علاج صعوبة التبرز مع عدم وجود إمساك

علاج صعوبة التبرز مع عدم وجود إمساك
علاج صعوبة التبرز مع عدم وجود إمساك

جدول المحتوي

علاج صعوبة التبرز مع عدم وجود إمساك

المقدمة

صعوبة التبرز من المشكلات الشائعة من مشكلات الجهاز الهضمي التي تؤثر على جودة حياة العديد من الأشخاص. مما يجعل علاج صعوبة التبرز مع عدم وجود إمساك أمر مهم. في كثير من الأحيان، تُربط هذه المشكلة بوجود إمساك، لكن قد يعاني البعض من صعوبة في إخراج البراز دون أي علامات واضحة على الإمساك، مما يثير التساؤلات حول الأسباب الحقيقية وكيفية العلاج.

في هذه المقالة، سنستعرض بالتفصيل الأسباب المحتملة لصعوبة التبرز دون وجود إمساك، العوامل المساهمة في الحالة، الأعراض المرتبطة، طرق التشخيص، بالإضافة إلى أفضل الخيارات العلاجية الطبية والطبيعية للسيطرة على المشكلة وتحسين وظائف الجهاز الهضمي و علاج صعوبة التبرز مع عدم وجود إمساك.

صعوبة التبرز

فهم عملية التبرز الطبيعية

عملية التبرز هي وظيفة بيولوجية معقدة تخضع لسيطرة الجهاز العصبي والعضلات الهيكلية والملساء. يمكن تلخيص مراحل عملية التبرز كالتالي:

1. حركة الأمعاء والمستقيم

تبدأ عملية التبرز من الأمعاء الدقيقة، حيث يتم امتصاص العناصر الغذائية. تنتقل الفضلات بعد ذلك إلى القولون، الذي يمتص الماء والأملاح، ليُصبح البراز أكثر تماسكًا.

المستقيم: يُخزن البراز حتى تصل إشارات من الجهاز العصبي تشير إلى الحاجة للتبرز.

العضلة العاصرة الداخلية والخارجية: تقوم هذه العضلات بتنظيم خروج البراز.

2. دور الجهاز العصبي

يتحكم الجهاز العصبي اللاإرادي في إرسال إشارات لإرخاء العضلات العاصرة، بينما يتحكم الجهاز الإرادي في قرار التبرز.

3. مراحل إخراج البراز

  • ملء المستقيم.
  • زيادة الضغط داخل المستقيم.
  • ارتخاء عضلات قاع الحوض والعضلة الشرجية العاصرة.
  • دفع البراز بواسطة عضلات البطن والحوض.

أي اضطراب في هذه المراحل يؤدي إلى صعوبة في التبرز.

العلاقة بين النفس والجهاز الهضمي

تُعد العلاقة بين الصحة النفسية وصحة الجهاز الهضمي وثيقة. التوتر المزمن يُحفز الجهاز العصبي اللاإرادي ويزيد من تشنج العضلات، مما يُصعب عملية التبرز.

استراتيجيات إدارة التوتر

  • ممارسة تمارين التنفس العميق.
  • التأمل واليوغا.
  • العلاج النفسي السلوكي.

العلاقة بين النفس والجهاز الهضمي

أسباب صعوبة التبرز مع عدم وجود إمساك

1. اضطرابات قاع الحوض

  • تشمل ضعف أو تشنج عضلات قاع الحوض المسؤولة عن إخراج البراز.
  • قد يحدث بسبب الولادة المتكررة، أو الإصابة العصبية، أو بعض الجراحات.

2. تشنج عضلة الشرج

  • يُعتبر تشنج العضلة العاصرة الشرجية سببًا رئيسيًا لصعوبة التبرز.
  • يؤدي إلى انغلاق فتحة الشرج أو عدم ارتخاء العضلات عند محاولة الإخراج.

