تضيق الصمام المترالي (Mitral valve stenosis )
تعتبر أمراض صمامات القلب من أهم أمراض القلب و أكثرها شيوعاً بين نسبة كبيرة من مرضي القلب و من أمثلة هذه الأمراض و أهمها هو تضيق الصمام المترالي ( Mitral valve stenosis ) و تضيق الصمام المترالي هو عبارة عن ضيق أو إنسداد في فتحة الصمام المترالي داخل تجويف القلب .
ما هو تضيق الصمام المترالي
هو عبارة عن تضيق في فتحة الصمام المترالي داخل تجويف القلب . و بمرور الوقت من المحتمل أن يتسبب هذا المرض بمشكلات كبيرة علي مستوي انتظام ضربات القلب و زيادة إحتمالية حدوث السكتات الدماغية ( Stroke ) و من المحتمل أيضاً حدوث فشل في القلب ( Heart failure ) و أيضاً حدوث الوفاة .
و يؤدي ضيق الصمام المترالي إلي صعوبة مرور الدم من الأذين الأيسر ( Left atrium ) وهو الحجرة العلوية في الجانب الأيسر من القلب إلي البطين الأيسر ( Left ventricle ) وهو الحجرة السفلية في الجانب الأيسر من القلب و ذلك لأن فتحة الصمام ضيقة فلا يستطيع الدم المرور بالشكل الكافي في الجانب الأيسر من القلب فهو مثل الباب الذي يصعب المرور من خلاله .
يعد الصمام المترالي هو الصمام الأول الذي يمر من خلاله الدم بعد مروره من خلال الرئتين للحصول علي الأكسجين ، و يعد وصول الدم للبطين الأيسر من خلال مرور الدم علي الئتين و من ثَم الأذين الأيسر مهم جداً لأن ذلك الدم يكون مشبعاً بكمية كبيرة من الأكسجين الذي بعد ذلك يتم ضخه إلي جميع خلايا الجسم للحصول علي الأكسجين اللازم للحصول علي الطاقة و القيام بالعمليات الحيوية .
أسباب تضيق الصمام المترالي
- التلف الناتج عن العدوي : تعبتر الحمي الروماتيزمية ( Rheumatic fever ) هي السبب الأشهر و الأكثر شيوعاً لحدوث تضيق الصمام المترالي حتي أنه في بعض الأحيان يُطلق علي المرض ضيق الصمام المترالي الروماتيزمي . و يحدث هذا التلف عندما يقوم جهاز المناعة بمهاجمة الصمام عند محاربته لعدوي بيكتيرية لم يتم علاجها ، و هذا المرض أكثر شيوعاً بين كبار السن بدءاً من سن 50 و يستغرق تشخيصه سنوات أو حتي عقود بين حدوث العدوي البكتيرية و ظهور أعراض مرض ضيق الصمام المترالي لأن عملية تلف الصمام قد تستغرق سنوات أو حتي عقود .
- التلف الناتج عن التقدم في العمر : يحدث هذا التلف نتيجة تكون تكتلات من الكالسيوم علي شرفات الصمام المترالي و يحدث ذلك بشكل طبيعي مع تقدم العمر و يحدث أيضاً بدرجات متفاوتة فهناك تضيق يحدث بدرجة بسيطة أو متوسطة و لا يحتاج المريض للعلاج في تلك الحالة ، و لكن قد يتم تسريع عملية تكوين تكتلات الكالسيوم علي الصمام مع وجود أمراض الكلي أو عند التعرض للإشعاع لفترات طويلة مما قد يحدث تلف في الصمام .
- حدوث عيب في الصمام المترالي بشكل خلقي :عادةً،يتم إكتشاف تضيق الصمام الميترالي الخلقي (الموجود عند الولادة) قبل سن الثانية. ويمكن أن يتراوح هذا النوع من التضييق من خفيف إلى شديد. وإذا لم يتم علاجه، فإن الأطفال المصابين بتضييق الصمام الميترالي الشديد عادةً لا يعيشون بعد سن الخامسة.
أعراض تضيق الصمام المترالي
- قِصر و ضيق النفس
- الإجهاد و التعب
- زيادة عدد و قوة ضربات القلب
- إزدياد شدة الالتهاب القصبي ( التهاب الممرات التنفسية ) : هذا الإلتهاب يحدث بسبب العدوي و لكن في حالة وجود تضيق الصمام المترالي تزداد شدة هذا الإلتهاب .
