نزلات البرد عند الأطفال: أبرز الأسباب وطرق علاجها

نزلات البرد عند الأطفال: أبرز الأسباب وطرق علاجها

جدول المحتوي

نزلات البرد عند الأطفال

نزلات البرد عند الأطفال

تُعتبر نزلات البرد بجانب اضطرابات الجهاز الهضمي من أكثر الأمراض انتشارًا بين الأطفال، حيث يُصاب الطفل العادي بها عدة مرات في السنة، خصوصًا خلال فصلي الخريف والشتاء. تُعد هذه النزلات عدوى فيروسية تؤثر على الجهاز التنفسي العلوي، وتنتشر بسهولة بين الأطفال نظرًا لضعف جهازهم المناعي ووجودهم في أماكن مزدحمة مثل المدارس والحضانات.

على الرغم من أن نزلات البرد عند الأطفال غالبًا ما تكون خفيفة وتختفي دون حدوث مضاعفات، إلا أنها قد تُثير قلق الأهل بسبب الأعراض المزعجة المرتبطة بها، مثل السعال، وسيلان الأنف، وارتفاع درجة الحرارة. في هذه المقالة، سنناقش أسباب (نزلات البرد عند الأطفال)، وطرق انتقالها، وكيفية الوقاية منها، مع التركيز على أهمية تعزيز مناعة الطفل وتوفير بيئة صحية له.

أسباب نزلات البرد عند الأطفال

نزلات البرد شائعة جدًا بين الأطفال، خاصة في السنوات الأولى من حياتهم. ومن الأسباب الرئيسية للإصابة بها:

    • ضعف جهاز المناعة: جهاز المناعة لدى الأطفال لا يكون مكتمل النمو، مما يجعلهم أكثر عرضة للإصابة بالفيروسات والعدوى.
    • التعرض لفيروسات البرد: هناك أكثر من 200 نوع من الفيروسات التي يمكن أن تسبب نزلات البرد، وأشهرها هو فيروس الراينو (Rhinovirus).
    • الاختلاط مع الأطفال الآخرين: في الحضانات أو المدارس، يتواجد الأطفال معاً بشكل وثيق، مما يسهل انتقال العدوى من خلال العطس أو السعال أو لمس الأسطح الملوثة.
    • العادات الغير صحية: الأطفال غالبًا لا يغسلون أيديهم بانتظام، ويقومون بلمس وجوههم وأفواههم كثيرًا، مما يزيد من خطر انتقال الفيروسات.
    • التغيرات المناخية: التعرض المفاجئ للبرد أو الانتقال بين الأماكن الباردة والدافئة قد يُضعف المناعة بشكل مؤقت، مما يجعل الطفل أكثر عرضة للإصابة.
    • التغذية غير المتوازنة: نقص الفيتامينات والمعادن، خاصة فيتامين C والزنك، يمكن أن يؤدي إلى ضعف المناعة.
    • التدخين السلبي: استنشاق الطفل لدخان السجائر يُضعف جهازه التنفسي، مما يجعله أكثر عرضة للإصابة بالفيروسات.
    • الازدحام السكاني: العيش في مناطق مكتظة بالسكان يزيد من احتمالية انتقال العدوى.

كيف تنتقل عدوى نزلات البرد؟

    •  عن طريق الهواء: عندما يسعل أو يعطس الشخص المصاب، تنتشر قطرات صغيرة تحتوي على الفيروس في الجو، فيستنشقها الطفل مما يؤدي إلى إصابته بالعدوى.
    • التلامس المباشر: إذا لمس الطفل سطحًا ملوثًا بالفيروس ثم لمس فمه أو أنفه أو عينيه، فقد يصاب بالعدوى.
    • مشاركة الأغراض الشخصية: تبادل الألعاب أو الأكواب أو الأواني مع شخص مصاب يمكن أن يؤدي إلى نقل العدوى.

