إلتهاب البروستاتا البكتيري

إلتهاب البروستاتا البكتيري

إلتهاب البروستاتا البكتيري

إلتهاب البروستاتا البكتيري

جدول المحتوي

إلتهاب البروستاتا البكتيري

إلتهاب البروستاتا البكتيري (Bacterial Prostatitis) هو حالة شائعة تصيب الرجال، وتتميز بالتهاب في غدة البروستاتا نتيجة عدوى بكتيرية. تُعد البروستاتا غدة صغيرة تقع أسفل المثانة وتحيط بالإحليل، وتلعب دورًا مهمًا في إنتاج السائل المنوي. يمكن أن يكون إلتهاب البروستاتا البكتيري حادًا (ذو أعراض مفاجئة وشديدة) أو مزمنًا (أعراض تستمر لفترات طويلة أو تتكرر). يعد الفهم الصحيح لأسباب إلتهاب البروستاتا البكتيري، وأعراضه، وطرق تشخيصه وعلاجه أمرًا ضروريًا للوقاية والتعامل الفعال معه.

إلتهاب البروستاتا البكتيري

تشريح ووظيفة البروستاتا

قبل الخوض في تفاصيل إلتهاب البروستاتا البكتيري، من المفيد فهم البنية التشريحية للبروستاتا. البروستاتا هي غدة عضلية بحجم الجوز تقريبًا، تقع مباشرة تحت المثانة وتحيط بالجزء العلوي من الإحليل. وظيفتها الأساسية هي إفراز سائل قلوي يشكل جزءًا كبيرًا من السائل المنوي، ويساعد على تغذية الحيوانات المنوية وحمايتها أثناء رحلتها في الجهاز التناسلي الأنثوي.

إلتهاب البروستاتا البكتيري

 

أنواع التهاب البروستاتا

يصنف التهاب البروستاتا ضمن أربعة أنواع رئيسية حسب المعهد الأمريكي للسكري وأمراض الجهاز الهضمي والكلى (NIDDK):

1. التهاب البروستاتا البكتيري الحاد.

2. التهاب البروستاتا البكتيري المزمن.

3. التهاب البروستاتا المزمن / متلازمة آلام الحوض المزمنة (النوع غير البكتيري).

4. التهاب البروستاتا الالتهابي عديم الأعراض.

سنركز في هذه المقالة على النوعين البكتيريين: الحاد والمزمن.

التهاب البروستاتا البكتيري الحاد

هو عدوى مفاجئة وشديدة تصيب غدة البروستاتا نتيجة دخول البكتيريا إليها، غالبًا عبر الإحليل أو من عدوى أخرى بالجهاز البولي السفلي.

الأسباب

السبب الأكثر شيوعًا هو العدوى الصاعدة من الإحليل، وتشمل البكتيريا الشائعة:

  • الإشريكية القولونية (E. coli) – السبب الأكثر شيوعًا.
  • الكلبسيلة (Klebsiella).
  • البروتيوس (Proteus).
  • البكتيريا العنقودية (Staphylococcus spp.).
  • نادرًا: البكتيريا المنقولة جنسيًا مثل الكلاميديا أو السيلان.

عوامل الخطر

تزيد نسبة حدوث إلتهاب البروستاتا البكتيري الحاد في وجود عوامل الخطر الآتية:

  • القسطرة البولية الطويلة أو المتكررة.
  • التهابات متكررة في المثانة أو الإحليل.
  • العلاقات الجنسية غير الآمنة.
  • تضخم البروستاتا الحميد.
  • ضعف المناعة أو السكري .

أعراض إلتهاب البروستاتا البكتيري الحاد

  • ارتفاع حاد في درجة الحرارة (قد تتجاوز 39°C).
  • قشعريرة وتعب عام.
  • ألم في العجان (المنطقة بين الخصيتين والشرج).
  • صعوبة وألم عند التبول.
  • تبول متكرر مع شعور بالإلحاح.
  • ألم أثناء القذف.
  • دم في البول أو السائل المنوي.
  • احتباس بولي حاد في بعض الحالات الشديدة.

تشخيص إلتهاب البروستاتا البكتيري الحاد

الفحص السريري: يكون البروستاتا متورمة ومؤلمة عند الفحص الإصبعي الشرجي (DRE).

تحليل البول: يُظهر وجود كريات دم بيضاء وبكتيريا.

زراعة البول: لتحديد نوع البكتيريا واختيار المضاد الحيوي المناسب.

اختبارات الدم: قد يظهر ارتفاع في تعداد الكريات البيضاء وارتفاع بروتين الالتهاب (CRP).

اختبارات إضافية (إذا لزم): مثل الأشعة فوق الصوتية عبر المستقيم أو الأشعة المقطعية لتقييم المضاعفات.

العلاج

مضادات حيوية فموية أو وريدية حسب شدة الحالة: مثل سيبروفلوكساسين، تريميثوبريم/سلفاميثوكسازول.

مضادات التهاب ومسكنات: مثل الإيبوبروفين لتقليل الألم.

السوائل: تشجيع شرب السوائل للمساعدة في التبول.