- سعال مصحوب بدم : يحدث ذلك عندما لا يقتصر الضغظ الواقع خلف الصمام علي الأذين فقط و لكن عندما يؤثر هذا الضغط الشديد علي الأوردة الرئوية فيؤدي ذلك إلي وجود السعال المصحوب بالدم .
- بحة في الصوت : يقع أحد الأعصاب التي تتحكم في الحبال الصوتية بجوار القلب. يمكن أن تؤدي زيادة الضغط في الحجرة العلوية من القلب إلى الضغط على هذا العصب.
- تورم في البطن و الكاحلين و القدمين : هذا يحدث عندما يكون يكافح القلب لضخ الدم بفعالية، مما يؤدي إلى تراكم السوائل .
أعراض تضيق الصمام المترالي لدي الأطفال المولودين به كعيب خلقي :
- صعوبة الرضاعة و التعرق أثناء الرضاعة : يعد هذا العرض من أكثر الأعراض شيوعاً و الدالة علي ضيق الصمام المترالي لدي الرُضع .
- السعال
- بطء معدل النمو
- قِصر النفس
- إزدياد معدل حدوث العدوي التنفسية .
ملحوظة : إذا كان هناك تضيق خفيف أو متوسط للصمام الميترالي، فقد لا تظهر أي أعراض. كثير من الأشخاص الذين يعانون من تضيق الصمام المترالي لا يعرفون ذلك حتى يظهر عليهم أعراض خلال الحمل. وذلك لأن قلب الحامل يعمل بجهد أكبر لتوفير الدم للاحتياجات الخاصة بها واحتياجات الجنين.
عوامل خطورة تضيق الصمام المترالي
- الحمي الروماتيزمية
- تحديد جنس المولود عند الولادة علي أنه أنثي
- وجود أقارب مصابين بتضيق الصمام المترالي
مضاعفات تضيق الصمام المترالي
- صعوبة البلع: يمكن أن يؤدي تضخم الحجرة العلوية من القلب إلى الضغط على المريء، مما يؤدي إلى صعوبة البلع.
- الضغط الدموي الرئوي: هو ارتفاع ضغط الدم في الشرايين التي تحمل الدم إلى الرئتين.
- الوذمة الرئوية: هي تراكم السوائل في الرئتين.
- قصور القلب: هو حالة حيث لا يستطيع القلب ضخ الدم بشكل فعال.
- جلطات الدم: يمكن أن تتشكل الجلطات الدموية في القلب بسبب تدفق الدم غير الطبيعي.
- الرجفان الأذيني: هو عدم انتظام في ضربات القلب.
- السكتة الدماغية: يمكن أن تحدث السكتة الدماغية عندما تصل جلطة دموية إلى الدماغ.
- التهاب الشغاف المعدي: هو عدوى تصيب صمامات القلب.
- الوفاة المفاجئة: في الحالات الشديدة، يمكن أن يؤدي تضيق الصمام المترالي إلى الوفاة المفاجئة.
التحاليل و الفحوصات المستخدمة في تشخيص تضيق الصمام المترالي
1. مخطط صدى القلب (Echocardiogram):
- يستخدم هذا الفحص الموجات فوق الصوتية لتوفير صورة داخلية للقلب .
- وهو الفحص الأكثر شيوعًا المستخدم لتشخيص تضيق الصمام المترالي.
2. مخطط رسم القلب الكهربائي (Electrocardiogram – ECG ):
- يقيس هذا الفحص النشاط الكهربائي للقلب باستخدام أجهزة استشعار متصلة بالجلد علي الصدر.
- يمكن أن يكشف مخطط القلب الكهربائي عن مشاكل في نظم القلب مرتبطة بتضيق الصمام المترالي.
3. الأشعة السينية للصدر (Chest X-ray):
- يمكن للأشعة السينية إظهار التغيرات الواضحة في شكل أو هيكل القلب التي يسببها تضيق الصمام المترالي.
4. القسطرة القلبية (Cardiac catheterization):
- يقوم الطبيب بإدخال جهاز في أحد الأوعية الدموية الخاصة بالمريض ويسلكه حتى يصل إلى القلب.
