هل حبوب هرمون الحليب تنشط المبايض؟
تُعد اضطرابات الهرمونات من أبرز الأسباب التي تؤثر على خصوبة المرأة، ومن أهم هذه الهرمونات هرمون البرولاكتين، أو ما يُعرف بهرمون الحليب. يُفرز هذا الهرمون من الغدة النخامية، ويلعب دورًا رئيسيًا في إنتاج الحليب بعد الولادة، إلا أن ارتفاع مستوياته في غير أوقات الحمل والرضاعة يمكن أن يسبب مشاكل في الدورة الشهرية والتبويض. وهنا يظهر التساؤل الشائع: هل حبوب هرمون الحليب تنشط المبايض؟
ما هو هرمون الحليب (البرولاكتين)؟
البرولاكتين “Prolactin Hormone “هو هرمون تنتجه الغدة النخامية الموجودة في الدماغ، ووظيفته الأساسية تحفيز الغدد اللبنية في الثدي لإنتاج الحليب بعد الولادة. لكن ارتفاع مستوياته في غير وقت الحمل أو الرضاعة يمكن أن يؤدي إلى عدة أعراض، منها:
-
- اضطرابات في الدورة الشهرية.
- ضعف التبويض.
- العقم.
- خروج إفرازات لبنية من الثدي.
ما هي نسب هرمون الحليب الطبيعية؟
-
- عند النساء غير الحوامل: تكون النسبة عادة أقل من 25 نانوجرام/مل.
- عند النساء الحوامل: قد ترتفع بشكل طبيعي إلى 200 نانوجرام/مل أو أكثر.
- عند الرجال: يجب أن تكون أقل من 15 نانوجرام/مل.
في حال وجود قراءة أعلى من المعدل الطبيعي فإنها ستتطلب تقييمًا دقيقًا للأعراض وأسباب الارتفاع.
ما هي أسباب ارتفاع هرمون الحليب؟
يمكن أن يرتفع هرمون الحليب بسبب عدة عوامل، منها:
-
- أورام حميدة في الغدة النخامية (ورم برولاكتيني).
- بعض الأدوية (مثل أدوية الاكتئاب أو أدوية المعدة).
- التوتر النفسي.
- اضطرابات في الغدة الدرقية.
- بعض الحالات الطبية مثل أمراض الكلى أو الكبد.
هل ارتفاع هرمون الحليب يمنع الحمل؟
نعم، ارتفاع هرمون البرولاكتين يمكن أن يمنع الحمل لأنه يُثبط إفراز الهرمونات المسؤولة عن تحفيز الإباضة (FSH وLH). عندما يكون البرولاكتين مرتفعًا، يتعطل التوازن الهرموني اللازم لنضوج البويضة وانطلاقها من المبيض، ما يؤدي إلى توقف التبويض وتأخر الحمل. لذلك، فإن علاج ارتفاع البرولاكتين يعد من أولى الخطوات في خطة علاج تأخر الإنجاب.
متى يجب تحليل هرمون الحليب؟
يُنصح بتحليل هرمون البرولاكتين في الحالات التالية:
-
- تأخر الحمل لأكثر من سنة (أو 6 أشهر لمن فوق 35 عامًا).
- عدم انتظام الدورة الشهرية.
- وجود إفرازات لبنية من الثدي.
- الشعور بألم أو تورم في الثدي.
- أعراض نقص التبويض أو انعدامه.
ويُفضل إجراء التحليل في الصباح الباكر بعد الاستيقاظ مباشرة، وتجنّب الضغط النفسي أو العلاقة الزوجية في الليلة السابقة، لأنها قد ترفع مؤقتًا مستوى البرولاكتين.
كيف تؤثر حبوب هرمون الحليب على المبايض؟
تُوصف “حبوب هرمون الحليب” عادة لخفض مستويات البرولاكتين المرتفعة، وأشهر هذه الأدوية هو:
-
- كابيرجولين (Cabergoline).
- بروموكريبتين (Bromocriptine).
وهذه الأدوية تعمل على تثبيط إفراز البرولاكتين في الدماغ، مما يساعد على استعادة التوازن الهرموني في الجسم. لكن السؤال الشائع الآن هل حبوب هرمون الحليب تنشط المبايض؟
هل حبوب هرمون الحليب تنشط المبايض؟
الإجابة هي نعم، ولكن بطريقة غير مباشرة. فعندما تنخفض مستويات هرمون الحليب المرتفعة، تعود عملية الإباضة إلى طبيعتها لدى الكثير من النساء، ويحدث ما يلي:
-
- انتظام الدورة الشهرية.
