة الدهون الثلاثية وانخفاض مستوى الكوليسترول الجيد، مما يسهم في تراكم الترسبات الدهنية في جدران الشرايين مما يسهم في الإصابة بتصلب الشرايين لدى مرضى السكري.
    • مقاومة الأنسولين (Insulin Resistance): تعتبر هذه الحالة شائعة في مرض السكري من النوع الثاني، حيث تعزز الالتهاب وتزيد من خطر الإصابة بتصلب الشرايين.
    • ارتفاع ضغط الدم (Hypertension): يُعد ارتفاع ضغط الدم، الذي يظهر غالبًا لدى مرضى السكري، عاملًا يزيد الضغط على جدران الشرايين ويُسرع من حدوث تغيرات تصلب الشرايين لدى مرضى السكري.
    • الالتهابات المزمنة المصاحبة للسكري (Inflammation): يرتبط مرض السكري بالتهاب مزمن منخفض الدرجة، والذي يلعب دورًا حيويًا في تطور تصلب الشرايين لدى مرضى السكري.
    • عوامل نمط الحياة (Lifestyle Factors): يسهم النظام الغذائي غير الصحي، وقلة النشاط البدني، والتدخين، وهي أمور شائعة بين مرضى السكري، في زيادة مخاطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية.

تشمل عوامل الخطر للإصابة بتصلب الشرايين لدى مرضى السكري ما يلي:

    •  إتباع نظام غذائي غير الصحي: يمكن أن يؤدي النظام الغذائي الغني بالدهون المشبعة والمتحولة والسكريات إلى تفاقم مستويات الدهون وصعوبة التحكم في مستويات السكر في الدم، مما يسهم في تطور الإصابة بتصلب الشرايين لدى مرضى السكري.
    • السمنة: يرتبط الوزن الزائد، خاصة في منطقة البطن، بمقاومة الأنسولين وزيادة خطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية.
    • اضطراب مستويات الدهون: ارتفاع الكولسترول الضار (LDL) والدهون الثلاثية، مع انخفاض الكولسترول الجيد (HDL)، يزيد من خطر الإصابة بتصلب الشرايين.
    • التدخين: يؤدي استهلاك التبغ إلى تفاقم تلف بطانة الأوعية الدموية وهو عامل خطر رئيسي لأمراض القلب والأوعية الدموية.
    • الخمول البدني: يمكن أن يسهم نمط الحياة غير النشط في زيادة مقاومة الأنسولين والمساهمة في السمنة، مما يزيد من خطر الإصابة بأمراض القلب
    • الالتهاب المزمن: يرتبط مرض السكري بالتهاب مزمن منخفض الدرجة، والذي يلعب دورًا حيويًا في تطور تصلب الشرايين. حيث تشير علامات الالتهاب المرتفعة، والتي تظهر غالبًا في مرض السكري، إلى تعزيز تطور الإصابة بتصلب الشرايين.
    • التقدم في العمر: يزداد خطر الإصابة بتصلب الشرايين مع التقدم في السن، خاصة لدى مرضى السكري. تزداد المخاطر بعد سن 45 عامًا للرجال و55 عامًا للنساء.
    • التاريخ العائلي: وجود تاريخ عائلي للإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية يمكن أن يزيد من مخاطر الإصابة بتصلب الشرايين لدى مرضى السكري.
    • انقطاع التنفس أثناء النوم: شائع بين الأفراد الذين يعانون من السمنة والسكري، ويمكن أن يسهم في زيادة مخاطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية. حيث أن التوقفات المتكررة في التنفس تؤدي إلى نقص الأكسجين، مما قد يسبب ضررًا لخلايا الأوعية الدموية ويعزز التغيرات التصلبية في جدران الأوعية الدموية مما يسهم في الإصابة بتصلب الشرايين.
    • ارتفاع مستويات السكر في الدم: يؤدي ارتفاع السكر لفترات طويلة إلى تلف الأوعية الدموية وزيادة تكوين اللويحات مما يسهم في حدوث تصلب الشرايين لدى مرضى السكري.
    • ارتفاع ضغط الدم: يسهم ارتفاع ضغط الدم في تلف الشرايين ويسرع من عملية تصلبها.
    • مقاومة الأنسولين: شائعة في مرض السكري من النوع الثاني، وتزيد من فرص حدوث الالتهابات في الخلايا المبطنة للأوعية الدموية مما يزيد من احتمالية الإصابة بتصلب الشرايين.

