سرطان الخصية (Testicular Cancer)
سرطان الخصية (Testicular Cancer)، هو نوع من أنواع السرطان الذي يصيب الخصيتين، وهما الغدتان المسؤولتان عن إنتاج الحيوانات المنوية وهرمون التستوستيرون. وعلى الرغم من ندرته مقارنة بأنواع السرطان الأخرى، إلا أنه يُعد الأكثر شيوعًا بين الذكور في الفئة العمرية من 15 إلى 35 عامًا. الخبر الجيد أن هذا النوع من السرطان غالبًا ما يكون قابلاً للعلاج، حتى في المراحل المتقدمة منه، وتصل نسب الشفاء إلى مستويات عالية جدًا عند التشخيص المبكر. في هذا المقال، سنعرض كل ما يتعلق بسرطان الخصية من حيث أبرز أسباب الإصابة وطرق التشخيص والعلاج المختلفة.
ما هو سرطان الخصية؟
سرطان الخصية هو نوع من السرطان ينشأ في إحدى الخصيتين، وهما الغدتان المسؤولتان عن إنتاج الحيوانات المنوية وهرمون التستوستيرون لدى الذكور. يُعد هذا النوع من السرطان نادرًا نسبيًا، لكنه أكثر شيوعًا بين الذكور الذين تتراوح أعمارهم بين 15 و35 عامًا. غالبًا ما يظهر في صورة كتلة غير مؤلمة أو تضخم في الخصية، وقد يصاحبه شعور بثقل أو انزعاج في كيس الصفن. يتميز سرطان الخصية بمعدل شفاء مرتفع جدًا إذا تم اكتشافه وعلاجه مبكرًا، ويعتمد العلاج عادة على الجراحة، وقد يتبعها علاج إشعاعي أو كيميائي حسب نوع ومرحلة الورم.
أنواع سرطان الخصية
ينقسم سرطان الخصية إلى نوعين رئيسيين بحسب نوع الخلايا التي ينشأ منها الورم، ولكل نوع خصائصه المختلفة من حيث النمو والاستجابة للعلاج:
الورم المنوي (Seminoma)
-
- يُعد من الأنواع الأقل عدوانية.
- أكثر شيوعًا لدى الرجال الذين تتراوح أعمارهم بين 30 و40 عامًا.
- ينمو ببطء نسبيًا، مما يتيح فرصًا أكبر لاكتشافه في مراحل مبكرة.
- نادرًا ما ينتشر خارج الخصية في المراحل المبكرة.
- يستجيب بشكل ممتاز للعلاج بالإشعاع والعلاج الكيميائي، حتى في المراحل المتقدمة.
الورم غير المنوي (Non-seminoma)
-
- يميل إلى النمو والانتشار بسرعة أكبر من الورم المنوي.
- أكثر شيوعًا بين الشباب في العشرينات من العمر.
- لا يستجيب للعلاج الإشعاعي بنفس فعالية الورم المنوي، لكن يستجيب للعلاج الكيميائي.
- يشمل عدة أنواع فرعية، وغالبًا ما تكون الأورام مزيجًا من أكثر من نوع مثل:
- الورم الجنيني (Embryonal Carcinoma): سريع النمو وقد يكون عدوانيًا.
- ورم كيس المح (Yolk Sac Tumor): أكثر شيوعًا عند الأطفال، لكنه قد يظهر لدى البالغين.
- التيراتوما (Teratoma): يحتوي على أنسجة مختلفة، وقد يكون صعب العلاج في بعض الحالات.
- السرطان المشيمي (Choriocarcinoma): نادر جدًا لكنه عدواني، ينتشر سريعًا إلى أعضاء بعيدة مثل الرئتين والدماغ.
أسباب سرطان الخصية وعوامل الخطورة
لا يوجد سبب واضح ومحدد للإصابة بسرطان الخصية، لكن هناك بعض عوامل الخطورة التي قد تزيد من احتمال الإصابة، مثل:
-
- وجود خصية معلقة لم تنزل إلى كيس الصفن.
- إصابة أحد أفراد العائلة من الدرجة الأولى.
- إصابة سابقة بسرطان الخصية في الجهة الأخرى.
- العمر الصغير (15–35 سنة).
- العرق الأبيض أكثر عرضة من غيره.
أعراض سرطان الخصية
تتنوع الأعراض، لكن أبرزها:
-
- كتلة أو تورم غير مؤلم في إحدى الخصيتين.
- شعور بثقل أو ألم في كيس الصفن.
- تغير في حجم أو شكل الخصية.
- انزعاج أو ألم أسفل البطن أو في الفخذ.
- في الحالات المتقدمة: آلام في الظهر، تورم في الساقين، أو ضيق في التنفس.
طرق تشخيص الإصابة بسرطان الخصية
يشمل التشخيص عدة خطوات مهمة:
-
- الفحص السريري: لتحسس وجود كتلة.
- الموجات فوق الصوتية للخصيتين (Ultrasound): لمعرفة طبيعة الكتلة وموقعها.
- تحاليل دم لمؤشرات الأورام: مثل AFP، β-hCG، وLDH.
- أشعة مقطعية (CT scan): لفحص انتشار المرض إلى الغدد الليمفاوية أو الرئتين.
