المشعرات المهبلية – Trichmonas
المشعرات المهبلية (Trichomoniasis) هي عدوى شائعة تُنقل عن طريق الاتصال الجنسي، تسببها طفيليات أولية تُعرف باسم Trichomonas vaginalis. تصيب هذه العدوى النساء في الغالب، لكنها قد تصيب الرجال أيضًا، وغالبًا ما تكون بدون أعراض، مما يجعل انتقالها شائعًا. وتُعد من أكثر الأمراض المنقولة جنسيًا انتشارًا حول العالم، وتُصنف كعدوى قابلة للعلاج ولكنها قد تُسبب مضاعفات خطيرة إذا لم تُعالج.
ما هو سبب المشعرات المهبلية؟
السبب الرئيسي للمشعرات المهبلية هو طفيلي أحادي الخلية يُعرف باسم Trichomonas vaginalis. ينتقل الطفيلي أثناء ممارسة العلاقة الجنسية، سواء عن طريق المهبل أو أحيانًا من خلال ملامسة الأعضاء التناسلية الخارجية. ويعيش الطفيلي عادة في:
- المهبل وعنق الرحم والمثانة البولية لدى النساء.
- الإحليل (مجرى البول) أو غدة البروستاتا عند الرجال.
هذا الكائن لا يستطيع البقاء لفترات طويلة خارج جسم الإنسان، ولذلك فإن انتقاله لا يحدث عادة عبر الأسطح أو أدوات الحمام.
ما مدى إنتشار المشعرات المهبلية؟
- يُقدّر عدد الإصابات السنوية عالميًا بأكثر من 150 مليون حالة.
- في الولايات المتحدة الأمريكية وحدها: أكثر من 2 مليون حالة سنويًا.
- النساء أكثر عرضة للإصابة بمعدل مرتين إلى ثلاث مرات مقارنة بالرجال.
- أكثر شيوعًا في الفئة العمرية 15–49 عامًا.
ما هي طرق انتقال المشعرات المهبلية؟
ينتقل داء المشعرات عن طريق:
- الاتصال الجنسي غير المحمي: سواء كان مهبليًا أو بملامسة الأعضاء التناسلية.
- استخدام أدوات جنسية ملوثة.
- نادرًا ما تحدث العدوى عبر الملامسة غير الجنسية، حيث أن الطفيلي لا يعيش طويلًا خارج الجسم.
- يمكن للأشخاص المصابين بدون أعراض أن يمرروا العدوى إلى الآخرين، ولكن لا يمكن التقاط المشعرات من الجنس عن طريق تقبيل الفم ، أو التعانق، وتبادل أكواب، لوحات أو أدوات المائدة، و مقاعد المرحاض.
بعد إنتقال الطفيلي يحدث الآتي:
- أثناء الجنس، ينتشر الطفيلي عادةً من القضيب إلى المهبل، أو من المهبل إلى القضيب. كما قد ينتقل من الأم إلى الوليد أثناء الولادة.
- يصيب الطفيل الأعضاء التناسلية عند النساء والرجال وليس من الشائع أن يصيب الطفيل أجزاء الجسم الأخرى، مثل اليدين أو الفم أو الشرج. ومن غير الواضح لماذا يحصل بعض المصابين بالعدوى على أعراض بينما لا يفعل آخرون، ربما يعتمد ذلك على عوامل مثل عمر الشخص والصحة العامة.
عوامل الخطورة
تشمل عوامل الخطر المرتبطة بالإصابة بداء المشعرات ما يلي:
- إقامة علاقات جنسية مع أشخاص متعددين.
- تاريخ سابق من الإصابة بأنواع أخرى من العدوى المنقولة جنسيًا.
- نوبة سابقة من الإصابة بداء المشعرات.
- ممارسة الجنس دون استخدام واقٍ ذكري.
ما هي أعراض المشعرات المهبلية؟
تظهر الأعراض في حوالي 30% من النساء المصابات، وتشمل:
- إفرازات مهبلية:
– لونها أخضر مائل للصفرة.
– رائحتها كريهة تشبه “رائحة السمك الفاسد”.
– قد تكون رغوية في بعض الحالات. - حكة وحرقة مهبلية.
- ألم أثناء التبول (عسر البول).
- ألم أثناء الجماع (عسر الجماع).
- احمرار وتورم في منطقة الفرج.
- بقع دموية بعد الجماع أحيانًا.
في الرجال غالبًا ما تكون العدوى بدون أعراض، ولكن إذا ظهرت فإنها تشمل:
- حرقة أثناء التبول أو بعد القذف.
- إفرازات شفافة من الإحليل.
- حكة أو تهيج داخل القضيب.
- ألم خفيف في أسفل البطن أو في منطقة الخصيتين.
ما هي مضاعفات المشعرات المهبلية؟
إذا تُركت العدوى دون علاج، فقد تؤدي إلى:
- زيادة خطر الإصابة بعدوى فيروس نقص المناعة البشرية (HIV).
- التهابات مزمنة في الجهاز التناسلي.
- مشكلات في الحمل مثل:
– الولادة المبكرة.
– انخفاض وزن الجنين عند الولادة.
– مرض التهاب الحوض (PID) عند النساء، والذي قد يؤدي إلى العقم.
– نقل العدوى للجنين أثناء الولادة (نادر جدًا).