3. متلازمة التغوط الانسدادي (Obstructive Defecation Syndrome)

  • متلازمة التغوط الانسدادي (Obstructed Defecation Syndrome) تعني صعوبة التبرز. وقد يكون ذلك لأسباب عديدة، سواء ميكانيكية أو نفسية. يشعر الأشخاص المصابون بمتلازمة التغوط الانسدادي بأنهم لا يستطيعون التبرز عندما يريدون، أو أنهم لا يتغوطون كثيرًا أو لا يخرجون كل شيء بالكامل.
  • ويعانون من الإمساك، ولكنهم يعانون أيضًا في بعض الأحيان من سلس البراز، عندما يفيض البراز المتراكم. ويقضون الكثير من الوقت في المرحاض، في انتظار أو إجهاد للتغوط. وبمرور الوقت، يمكن أن يؤدي الإجهاد المفرط ومرور البراز الصلب إلى تدهور العضلات والأعصاب المعنية، مما يزيد من المشكلة.
  • يعاني حوالي 18% من السكان من مجموعة واسعة من الحالات المعروفة باسم متلازمة التغوط الانسدادي. وهي شائعة بشكل خاص بين النساء وبعد منتصف العمر.

4. قلة حركة الأمعاء

  • قد تكون حركة الأمعاء بطيئة حتى وإن لم يُصنف الشخص مصابًا بالإمساك.
  • قد تكون بسبب نمط الحياة الخامل أو ضعف التغذية الصحية.

5. مشاكل عصبية

  • تؤثر أمراض مثل التصلب المتعدد (MS)، أو إصابات الحبل الشوكي، أو أمراض الأعصاب الطرفية على التنسيق بين الدماغ وعضلات التبرز.

6. القلق والتوتر النفسي

  • يؤثر التوتر والقلق سلبًا على الجهاز العصبي، مما قد يؤدي إلى تشنج عضلات قاع الحوض وصعوبة في الإخراج.

7. التشوهات التشريحية

  • مثل هبوط المستقيم أو وجود تضيق في فتحة الشرج.

الأعراض المصاحبة لصعوبة التبرز دون إمساك

  • الشعور بعدم إفراغ المستقيم بالكامل.
  • الحاجة إلى الضغط أو بذل مجهود كبير أثناء التبرز.
  • ألم أو انزعاج في منطقة الحوض.
  • الحاجة إلى استخدام الإصبع لتحفيز عملية الإخراج (المعروفة باسم الإخلاء اليدوي).
  • ظهور تورم أو بروز في منطقة الشرج.
  • الشعور بالانسداد أو “الكتلة” أثناء التبرز.

تشخيص صعوبة التبرز دون إمساك

يجب تشخيص صعوبة التبرز حتي يتم علاج صعوبة التبرز مع عدم وجود إمساك. و يعتمد التشخيص على التاريخ الطبي للمريض والفحص السريري، إضافة إلى استخدام بعض الفحوصات المتخصصة:

1. التاريخ الطبي الشامل

  • يتم تقييم العادات الغذائية، وعدد مرات التبرز، وطبيعة الأعراض المصاحبة.

2. الفحص السريري

  • فحص منطقة الشرج والمستقيم للكشف عن أي تشوهات أو مشاكل عضلية.

3. فحوصات متخصصة

  • اختبار قياس الضغط الشرجي (Anorectal Manometry): يقيس قوة عضلات الشرج والمستقيم.
  • الديفيكوجرافي (Defecography): دراسة حركة عضلات قاع الحوض أثناء التبرز.
  • التصوير بالرنين المغناطيسي (MRI): يساعد في اكتشاف أي تشوهات تشريحية.

4. التنظير الداخلي للقولون

  • يستخدم لاستبعاد وجود أمراض القولون والمستقيم مثل الأورام أو الالتهابات.

