علاج الاستفراغ عند الأطفال بدون حرارة
القئ أو ما يعرف بالاستفراغ عند الأطفال قد يكون مصدر قلق للآباء، خاصةً إذا لم يكن مصحوبًا بارتفاع في درجة حرارة الجسم أو إذا تكرر أو استمر لفترة طويلة. في حين أن الحمى غالبًا ما ترتبط بالعدوى الفيروسية أو البكتيرية، فإن القيء بدون حرارة يمكن أن يكون ناتجًا عن عدة أسباب أخرى، مثل اضطرابات الجهاز الهضمي، والتسمم الغذائي، وارتجاع المريء، وحتى التوتر أو الحساسية الغذائية. في هذه المقالة، سنناقش أسباب وطرق علاج الاستفراغ عند الأطفال بدون حرارة “Vomiting In Children“، ومتى يجب استشارة الطبيب.
أسباب الاستفراغ عند الأطفال بدون حرارة
يُعد الاستفراغ (القيء) من المشكلات الشائعة لدى الأطفال، وقد يثير قلق الوالدين، خاصة إذا لم يكن مصحوبًا بارتفاع في درجة الحرارة. في بعض الحالات، يكون الاستفراغ عابرًا ولا يدعو للقلق، بينما قد يكون في حالات أخرى مؤشرًا على مشكلة صحية تحتاج إلى متابعة طبية. إليك أبرز أسباب الاستفراغ عند الأطفال بدون حرارة كما يلي:
-
- اضطرابات الجهاز الهضمي: يمكن أن يكون القيء ناتجًا عن عسر الهضم أو الإفراط في تناول الطعام، حيث قد لا يتمكن الجهاز الهضمي للطفل من التعامل مع كميات كبيرة من الطعام دفعة واحدة.
- التهاب المعدة والأمعاء الفيروسي: هو السبب الأكثر شيوعًا للاستفراغ عند الأطفال، وعادةً ما يتحسن من تلقاء نفسه خلال أيام قليلة.
- نزلات البرد: في بعض الأحيان، قد تكون نزلات البرد عند الأطفال مصحوبة بالاستفراغ (التقيؤ)، ويمكن تفسير ذلك بأن التهاب الحلق أو تهيجه يمكن أن يسبب شعورًا بالغثيان يؤدي إلى التقيؤ، كما أن السعال القوي أو المستمر يمكن أن يحفّز منعكس التقيؤ، مما يؤدي إلى الاستفراغ.
- الارتجاع المعدي المريئي: يحدث الارتجاع المعدي المريئي، عندما يرتد الطعام من المعدة إلى المريء، مما يؤدي إلى الغثيان والاستفراغ المتكرر، خاصة عند الرضع.
- تناول كميات كبيرة من الطعام: قد يؤدي إلى الاستفراغ عند الأطفال.
- التسمم الغذائي: قد يؤدي تناول طعام ملوث بالبكتيريا أو الفيروسات إلى الاستفراغ كوسيلة دفاعية للجسم للتخلص من المواد الضارة، دون أن يكون مصحوبًا بارتفاع في الحرارة في بعض الحالات.
- حساسية الطعام أو عدم تحمله: يمكن أن تسبب بعض الأطعمة مثل الحليب أو البيض أو المكسرات ردود فعل تحسسية تؤدي إلى الاستفراغ، حتى دون ظهور أعراض الحمى.
- انسداد الأمعاء: بعض الحالات مثل الانغلاف المعوي “Intussusception” وهو تداخل جزء من الأمعاء داخل جزء آخر أو تضيق بواب المعدة “Pyloric Stenosis” وهي حالة خلقية تؤثر على المريء وتسبب تضيقه ويمكن أن تسبب قيئًا مستمرًا يستدعي التدخل الطبي العاجل.
- التوتر والقلق: قد يعاني بعض الأطفال من الاستفراغ بسبب التوتر أو القلق النفسي، خاصة قبل الامتحانات أو عند التعرض لمواقف ضاغطة.
- التهاب الأذن الوسطى أو التهابات أخرى: في بعض الأحيان، يمكن أن يؤدي التهاب الأذن الوسطى إلى الشعور بالغثيان والقيء دون أن يكون هناك ارتفاع واضح في درجة الحرارة.
أقرأ أيضًا “ألم الأذن عند الأطفال”
علاج الاستفراغ عند الأطفال بدون حرارة
بعد التعرف على أهم أسباب القيء غير المصحوب بارتفاع درجة الحرارة عند الأطفال، يجب التنويه على أن العلاج يعتمد بشكل أساسي على السبب وراءه، ولكن من الضروري أن يتضمن العلاج تعويض السوائل التي فقدها جسم الطفل لحمايته من الجفاف. إليك بعض النصائح فيما يخص علاج الاستفراغ عند الأطفال بدون حرارة :
-
- تعويض السوائل لمنع الجفاف: أعطِ الطفل كميات صغيرة من السوائل ببطء، مثل محلول الإماهة الفموية (ORS) أو ماء الأرز أو الماء العادي. تجنب إعطائه كميات كبيرة دفعة واحدة حتى لا يزداد الاستفراغ.
