العلاقة الزوجية بعد تركيب دعامات القلب

العلاقة الزوجية بعد تركيب دعامات القلب
تم النشر بتاريخ 21 أكتوبر، 2024
العلاقة الزوجية

جدول المحتوي

العلاقة الزوجية بعد تركيب دعامات القلب

العلاقة الزوجية بعد تركيب دعامات القلب

قد يتعرض القلب لبعض الأمراض القلبية التي تتطلب إجراء عمليات جراحية، وفي بعض الحالات، يحتاج القلب إلى تركيب دعامات لضمان تدفق الدم عبر الشرايين التاجية، خاصة في حالة انسدادها نتيجة تراكم الكولسترول على جدرانها الداخلية والتي تؤدي مع مرور الوقت إلى تكوين اللويحات التي تضيق الشرايين، فيما يعرف بتصلب الشرايين. تساعد هذه الدعامات القلبية على إبقاء الأوعية الدموية مفتوحة وتمنع تضيقها مرة أخرى. والدعامة هي أنبوب صغير يتم تركيبه في الأوعية الدموية للحفاظ على تدفق الدم عبر تلك الأوعية الدموية، وقد تُصنع من مواد مختلفة، مثل المعدن أو البلاستيك. ويمكن دمج عدة دعامات معًا لتكوين دعامة أكبر تُستخدم في الشرايين الكبيرة، وقد تكون مصنوعة من نسيج خاص. كما يمكن أن تكون الدعامات مغلفة بأدوية للمساعدة في منع انسداد الشريان.

تثير مسألة العلاقة الزوجية قلق الكثير من مرضى القلب، وخاصة أولئك الذين قاموا بتركيب دعامات (Sexual Intercourse After Cardiac Stent). لذلك، يتساءل الكثيرون عما إذا كان يمكنهم ممارسة العلاقة الزوجية بعد تركيب دعامات القلب، وما إذا كانت هذه العلاقة ستتأثر بعد العملية. سنقوم بشرح هذا الموضوع في هذه المقالة، لكن من المهم أولاً فهم ما هي الدعامة القلبية ولماذا قد يحتاج البعض إلى تركيبها، قبل البدء في الحديث عن العلاقة الزوجية بعد تركيب دعامات القلب.

ما هو المقصود بدعامات القلب؟

الدعامة القلبية (Cardiac Stent)، هي أنبوب صغير يقوم الطبيب بإدخاله في الشرايين المسدودة للحفاظ عليها مفتوحة، وتلعب دورًا هامًا في علاج أمراض القلب، حيث تساعد في استعادة تدفق الدم عبر الأوعية الدموية المسدودة. ويمكن أن تُصنع الدعامات من المعدن أو البلاستيك، وقد يتم دمج عدة دعامات معًا لتكوين دعامة أكبر تُستخدم في الشرايين الكبيرة، كما يمكن أن تكون الدعامات مغلفة بأدوية للمساعدة في منع انسداد الشريان بعد فتحه مرة أخرى.

عادةً ما يتم تركيب دعامات القلب من خلال إجراء جراحي يُعرف بقسطرة القلب، والذي قد يستغرق حوالي نصف ساعة. يقوم الطبيب بعمل شق في أحد الأوعية الدموية في الفخذ أو الذراع، ثم يُدخل أنبوب قسطرة رفيع عبر هذا الشق حتى يصل إلى الشريان التاجي.

يحتوي أنبوب القسطرة على بالون صغير في نهايته، وعندما يصل الطبيب إلى أحد الشرايين التاجية المسدودة، يقوم بنفخ هذا البالون مما يؤدي إلى توسيع الشريان وزيادة تدفق الدم. بعد ذلك، يتم تركيب الدعامة وسحب أنبوب القسطرة. يستخدم الطبيب صورة أشعة سينية خاصة تُعرف بالصورة الوعائية (Angiogram) عن طريق صبغة التباين، لتوجيه أنبوب القسطرة عبر الأوعية الدموية حتى يصل إلى الشريان الأورطي ومن ثم إلى القلب.

