إفرازات الحمل الأكيدة
تُعد الإفرازات المهبلية “Vaginal Discharges“من التغيرات الطبيعية التي تحدث أثناء الحمل، وهي مؤشر على صحة الجهاز التناسلي الأنثوي ودليل على التغيرات الهرمونية التي تهيئ الجسم لاستقبال الجنين. تختلف طبيعة هذه الإفرازات في اللون، والكمية، والقوام، وقد تكون أحيانًا من العلامات المبكرة التي تشير إلى حدوث الحمل ( إفرازات الحمل). ومع ذلك، فإن التمييز بين الإفرازات الطبيعية وتلك التي قد تدل على مشكلة صحية يُعد أمرًا مهمًا لكل امرأة حامل. في هذه المقالة، سنستعرض أنواع الإفرازات الطبيعية وغير الطبيعية أثناء الحمل، وأسبابها، ومتى يجب استشارة الطبيب للحفاظ على صحة الأم والجنين.
إفرازات الحمل
هي إفرازات مهبلية وهي من الأعراض الشائعة التي ترافق الحمل، ولكن هناك بعض التغيرات التي تطرأ عليها وتُعد علامة أكيدة على حدوث الحمل. تحدث هذه الإفرازات نتيجة التغيرات الهرمونية التي تطرأ على جسم المرأة بعد تخصيب البويضة واستقرارها في بطانة الرحم. في الفقرات التالية، سنستعرض بالتفصيل شكل الإفرازات التي تشير إلى الحمل.
شكل الإفرازات التي تدل على الحمل
تتميز إفرازات الحمل الأكيدة بعدة خصائص تميزها عن الإفرازات العادية التي تحدث خلال الدورة الشهرية أو في غير أوقات الحمل، ومنها:
-
- اللون: عادةً ما تكون الإفرازات بيضاء حليبية أو شفافة، وقد تميل أحيانًا إلى اللون الأصفر الفاتح.
- القوام: تكون الإفرازات سميكة أو لزجة قليلًا، لكنها ليست مُتجبنة كما هو الحال في الالتهابات الفطرية. وقد تبدو مثل بياض البيض النيء في بعض الحالات.
- الرائحة: غالبًا ما تكون الإفرازات عديمة الرائحة أو ذات رائحة خفيفة غير كريهة. لكن إذا كان هناك رائحة كريهة، فقد يشير ذلك إلى حدوث عدوى مهبلية ويجب استشارة الطبيب.
- الكمية: تزداد كميتها مع تقدم الحمل نتيجة لزيادة تدفق الدم إلى المهبل والتغيرات الهرمونية. وقد تستمر طوال فترة الحمل كجزء من زيادة الإفرازات المهبلية الطبيعية.
- وجود بقع دم خفيفة (التبقيع): قد يحدث نزول إفرازات بنية أو وردية فاتحة بسبب انغراس البويضة المخصبة في جدار الرحم، ويحدث ذلك بعد 6-12 يومًا من التبويض.
إفرازات الحمل قد تكون علامة مبكرة على حدوث الحمل، لكنها ليست علامة مؤكدة لوحدها. لتأكيد الحمل يجب الاعتماد على اختبار الحمل المنزلي أو تحليل الدم الذي يقيس هرمون الحمل (hCG).
أقرأي أيضًا ” إفرازات التبويض التي تدل على الحمل”
كيفية إجراء اختبار الحمل المنزلي؟
في حال ظهور بعض العلامات التي تدل على الحمل، يمكن التأكد من حدوث الحمل من خلال إجراء اختبار الحمل المنزلي. وهو فحص سريع يُستخدم للكشف عن وجود هرمون الحمل (hCG) في البول، والذي يُفرَز بعد انغراس البويضة المُخصبة في الرحم. يعتمد الاختبار على شرائط أو أجهزة خاصة توضع في عينة البول، وتظهر نتيجة إيجابية على شكل خط أو رمز معين في حالة الحمل. يُفضل إجراؤه بعد تأخر الدورة الشهرية بيومين إلى أسبوع لضمان دقة أعلى، مع استخدام بول الصباح الباكر حيث يكون تركيز الهرمون أعلى. ومع ذلك، للحصول على تأكيد نهائي، يُنصح بإجراء تحليل دم أو استشارة طبيب.
أسباب ظهور إفرازات الحمل
تحدث إفرازات الحمل نتيجة لعدة عوامل بيولوجية تتعلق بتغيرات الجسم أثناء الحمل، ومن أهم هذه الأسباب:
-
- ارتفاع هرمون الإستروجين والبروجستيرون: حيث يؤدي ارتفاع مستوياتهما إلى زيادة إفرازات عنق الرحم للحفاظ على رطوبة المهبل وحماية الجنين من العدوى.