علاج صعوبة التبرز مع عدم وجود إمساك

أولًا: علاج صعوبة التبرز مع عدم وجود إمساك الغير دوائي

1. تدريب عضلات قاع الحوض (العلاج الطبيعي)

  • يعمل معالج متخصص على تدريب المريض على كيفية تنسيق العضلات أثناء التبرز.
  • يشمل تمارين مثل تمارين كيجل لزيادة قوة عضلات قاع الحوض.

2. تمارين التنفس والاسترخاء

  • تساعد تمارين التنفس العميق على تقليل التوتر العصبي وتحسين قدرة العضلات على الاسترخاء و علاج صعوبة التبرز مع عدم وجود إمساك.

3. تعديل العادات الغذائية

  • تناول الأطعمة الغنية بالألياف (مثل الخضروات والفواكه) لتحسين حركة الأمعاء.
  • شرب كميات كافية من الماء (حوالي 2 لتر يوميًا).
  • تجنب الأطعمة المهيجة مثل الأطعمة الحارة والدهنية.

4. ممارسة الرياضة بانتظام

  • تحفز التمارين البدنية الجهاز الهضمي وتزيد من كفاءة حركة الأمعاء.

ثانيًا: علاج صعوبة التبرز مع عدم وجود إمساك الدوائي

في بعض الحالات، قد يوصي الطبيب باستخدام أدوية لتخفيف الأعراض مثل:

  • مرخيات العضلات: لتقليل التشنج في عضلات الشرج وقاع الحوض.
  • ملينات خفيفة: مثل اللاكتولوز، لتحسين سهولة الإخراج دون التسبب في إمساك.
  • أدوية مسكنة للألم: إذا كان هناك ألم أثناء التبرز.

ثالثًا: علاج صعوبة التبرز مع عدم وجود إمساك الجراحي

في حالات نادرة، قد يتطلب الأمر تدخلًا جراحيًا لعلاج التشوهات الهيكلية مثل:

  • هبوط المستقيم.
  • تضيق فتحة الشرج.

مضاعفات إهمال علاج صعوبة التبرز مع عدم وجود إمساك

  • تفاقم مشكلة تشنج العضلات.
  • حدوث شروخ شرجية وبواسير.
  • الإصابة بالتهابات متكررة في المستقيم.
  • التأثير السلبي على جودة الحياة.

علاج صعوبة التبرز مع عدم وجود إمساك

نصائح منزلية لتحسين التبرز

التبرز المنتظم والسهل هو جزء أساسي من صحة الجهاز الهضمي. أحيانًا قد يعاني الأشخاص من صعوبة في التبرز دون أن يكون لديهم إمساك فعلي، مما يؤدي إلى شعور بعدم الراحة. لتحسين التبرز بشكل طبيعي، يمكن اتباع نصائح منزلية فعالة.

1. زيادة تناول الألياف الغذائية

  • الألياف: تلعب دورًا كبيرًا في تحسين حركة الأمعاء. ينصح بتناول:
  • الخضروات والفواكه: مثل السبانخ، الجزر، البرتقال، والتفاح.
  • الحبوب الكاملة: مثل الشوفان، الأرز البني، والخبز الكامل.
  • البقوليات: مثل العدس والفاصوليا.
    تناول 25-30 جرامًا من الألياف يوميًا يمكن أن يعزز من حركة الأمعاء ويحسن قوام البراز.

2. شرب كمية كافية من الماء

الجفاف يؤدي إلى صعوبة في إخراج البراز وجفافه. ينصح بشرب 8-10 أكواب من الماء يوميًا لتحفيز حركة الأمعاء.

3. ممارسة التمارين الرياضية

  • النشاط البدني يساعد على تحفيز حركة الأمعاء. يمكن ممارسة تمارين بسيطة مثل:
  • المشي لمدة 30 دقيقة يوميًا.
  • تمارين اليوغا التي تركز على منطقة البطن.

4. تحديد وقت منتظم للتبرز

  • تخصيص وقت محدد يوميًا للتبرز يمكن أن يساهم في تحسين الإيقاع الطبيعي للجهاز الهضمي. يفضل الجلوس في نفس الوقت كل يوم حتى لو لم تشعر بالحاجة للتبرز.