إن إدارة هذه العوامل من خلال تغييرات في نمط الحياة والتدخلات الطبية تعتبر ضرورية لتقليل حالات الإصابة بتصلب الشرايين لدى مرضى السكري.

غالبًا ما لا تظهر أعراض تصلب الشرايين لدى مرضى السكري إلا عندما يصبح أحد الشرايين ضيقًا جدًا أو مسدودًا. ولا يدرك الكثير من الناس أنهم يعانون من تراكم اللويحات الدهنية حتى يتعرضوا لحالة طبية طارئة مثل النوبة القلبية أو السكتة الدماغية. قد تظهر الأعراض في حالة انسداد الشريان بنسبة تزيد عن 70%. تختلف الأعراض حسب موقع الانسداد في الجسم، ومن المناطق المتأثرة:

القلب والأوعية الدموية

في حالة إصابة الشريان التاجي، قد تشمل الأعراض:

    •  الآلام الصدر (الذبحة الصدرية).
    • ألم في الظهر، الكتفين، الرقبة، الذراعين أو البطن.
    •  ضيق التنفس أثناء القيام بنشاط بدني خفيف.
    •  تسارع أو خفقان القلب.
    • الشعور بالدوار أو الدوخة.
    • الغثيان أو القيء والذي قد يشبه عسر الهضم.

الجهاز الهضمي

في حالة نقص تروية الشريان المساريقي (Mesenteric Arteries)، يمكن أن تشمل الأعراض:

    • ألمًا شديدًا بعد تناول الطعام.
    • فقدان الوزن بسبب الخوف من الألم بعد تناول الطعام.
    • الانتفاخ والغثيان والقيء.
    • الإسهال.

الساقين والقدمين

في حالة إصابة الشرايين الطرفية (PPD)، يؤدي ذلك إلى ضعف تدفق الدم في الشرايين الموجودة في الأطراف وتشمل الأعراض ما يلي:

    •  آلام العضلات خصوصًا أثناء المشي (العرج المتقطع)
    • ألم حارق أو مؤلم في قدميك وأصابع قدميك عند الراحة، وخاصة عند الاستلقاء.
    • تغيرات في لون الجلد (مثل الاحمرار).
    • الشعور ببرودة القدمين.
    • عدوى متكررة في الجلد والأنسجة الرخوة، غالبًا في الساقين أو القدمين.
    • ظهور قروح في قدميك أو أصابع قدميك لا تلتئم.

الكليتين

في حالة الإصابة بتضيق الشريان الكلوي (تضيق الشرايين التي تنقل الدم إلى الكليتين)، قد تعاني من:

    •  ارتفاع ملحوظ في ضغط الدم لا يستجيب للعديد من الأدوية.
    • تغيرات في عدد مرات التبول.
    • تورم الجسم (وذمة).
    • الشعور بالنعاس أو التعب.
    • جفاف الجلد أو الحكة أو الشعور بالتنميل.
    • الصداع.
    • فقدان الوزن غير المبرر.
    • الغثيان أو القيء أو فقدان الشهية.

المخ

في حال إصابة الشرايين السباتية (Carotid Arteries)، وتنقل هذه الشرايين الدم إلى الدماغ، تكون الأعراض الأولى عادةً عبارة عن نوبة نقص تروية عابرة أي مؤقتة (Transient Ischemic attack) والتي قد تتطور إلى سكتة دماغية إن لم تُعالج. وتتضمن تلك الأعراض ما يلي:

    • فقدان الإحساس، أو فقدان قوة العضلات، أو ضعف مفاجئ في أحد جانبي الجسم.
    • صداع شديد.
    • كلام غير واضح أو صعوبة في تكوين الكلمات.
    • فقدان الرؤية بصورة مؤقتة في إحدى العينين. فقد تلاحظ وجود ظل داكن ينزل فوق مجال رؤيتك.
    • حدوث تنميل مفاجئ وتدلي على جانب واحد من وجهك.
    • الشعور بالدوخة المستمرة.

