هل يمكن فحص الغدة الدرقية في المنزل؟
الغدة الدرقية من الغدد الأساسية في جسم الإنسان، ولها تأثير كبير على صحة الجسم العامة. ومع زيادة الشكوى من اضطرابات الغدة في السنوات الأخيرة، أصبح الكثيرون يبحثون عن طرق مبسطة لفحصها في المنزل. فهل يمكن فعلاً فحص الغدة الدرقية في المنزل؟ وهل يمكن تشخيص مشاكل الغدة الدرقية دون الذهاب للطبيب؟ وكيف يمكن تنفيذ هذا الفحص بطريقة صحيحة وآمنة؟ هذا ما سنوضحه بالتفصيل في هذا المقال.
ما هي الغدة الدرقية وأين تقع؟
الغدة الدرقية (Thyroid Gland)، هي غدة صغيرة على شكل فراشة تقع في مقدمة العنق أسفل تفاحة آدم. تتكون من فصين (أيمن وأيسر) متصلين بجسر رفيع يُعرف باسم البرزخ. هذه الغدة مسؤولة عن إنتاج الهرمونات التي تتحكم في عملية الأيض ودرجة حرارة الجسم ومستوى الطاقة.
ما أهمية هرمونات الغدة الدرقية؟
تفرز الغدة الدرقية نوعين رئيسيين من الهرمونات:
-
- هرمون الثيروكسين (T4).
- هرمون ثلاثي يودوثيرونين (T3).
هذه الهرمونات تؤثر على كل خلية في الجسم تقريبًا، وتساعد في:
-
- تنظيم معدل ضربات القلب.
- التحكم في وزن الجسم.
- تنظيم حرارة الجسم.
- دعم وظائف الجهاز العصبي والجهاز الهضمي.
الأسباب الشائعة لاختلال وظائف الغدة الدرقية
هناك عدة أسباب تؤدي لقصور أو فرط نشاط الغدة الدرقية، منها:
-
- أمراض مناعية (مثل مرض هاشيموتو أو جريفز).
- نقص أو زيادة اليود في الغذاء.
- التهابات الغدة الدرقية.
- أورام أو عقيدات في الغدة.
- تناول بعض الأدوية المؤثرة على هرموناتها.
الفرق بين قصور الغدة الدرقية وفرط نشاطها
يحدث قصور الغدة الدرقية عندما لا تنتج الغدة ما يكفي من الهرمونات، مما يؤدي إلى تباطؤ في وظائف الجسم. تظهر أعراضه في شكل تعب مزمن، زيادة في الوزن، شعور دائم بالبرد، بطء في ضربات القلب، وجفاف في الجلد والشعر. أما فرط نشاط الغدة الدرقية فيحدث عندما تفرز الغدة كميات زائدة من الهرمونات، مما يسرّع من عمليات الجسم بشكل مفرط. وتظهر الأعراض في صورة فقدان الوزن رغم الشهية المفتوحة، تسارع ضربات القلب، رعشة في اليدين، توتر وعصبية مفرطة، وتعرّق زائد. في كلتا الحالتين، يتطلب الأمر تقييمًا طبياً دقيقًا لتأكيد التشخيص وتحديد العلاج المناسب.
متى يجب أن تفكر في فحص الغدة الدرقية؟
إذا لاحظت واحدة أو أكثر من الأعراض التالية بشكل مستمر، فقد يكون من المفيد إجراء فحص مبدئي:
-
- تغيرات مفاجئة في الوزن.
- اضطرابات في النوم أو اضطرابات في ضربات القلب.
- الشعور بالتعب المزمن أو القلق المستمر.
- تساقط الشعر وجفاف الجلد.
- تورم أو تضخم في مقدمة الرقبة.
كيف يتم فحص الغدة الدرقية في المنزل؟
يتم فحص الغدة الدرقية في المنزل من خلال إتباع الآتي:
الفحص البصري واللمسي للرقبة
الخطوات:
-
- قف أمام مرآة في مكان جيد الإضاءة.
- اشرب رشفة من الماء وأنت تميل رأسك للخلف قليلًا.
- راقب حركة العنق أثناء البلع.
- ابحث عن أي كتل أو تورمات في منطقة الغدة أسفل تفاحة آدم.
ماذا تلاحظ؟
-
- وجود كتل ظاهرة أو تتحرك أثناء البلع.
- عدم تماثل بين الجانبين.
- بروز غير معتاد في العنق.
