المتلازمة السابقة للحيض (PMS): فهم شامل وإدارة فعّالة.

المتلازمة السابقة للحيض (PMS): فهم شامل وإدارة فعّالة.

جدول المحتوي

المتلازمة السابقة للحيض (PMS)

المتلازمة السابقة للحيض

تُعد المتلازمة السابقة للحيض (PMS)، أو ما تُعرف باللغة الإنجليزية بـ “Premenstrual Syndrome“، مجموعة من الأعراض الجسدية والعاطفية والنفسية التي تصيب النساء في الأيام أو الأسابيع التي تسبق الدورة الشهرية. تتراوح حدة هذه الأعراض من خفيفة إلى شديدة، وتختفي عادةً بعد بدء الحيض مباشرةً. على الرغم من أن العديد من النساء يعانين من بعض هذه الأعراض، إلا أن PMS تُشخص عندما تكون هذه الأعراض شديدة بما يكفي للتأثير على الحياة اليومية ونوعية الحياة.

ما هي المتلازمة السابقة للحيض؟

المتلازمة السابقة للحيض (PMS)، هي حالة شائعة تؤثر على ما يقرب من 3 من كل 4 نساء في مرحلة ما من حياتهن الإنجابية. تظهر الأعراض بشكل دوري، وتحدث عادةً في النصف الثاني من الدورة الشهرية (المرحلة الأصفارية) وتتلاشى مع بداية النزيف. من المهم التفريق بين الأعراض الخفيفة التي قد تشعر بها معظم النساء قبل الدورة الشهرية، وبين PMS التي تتطلب تداخلاً نظرًا لتأثيرها السلبي على الأنشطة اليومية والعلاقات الشخصية.

ما هي أسباب الإصابة بالمتلازمة السابقة للحيض؟

أسباب المتلازمة السابقة للحيض

على الرغم من أن السبب الدقيق لـ PMS لا يزال غير مفهوم تمامًا، إلا أن هناك عدة عوامل يُعتقد أنها تساهم في ظهورها:

    • التغيرات الهرمونية الدورية: تُعد التغيرات في مستويات هرموني الإستروجين والبروجستيرون التي تحدث خلال الدورة الشهرية هي السبب الرئيسي. على الرغم من أن المستويات الهرمونية نفسها قد تكون طبيعية، إلا أن بعض النساء قد يكن أكثر حساسية لهذه التقلبات.
    • التغيرات الكيميائية في الدماغ: يُعتقد أن التقلبات في الناقلات العصبية مثل السيروتونين (المسؤول عن تنظيم المزاج والنوم والشهية) تلعب دورًا مهمًا. قد تؤدي المستويات المنخفضة من السيروتونين إلى أعراض الاكتئاب والإرهاق والمشاكل المتعلقة بالنوم والرغبة الشديدة في تناول الطعام.
    • عوامل غذائية: قد تؤثر بعض العادات الغذائية على شدة الأعراض، مثل تناول كميات كبيرة من الكافيين أو الملح أو السكر، ونقص بعض الفيتامينات والمعادن مثل المغنيسيوم وفيتامين B6.
    • الإجهاد: يمكن أن يؤدي الإجهاد إلى تفاقم أعراض PMS، على الرغم من أنه ليس سببًا مباشرًا.
    • الوراثة: قد تكون هناك استعدادات وراثية للإصابة بـ PMS.

أعراض المتلازمة السابقة للحيض

تتنوع أعراض المتلازمة السابقة للحيض (PMS) وتختلف من امرأة لأخرى، ولكن يمكن تصنيفها بشكل عام إلى أعراض جسدية وأعراض نفسية وعاطفية:

الأعراض الجسدية

    • انتفاخ البطن وزيادة الوزن المؤقتة: ناتجة عن احتباس السوائل.
    • ألم الثدي وحساسيته: المعروف باسم “ألم الثدي الدوري”.
    • الصداع أو الصداع النصفي.
    • آلام في العضلات والمفاصل.
    • الإعياء والتعب الشديد.
    • مشاكل الجهاز الهضمي: مثل الإمساك أو الإسهال.
    • حب الشباب وتغيرات في الجلد.
    • الرغبة الشديدة في تناول الطعام، خاصة الحلويات والكربوهيدرات.

الأعراض النفسية والعاطفية

    • تقلبات مزاجية حادة: من الفرح إلى الحزن أو الغضب بسرعة.
    • التهيج والغضب الشديد.
    • القلق والتوتر.
    • الاكتئاب والحزن الشديد، أو الشعور باليأس.
    • صعوبة التركيز ومشاكل في الذاكرة.
    • الأرق أو فرط النوم.
    • الشعور بالبكاء غير المبرر.
    • الانسحاب الاجتماعي.

أعراض المتلازمة السابقة للحيض

تُعد هذه الأعراض شديدة بشكل خاص في حالة اضطراب ما قبل الطمث الاكتئابي (PMDD)، وهو شكل أكثر حدة من المتلازمة السابقة للحيض (PMS)، ويتميز بأعراض عاطفية ونفسية حادة قد تؤدي إلى تعطيل الحياة بشكل كبير.