- تشكل السدادة المخاطية: خلال الأسابيع الأولى من الحمل، تتكون السدادة المخاطية (Mucus Plug) داخل عنق الرحم لحماية الجنين من البكتيريا والميكروبات. هذه السدادة المخاطية تتسبب في إفرازات كثيفة شفافة أو بيضاء.
- زيادة تدفق الدم إلى منطقة الحوض: مما يحفز الغدد المهبلية على إفراز المزيد من السوائل.
- نمو الجنين وتوسع الرحم: مع نمو الجنين، يزيد الضغط على عنق الرحم، مما قد يؤدي إلى إفرازات أكثر، خاصةً في الثلث الثالث من الحمل.
- استعداد الجسم للولادة: حيث تزداد الإفرازات قرب نهاية الحمل، وأحيانًا تتغير إلى لون وردي أو بني عند اقتراب المخاض.
تنويه هام: إذا كانت الإفرازات مائية جدًا وغير لزجة، فقد تكون علامة على تسرب السائل الأمنيوسي”Amniotic Fluid”، مما يستدعي مراجعة الطبيب فورًا، خاصة إذا حدث ذلك في وقت مبكر من الحمل.
أنواع الإفرازات المهبلية أثناء الحمل
-
- الإفرازات البيضاء الحليبية: هي إفرازات طبيعية جدًا وتحدث نتيجة ارتفاع هرمون الإستروجين. ليس لها رائحة قوية ولا تسبب حكة أو تهيجًا.
- الإفرازات الصفراء أو الخضراء: قد تدل على وجود التهابات بكتيرية أو عدوى منقولة جنسيًا. تحتاج إلى استشارة الطبيب للعلاج الفوري.
- الإفرازات البنية أو الوردية: قد تظهر في بداية الحمل بسبب انغراس البويضة المخصبة في جدار الرحم. إذا كانت قليلة ولا ترافقها تقلصات، فهي غالبًا غير مقلقة. لكن إذا زادت كميتها أو كانت مصحوبة بألم، فقد تكون علامة على الإجهاض أو مشاكل أخرى؛ لذا يجب استشارة الطبيب على الفور.
- الإفرازات الدموية: في بداية الحمل، قد تدل على انغراس البويضة. في مراحل لاحقة، قد تشير إلى مشكلة مثل المشيمة المنزاحة أو الولادة المبكرة. ويجب استشارة الطبيب فورًا عند حدوث نزيف غير طبيعي.
متى يجب استشارة الطبيب؟
على الرغم من أن الإفرازات المهبلية خلال الحمل طبيعية، إلا أن هناك بعض الحالات التي تتطلب التدخل الطبي، ومنها:
-
- إذا كانت الإفرازات ذات رائحة كريهة قوية.
- إذا تغير لونها إلى الأخضر أو الأصفر الداكن.
- إذا كانت مصحوبة بحكة شديدة أو حرقان في المهبل.
- إذا كانت تحتوي على دم بكميات كبيرة أو استمرت لفترة طويلة.
- إذا كانت مصحوبة بألم أو تقلصات شديدة في البطن.
إليكِ بعض النصائح للحفاظ على صحة المهبل أثناء الحمل
لمنع حدوث التهابات أو مشاكل متعلقة بالإفرازات المهبلية أثناء الحمل، يُفضل اتباع النصائح التالية:
-
- المحافظة على النظافة الشخصية، واستخدام غسول مهبلي معتدل وخالٍ من العطور.
- ارتداء ملابس داخلية قطنية وواسعة؛ لتقليل الرطوبة.
- تجنب استخدام الدش المهبلي، لأنه قد يخل بتوازن البكتيريا النافعة في المهبل.
- شرب كمية كافية من الماء؛ للحفاظ على الترطيب الطبيعي للجسم.
- اتباع نظام غذائي صحي يحتوي على البروبيوتيك (مثل الزبادي)؛ لدعم صحة المهبل.
في النهاية، إفرازات الحمل من العلامات التي تشير إلى حدوث تغيرات في جسم المرأة استعدادًا لنمو الجنين. وتتميز هذه الإفرازات بلونها الأبيض الحليبي وقوامها السميك، وتحدث نتيجة التغيرات الهرمونية وزيادة تدفق الدم إلى منطقة الحوض. وعلى الرغم من أن معظم الإفرازات طبيعية، إلا أن أي تغير غير طبيعي في اللون أو الرائحة أو القوام يستدعي استشارة الطبيب للتأكد من سلامة الحمل وصحة الأم.
أقرأي أيضًا ” متى تبدأ أعراض الحمل بالظهور قبل الدورة، علامات تدل على قوة الخصوبة عند المرأة“