- ثم يمكنهم قياس الضغوط داخل حجرات القلب وتحديد ما إذا كان المريض يعاني من تضيق الصمام المترالي.
العلاج المستخدم في علاج تضيق الصمام المترالي
ينقسم علاج تضيق الصمام المترالي إلي علاج جراحي و علاج غير جراحي عن طريق الأدوية نستعرضها فيما يلي :
العلاج غير الجراحي :
الأدوية المستخدمة لعلاج تضيق الصمام الميترالي:
هناك عدة أنواع مختلفة من الأدوية التي يمكن استخدامها لعلاج أعراض تضيق الصمام الميترالي، مثل:
- حاصرات بيتا (Beta-blockers): تساعد على تقليل معدل ضربات القلب وضغط الدم.
- مدرات البول (Diuretics): تساعد على التخلص من السوائل الزائدة في الجسم.
- مضادات التخثر (Blood thinners): تساعد على منع تكون الجلطات الدموية.
يمكن أن تساعد بعض هذه الأدوية أيضًا في علاج أو الوقاية من:
- ارتفاع ضغط الدم: تساعد حاصرات بيتا ومدرات البول على خفض ضغط الدم.
- أعراض قصور القلب: تساعد مدرات البول على تقليل التورم الناتج عن تراكم السوائل.
- النبض السريع: تساعد حاصرات بيتا على تقليل معدل ضربات القلب.
- جلطات الدم والسكتة الدماغية: تساعد مضادات التخثر على منع تكون الجلطات الدموية.
ملحوظة : يمكن أن تساعد بعض العلاجات، خاصة إصلاح أو استبدال الصمام، في وقف أو تقليل الأعراض لسنوات. ويمكن أن تساعد العلاجات الأخرى، مثل الأدوية، أيضًا من خلال منع المضاعفات.
العلاج الجراحي :
- استبدال الصمام التالف بصمام جديد عن طريق القسطرة القلبية
- بضع الصوار ( Commissurotomy ) : هذا الإجراء يستهدف صمام القلب الميترالي، حيث يتم فصل الأجزاء الملتصقة من هذا الصمام لتسهيل تدفق الدم.
الآثار الجانبية لعلاج تضيق الصمام المترالي
- الدوخة أو الدوار
- النزيف
- العدوي
- قصور القلب
- السكتة الدماغية
- النوبات القلبية
- الجلطات الدموية
- عدم انتظام ضربات القلب
- مشاكل في الصمامات الصناعية
- ارتجاع حاد في الصمام المترالي ( Severe mitral regurgitation )
الوقاية من تضيق الصمام المترالي
يعتمد ذلك علي السبب الذي يؤدي إلي تضيق الصمام المترالي ففي حالة لو كان السبب هو العدوي التي تؤدي إلي الحمي الروماتيزمية فتناول المضادات الحيوية المناسبة في بعض الحالات يمكن أن يساعد علي الوقاية من تضيق الصمام المترالي إلا أن معظم الحالات المصابة بتضيق الصمام المترالي يكون السبب المتسبب في حالتها غير معروف و إذا كان السبب هو التلف الناتج عن تقدم العمر فذلك لا يمكن الوقاية منه إلا أنه كما ذكرنا يكون تضيق بدرجة بسيطة أو متوسطة و معظم الحالات لا تتناول الأدوية المخصصة لتضيق الصمام التمترالي إلا في حالات معينة .
نتائج تضيق الصمام المترالي
أفضل النتائج في تضيق الصمام الميترالي تحدث مع الكشف المبكر والعلاج في الوقت المناسب. نظرًا لأن تضيق الصمام الميترالي عادةً ما يسبب همهمة قلبية، يمكن لمقدم الرعاية الصحية الخاص بك اكتشافه في كثير من الأحيان عندما يستمع إلى قلبك أثناء الفحص البدني السنوي أو الفحص الدوري. يمكن أن يساعد ذلك في اكتشافه وعلاجه قبل أن يصبح حادًا أو متقدماً.
بالنسبة للأطفال المولودين بتضيق الصمام المترالي فإن نتائج الحالة تعتمد علي شدة الحالة ( درجة ضيق الصمام ) قد يحتاج هؤلاء الأطفال إلي فحص دقيق للتحقق من مشاكل القلب المرتبطة بهم طوال حياتهم .
لا توجد أفكار عن “تضيق الصمام المترالي Mitral valve stenosis”