تشخيص المتلازمة السابقة للحيض

لا يوجد اختبار واحد محدد لتشخيص الإصابة بالمتلازمة السابقة للحيض ( PMS). يعتمد التشخيص على ما يلي:

    • إجراء مراجعة دقيقة للأعراض وتوقيتها. قد يطلب الطبيب منك الاحتفاظ بمفكرة للأعراض لمدة شهرين أو ثلاثة أشهر لتحديد نمط تكرارها وعلاقتها بالدورة الشهرية.
    • يجب أن تحدث الأعراض بشكل متكرر في الأيام التي تسبق الحيض وتختفي بعد بدايته مباشرة.
    • من المهم استبعاد الحالات الطبية الأخرى التي قد تسبب أعراضًا مشابهة، مثل الاكتئاب، اضطرابات الغدة الدرقية، أو متلازمة التعب المزمن.

إدارة وعلاج المتلازمة السابقة للحيض

يهدف العلاج إلى تخفيف الأعراض وتحسين نوعية الحياة. تختلف الخطة العلاجية حسب شدة الأعراض ومدى تأثيرها:

تغييرات نمط الحياة والعلاجات المنزلية

    • تقليل تناول الملح؛ لتجنب احتباس السوائل والانتفاخ.
    • تجنب الكافيين والكحول، خاصةً في الأيام التي تسبق الدورة الشهرية، حيث يمكن أن تزيد من القلق وتقلبات المزاج.
    • تناول وجبات صغيرة ومتكررة؛ للمساعدة في استقرار مستويات السكر في الدم.
    • زيادة تناول الكربوهيدرات المعقدة (مثل الحبوب الكاملة والفواكه والخضروات) لدعم مستويات السيروتونين.
    • ممارسة الرياضة بانتظام: تساعد التمارين الهوائية المنتظمة (مثل المشي السريع، الجري، السباحة) في تحسين المزاج وتقليل الإجهاد.
    • إدارة الإجهاد: تقنيات الاسترخاء مثل اليوجا، التأمل، التنفس العميق، والتدليك يمكن أن تكون مفيدة.
    • الحصول على قسط كافٍ من النوم: النوم لمدة 7-9 ساعات ليلاً يمكن أن يحسن المزاج والطاقة.
    • المكملات الغذائية: قد تساعد بعض المكملات مثل الكالسيوم (1200 مجم يوميًا)، والمغنيسيوم (200-400 مجم يوميًا)، وفيتامين B6 (50-100 مجم يوميًا) في تخفيف بعض الأعراض. يجب استشارة الطبيب قبل تناول أي مكملات.

الأدوية

    • مسكنات الألم المتاحة دون وصفة طبية: مثل الإيبوبروفين أو النابروكسين لتخفيف الصداع وآلام العضلات.
    • مدرات البول: لتقليل الانتفاخ واحتباس السوائل، ولكن يجب استخدامها بحذر وتحت إشراف طبي.
    • مضادات الاكتئاب (مثبطات امتصاص السيروتونين الانتقائية – SSRIs): تُعد الخيار الأول للعلاج الدوائي، خاصةً في حالات PMDD أو عندما تكون الأعراض النفسية شديدة. يمكن تناولها يوميًا أو فقط في الأيام التي تسبق الدورة الشهرية.
    • حبوب منع الحمل الفموية (موانع الحمل الهرمونية): تساعد في تنظيم الدورة الهرمونية وتقليل شدة أعراض PMS لدى بعض النساء. تعمل عن طريق منع التبويض وتقليل تقلبات الهرمونات.

العلاج النفسي

العلاج السلوكي المعرفي (CBT): يمكن أن يساعد في تعلم آليات التأقلم وإدارة الأفكار السلبية والسلوكيات المرتبطة بـ PMS.

متى يجب زيارة الطبيب؟

إذا كانت أعراض PMS شديدة وتؤثر سلبًا على حياتك اليومية، عملك، أو علاقاتك، فمن المهم استشارة الطبيب. يمكن للطبيب المساعدة في التشخيص الصحيح، استبعاد الحالات الأخرى، ووضع خطة علاجية مناسبة لك.

الخلاصة

المتلازمة السابقة للحيض هي حالة شائعة ومزعجة يمكن أن تؤثر على جودة حياة النساء. على الرغم من عدم وجود علاج شافٍ تمامًا، إلا أن هناك العديد من الاستراتيجيات الفعالة لإدارة الأعراض والتحكم فيها. من خلال الجمع بين تعديلات نمط الحياة، العلاجات المنزلية، وفي بعض الحالات، التدخلات الدوائية، يمكن للنساء المصابات بـ PMS تحقيق تحسن كبير في جودة حياتهن. الفهم الجيد للحالة والعمل مع مقدم الرعاية الصحية هو المفتاح لإدارة فعالة.

أقرأ أيضًا (أبرز أسباب وطرق تشخيص وعلاج ألم الدورة الشهرية أو ما يُعرف بعُسر الطمث).

Facebook
X
Telegram
LinkedIn
Tumblr
Reddit

بكاليوريس الطب والجراحة - جامعة بني سويف

طبيب امتياز بمستشفى بني سويف الجامعي

مقالات

مقالات ذات صلة

Scroll to Top