أسباب نزول دم وردي بعد العلاقة الزوجية
أسباب نزول دم وردي بعد العلاقة الزوجية متنوعة. يُعتبر نزول دم أو إفرازات وردية بعد العلاقة الزوجية (Bleeding After Sex) من الأعراض التي قد تثير القلق لدى كثير من السيدات، خصوصًا إذا تكرر الأمر أو صاحبه ألم أو أعراض أخرى. في معظم الحالات، تكون أسباب نزول دم وردي بعد العلاقة الزوجية بسيطة وغير خطيرة لكن في أحيان أخرى قد يكون علامة على مشكلة تحتاج تقييمًا طبيًا. لون الدم الوردي غالبًا ينتج عن اختلاط كمية قليلة من الدم مع الإفرازات المهبلية أو السائل المنوي، مما يجعله أخف لونًا من الدم الأحمر الداكن.
في هذا المقال، سنشرح بالتفصيل أهم أسباب نزول دم وردي بعد العلاقة الزوجية، مع توضيح متى تستدعي القلق والمراجعة الطبية.
أسباب نزول دم وردي بعد العلاقة الزوجية (أسباب غير خطيرة)
1. الاحتكاك أثناء الجماع
- أثناء العلاقة الزوجية، قد يحدث احتكاك شديد بجدار المهبل أو عنق الرحم، خاصة إذا كانت الإفرازات الطبيعية قليلة أو إذا لم يتم الترطيب الكافي.
- هذا الاحتكاك قد يسبب تمزقًا طفيفًا في الأوعية الدموية الدقيقة داخل بطانة المهبل، ما ينتج عنه دم وردي خفيف بعد العلاقة.
- يكون النزيف هنا بسيطًا، مؤقتًا، ويتوقف خلال ساعات.
2. الجفاف المهبلي
- الجفاف المهبلي من أسباب نزول دم وردي بعد العلاقة الزوجية خصوصًا بعد الولادة أو في فترة الرضاعة الطبيعية أو مع اقتراب سن اليأس بسبب نقص هرمون الإستروجين.
- الجفاف يجعل الأنسجة أكثر عرضة للخدش أو التمزق أثناء الجماع، ما يؤدي لظهور دم وردي.
- قد يصاحبه إحساس بحرقة أو حكة أو ألم أثناء العلاقة.
3. الاقتراب من موعد الدورة الشهرية
- إذا كانت العلاقة الزوجية قريبة من بداية الحيض، قد تنزل بقايا دم قديم أو قطرات دم من بطانة الرحم المتهيئة للدورة.
- عند اختلاط هذا الدم مع الإفرازات، قد يبدو ورديًا فاتحًا.
4. تمزق غشاء البكارة (لدى الفتيات في أول علاقة)
- في أول علاقة زوجية، قد يتمزق غشاء البكارة، ما يسبب نزيفًا بسيطًا أو متوسطًا.
- لون الدم قد يكون أحمر أو ورديًا حسب كمية الدم وامتزاجه بالإفرازات.
5. تأثير بعض الأدوية
- أدوية منع الحمل الهرمونية أو أدوية السيولة قد تزيد من احتمالية نزول قطرات دم بعد العلاقة.
- يحدث ذلك بسبب تأثيرها على بطانة الرحم أو زيادة سيولة الدم.
أسباب متعلقة بأمراض أو مشكلات في الجهاز التناسلي
قد تكون أسباب نزول دم وردي بعد العلاقة الزوجية متعلقة بمشاكل في الجهاز التناسلي، كالتالي:
1. التهابات عنق الرحم (Cervicitis)
- التهاب عنق الرحم قد يكون بسبب بكتيريا أو فيروسات أو فطريات.
- الالتهاب يجعل الأوعية الدموية في عنق الرحم هشة وسهلة النزف عند اللمس أثناء الجماع.
- قد تصاحبه أعراض مثل إفرازات غير طبيعية، رائحة كريهة، أو ألم في أسفل البطن.
2. التهابات المهبل (Vaginitis)
- التهابات المهبل بأنواعها (بكتيرية، فطرية، أو طفيلية) قد تجعل جدار المهبل حساسًا وبالتالي تعتبر من أسباب نزول دم وردي بعد العلاقة الزوجية.
- أثناء العلاقة، قد تتسبب هذه الحساسية في نزول إفرازات وردية أو دموية خفيفة.
- الأعراض المرافقة قد تشمل الحكة، الاحمرار، أو تغير لون ورائحة الإفرازات.
3. قرح أو زوائد عنق الرحم (Cervical Ectropion/Polyps)
- بعض السيدات لديهن حالة تُسمى “انقلاب بطانة عنق الرحم للخارج” (Ectropion)، تجعل الأنسجة المبطنة أكثر عرضة للنزيف.