5. تجنب الإجهاد أثناء التبرز

  • الإجهاد أثناء التبرز قد يؤدي إلى مشاكل مثل البواسير أو الشقوق الشرجية. ينصح بالتريث والجلوس في وضعية مريحة.

6. وضعية الجلوس الصحيحة

  • استخدام كرسي صغير لرفع القدمين أثناء الجلوس على المرحاض يساعد على تحسين زاوية المستقيم ويجعل التبرز أسهل.

7. تناول البروبيوتيك

  • الأطعمة الغنية بالبروبيوتيك مثل الزبادي والكفير تحسن من صحة الأمعاء وتسهل التبرز.

8. تقليل الأطعمة المسببة للإمساك

بعض الأطعمة مثل:

  • الأرز الأبيض.
  • الخبز الأبيض.
  • الأطعمة المقلية.
    يمكن أن تسبب صعوبة في التبرز، لذا ينصح بتقليلها.

9. استخدام الزيوت الطبيعية

  • إضافة ملعقة صغيرة من زيت الزيتون إلى الطعام قد يساعد في تليين الأمعاء.

10. الأعشاب الطبيعية لتحسين التبرز

بعض الأعشاب لها تأثير ملين طبيعي وتساعد في علاج صعوبة التبرز مع عدم وجود إمساك، مثل:

  • الشاي الأخضر.
  • شاي الزنجبيل.
  • بذور الكتان.
  • السنامكي (يُستخدم بحذر وتحت إشراف طبي).

11. تقسيم الوجبات

  • تناول وجبات صغيرة متكررة يساعد على تحسين الهضم ويقلل من الضغط على الأمعاء.

12. تجنب التوتر والإجهاد النفسي

  • القلق والتوتر يمكن أن يؤثران سلبًا على حركة الأمعاء. يمكن الاستعانة بتقنيات الاسترخاء مثل التأمل أو التنفس العميق.

13. الحفاظ على وزن صحي

  • الوزن الزائد قد يضغط على الأمعاء والمستقيم، لذا يساعد الحفاظ على وزن صحي في تحسين التبرز.

14. تجنب كبت الرغبة في التبرز

  • عدم الاستجابة للحاجة للتبرز يؤدي إلى تراكم البراز في الأمعاء وصعوبة إخراجه لاحقًا.

15. الحرص على الفحص الطبي إذا لزم الأمر

  • إذا استمرت مشكلة صعوبة التبرز أو كانت مصحوبة بأعراض أخرى مثل الدم في البراز أو فقدان الوزن غير المبرر، يجب استشارة طبيب مختص.

باتباع هذه النصائح المنزلية، يمكن تحسين عملية التبرز بشكل طبيعي وآمن و علاج صعوبة التبرز مع عدم وجود إمساك دون الحاجة إلى أدوية في كثير من الحالات.

الخاتمة

علاج صعوبة التبرز مع عدم وجود إمساك قد تكون ناتجة عن مشكلات عضلية أو عصبية أو سلوكية. من الضروري التوجه للطبيب لتشخيص الحالة بدقة ووضع خطة علاجية مناسبة، حيث يساهم علاج صعوبة التبرز مع عدم وجود إمساك مبكرًا في تجنب المضاعفات وتحسين جودة الحياة.

التزام المريض بالنظام الغذائي الصحي، ممارسة الرياضة، وإجراء التمارين الخاصة بقاع الحوض يعدّ مفتاحًا أساسيًا في علاج صعوبة التبرز مع عدم وجود إمساك، كما يمكن اللجوء إلى الأدوية أو الجراحة في الحالات الصعبة.

Facebook
X
Telegram
LinkedIn
Tumblr
Reddit

طبيب مصري حاصل علي بكالوريوس الطب والجراحة العامة من كلية الطب البشري جامعة بني سويف

مقالات

مقالات ذات صلة

Scroll to Top