قسطرة القلب

ما هي فوائد تركيب دعامات القلب؟

بالنسبة للكثير من الأشخاص، تساهم الدعامات في تحسين نوعية الحياة بشكل ملحوظ. يمكن أن يكون الجمع بين إجراء عملية رأب الأوعية الدموية وتركيب الدعامات منقذًا للحياة، خاصةً عند القيام به مباشرة بعد حدوث نوبة قلبية.

يُعد تركيب الدعامات للقلب أمرًا حيويًا في حالات انسداد الشرايين التاجية الناتج عن تراكم الكوليسترول على جدرانها الداخلية؛ حيث تساعد الدعامات في إبقاء الأوعية الدموية، مثل الشرايين التاجية مفتوحة. وبالتالي، يمكن أن تحسن من أعراض أمراض القلب، مثل آلام الصدر (الذبحة الصدرية) وضيق التنفس. في كثير من الأحيان، يشعر المريض بتحسن فوري بعد تركيب الدعامات.

كما تقدم دعامات القلب عدة فوائد، منها:

    • تقليل خطر الإصابة بآلام في الصدر.
    • معالجة النوبة القلبية بشكل طارئ.
    • يمكن أن تكون الدعامات مفيدة أيضاً في الوقاية من تمزق التضخم الوعائي في الدماغ أو الشريان الأبهر أو الأوعية الدموية الأخرى.
    • في بعض الحالات، قد تلغي الحاجة لإجراء جراحة تحويل مجرى الشريان التاجي، حيث تعتبر الدعامات أقل تدخلًا بكثير من الجراحة الالتفافية (Bypass Surgery) كما أن فترة التعافي تكون أقصر بكثير، حيث يحتاج المريض لبضعة أيام فقط للتعافي من تركيب الدعامات، بينما قد تستغرق فترة التعافي من الجراحة الالتفافية ستة أسابيع أو أكثر.

ما هي المخاطر والمضاعفات المرتبطة بتركيب دعامات القلب؟

كما هو الحال مع العديد من الإجراءات الطبية ، قد يحدث بعض  المضاعفات المرتبطة بتركيب الدعامات منها، حدوث رد فعل تحسسي تجاه الأدوية أو المواد المستخدمة في عملية توسيع الأوعية الدموية وتركيب الدعامات. قد يؤدي هذا الإجراء أيضًا إلى حدوث نزيف أو تلف في الأوعية الدموية أو القلب، بالإضافة إلى عدم انتظام ضربات القلب. من بين المضاعفات الأخرى، والتي تعتبر نادرة، يمكن أن تحدث أزمة قلبية أو فشل كلوي أو سكتة دماغية. بعد إجراء العملية، قد يتشكل نسيج ندبي داخل الدعامة، مما قد يستدعي إجراء عملية إضافية لإزالته. هناك أيضًا خطر من تكون جلطات دموية داخل الدعامة، مما يتطلب منك تناول الأدوية التي يصفها لك الطبيب للمساعدة في منع ذلك. يجب عليك إبلاغ طبيبك على الفور إذا شعرت بأي ألم في الصدر.

ماذا يحدث بعد تركيب الدعامة؟

تختلف مدة الشفاء بعد إجراء عملية تركيب الدعامات القلبية من شخص لآخر، ولكن يمكن عادةً العودة إلى الأنشطة اليومية الطبيعية خلال ثلاثة أيام من العملية. ومع ذلك، هناك مجموعة من النصائح التي ينبغي اتباعها لتسريع عملية الشفاء وتقليل خطر حدوث المضاعفات، مثل:

    •  الالتزام بتعليمات الطبيب بشأن استخدام الأدوية، وعدم التوقف عن تناولها إلا بعد استشارة الطبيب. قد يصف الطبيب الأسبرين وأدوية مضادة للتخثر لتفادي خطر تجلط الدم بعد تركيب الدعامة، ويمكن تناول هذه الأدوية لفترة تتراوح بين شهر إلى سنة، أو حتى مدى الحياة في بعض الحالات وفقًا لما يراه الطبيب ، ومن أمثلة الأدوية المضادة للتخثر دواء كلوبيدوجريل (Clopidogrel).
    •  العناية بالجرح الناتج عن الشق الجراحي الذي تم من خلاله إدخال القسطرة في الفخذ أو الذراع.
    • تجنب ممارسة التمارين الرياضية القاسية، وتفادى إقامة العلاقة الزوجية بعد تركيب دعامات القلب، كما يُنصح بتجنب استخدام السلالم حتى تحصل على موافقة الطبيب.
    • تجنب حمل الأثقال.

