شكل الخصية المصابة بالدوالي
شكل الخصية المصابة بالدوالي من المواضيع الشائعة التي يبحث عنها كثير من الرجال، حيث أن دوالي الخصية (Varicocele) هي حالة شائعة تصيب الذكور، وتتمثل بحدوث توسع غير طبيعي في الأوردة الموجودة داخل كيس الصفن، وهي الأوردة التي تصرف الدم من الخصيتين. يُشبه هذا التوسع ما يحدث في دوالي الساقين، إلا أن مكانه مختلف. تعتبر دوالي الخصية من الأسباب الشائعة لانخفاض الخصوبة عند الذكور، وقد تؤدي أحيانًا إلى آلام أو تغيرات في شكل الخصية. في هذا المقال، سنناقش بالتفصيل كيف يبدو شكل الخصية المصابة بدوالي، والعلامات المصاحبة لها، إضافة إلى الأسباب، طرق التشخيص والعلاج.
ما هي دوالي الخصية؟
دوالي الخصية تحدث عندما تتوسع الأوردة في الحبل المنوي (spermatic cord)، وهو الهيكل الذي يحمل الدم من وإلى الخصيتين. هذه الأوردة تُعرف باسم الضفيرة الوريدية المحلاقية (Pampiniform plexus). في الحالات الطبيعية، تعمل الصمامات داخل هذه الأوردة على تنظيم تدفق الدم بشكل أحادي الاتجاه. ولكن عند حدوث خلل في هذه الصمامات، يتجمع الدم ويؤدي إلى تمدد الأوردة.
تتكون دوالي الخصية نتيجة للعديد من العوامل المساعدة، أهم هذه العوامل هي:
- خلل في الصمامات الوريدية: ما يؤدي إلى عودة الدم عكس الاتجاه الطبيعي وتجمعه في الأوردة.
- الضغط الزائد في الأوردة البطنية: مثل حالات الإمساك المزمن، أو رفع الأحمال الثقيلة.
- الاختلاف التشريحي بين الجانبين: الوريد المنوي الأيسر يتصل مباشرة بالوريد الكلوي الأيسر، ما يجعله أكثر عرضة لتراكم الضغط.
شكل الخصية المصابة بالدوالي
يخنلف شكل الخصية المصابة بالدوالي عن شكل الخصية السليمة، كالتالي:
التغيرات البصرية والملموسة
عندما تتطور دوالي الخصية، يمكن ملاحظة عدة تغيرات في شكل الخصية المصابة بالدوالي، خاصة عند الوقوف أو أثناء الإجهاد. تشمل هذه التغيرات:
- تورم في كيس الصفن: يظهر كتضخم في أحد الجانبين، وغالبًا ما يكون في الجانب الأيسر بسبب طبيعة التصريف الوريدي المختلف بين الجانبين.
- كتلة متعرجة أو ملتفة حول الخصية: يُوصف شكل دوالي الخصية أحيانًا بأنه يشبه “كيس من الديدان” عند الجس، وهو وصف دقيق للتعرجات التي تخلقها الأوردة المتوسعة والملتوية.
- انخفاض في حجم الخصية: مع مرور الوقت، قد تؤدي الدوالي إلى ضمور الخصية، حيث تصبح الخصية المصابة أصغر من الطبيعية بسبب انخفاض التروية الدموية وتراكم السموم الناتج عن الاحتقان.
- ارتفاع في درجة حرارة الخصية: رغم أنه لا يُرى، إلا أن دوالي الخصية تؤدي إلى زيادة الحرارة في المنطقة، ما يؤثر على إنتاج الحيوانات المنوية.
الفرق بين الخصية السليمة والمصابة بالدوالي
يختلف شكل الخصية المصابة بالدوالي عن شكل الخصية السليمة في النقاط الآتية:
- الحجم: الخصية السليمة تكون بحجم طبيعي ومتماثل بين الجانبين، أما الخصية المصابة بالدوالي فقد تصبح أصغر من المعتاد بسبب ضمور جزئي ناتج عن ضعف التروية الدموية.
- الشكل: الخصية السليمة لها شكل مستدير ومتماسك، بينما شكل الخصية المصابة بالدوالي قد يظهر غير منتظم الشكل نتيجة بروز الأوردة الملتوية حولها.
- الملمس عند الجس: الخصية السليمة ناعمة الملمس، في حين أن المصابة بالدوالي قد يشعر الطبيب أو المريض عند لمسها بتعرجات أو كتلة تشبه “كيس من الديدان”.
- درجة الحرارة: الخصية السليمة تحتفظ بدرجة حرارة مثالية لإنتاج الحيوانات المنوية، أما المصابة بالدوالي فتميل إلى أن تكون أكثر سخونة قليلاً، مما قد يؤثر على الخصوبة.