- تحسن في جودة التبويض.
- زيادة فرص الحمل.
بمعنى آخر، حبوب هرمون الحليب لا تُحفز المبايض بشكل مباشر مثل أدوية تنشيط الإباضة (مثل الكلوميد أو الجونال إف)، لكنها تُهيئ البيئة الهرمونية اللازمة لعمل المبيضين بشكل سليم.
كم من الوقت تستغرق الحبوب حتى يظهر مفعولها؟
-
- يبدأ مفعول الدواء في خفض مستوى البرولاكتين خلال أسابيع قليلة.
- في معظم الحالات، يمكن ملاحظة انتظام الدورة الشهرية أو حدوث التبويض في غضون 1-3 أشهر.
- يُتابع الطبيب المعالج مستويات الهرمون بانتظام خلال فترة العلاج.
هل هناك آثار جانبية لحبوب هرمون الحليب؟
نعم، مثل أي دواء آخر، قد تُسبب هذه الحبوب بعض الأعراض الجانبية، منها:
-
- دوخة أو صداع.
- غثيان.
- اضطرابات في المعدة.
- انخفاض ضغط الدم عند الوقوف.
لكنها غالبًا ما تكون مؤقتة وتتحسن مع الوقت أو بتعديل الجرعة.
هل يمكن الحمل أثناء تناول حبوب هرمون الحليب؟
نعم، وبالفعل تُوصف هذه الأدوية لتحسين فرص الحمل. وفي حال حدوث الحمل، يُطلب من المرأة التوقف عن تناول الدواء غالبًا بعد التأكد من استقرار الحالة.
هل يمكن استخدام حبوب هرمون الحليب مع أدوية تنشيط التبويض؟
في بعض الحالات، نعم. إذا استمر التبويض ضعيفًا أو غير منتظم بعد خفض مستوى البرولاكتين، فقد يُقرر الطبيب إضافة أدوية تنشيط للمبايض. يُحدد هذا القرار بناءً على التحاليل والمتابعة بالسونار. الجمع بين العلاجين قد يزيد من فرص الحمل، لكن يجب أن يكون ذلك تحت إشراف دقيق لتجنّب فرط التنشيط أو التبويض غير المنضبط.
هل يمكن أن يعود الارتفاع في هرمون الحليب بعد العلاج؟
نعم، في بعض الحالات قد يعود البرولاكتين للارتفاع بعد التوقف عن الدواء، خاصة إذا كان السبب وراء الارتفاع هو ورم برولاكتيني أو حالة مزمنة لم تُعالج من جذورها. لذلك، يُوصى بمتابعة التحليل بشكل دوري بعد العلاج، وأحيانًا يستمر العلاج لفترات طويلة حسب استجابة الجسم.
هل توجد طرق طبيعية لخفض هرمون الحليب؟
بجانب العلاج الدوائي، هناك بعض الطرق التي يمكن أن تساهم في تقليل مستويات البرولاكتين بشكل طبيعي:
-
- تقليل التوتر النفسي والضغط العصبي.
- ممارسة الرياضة بانتظام.
- تجنب تناول أطعمة غنية بالفلافونويد (مثل الصويا بكثرة).
- ضبط مستويات هرمونات الغدة الدرقية.
- تقليل الكافيين.
لكن هذه الوسائل تُعتبر داعمة وليست بديلة للعلاج الطبي عند وجود ارتفاع ملحوظ.
الخلاصة:
الإجابة على السؤال الشائع عن هل حبوب هرمون الحليب تنشط المبايض؟ هي نعم ولكن حبوب هرمون الحليب لا تنشط المبايض بشكل مباشر، لكنها تُعالج السبب الذي يعيق التبويض، وهو ارتفاع البرولاكتين. وبتنظيم هذا الهرمون، تستعيد المبايض قدرتها على التبويض بانتظام، مما يزيد فرص الحمل. لذلك، فإن استخدام هذه الحبوب تحت إشراف طبي يُعد خطوة فعّالة ومهمة في علاج بعض حالات تأخر الحمل.
أقرأي أيضًا” كيف أُنشط المبايض بعد حبوب منع الحمل؟“