ما هي أعراض نزلات البرد عند الأطفال؟

نزلات البرد شائعة بين الأطفال وتظهر بأعراض متنوعة تشمل:

نزلات البرد عند الأطفال

    •  احتقان الأنف وسيلانه: يُعتبر من الأعراض الأكثر شيوعاً، حيث يكون المخاط شفافاً في البداية ثم يتحول إلى اللون الأصفر أو الأخضر.
    • العطس: يحدث نتيجة تهيج الأغشية المخاطية.
    • السعال: يمكن أن يكون جافاً أو مصحوباً بالبلغم.
    • ارتفاع طفيف في درجة الحرارة: قد تصاحب نزلات البرد أحياناً حمى خفيفة.
    • التهاب الحلق: قد يشعر الطفل بألم أو صعوبة في البلع.
    • فقدان الشهية: نتيجة للاحتقان أو التعب.
    • التهيج والبكاء: خاصة عند الرضع والأطفال الصغار.
    • الإرهاق العام: يشعر الطفل بالتعب والضعف.
    • احمرار أو تهيج العينين: في بعض الحالات.

عادةً ما تكون الأعراض خفيفة وتتحسن خلال 7-10 أيام. إذا استمرت الأعراض لفترة أطول أو كانت شديدة (مثل ارتفاع الحرارة الشديد، صعوبة التنفس، أو تغير في مستوى الوعي)، يُنصح بالتوجه لزيارة الطبيب على الفور.

كيف يمكن علاج نزلات البرد عند الأطفال؟

عادةً ما تختفي نزلات البرد من تلقاء نفسها، ولكن يمكنك مساعدة طفلك على الشعور بالراحة من خلال:

    • الحصول على الراحة: تأكدي من أن طفلك يحصل على قسط كافٍ من الراحة.
    • الحفاظ على شرب السوائل: التأكد من أن الطفل يشرب كمية كافية من السوائل لتجنب الجفاف مثل الماء، عصير الفواكه، والشوربة الدافئة.
    • إعطاء الطفل مشروبات دافئة (مثل الماء الدافئ بالعسل للأطفال فوق سن سنة).
    • ترطيب الهواء: استخدمي جهاز ترطيب الهواء لتخفيف جفاف الأنف والحلق.
    • تخفيف احتقان الأنف: استخدمي قطرات الأنف بالمحلول الملحي لتنظيف الأنف.
    • الرضاعة الطبيعية: إذا كان طفلك رضيعًا، استمري في الرضاعة الطبيعية بشكل متكرر.
    • إذا كانت هناك حمى، يمكن استخدام خافضات الحرارة مثل الباراسيتامول أو الإيبوبروفين (الجرعة المناسبة لعمر الطفل ووزنه)، لكن يجب استشارة الطبيب قبل إعطاء أي أدوية لطفلك، خاصةً إذا كان دون سن السنتين.

تنويه هام:

المضادات الحيوية: لا تفيد المضادات الحيوية في علاج نزلات البرد لأنها ناتجة عن الفيروسات وليس عن عدوى بكتيرية.

متي يجب التوجه إلى الطبيب؟

استشيري الطبيب إذا كان طفلك يعاني من:

    • صعوبة في التنفس.
    • ارتفاع في درجة الحرارة (> 38.5 درجة مئوية) أو استمرت لأكثر من 3 أيام.
    • قيء وإسهال مستمرين.
    • عدم الرغبة في الشرب أو الأكل.
    • إذا استمرت الأعراض لأكثر من 10 أيام.
    • إذا كان هناك ألم شديد في الأذن أو إفرازات منها.

يجب التنويه على ان العلاج يهدف لدعم الطفل حتى يتعافى جسمه بشكل طبيعي. تجنب استخدام المضادات الحيوية أو الأدوية بدون استشارة الطبيب.