يمكنك أيضًا المساعدة في منع تراكم اللويحات داخل شرايينك من خلال إجراء بعض التغييرات في نمط حياتك مثل:

    • ممارسة التمارين الرياضية بانتظام.
    • فقدان الوزن إذا كنت تعاني من السمنة.
    • الإقلاع عن التدخين إذا كنت مدخنًا.
    • الابتعاد عن التوتر.
    • الالتزام بتناول جميع الأدوية التي يصفها لك الطبيب.

قد تتمكن من العودة إلى العمل بعد أسبوع. إذا كنت ترغب في ذلك ويُفضل استشارة الطبيب قبل القيام بذلك.

متي يجب استشارة الطبيب بعد تركيب الدعامة ؟

في حال ظهور أي آثار جانبية مزعجة، يجب عليك استشارة الطبيب، مثل التورم أو احمرار مكان الجرح، الشعور بألم شديد في الصدر أو في موقع الجرح، ارتفاع درجة الحرارة، أو وجود نزيف شديد من مكان الجرح.

هل تتأثر العلاقة الزوجية بعد تركيب دعامات القلب؟

العلاقة الزوجية بعد تركيب دعامات القلب يشعر العديد من المرضى بالقلق حيال القيام بالعلاقة الزوجية بعد تركيب دعامات القلب، لكن الخبر السار هو أن معظمهم يمكنهم استئناف نشاطهم الزوجي بعد بضعة أسابيع من الجراحة. فعادةً لن تؤثر دعامات القلب على العلاقة الزوجية، خاصةً إذا كان القلب بصحة جيدة. لذا، يمكن أن تعود العلاقة الزوجية إلى طبيعتها تدريجيًا بعد التعافي من عملية تركيب الدعامات. من المهم دائمًا استشارة الطبيب قبل استئناف النشاط الجنسي للتأكد من أن القلب قوي بما يكفي لتحمل الجهد البدني. في بعض الحالات، قد ينصح الأطباء بتجنب العلاقة الحميمة حتى تستقر صحة القلب بشكل كامل.

متى يمكن ممارسة العلاقة الزوجية بعد تركيب دعامات القلب؟

إن ممارسة العلاقة الحميمة تؤدي إلي زيادة ضربات القلب، وحدوث ارتفاع طفيف فى ضغط الدم ،مما يزيد من الجهد على عضلة القلب، لذا تعتبر مسألة الوقت الذي يمكن فيه العودة لممارسة العلاقة الزوجية بعد تركيب دعامات القلب من الأمور المهمة التي يجب توضيحها للمريض. عادةً ما يتعافى المريض بعد حوالي أسبوعين من تركيب الدعامة، لكن هذا لا يعني أنه يمكنه ممارسة العلاقة الزوجية بعد تركيب دعامات القلب على الفور. حيث تتعلق إمكانية ممارسة العلاقة الحميمة بالصحة العامة للمريض قبل تركيب الدعامات. في بعض الحالات، قد ينصح الطبيب بتجنب جميع الأنشطة التي تتطلب مجهود بدني، بما في ذلك العلاقة الحميمة، لمدة تصل إلى 4 أسابيع، بينما قد يستغرق التعافي في حالات أخرى مدة تصل إلى 6 أسابيع أو أكثر. فعلي سبيل المثال، يمكن لمعظم الأشخاص ممارسة العلاقة الزوجية بعد تركيب دعامات القلب عقب الإصابة بالنوبة القلبية، بعد ما يقرب من ثلاثة إلى ستة أسابيع من النوبة القلبية، وتعتمد فترة التعافي على شدة النوبة. وإذا كان المريض يعاني من مشاكل بعد النوبة القلبية، مثل آلام الصدر المتكررة، أو عدم انتظام ضربات القلب، أو قصور القلب، فيجب عليه استشارة الطبيب حول حالته الصحية.