بالنسبة للرجال، يُعد ضعف الانتصاب علامة تحذير مبكرة تشير إلى أنك قد تكون أكثر عرضة للإصابة بتصلب الشرايين ومضاعفاته.

عندما يصاب مرضى السكري بتصلب الشرايين، تكون المضاعفات أكثر شدة، حيث يؤثر هذا المرض على الأداء الطبيعي لجهاز القلب والأوعية الدموية. وقد يؤدي إلى منع تدفق الدم إلى مناطق مختلفة من الجسم، مثل القلب والدماغ، أو حتى انسداده.

ومن بين المضاعفات المحتملة الناتجة عن انخفاض تدفق الدم:

    •  مرض القلب التاجي، حيث تسبب اللويحات المستقرة في شرايين القلب الذبحة الصدرية (ألم الصدر). ويؤدي تمزق اللويحات وتجلطها المفاجئ إلى موت عضلة القلب، وهذه هي النوبة القلبية.
    • عدم انتظام ضربات القلب.
    • السكتة القلبية.
    • أمراض الأوعية الدموية الدماغية: تتسبب اللويحات الممزقة في شرايين الدماغ في حدوث سكتات دماغية مع إمكانية حدوث تلف دائم في الدماغ. كما يمكن أن تتسبب الانسدادات المؤقتة في الشرايين في حدوث ما يسمى بالنوبات الإقفارية العابرة (TIAs)، وهي علامات تحذيرية من السكتة الدماغية، ولا تسبب أي إصابة في الدماغ.
    • مرض الشرايين الطرفية (PAD): عندما تضيق الشرايين في ساقيك، فقد يؤدي ذلك إلى ضعف الدورة الدموية، وهذا يجعل المشي مؤلمًا بالنسبة لك. كما أن الجروح لن تلتئم أيضًا. إذا كنت تعاني من شكل حاد من المرض، فقد تحتاج إلى إزالة أحد الأطراف (البتر)
    •  الإصابة بأمراض الكلى المزمنة، نتيجة تضيق الشريان الكلوي.
    • نقص تروية المساريقي (Mesenteric Artery)، في حالة نقص تروية الشريان المساريقي ، يمكن أن يؤدي ذلك إلي ألمًا شديدًا بعد تناول الطعام وفقدان الوزن والإسهال.
    • تمدد الأوعية الدموية وتمزقها؛ نتيجة ضعف جدران الشرايين.

يمكن أن يساعد التشخيص المبكر لمرض السكري والسيطرة على مستويات السكر في الدم، في تجنب حدوث مضاعفات السكري الخطيرة أو تأخير حدوثها، مما يقلل من فرص الإصابة بتصلب الشرايين لدى مرضى السكري.

لتشخيص الإصابة بتصلب الشرايين لدي مرض السكري:

    • سوف يستفسر الطبيب عن تاريخك الطبي والعائلي.
    • سيسألك عن نمط حياتك والعوامل التي قد تزيد من خطر تراكم اللويحات في الشرايين
    • سوف يستفسر الطبيب عن مدى السيطرة على مرض السكري لديك.
    • سيقوم بإجراء فحص جسدي يتضمن الاستماع إلى نبض قلبك وتدفق الدم في شرايينك.
    • كما سيتحقق من ضعف النبض أو عدمه
    • سيتأكد من وجود قروح وجروح تلتئم ببطء، بسبب ضعف تدفق الدم إلي الطرف المصاب.

من المحتمل أن يطلب إجراء بعض الفحوصات، مثل:

    • فحوصات الدم؛ للبحث عن الأشياء التي تزيد من خطر الإصابة بتصلب الشرايين، مثل ارتفاع نسبة الكوليسترول أو نسبة السكر في الدم.
    • الموجات فوق الصوتية على الشريان السباتي (Carotid US)، وهو اختبار تصويري يظهر ما إذا كان هناك تصلب في الشرايين في رقبتك أم لا.
    • الموجات فوق الصوتية على البطن (Abdominal US)، والتي تتحقق من وجود انتفاخات أو لويحات زائدة في الشريان الأورطي، الشريان الرئيسي الذي يزود الجزء السفلي من الجسم بالدم.
    • الموجات فوق الصوتية دوبلر (Doppler US) ، والتي تقيس تدفق الدم في الشرايين
    • مؤشر الكاحل العضدي (Ankle Brachial Index) ، الذي يقارن بين ضغط الدم في أسفل الساق والذراع، ويستخدم للكشف عن تصلب الشرايين في القدمين والساقين.
    • تخطيط كهربية القلب، هو سجل للنشاط الكهربائي لقلبك للكشف عن وجود جلطات قلبية سابقة.
    •  اختبار الإجهاد، لتحديد كفاءة القلب وأدائه أثناء التعرض للإجهاد البدني. أثناء الاختبار يراقب الطبيب معدل ضربات قلبك وضغط الدم ومعدل التنفس.
    • تخطيط صدى القلب (Echocardiography)، الذي يلتقط صورًا للحجرات والصمامات في قلبك لمعرفة مدى جودة ضخه.
    • تصوير الأوعية الدموية (Angiography)، حيث يضع طبيبك صبغة في الشرايين حتى تكون مرئية على الأشعة السينية.
    • التصوير المقطعي المحوسب (CT) أو تصوير الأوعية الدموية بالرنين المغناطيسي (MRA)، للبحث عن الشرايين المتصلبة أو الضيقة. ويمكنه أيضًا إظهار وجود رواسب من الكالسيوم على جدران الشرايين. يُعرف هذا أيضًا باسم فحص الكالسيوم التاجي أو فحص القلب.

بمجرد حدوث الانسداد في الأوعية الدموية، فإنه عادةً ما يظل موجودًا. ولكن مع تناول الأدوية وتغيير نمط الحياة، يمكنك إبطاء أو إيقاف تقدم اللويحات الدهنية. وقد تتقلص اللويحات قليلاً مع العلاج المكثف. علاج تصلب الشرايين لدى مرضى السكري لا يقتصر على إجراء واحد فقط، بل يتطلب من المريض تغيير نمط حياته، وزيارة الطبيب لتحديد الخيار العلاجي الأنسب، سواء كان علاجًا دوائيًا أو جراحيًا أو كليهما بناءً على حالته.

تغييرات نمط الحياة:

يمكنك إبطاء أو إيقاف تصلب الشرايين لدى مرضى  السكري من خلال التركيز على عوامل الخطر. وهذا يتضمن اتباع نظام غذائي صحي، الحفاظ على وزن صحي وممارسة الرياضة، والامتناع عن التدخين. على الرغم من أن هذه التغييرات لن تزيل الانسدادات، إلا أنها أثبتت فعاليتها في تقليل خطر الإصابة بالنوبات القلبية والسكتات الدماغية.

الأدوية:

تساهم الأدوية المستخدمة في علاج ارتفاع مستويات الكوليسترول وضغط الدم في إبطاء عملية تصلب الشرايين لدى مرضى السكري، وقد تساهم أيضًا في إيقافها. كما أنها تقلل من خطر الإصابة بالنوبات القلبية والسكتات الدماغية. وبما أن مرض السكري يزيد من خطر الإصابة بتصلب الشرايين، فإن تناول الأدوية للتحكم في مرض السكري قد يساعد في تقليل هذا الخطر. قد يوصي طبيبك أيضًا بأدوية مضادة للصفيحات مثل الأسبرين، الذي يعمل على تمييع الدم، للمساعدة في الوقاية من الجلطات. ومن الأمثلة على هذه الأدوية:

    • أدوية التحكم في مستوى الكوليسترول: يمكن أن تساعد الأدوية الخافضة للكوليسترول مثل، الستاتينات (Statins) والفايبرات (Fibrates) في تقليل مستوى الكوليسترول الضار وزيادة مستوى الكوليسترول الجيد، كما تعمل على منع تراكم اللويحات في الشرايين أو حتى عكسها، مما يساهم في منع تصلب الشرايين.
    • الأدوية المضادة للصفيحات (Antiplatelets Drugs): ومن أشهر الأمثلة على تلك الأدوية هو الأسبرين، وتتمثل وظيفة هذه الأدوية في تقليل خطر تجمع الصفائح الدموية، وبالتالي تقليل احتمالية تكوين جلطات دموية في الشرايين.
    • أدوية التحكم في ارتفاع ضغط الدم، لا تساعد أدوية خفض ضغط الدم في الأساس في علاج تصلب الشرايين. لكنها تقي من مضاعفات هذا المرض أو تعالجها مثل:

1. مثبطات الإنزيم المحول للأنجيوتنسين (ACEI).

