متى يظهر الحمل في تحليل الدم
المقدمة
يُعد تحليل الدم للكشف عن الحمل (Blood Pregnancy Test) من أكثر الفحوصات دقة وسرعة في تأكيد حدوث الحمل، إذ يعتمد على قياس مستوى هرمون موجهة الغدد التناسلية المشيمائية البشرية (Human Chorionic Gonadotropin – hCG) في الدم.
يُفرز هذا الهرمون من المشيمة (Placenta) بعد انغراس البويضة المخصبة في بطانة الرحم (Endometrium)، ويبدأ في الارتفاع تدريجيًا منذ الأيام الأولى للحمل.
ما هو هرمون الحمل hCG ؟
- الاسم العلمي: Human Chorionic Gonadotropin.
- الوظيفة: دعم الجسم الأصفر في المبيض (Corpus Luteum) لإفراز هرمون البروجستيرون – Progesterone الذي يهيئ الرحم لاستمرار الحمل.
- موعد إفرازه: يبدأ إفراز hCG عادة بعد 6 – 12 يومًا من الإخصاب (Fertilization).
- الارتفاع في الدم: يتضاعف تركيزه كل 48 – 72 ساعة في الحمل الطبيعي خلال الأسابيع الأولى.
أنواع تحليل الدم للحمل
تحليل الدم النوعي – Qualitative hCG Blood Test
- يحدد فقط وجود أو عدم وجود هرمون الحمل.
- النتيجة: إيجابية (Positive) أو سلبية (Negative).
- يظهر الحمل عادة بعد 7 – 12 يومًا من التبويض.
تحليل الدم الكمي – Quantitative hCG Blood Test
- يقيس الكمية الدقيقة لهرمون الحمل بالوحدة الدولية لكل لتر (mIU/mL).
- يتيح متابعة تطور الحمل أو الكشف عن مشكلات مثل الحمل خارج الرحم (Ectopic Pregnancy) أو الإجهاض المبكر (Early Miscarriage).
- يكشف الحمل بدقة حتى قبل موعد الدورة الشهرية بيومين إلى ثلاثة أيام.
متى يظهر الحمل في تحليل الدم ؟
- في تحليل الدم الكمي: يمكن اكتشاف الحمل بعد 7 – 9 أيام من الإباضة (Ovulation)، أي قبل الدورة بيومين تقريبًا.
- في تحليل الدم النوعي: يظهر الحمل عادة بعد 10 – 12 يومًا من الإباضة، أي مع أو بعد موعد الدورة بيوم أو يومين.
- معلومة مهمة: تحليل الدم أكثر دقة من تحليل البول (Urine Pregnancy Test) لأنه يكشف مستويات منخفضة جدًا من hCG (حتى 1 – 2 mIU/mL)، بينما تحليل البول يحتاج غالبًا 20 – 25 mIU/mL على الأقل.
العوامل التي قد تؤثر على دقة تحليل الدم
- إجراء التحليل مبكرًا جدًا قبل إفراز كمية كافية من hCG.
- الحمل خارج الرحم – Ectopic Pregnancy حيث يكون مستوى hCG أقل من الطبيعي.
- الإجهاض المبكر – Chemical Pregnancy حيث يرتفع hCG قليلًا ثم ينخفض.
- بعض الأورام المنتجة لـ hCG مثل ورم الأرومة الغاذية المشيمائية – Choriocarcinoma.
- تناول أدوية تحتوي على hCG مثل بعض علاجات العقم (Pregnyl، Ovidrel).
الأعراض التي تدفع لإجراء تحليل الدم للحمل
- انقطاع الدورة الشهرية – Amenorrhea.
- الغثيان والقيء – Nausea and Vomiting (خصوصًا الصباحي).
- تورم وألم الثدي – Breast Tenderness.
- التعب والإرهاق – Fatigue.
- زيادة التبول – Increased Urination.
- آلام أسفل البطن أو الظهر – Lower Abdominal or Back Pain.
الحالات الطبية التي قد تعطي نتيجة إيجابية كاذبة (False Positive)
أمراض المبايض مثل:
- متلازمة تكيس المبايض (Polycystic Ovary Syndrome – PCOS).
- الأورام الكيسية (Ovarian Cysts).
أورام الرحم والمشيمة مثل:
- الحمل العنقودي (Molar Pregnancy).
- ورم الأرومة الغاذية (Gestational Trophoblastic Tumor).
الأدوية المحتوية على hCG:
- Pregnyl (بريجنيل).
- Ovidrel (أوفيدريل).
- Profasi (بروفاسي).
الحالات التي قد تعطي نتيجة سلبية كاذبة (False Negative)
- إجراء التحليل مبكرًا جدًا قبل ارتفاع hCG.
- الحمل خارج الرحم حيث يكون الهرمون منخفضًا.
- خطأ في أخذ العينة أو حفظها.
- وجود نزيف حاد مع إجهاض مبكر.
- ثامنًا: نصائح لزيادة دقة التحليل
- الانتظار 7 – 12 يومًا بعد الإباضة قبل إجراء تحليل الدم.
- استخدام التحليل الكمي لمتابعة الحمل في بدايته.
- إعادة التحليل بعد 48 ساعة إذا كانت النتيجة غير واضحة.
- إبلاغ الطبيب عن أي أدوية تحتوي على hCG.
مقارنة بين تحليل الدم وتحليل البول
- تحليل الدم للكشف عن الحمل يتميز بأنه يمكنه اكتشاف الحمل مبكرًا جدًا، حيث يستطيع تحديد وجود هرمون الحمل hCG بعد حوالي 7 – 9 أيام من الإباضة، بينما تحليل البول يحتاج عادة من 12 – 14 يومًا بعد الإباضة ليعطي نتيجة دقيقة.
- كما أن دقة تحليل الدم عالية جدًا وتصل لأكثر من 99%، ويمكن أن يكون نوعيًا لتحديد وجود الحمل أو كميًا لقياس مستوى الهرمون بدقة، بينما تحليل البول غالبًا يكون نوعيًا فقط.
- كذلك، تحليل الدم يستطيع اكتشاف مستويات منخفضة جدًا من الهرمون (حتى 1 – 2 mIU/mL)، بينما يحتاج تحليل البول إلى مستوى أعلى نسبيًا (حوالي 20 – 25 mIU/mL) ليعطي نتيجة إيجابية.
متى يجب مراجعة الطبيب فورًا بعد التحليل ؟
- نزيف مهبلي شديد – Heavy Vaginal Bleeding.
- ألم شديد في أسفل البطن – Severe Lower Abdominal Pain (قد يشير إلى الحمل خارج الرحم).
- دوخة أو إغماء – Dizziness or Fainting.
- نتائج غير متطابقة بين تحليل الدم والمتابعة بالأشعة.
الخلاصة
يظهر الحمل في تحليل الدم الكمي عادة بعد 7 – 9 أيام من الإباضة، وفي تحليل الدم النوعي بعد 10 – 12 يومًا.
يُعد تحليل الدم أدق وأسرع من تحليل البول في اكتشاف الحمل، خاصة إذا أُجري في الوقت المناسب وبالطريقة الصحيحة.
ومع ذلك، بعض الحالات الطبية أو الأدوية قد تؤثر على النتيجة، لذا يجب دائمًا تفسير التحليل في ضوء التاريخ الطبي والأعراض والمتابعة مع الطبيب المختص.