لذا، يجب العودة إلى الطبيب والمتابعة معه لتحديد الفترة المناسبة التي يمكن للمريض خلالها استئناف نشاطه البدني وممارسة الرياضة بشكل عام وممارسة العلاقة الزوجية بعد تركيب دعامات القلب بشكل خاص.

إليك بعض نصائح لممارسة العلاقة الزوجية بعد تركيب دعامات القلب لمرضى القلب:

هناك مجموعة من النصائح والإرشادات التي ينبغي على مريض القلب أخذها بعين الاعتبار عند ممارسة العلاقة الحميمة خاصةً ممارسة العلاقة الزوجية بعد تركيب دعامات القلب؛ لضمان ممارسة علاقة جنسية آمنة وتتمثل هذه النصائح في:

    • تجنب ممارسة العلاقة الجنسية للأشخاص الذين يعانون من أمراض قلبية غير مستقرة حتى تستقر حالتهم.
    •  يجب على مرضى القلب أن يكونوا حذرين للغاية عند ممارسة العلاقة الزوجية بعد تركيب دعامات القلب. فمن المهم تجنب الأوضاع الجنسية التي تتطلب مجهودًا كبيرًا. ولضمان سلامتهم، يُفضل عدم ممارسة الجنس بشكل متكرر خلال اليوم، وأن يتم ذلك فقط عندما يشعر الفرد بأنه في حالة صحية جيدة تسمح له بذلك.
    • تجنب تناول أي أعشاب أو عقاقير أو منشطات جنسية دون استشارة الطبيب المختص، لأنها قد تتعارض مع أدوية القلب.
    • عدم التوقف عن تناول أي نوع من أدوية القلب اعتقاداً بأنها تؤثر سلباً على الرغبة الجنسية، لأن صحة القلب تظل الأولوية. يمكن استشارة الطبيب حول الأدوية ذات الآثار الجانبية الأقل لكن لا تتوقف عن تناول الأدوية من تلقاء نفسك.
    • ينبغي تجنب استخدام أدوية علاج ضعف الانتصاب مثل السيلدينافيل (sildenafil) “الفياجرا ” للمرضى الذين يتناولون أدوية النيترات (nitrates)؛ لعلاج آلام الصدر الناتجة عن مرض الشريان التاجي، حيث إن الجمع بين هذين الدوائين قد يؤدي إلى انخفاض خطير في ضغط الدم أو حتى الوفاة.
    • يجب على النساء اللواتي يعانين من أمراض القلب استشارة الطبيب قبل تناول أدوية منع الحمل.
    • الرجوع الي الطبيب على الفور عند شعور المريض بدوخة أو ألم في الصدر، عند القيام بممارسة العلاقة الزوجية بعد تركيب دعامات القلب.
    • إذا كان المريض مدخناً، فمن الضروري الإقلاع عن التدخين وأي منتجات التبغ.
    • الحرص على الحفاظ على وزن الجسم صحياً، فالسمنة المفرطة تؤثر على صحة القلب والأوعية الدموية كما تؤثر ايضاً على ممارسة العلاقة الزوجية بعد تركيب دعامات القلب.
    • ممارسة الأنشطة الرياضية قدر المستطاع وفقًا لتوجيهات الطبيب.
    • السيطرة على مستويات الكوليسترول والدهون الثلاثية في الدم.
    • السيطرة على الأمراض المزمنة، مثل ارتفاع ضغط الدم ومرض السكري والتي يعاني منها الكثير من مرضى القلب.
Facebook
X
Telegram
LinkedIn
Tumblr
Reddit

بكاليوريس الطب والجراحة - جامعة بني سويف

طبيب امتياز بمستشفى بني سويف الجامعي

مقالات

مقالات ذات صلة

Scroll to Top