طرق علاج سرطان الخصية
يعتمد نوع العلاج على نوع الورم ومرحلته، ويشمل:
-
- الاستئصال الجراحي (Orchiectomy): الخطوة الأولى في معظم الحالات، وتشمل إزالة الخصية المصابة.
- العلاج الإشعاعي: فعال في حالات الأورام المنوية.
- العلاج الكيميائي: يُستخدم في الأورام غير المنوية أو الحالات المتقدمة.
- الجراحة الإضافية (RPLND): لإزالة العقد الليمفاوية المصابة في البطن.
التأثير النفسي لسرطان الخصية
قد يتسبب سرطان الخصيه في آثار نفسية كبيرة، خاصة في الشباب، حيث يتداخل مع الشعور بالرجولة والخصوبة. القلق والاكتئاب شائعان بين المرضى، لذا من الضروري توفير دعم نفسي من خلال جلسات المشورة، مجموعات الدعم، أو العلاج السلوكي.
سرطان الخصية وعلاقته بالهرمونات الذكرية
الخصيتان تنتجان التستوستيرون، وهو الهرمون المسؤول عن الصفات الذكورية. استئصال خصية واحدة عادة لا يؤثر على مستويات الهرمون، ولكن إذا تم استئصال الخصيتين أو تعطلت الخصية الأخرى، قد يحتاج المريض إلى تعويض هرموني للمحافظة على النشاط الجنسي والصحي العام.
الحياة بعد التعافي من سرطان الخصية
-
- العودة إلى الحياة الطبيعية بعد العلاج ممكنة ومشجعة.
- معظم الرجال يعيشون حياة كاملة بعد الشفاء، بما في ذلك الزواج، الإنجاب، والعمل.
لكن يجب الالتزام ببرنامج المتابعة الدورية لفحص الانتكاسات المحتملة، والتي تشمل الفحص السريري، تحاليل مؤشرات الورم، والأشعة.
نسبة الشفاء والتوقعات المستقبلية
تُعتبر نسب الشفاء من أعلى النسب بين السرطانات، حيث تصل إلى:
-
- أكثر من 95% في الحالات المبكرة.
- 80–90% في الحالات المنتشرة إذا تم العلاج بشكل جيد.
هل يؤثر سرطان الخصية على الخصوبة؟
-
- الجراحة لا تؤثر على القدرة الإنجابية إذا كانت الخصية الثانية سليمة.
- العلاج الكيميائي قد يؤثر مؤقتًا أو دائمًا على الخصوبة.
يُنصح بحفظ عينة من السائل المنوي قبل بدء العلاج إذا كانت هناك رغبة مستقبلية في الإنجاب.
طرق الوقاية من سرطان الخصية
رغم أنه لا توجد طريقة مؤكدة لمنع الإصابة بسرطان الخصيه، إلا أن هناك خطوات تقلل من عوامل الخطر وتساعد على الاكتشاف المبكر:
-
- الفحص الذاتي المنتظم: أهم وسيلة للاكتشاف المبكر (سنوضحها بالتفصيل أدناه).
- مراقبة التغيرات: الانتباه لأي ألم، تورم، أو كتلة غير طبيعية في الخصيتين.
- متابعة الطبيب في حالة وجود خصية معلقة (Cryptorchidism): لأن هذا يزيد من خطر الإصابة.
- تجنب العادات الضارة: مثل التدخين والمخدرات، والابتعاد عن التعرض المتكرر للإشعاع أو المواد الكيميائية الضارة.
- إتباع نمط حياة صحي: ممارسة الرياضة، تناول غذاء متوازن، والحفاظ على وزن صحي.
خطوات الفحص الذاتي لسرطان الخصية
-
- يُفضل القيام بالفحص الذاتي لسرطان الخصية مرة شهريًا، خاصةً للرجال بين عمر 15–40 سنة أو من لديهم عوامل خطر.
- الوقت المثالي: بعد الاستحمام بماء دافئ حيث تكون كيس الصفن مرتخية وسهل الفحص.
- خطوات الفحص:
- قف أمام المرآة وابحث عن أي تورم ظاهر أو اختلاف بين الخصيتين.
- افحص كل خصية على حدة.
- استخدم الإبهام والأصابع لفحص الخصية برفق.
- لف الخصية بين الأصابع لتشعر بأي كتل أو تغير في الحجم أو القوام.
- لا تقلق من وجود الحبل المنوي (epididymis): طبيعي أن تشعر بوجود أنبوب رفيع خلف الخصية.
متى يجب استشارة الطبيب؟
يجب التوجه لاستشارة الطبيب في الحالات الآتية:
-
- وجود كتلة صلبة أو تغير في حجم الخصية.
- ظهور ألم مستمر أو ثقل في كيس الصفن.
- حدوث تجمع مفاجئ للسوائل حول الخصية.
خلاصة المقال
سرطان الخصيه من السرطانات القابلة للعلاج بشكل كبير، وتزداد فرص الشفاء بالاكتشاف المبكر والعلاج السريع. الوعي، والفحص الذاتي، والمتابعة الطبية من أهم وسائل الحفاظ على الصحة والوقاية من المضاعفات.
أقرأ أيضًا (ما هي دوالي الخصيتين؟).