قياس درجة حرارة الجسم عند الاستيقاظ
-
- استخدم ميزان حرارة رقمي.
- ضع الترمومتر تحت الإبط فور الاستيقاظ صباحًا.
- كرر لعدة أيام.
- انخفاض الحرارة عن 36.5°C قد يشير إلى قصور بالغدة.
مراقبة معدل ضربات القلب
-
- احسب عدد النبضات في دقيقة واحدة أثناء الراحة.
- المعدل الطبيعي: 60 – 100 نبضة في الدقيقة.
- ظهور تسارع دائم قد يدل على فرط النشاط، والبطء المفرط قد يشير للقصور.
هل هناك أدوات منزلية دقيقة لفحص الغدة؟
توجد بعض اختبارات الدم المنزلية التي تقيس هرمون TSH باستخدام قطرة دم. لكنها لا تعتبر بديلاً دقيقًا للتحاليل المخبرية، ويُفضل استخدامها كمؤشر فقط، وليس كأداة تشخيص.
الفرق بين الفحص المنزلي والفحص الطبي
إليك أبرز الفروق بين الفحص المنزلي للغدة الدرقية والفحص الطبي كما يلي:
الفحص المنزلي
-
- سهل وبسيط ويمكن لأي شخص القيام به.
- لا يتطلب أجهزة معقدة (يستخدم المرآة، الترمومتر، مراقبة الأعراض).
- يُستخدم كمؤشر مبدئي فقط وليس لتشخيص نهائي.
- منخفض التكلفة أو مجاني.
- لا يوفر نتائج دقيقة أو تحليل كمي لهرمونات الغدة.
الفحص الطبي
-
- يتم على يد طبيب مختص باستخدام أدوات طبية متقدمة.
- يشمل تحاليل دم لهرمونات (TSH, T3, T4).
- قد يتضمن فحص السونار (الأشعة التليفزيونية) للكشف عن العقيدات أو التضخم.
- دقيق ويعتمد عليه في التشخيص والعلاج.
- أعلى تكلفة نسبيًا، لكنه ضروري في حال ظهور أعراض مستمرة أو واضحة.
نصائح غذائية لدعم صحة الغدة الدرقية
بعد التعرف على كيفية فحص الغدة الدرقية في المنزل، إليك بعض النصائح الغذائية لدعم صحة الغدة الدرقية كما يلي:
-
- تناول الأطعمة الغنية باليود مثل المأكولات البحرية والملح المدعم باليود.
- تناول السيلينيوم من مصادر مثل المكسرات البرازيلية.
- تقليل الأطعمة المصنعة والسكريات.
- الحفاظ على توازن الزنك والحديد وفيتامين D.
- شرب كميات كافية من الماء.
هل يمكن الوقاية من أمراض الغدة الدرقية؟
رغم أن بعض أمراض الغدة مرتبطة بالعوامل الوراثية أو المناعية، إلا أن هناك خطوات تساعد على تقليل المخاطر:
-
- إجراء فحوصات دورية إذا كان هناك تاريخ عائلي.
- إدارة التوتر المزمن.
- اتباع نظام غذائي متوازن.
- تجنب التعرض للإشعاع على الرقبة بدون داعٍ.
متى يجب زيارة الطبيب فورًا؟
بعد التعرف على كيفية فحص الغدة الدرقية في المنزل، يجب التوجه لاستشارة الطبيب في الحالات الآتية:
-
- وجود تضخم أو كتل في الرقبة.
- صعوبة في البلع أو تغير في الصوت.
- تسارع ملحوظ في ضربات القلب.
- فقدان أو زيادة وزن مفاجئة.
- أعراض مستمرة رغم تحسين نمط الحياة.
خلاصة المقال: هل يمكن فحص الغدة الدرقية في المنزل؟
الإجابة هي نعم يمكنك إجراء فحص مبدئي للغدة الدرقية في المنزل من خلال الفحص البصري، قياس درجة الحرارة ومراقبة النبض والأعراض، لكنها تظل مجرد مؤشرات أولية. التشخيص المؤكد لا يتم إلا من خلال الفحوصات الطبية الدقيقة مثل تحليل الهرمونات والسونار. إذا شعرت بأي أعراض مقلقة، لا تتردد في استشارة الطبيب، فالصحة تبدأ بالوعي والاكتشاف المبكر.
أقرأ أيضًا (12 علامة تدل على قصور الغدة الدرقية).