طرق التشخيص
تشمل طرق التشخيص ما يلي:
- الفحص السريري: الطبيب يبحث عن العلامات التقليدية مثل الإفرازات غير الطبيعية أو الالتهاب.
- اختبار العينة المهبلية أو البولية:
– يتم أخذ مسحة من المهبل أو الإحليل.
– تُفحص تحت المجهر (اختبار مباشر). - اختبار الزرع (Culture): دقيق لكنه يستغرق وقتًا أطول.
- اختبار الحمض النووي (NAATs): الأكثر دقة وحساسية، يمكنه اكتشاف الطفيلي حتى في حال غياب الأعراض.
- اختبار البول عند الرجال: لاكتشاف وجود الطفيلي في الإحليل.
كيف يمكن علاج المشعرات المهبلية؟
يُعتبر مرض المشعرات المهبلية من الأمراض التي يسهل علاجها باستخدام المضادات الحيوية.
الأدوية الشائعة:
- ميترونيدازول (Metronidazole):
– جرعة واحدة بمقدار 2 جرام عن طريق الفم.
– أو جرعات صغيرة على مدى 7 أيام. - تينيدازول (Tinidazole):
– جرعة واحدة بمقدار 2 جرام عن طريق الفم.
– أكثر فعالية في بعض الحالات المقاومة للميترونيدازول. - ملاحظات:
– يجب تجنّب تناول الكحول أثناء العلاج ولمدة 48 ساعة بعده.
– يجب علاج الشريك الجنسي أيضًا حتى في حال عدم ظهور أعراض.
– الامتناع عن الجماع لمدة 7 أيام بعد العلاج.
كيفية الوقاية من العدوى
- استخدام الواقي الذكري أثناء العلاقة الجنسية.
- تجنّب تعدد الشركاء الجنسيين.
- العلاج الفوري عند ظهور الأعراض.
- الفحص الدوري خاصة عند وجود تاريخ مرضي أو أعراض مقلقة.
- عدم مشاركة الأدوات الجنسية.
المشعرات المهبلية أثناء الحمل
تصيب المشعرات عددًا كبيرًا من النساء الحوامل، وقد تؤدي إلى:
- الولادة المبكرة.
- تمزق الأغشية المبكر.
- انخفاض وزن الجنين.
- خطر أعلى للإصابة بعدوى ما بعد الولادة.
لكن لحسن الحظ، يمكن استخدام الميترونيدازول بأمان خلال الحمل، ويُفضل تناوله في الثلث الثاني أو الثالث من الحمل.
ما هو سبب العدوى المتكررة بالمشعرات؟
تحدث العدوى المتكررة عادة نتيجة:
- عدم علاج الشريك الجنسي.
- مقاومة الطفيلي للعلاج (نادرة).
- الإصابة الجديدة من شريك مختلف.
في هذه الحالات، قد يُستخدم التينيدازول أو الميترونيدازول بجرعة أطول أو بشكل مكثف، وقد يلزم تقييم إضافي.
ما هو الفرق بين المشعرات وعدوى الخميرة أو البكتيريا المهبلية؟
توجد العديد من الفروق بينهم كالتالي:
العامل المسبب:
- المشعرات المهبلية يسببها طفيلي يُعرف باسم Trichomonas vaginalis.
- بينما عدوى الخميرة يسببها فطر Candida albicans.
- أما البكتيريا المهبلية فتنتج عن اختلال توازن البكتيريا الطبيعية في المهبل وزيادة نمو أنواع معينة مثل Gardnerella vaginalis.
نوع الإفرازات:
- في حالة المشعرات، تكون الإفرازات مهبلية خضراء أو صفراء ورغوية.
- في عدوى الخميرة، تكون الإفرازات بيضاء ومتجبنة مثل الجبن القريش.
- أما في البكتيريا المهبلية، فالإفرازات تكون رمادية أو بيضاء رقيقة.
الرائحة:
- في المشعرات والبكتيريا المهبلية تكون الرائحة كريهة وتشبه السمك الفاسد.
- بينما في عدوى الخميرة عادة لا تكون هناك رائحة ملحوظة.
الحكة والتهيّج:
- الحكة شديدة في المشعرات وعدوى الخميرة.
- بينما تكون أقل وضوحًا أو غائبة في البكتيريا المهبلية.
الألم أثناء التبول أو الجماع:
- شائع في حالات المشعرات،
- ونادر في الخميرة أو البكتيريا المهبلية.
العلاج:
- تُعالج المشعرات بالمضادات الحيوية مثل الميترونيدازول.
- تُعالج عدوى الخميرة بمضادات الفطريات مثل فلوكونازول.
- تُعالج البكتيريا المهبلية بالمضادات الحيوية مثل ميترونيدازول أو كليندامايسين.
الخلاصة
المشعرات المهبلية هي عدوى منتشرة يمكن أن تمر دون أعراض، مما يزيد من خطر انتشارها. لكنّها لحسن الحظ قابلة للعلاج بسهولة. تكمن الخطورة في التأخر في التشخيص أو عدم علاج الشركاء الجنسيين، مما قد يؤدي إلى تكرار العدوى ومضاعفات طويلة المدى خاصة في الحمل. لذا فإن التوعية الجنسية، وممارسة العلاقات الآمنة، والفحص الدوري، كلها عناصر أساسية في الوقاية من هذا المرض والتعامل معه بفعالية.