2. حاصرات قنوات الكالسيوم (Calcium Channel Blockers).

3. مدرات البول (Diuretics).

    •  أدوية أخري: قد يقوم الطبيب بتغيير جرعة أدوية التحكم في السكري أو إضافة أدوية جديدة في حالة عدم السيطرة على ارتفاع مستوى السكر في الدم. كما يمكن استخدام أدوية اخري لعلاج أعراض معينة مرتبطة بتصلب الشرايين، مثل آلام الساقين أثناء ممارسة الرياضة.

التدخل الجراحي:

    •  تصوير الأوعية الدموية وتركيب الدعامات، يقوم الطبيب بإدخال أنبوب رفيع في شريان في ساقك أو ذراعك للوصول إلى الشرايين المريضة. تظهر الانسدادات على شاشة الأشعة السينية. غالبًا ما يمكن لقسطرة الأوعية الدموية (باستخدام قسطرة ذات طرف بالوني) والدعامات في فتح الشريان المسدود. تساعد الدعامات في تخفيف الأعراض، لكنها قد لا تمنع النوبات القلبية.
    • جراحة مجازة الشريان التاجي Bypass surgery، يأخذ طبيبك وعاء دمويًا سليمًا، غالبًا من ساقك أو صدرك، ويستخدمه للالتفاف حول الجزء المسدود.
    • استئصال بطانة الشريان Endarterectomy، يقوم الطبيب بفحص الشرايين في رقبتك لإزالة اللويحات واستعادة تدفق الدم. وقد يقوم أيضًا بوضع دعامة للمرضى الأكثر عرضة للخطر.
    •  اتبع نظامًا غذائيًا صحيًا، غنيًا بالبروتينات قليلة الدهون والأسماك والفواكه والخضروات والحبوب الكاملة. سيساعدك هذا على التحكم في وزنك وخفض مستويات الكوليسترول وضغط الدم والسكر في الدم.
    • ممارسة الرياضة بانتظام.
    • الحفاظ على وزن الجسم صحياً.
    • الإقلاع عن التدخين، الذي يزيد من خطر الإصابة بأمراض القلب.
    • الابتعاد عن التوتر والإجهاد قدر المستطاع.
    • كما يجب السيطرة على عوامل الخطر الأخرى، مثل ارتفاع ضغط الدم ومستويات الدهون والسكر، والسعي للوصول إلى قراءات صحية.
    • مراقبة حالاتك الصحية بشكل دوري، من خلال إجراء فحوصات منتظمة لمراقبة مستوى السكر في الدم واتباع خطة العلاج التي يصفها لك طبيبك.
Facebook
X
Telegram
LinkedIn
Tumblr
Reddit

بكاليوريس الطب والجراحة - جامعة بني سويف

طبيب امتياز بمستشفى بني سويف الجامعي

لا توجد أفكار عن “تصلب الشرايين لدى مرضى السكري Atherosclerosis in Diabetics”

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضًا

مقالات ذات صلة

أمراض ذات صلة

ارتجاع المريء (GERD) ما هو ارتجاع المريء؟ ارتجاع المريء، المعروف طبيًا بمرض الارتجاع المعدي المريئي

النبض المتناوب Pulsus Alternans   ما هو النبض المتناوب ؟ النبض المتناوب pulsus alternans هو

خفقان القلب ما هو خفقان القلب؟ خفقان القلب هو شعور كأن قلبك يفتقد نبضات، أو

اعتلال عضلة القلب – Cardiomyopathy اعتلال عضلة القلب (Cardiomyopathy) اعتلال عضلة القلب (Cardiomyopathy) هو مرض

انضغاط القلب – Cardiac tamponade انضغاط القلب (Cardiac tamponade) يحدث انضغاط القلب (Cardiac tamponade) عندما

انخفاض ضغط الدم الانتصابي ( Orthostatic hypotension ) ما هو انخفاض ضغط الدم الانتصابي انخفاض

Scroll to Top