أضرار الزعل في النفاس ( اكتئاب ما بعد الولادة)
فترة النفاس تُعد من أكثر الفترات حساسية في حياة المرأة، إذ تمر فيها بتغيرات هرمونية وجسدية ونفسية كبيرة بعد الولادة. وخلال هذه الفترة، قد تواجه بعض النساء مشاعر سلبية ناتجة عن الضغوط النفسية أو قلة الدعم العاطفي. وهنا تكمن أضرار اكتئاب ما بعد الولادة (Postpartum Depression) أو ما يعرف بين النساء أضرار الزعل في النفاس، حيث لا تقتصر فقط على الحالة النفسية للأم، بل تمتد لتؤثر سلبًا على صحتها الجسدية وقدرتها على رعاية مولودها.
ما هو الزعل في النفاس ( اكتئاب ما بعد الولادة)؟
الزعل في النفاس يُعرف طبياً باكتئاب ما بعد الولادة والذي يشير إلى الحالة النفسية السلبية التي تمر بها بعض الأمهات بعد الولادة، وتشمل مشاعر الحزن، التوتر، الانزعاج، الإحباط، أو حتى الاكتئاب. قد يكون السبب هو التغيرات الهرمونية، قلة النوم، المسؤوليات الجديدة، أو عدم وجود دعم اجتماعي كافٍ. ورغم أن الزعل قد يبدو بسيطًا، فإن أضرار الزعل في النفاس قد تكون خطيرة إذا لم يتم التعامل معها بشكل صحيح.
الزعل في النفاس: لماذا يحدث؟
يحدث الزعل في النفاس لأسباب عديدة، منها:
-
- الضغط النفسي الناتج عن رعاية المولود: خاصة إذا كان الطفل يعاني من مشاكل في النوم أو الرضاعة.
- تغير شكل الجسم بعد الولادة: مما يسبب فقدان الثقة بالنفس.
- قلة النوم: مما يؤدي إلى إرهاق عقلي شديد.
- غياب الدعم أو التفهم من المحيطين: وهو من أبرز أسباب الزعل في النفاس.
أضرار الزعل في النفاس على الصحة النفسية
-
- اكتئاب ما بعد الولادة: يُعد من أبرز المضاعفات النفسية، ويؤثر على نحو 10-15% من الأمهات الجدد. الزعل المستمر قد يتحول إلى اضطراب نفسي حاد يؤثر على نوعية الحياة.
- نوبات القلق والتوتر: الزعل في النفاس يسبب شعورًا دائمًا بالقلق والخوف من عدم القدرة على رعاية الطفل بالشكل المطلوب، مما يزيد من الضغط النفسي.
- ضعف الترابط مع المولود: من أضرار الزعل في النفاس أيضًا أنه قد يؤثر على العلاقة العاطفية بين الأم ورضيعها، مما يؤخر بناء رابطة الأمومة.
أضرار الزعل في النفاس على الصحة الجسدية
-
- بطء تعافي الجسم بعد الولادة: الزعل والتوتر يزيدان من إفراز هرمون الكورتيزول، الذي يؤثر سلبًا على عملية التئام الجروح والتعافي العام بعد الولادة.
- اضطرابات النوم: الزعل في هذه الفترة يؤدي إلى صعوبة في النوم أو نوم متقطع، ما يؤثر على طاقة الأم خلال النهار.
- ضعف المناعة: من أضرار الزعل في النفاس أنه يضعف الجهاز المناعي، مما يجعل الأم أكثر عرضة للإصابة بالعدوى.
تأثير الزعل في النفاس على الرضاعة الطبيعية
الزعل يؤثر مباشرة على إنتاج الحليب، إذ أن المشاعر السلبية مثل القلق والحزن قد تعيق إفراز هرمون الأوكسيتوسين، الضروري لإدرار الحليب. بالتالي، فإن أضرار الزعل في النفاس لا تقتصر على الأم فقط، بل تمتد لتؤثر على تغذية الطفل ونموه السليم.
أضرار الزعل في النفاس على العلاقة الزوجية
من المهم معرفة أن أضرار الزعل في النفاس لا تقف عند حدود صحة الأم فقط، بل تمتد إلى العلاقة الزوجية والعائلية:
-
- قد تشعر الأم بأن الزوج لا يفهم ما تمر به من تغيرات نفسية.
- التوتر الزائد قد يسبب مشاكل في التواصل أو تقلبات مزاجية تؤثر على الحياة الزوجية.
- بعض الأزواج لا يدركون خطورة هذه المرحلة، مما يزيد من شعور الأم بالوحدة أو الإهمال.
أضرار الزعل في النفاس على المولود
الزعل في النفاس لا يؤثر فقط على الأم، بل ينعكس أيضًا على المولود بشكل غير مباشر:
-
- قلة الاهتمام أو التواصل العاطفي: نتيجة الحزن أو الإرهاق، ما يؤثر على نمو الطفل النفسي.
- تأثير على الرضاعة الطبيعية: الزعل يؤثر على إفراز الحليب كما ذكرنا، مما قد يقلل من تغذية الطفل أو يؤدي إلى توقف الرضاعة الطبيعية مبكرًا.
- نقل التوتر للطفل: الطفل يشعر بانفعالات الأم، وقد يصبح أكثر عصبية أو بكاءً في بيئة متوترة
كيف يمكن تقليل أضرار الزعل في النفاس؟
-
- الدعم النفسي والعاطفي من الزوج والعائلة والأصدقاء.
- الراحة والنوم الكافي قدر الإمكان.
- التغذية السليمة وشرب السوائل بانتظام.
- اتبعي روتين نوم وغذاء منتظم قدر الإمكان.
- ممارسة المشي أو تمارين خفيفة لتحسين المزاج.
- استشارة الطبيب النفسي عند استمرار الزعل لفترة طويلة.
متى تصبح أضرار الزعل في النفاس خطرًا طبيًا؟
يجب التوجه للطبيب فورًا إذا ظهرت هذه الأعراض:
-
- استمرار الحزن أو البكاء لأكثر من أسبوعين.
- الشعور بعدم الرغبة في الحياة أو في الطفل.
- فقدان الشهية أو النوم.
- أفكار إيذاء النفس أو الطفل.
في الختام
من المهم جدًا عدم الاستهانة بمشاعر الحزن أو الزعل بعد الولادة، فـ أضرار الزعل في النفاس قد تكون عميقة وتمتد لأسابيع أو شهور إذا لم تُعالج بالشكل المناسب. الدعم النفسي والرعاية الصحية الجيدة يساعدان الأم على تخطي هذه المرحلة بسلام واستعادة توازنها النفسي والجسدي.
أقرأي أيضًا” متى ينتهي اكتئاب ما بعد الولادة؟“