- الزوائد اللحمية (Polyps) أيضًا يمكن أن تسبب نزيفًا بعد العلاقة.
- غالبًا ما تكون هذه الحالات حميدة، لكنها تحتاج تقييم طبي.
4. الأورام الليفية أو اللحميات داخل الرحم
- الأورام الليفية أو اللحميات (Polyps) في تجويف الرحم قد تسبب نزيفًا خفيفًا بعد الجماع، خاصة إذا كانت قريبة من عنق الرحم.
- قد يصاحبها دورة شهرية غزيرة أو ألم في الحوض.
5. بطانة الرحم المهاجرة (Endometriosis)
- في هذه الحالة، تنمو أنسجة مشابهة لبطانة الرحم خارج الرحم، وقد تسبب نزيفًا أو بقع دم بعد الجماع.
- غالبًا ما تكون مصحوبة بألم شديد أثناء الدورة وأحيانًا أثناء العلاقة.
6. سرطان عنق الرحم أو بطانة الرحم
- من أسباب نزول دم وردي بعد العلاقة الزوجية الأقل شيوعًا، لكن نزيف ما بعد الجماع هو أحد الأعراض المبكرة لسرطان عنق الرحم.
- وجود دم وردي أو أحمر بعد العلاقة بشكل متكرر، خاصة مع أعراض أخرى (نزيف بين الدورات، ألم بالحوض، فقدان وزن) يستدعي مراجعة عاجلة للطبيب.
ما هي العوامل التي تزيد احتمالية نزول دم وردي بعد العلاقة؟
- العمر: النساء بعد سن الأربعين أو في سن اليأس أكثر عرضة للجفاف المهبلي والتغيرات الهرمونية.
- عدد الولادات: الولادات المتكررة قد تؤدي لتغيرات في عنق الرحم تزيد من هشاشته.
- الإصابة السابقة بأمراض جنسية: بعض الأمراض المنقولة جنسيًا تسبب التهابات مزمنة.
- التاريخ العائلي: وجود تاريخ عائلي لسرطان عنق الرحم أو بطانة الرحم.
متى يجب مراجعة الطبيب فورًا؟
يجب زيارة الطبيب في حالة :
– تكرار نزول الدم بعد معظم أو كل العلاقات الزوجية.
– وجود نزيف غزير أو متواصل بعد العلاقة.
– ظهور الدم مصحوبًا بأعراض مثل:
- إفرازات مهبلية غير طبيعية أو كريهة الرائحة.
- ألم شديد في الحوض أو أسفل البطن.
- فقدان وزن غير مبرر أو تعب عام.
- نزول الدم في سن اليأس بعد انقطاع الدورة.
كيف يمكن تشخيص أسباب نزول دم وردي بعد العلاقة الزوجية؟
عند مراجعة الطبيب، سيقوم بالخطوات التالية:
1. أخذ التاريخ المرضي المفصل: وقت ظهور الدم، كمية النزيف، الأعراض المصاحبة.
2. الفحص السريري: فحص المهبل وعنق الرحم باستخدام المنظار المهبلي.
3. مسحة عنق الرحم (Pap smear): للكشف عن التغيرات الخلوية أو الأورام.
4. تحاليل للعدوى: للكشف عن البكتيريا أو الفطريات أو الفيروسات.
5. الأشعة أو السونار المهبلي: للكشف عن الأورام أو اللحميات داخل الرحم.
6. تنظير عنق الرحم (Colposcopy) في الحالات المشتبه بها.
ما هو علاج أسباب نزول دم وردي بعد العلاقة الزوجية؟
يختلف العلاج حسب السبب كالتالي:
- الاحتكاك أو الجفاف المهبلي: استخدام مزلقات آمنة، أو علاج نقص الإستروجين بمراهم أو تحاميل هرمونية.
- الالتهابات: مضادات حيوية أو مضادات فطرية حسب نوع العدوى.
- الزوائد أو اللحميات: إزالتها جراحيًا إذا كانت تسبب النزيف.
- بطانة الرحم المهاجرة: علاج هرموني أو جراحي حسب شدة الحالة.
- سرطان عنق الرحم أو الرحم: يعتمد على المرحلة، وقد يشمل الجراحة أو العلاج الإشعاعي أو الكيماوي.
الخلاصة
نزول دم وردي بعد العلاقة الزوجية قد يكون أمرًا بسيطًا ناتجًا عن الاحتكاك أو الجفاف المهبلي، لكنه أحيانًا يكون عرضًا لمشكلة تحتاج تدخلًا طبيًا. التشخيص المبكر يساهم في علاج السبب بسهولة ويمنع المضاعفات. لذلك، من المهم عدم إهمال الأعراض المتكررة، وإجراء فحوصات دورية خاصة لمسحة عنق الرحم.