درجات دوالي الخصية وشكلها
تصنَّف دوالي الخصية عادة إلى ثلاث درجات، تؤثر بشكل مباشر على شكل الخصية المصابة بالدوالي:
- الدرجة الأولى (خفيفة): لا ترى بالعين المجردة، لكن يمكن للطبيب أن يكتشفها أثناء الفحص السريري مع المناورة (مثل مناورة فالسالفا).
- الدرجة الثانية (متوسطة): لا تظهر بشكل واضح عند الراحة، ولكن يمكن ملاحظتها أثناء الوقوف أو الكبس، وتكون الأوردة المتوسعة محسوسة باليد.
- الدرجة الثالثة (شديدة): يمكن رؤيتها بالعين المجردة حتى عند الراحة، وتظهر الأوردة بارزة ومترهلة بشكل واضح على سطح كيس الصفن.
أعراض دوالي الخصية
بالإضافة إلى التغيرات في شكل الخصية المصابة بالدوالي، قد تظهر الأعراض التالية:
- ألم خفيف أو شعور بثقل في الخصية.
- ازدياد الألم عند الوقوف لفترات طويلة أو ممارسة الرياضة.
- تحسن الأعراض عند الاستلقاء.
- مشاكل في الخصوبة أو انخفاض عدد وجودة الحيوانات المنوية.
كيف يتم تشخيص دوالي الخصية؟
يمكن تشخيص دوالي الخصية كالتالي:
- الفحص السريري: أهم خطوة لتشخيص دوالي الخصية، خاصة أثناء الوقوف.
- الموجات فوق الصوتية (دوبلر): تُستخدم لتأكيد التشخيص وقياس حجم الأوردة وسرعة تدفق الدم.
- تحليل السائل المنوي: لتقييم تأثير الدوالي على الخصوبة.
- للمزيد انظر (فحص دوالي الخصية باليد).
المضاعفات المحتملة إذا تُركت دون علاج
اذا تُركت دوالي الخصية بدون علاج فقد تؤدي للعديد من المضاعفات الخطيرة، مثل:
- ضمور الخصية: نتيجة ضعف التروية الدموية.
- العقم: بسبب التأثير السلبي على إنتاج الحيوانات المنوية.
- الألم المزمن: الذي قد يؤثر على النشاط اليومي.
- الاختلال الهرموني: بسبب اضطراب في إنتاج هرمون التستوستيرون في بعض الحالات.
خيارات العلاج
المتابعة والمراقبة
بعض الحالات لا تحتاج للجراحة وانما يتم متابعتها ومراقبتها عن قرب، مثل في حالات الدوالي الصغيرة وغير المؤثرة على الخصوبة أو غير المصحوبة بأعراض، يمكن الاكتفاء بالمتابعة الدورية.
العلاج الجراحي
وذلك إما عن طريق:
- ربط الأوردة المتوسعة جراحيًا (Varicocelectomy): يتم إجراؤها عن طريق الجراحة التقليدية أو بالمنظار، حيث يتم قطع الأوردة المتوسعة للسماح للدم بالتدفق عبر أوردة سليمة.
- الانصمام الوريدي (Percutaneous Embolization): إجراء غير جراحي يتم فيه إغلاق الأوردة المتوسعة باستخدام مواد خاصة تُحقن عبر القسطرة.
العناية المنزلية والدعم
للتقليل من أعراض ومضاعفات دوالي الخصية، عليك بالآتي:
- ارتداء داعم للخصية (مثل Suspensory scrotal support).
- تجنب الوقوف الطويل أو رفع الأشياء الثقيلة.
- استخدام المسكنات لتقليل الألم حسب الحاجة.
متى يجب زيارة الطبيب؟
يُنصح بمراجعة الطبيب في الحالات التالية:
- وجود كتلة في كيس الصفن.
- الشعور بألم مستمر أو متكرر في الخصية.
- ملاحظة اختلاف في حجم أو شكل إحدى الخصيتين.
- مشاكل في الإنجاب.
- إحساس بثقل أو عدم راحة في الصفن خاصة بعد الوقوف أو التمرين.
الخاتمة
دوالي الخصية هي حالة شائعة ويمكن علاجها بفعالية إذا تم تشخيصها مبكرًا. التغيرات في شكل الخصية المصابة بالدوالي تكون واضحة في بعض الأحيان، خاصة في المراحل المتقدمة، وقد تشمل تورمًا أو ملمسًا متعرجًا أو حتى ضمورًا في الحجم. لذلك، من المهم الانتباه لأي تغيّر في شكل أو حجم الخصية، ومراجعة الطبيب المختص لتشخيص الحالة بدقة واختيار العلاج المناسب. لا يجب تجاهل هذه العلامات، خاصة إذا كانت مصحوبة بألم أو مشاكل في الخصوبة، فالتدخل المبكر يُحسِّن النتائج بشكل كبير.