المضاعفات المحتملة لنزلات البرد عند الأطفال

نزلات البرد عند الأطفال غالبًا ما تكون خفيفة وتتحسن بشكل طبيعي، لكن في بعض الأحيان قد تؤدي إلى مضاعفات، خصوصًا لدى الأطفال الصغار أو الذين يعانون من ضعف في المناعة. ومن أبرز المضاعفات المحتملة:

    • التهاب الأذن الوسطى: يعتبر شائعًا بين الأطفال بسبب انسداد قناة استاكيوس، مما يسبب ألمًا في الأذن، حمى، وصعوبة في السمع.
    • التهاب الجيوب الأنفية: يحدث عندما تنتقل العدوى إلى الجيوب الأنفية، مما يؤدي إلى احتقان مزمن، صداع، وألم في الوجه.
    • التهاب القصيبات الهوائية: يكون أكثر شيوعًا لدى الرضع، ويسبب صعوبة في التنفس، صفيرًا، وسعالًا مستمرًا.
    • الالتهاب الرئوي: قد تنتشر العدوى إلى الرئتين مما يسبب التهابًا حادًا، يرافقه حمى مرتفعة، سعال شديد، وصعوبة في التنفس.
    • التهاب الحلق أو اللوزتين: يمكن أن يؤدي الفيروس إلى عدوى بكتيرية ثانوية تسبب التهابًا شديدًا في الحلق
    • الجفاف: يكون خطر الجفاف أكبر لدى الأطفال الذين يعانون من فقدان الشهية أو القيء.
    • تفاقم أعراض الربو: الأطفال المصابون بالربو قد يعانون من نوبات أكثر حدة أثناء نزلات البرد.

تنويه: من المهم معالجة الأعراض مبكرًا لتفادي المضاعفات، وإذا لاحظتي أي علامات خطيرة على طفلك مثل صعوبة في التنفس، حمى مرتفعة لا تنخفض، أو خمول شديد، يجب عليكي استشارة الطبيب على الفور.

للوقاية من نزلات البرد عند الأطفال يمكن اتباع الإرشادات التالية:

    • تعزيز مناعة الطفل:
      1. تقديم نظام غذائي متوازن يحتوي على الفواكه والخضروات الغنية بفيتامين C مثل البرتقال والكيوي.
      2. الحرص على تناول الأطعمة الغنية بالزنك مثل المكسرات والبقوليات.
      3.  ضمان حصول الطفل على قسط كافٍ من النوم يوميًا.
    • تعليم النظافة الشخصية:
      1. تشجيع الطفل على غسل يديه بانتظام بالماء والصابون لمدة 20 ثانية، خاصة قبل تناول الطعام وبعد اللعب أو السعال.
      2. استخدام معقم اليدين في حال عدم توفر الماء والصابون.
      3. تعليم الطفل كيفية تغطية فمه وأنفه بمنديل أو بمرفقه عند السعال أو العطس.
    • تجنب التعرض للمرضى:
      1. تقليل الاتصال المباشر مع الأشخاص المصابين بنزلات البرد.
      2. تنظيف الألعاب والأسطح التي يلمسها الطفل بشكل منتظم.
    • الحفاظ على بيئة صحية:
      1. تهوية المنزل يوميًا لتجديد الهواء.
      2. تجنب التدخين داخل المنزل أو بالقرب من الطفل.
    • ارتداء الملابس المناسبة: ارتداء ملابس تناسب الطقس، مع التركيز على تدفئة الطفل جيدًا في الأجواء الباردة.
    • الحفاظ على الترطيب:
      1. تشجيع الطفل على شرب كميات كافية من الماء طوال اليوم.
      2. استخدام جهاز ترطيب الهواء في غرفته خلال فصل الشتاء.
    • التطعيمات: التأكد من أن الطفل حصل على التطعيمات الأساسية مثل لقاح الإنفلونزا السنوي.

اتباع هذه الإرشادات يساعد في تقليل احتمالية إصابة الأطفال بنزلات البرد ويعزز صحتهم العامة.

Facebook
X
Telegram
LinkedIn
Tumblr
Reddit

بكاليوريس الطب والجراحة - جامعة بني سويف

طبيب امتياز بمستشفى بني سويف الجامعي

مقالات

مقالات ذات صلة

Scroll to Top