- تجنب الأطعمة الثقيلة والمهيجة: لا تقدم الحليب أو الأطعمة الدسمة فوراً بعد الاستفراغ. بعد استقرار المعدة، قدمي له أطعمة خفيفة مثل الخبز المحمص أو الأرز أو الموز.
- إراحة المعدة: اتركي الطفل بدون طعام لمدة 30-60 دقيقة بعد التقيؤ، ثم ابدأي بإعطائه سوائل بكميات صغيرة.
- تجنبي الروائح القوية والمحفزات: بعض الروائح قد تزيد الغثيان، لذا حاولي إبقاء البيئة مريحة وهادئة.
- الحرص على إبقاء الطفل في وضع مريح، وعدم الاستلقاء مباشرة بعد الأكل؛ لتقليل احتمالية القيء.
تنويه هام:
-
- مراقبة الحالة: إذا استمر التقيؤ لفترة طويلة، أو لاحظتِ علامات الجفاف (جفاف الفم، قلة التبول، بكاء بدون دموع)، يجب استشارة الطبيب.
- إذا كان هناك استفراغ متكرر بعد السقوط على الرأس، أو إذا كان يحتوي على دم أو يشبه القهوة المطحونة، يجب الذهاب إلى المستشفى فوراً.
- إذا لم يكن هناك علامات خطيرة، فغالبًا ما يتحسن الطفل خلال 24 ساعة.
- تأكدي من غسل يديك جيدًا بعد تغيير حفاض طفلك أو تنظيف أي قيء.
- لا تعطِ طفلك أي أدوية مضادة للاستفراغ بدون استشارة الطبيب.
متى يجب استشارة الطبيب؟
بعد التعرف على أسباب وطرق علاج الاستفراغ عند الأطفال بدون حرارة، يجب التنويه على مراجعة الطبيب في الحالات الآتية:
-
- إذا كان الاستفراغ شديدًا أو متكررًا.
- مستمرًا لأكثر من 24 ساعة.
- مصحوبًا بأعراض مثل الجفاف (جفاف الفم، قلة التبول، الخمول).
- يحتوي على دم أو يشبه “القهوة المطحونة”، مما قد يشير إلى نزيف داخلي.
- مصحوبًا بانتفاخ شديد في البطن أو ألم شديد.
- يحدث بعد إصابة في الرأس.
في معظم الحالات، يكون الاستفراغ عند الأطفال بدون حرارة حالة مؤقتة ناتجة عن اضطرابات هضمية بسيطة أو عوامل غذائية. ومع ذلك، إذا استمر أو ترافق مع أعراض أخرى مقلقة، فمن المهم استشارة الطبيب لتحديد السبب وتقديم العلاج المناسب.
متى يكون الاستفراغ عند الأطفال خطيرًا؟
بعد التعرف على أسباب وطرق علاج الاستفراغ عند الأطفال بدون حرارة، نجد أن الاستفراغ عند الأطفال قد يكون طبيعياً في بعض الحالات، لكنه قد يكون خطيراً إذا رافقته أي من العلامات التالية:
-
- الجفاف: جفاف الفم، قلة التبول (أقل من 6 حفاضات مبللة يومياً للرضع أو عدم التبول لأكثر من 8 ساعات)، بكاء بدون دموع، أو خمول شديد.
- القيء المستمر: تكرار الاستفراغ لأكثر من 12 ساعة عند الأطفال الصغار أو 24 ساعة عند الأكبر سناً.
- القيء المصحوب بالدم: سواء كان دماً أحمر فاتحاً أو على شكل “تفَل القهوة” (غامق).
- القيء الأخضر: قد يشير إلى انسداد معوي، وهي حالة طبية طارئة.
- وجود علامات عصبية: مثل التشنجات، النعاس الشديد، صعوبة في الاستيقاظ، أو تيبس الرقبة (قد يدل على التهاب السحايا).
- حدوث ارتفاع شديد في درجة الحرارة: خاصةً إذا كان مصحوبًا بصداع شديد أو طفح جلدي.
- ألم شديد في البطن: خصوصًا إذا كان مستمراً أو يزداد سوءًا.
- وجود انتفاخ في البطن: قد يكون دليلاً على انسداد معوي أو مشكلة في الجهاز الهضمي.
- القيء بعد إصابة في الرأس: قد يشير إلى ارتجاج أو نزيف داخلي.
- القيء المصحوب بصعوبة في التنفس: قد يدل على حساسية شديدة أو مشكلة تنفسية.
إذا ظهر أي من هذه العلامات، يجب التوجه فورًا للطبيب أو الطوارئ.