الراحة: الراحة التامة مهمة أثناء المرحلة الحادة.

المضاعفات

إذا لم يُعالج إلتهاب البروستاتا البكتيري الحاد فقد يؤدي إلى:

  • خراج البروستاتا.
  • احتباس بولي مزمن.
  • تحول الالتهاب الحاد إلى مزمن.
  • انتشار العدوى للدم (تعفن الدم – sepsis) في الحالات الشديدة.

التهاب البروستاتا البكتيري المزمن

هو شكل أقل شدة ولكنه أكثر استمرارًا من التهاب البروستاتا البكتيري الحاد. قد تستمر الأعراض لعدة أسابيع أو تعود بشكل متكرر. غالبًا ما يكون التشخيص صعبًا ويحتاج إلى تقييم دقيق.

الأسباب

غالبًا نفس البكتيريا المسؤولة عن الالتهاب الحاد، وتحدث العدوى بسبب عدم القضاء الكامل على البكتيريا في الالتهاب الحاد السابق أو نتيجة بكتيريا مقاومة.

الأعراض

  • أعراض أقل شدة مقارنة بالحاد.
  • ألم مزمن في الحوض، العجان، أو أسفل الظهر.
  • تكرار في التبول مع ألم وحرقة.
  • تقطّع البول أو صعوبة في التبول.
  • مشاكل جنسية مثل ألم عند القذف أو ضعف الانتصاب.
  • أعراض غير محددة مثل الإرهاق أو القلق.

التشخيص

  • تحليل وزراعة البول: أحيانًا لا تظهر بكتيريا مما يصعب التشخيص.
  • تحليل السائل البروستاتي: يُجمع بعد تدليك البروستاتا، لكن هذه الطريقة أصبحت نادرة بسبب عدم الراحة.
  • اختبارات دم بسيطة: تُستعمل لاستبعاد حالات أخرى.

العلاج

مضادات حيوية طويلة الأمد (4–6 أسابيع) مثل:

  • الفلوروكينولونات (مثل الليفوفلوكساسين).
  • التريميثوبريم/سلفاميثوكسازول.

أدوية إضافية:

  • محصرات ألفا (مثل التامسولوسين) لتحسين تدفق البول.
  • مضادات الالتهاب.
  • علاج نفسي إذا كانت الحالة مرتبطة بقلق مزمن.

الفرق بين التهاب البروستاتا البكتيري الحاد والمزمن

بداية الأعراض:

  • الحاد: مفاجئة وسريعة.
  • المزمن: تدريجية وبطيئة.

الحرارة (الحمى):

  • الحاد: حرارة مرتفعة غالبًا، مع قشعريرة.
  • المزمن: نادرة أو غير موجودة.

شدة الألم:

  • الحاد: ألم شديد في العجان وأسفل الظهر.
  • المزمن: ألم مزمن، أقل شدة، وأحيانًا مبهم.

التأثير على التبول:

  • الحاد: صعوبة وألم واضح عند التبول.
  • المزمن: تقطع البول أو شعور بعدم إفراغ المثانة.

وجود بكتيريا في البول:

  • الحاد: دائمًا تقريبًا توجد بكتيريا.
  • المزمن: قد تظهر أحيانًا فقط.

الاستجابة للعلاج:

  • الحاد: يستجيب بسرعة للمضاد الحيوي.
  • المزمن: يتطلب علاجًا طويلًا، والاستجابة أبطأ.

مدة العلاج:

  • الحاد: غالبًا من 10 إلى 14 يومًا.
  • المزمن: من 4 إلى 6 أسابيع أو أكثر.

احتمال المضاعفات:

  • الحاد: خطر حدوث خراج أو تعفن دم إذا لم يُعالج.
  • المزمن: تأثير طويل المدى على الحياة الجنسية والنفسية.

الوقاية

للوقاية من إلتهاب البروستاتا عليك بالآتي:

  • الممارسات الجنسية الآمنة.
  • علاج التهابات المسالك البولية في مراحلها المبكرة.
  • تجنب الاستخدام الطويل للقسطرة ما لم يكن ضروريًا.
  • الحفاظ على النظافة الشخصية.
  • تفادي الجلوس لفترات طويلة أو الإمساك المزمن الذي قد يزيد الضغط على البروستاتا.

الخلاصة

التهاب البروستاتا البكتيري هو حالة شائعة ومعقدة في بعض الأحيان، وتتطلب تشخيصًا دقيقًا ونهجًا علاجيًا متكاملاً. النوع الحاد يمكن أن يكون طارئًا طبيًا يتطلب تدخلًا سريعًا، بينما النوع المزمن غالبًا ما يسبب عبئًا نفسيًا وجسديًا مستمرًا. يعتمد العلاج على المضادات الحيوية المناسبة والتشخيص السليم. ويُعد الفهم الجيد للمرض من قبل الأطباء والمرضى ضروريًا لضمان الوقاية والتعافي.

Facebook
X
Telegram
LinkedIn
Tumblr
Reddit

طبيب بشري حاصل على بكالوريوس الطب والجراحة جامعة بني سويف

مقالات

مقالات ذات صلة

Scroll to Top