ما هي الحالات التي يمنع فيها تطعيم الطفل

ما هي الحالات التي يمنع فيها تطعيم الطفل

الحالات التي يمنع فيها تطعيم الطفل (Contraindications to Vaccination in Children)

التطعيمات (Vaccines) تُعدّ من أهم التدخلات الصحية للوقاية من الأمراض المعدية، وتقليل مخاطر المضاعفات والوفيات الناتجة عنها. ومع ذلك، توجد حالات صحية تجعل إعطاء التطعيم غير آمن وقد يعرض الطفل لمخاطر صحية. في هذا المقال، سنتناول جميع الحالات التي يُمنع فيها التطعيم بشكل مؤقت أو دائم، مع شرح الأسباب والمخاطر المحتملة لكل حالة، ونصائح طبية للتعامل مع هذه الموانع.

مقدمة حول التطعيمات

ما هي التطعيمات وكيف تعمل ؟

• التطعيمات هي مستحضرات طبية تحتوي على ميكروبات مُضعفة أو مقتولة أو جزء من الميكروب (مثل البروتينات أو السموم)، تهدف إلى تحفيز الجهاز المناعي لإنتاج مناعة مكتسبة ضد الأمراض. عند تلقي اللقاح، يقوم الجهاز المناعي بـ:
  التعرف على الميكروب.
• إنتاج أجسام مضادة (Antibodies) ضده.
• تكوين ذاكرة مناعية لمواجهة المرض إذا تعرض له الطفل مستقبلاً.

أنواع التطعيمات

• اللقاحات الحية المُضعفة (Live Attenuated Vaccines):
  تحتوي على ميكروبات حية ولكنها مُضعفة، مثل لقاح الحصبة والنكاف والحصبة الألمانية (MMR).
• اللقاحات المعطّلة (Inactivated Vaccines):
  تحتوي على ميكروبات مقتولة، مثل لقاح شلل الأطفال المعطّل (IPV).
• اللقاحات المكونة من أجزاء الميكروب (Subunit Vaccines):
  مثل لقاح التهاب الكبد الوبائي ب (Hepatitis B Vaccine).

رغم أمان وفعالية التطعيمات، إلا أن هناك حالات تمنع استخدامها بسبب طبيعة الجهاز المناعي للطفل أو تفاعلاته السابقة مع التطعيمات.

الجهاز المناعي عند الرضع والأطفال وكيف يتعامل مع العدوى

• الجهاز المناعي عند الرضع والأطفال الصغار لا يزال في مرحلة التطور والنضوج، مما يجعله أقل كفاءة في التعامل مع العدوى مقارنة بالبالغين وهذا يشير إلي أهمية التطعيم المبكر.
• عند تعرض الرضيع لنزلات البرد والعدوى، يبدأ الجهاز المناعي في التعرف على الفيروسات المسببة وإطلاق استجابة دفاعية.
• يشمل ذلك إنتاج الأجسام المضادة والخلايا المناعية التي تهاجم الفيروس.
• رغم ذلك، يكون الجهاز المناعي للرضيع أضعف، لذا قد تستغرق فترة التعافي وقتًا أطول. خلال هذه الفترة، تعتمد المناعة بشكل كبير على الأجسام المضادة التي يحصل عليها الرضيع من حليب الأم، والتي تلعب دورًا مهمًا في تقوية مناعته وحمايته من العدوى.
• كذلك، تساعد الأعراض مثل الحمى والسعال في طرد الفيروسات من الجسم وتسريع الشفاء.

الحالات التي يمنع فيها تطعيم الطفل بشكل مؤقت

الأمراض الحادة مع الحمى (Acute Illness with Fever)

• الوصف:
  إذا كان الطفل يعاني من مرض حاد مثل التهاب الجهاز التنفسي (Respiratory Infection)، مصحوبًا بحمى (Fever).
• الأسباب:
  المرض قد يضعف استجابة الجهاز المناعي، مما يؤدي إلى تقليل فعالية اللقاح.
  الحمى قد تكون علامة على وجود عدوى نشطة، وإعطاء اللقاح قد يزيد العبء على الجهاز المناعي.
• التوصية:
  تأجيل التطعيم حتى يتعافى الطفل تمامًا من المرض.

ماذا عن الأمراض الخفيفة ؟
في حالة نزلات البرد أو الحمى الخفيفة (Mild Fever)، لا يُمنع التطعيم غالبًا، ولكن يُفضل استشارة الطبيب.

الحساسية المؤقتة أو التفاعلات الخفيفة

• الوصف:
  تفاعلات بسيطة مثل الطفح الجلدي (Rash) أو الاحمرار الموضعي بعد الجرعة الأولى من اللقاح.
• الأسباب:
  الحساسية قد تكون ناجمة عن مكونات غير أساسية مثل الجيلاتين أو المواد الحافظة في اللقاح.
• التوصية:
  في حال كانت التفاعلات خفيفة، يمكن إعطاء الجرعة التالية مع مراقبة الطفل.
  في حال الشك، يُفضل إجراء اختبار حساسية مسبق (Skin Test).

تناول الأدوية المثبطة للمناعة (Immunosuppressive Therapy)

• الأدوية المرتبطة:
  الكورتيكوستيرويدات (Corticosteroids) مثل بريدنيزون (Prednisone).
  أدوية علاج السرطان مثل سيكلوفوسفاميد (Cyclophosphamide).
• الأسباب:
  هذه الأدوية تقلل من كفاءة الجهاز المناعي، مما يجعل اللقاحات الحية خطرًا حيث يمكن أن تسبب عدوى فعلية بدلاً من المناعة.
• التوصية:
  يتم تأجيل اللقاحات الحية أثناء العلاج.
  في بعض الحالات، يمكن إعطاء اللقاحات غير الحية بعد استشارة الطبيب.

الحمل لدى الفتيات المراهقات (Pregnancy in Adolescents)

• الوصف:
  الحمل لدى الفتيات في سن المراهقة قد يُشكل مانعًا لبعض التطعيمات.
• الأسباب:
  اللقاحات الحية مثل لقاح الحصبة والنكاف والحصبة الألمانية (MMR) قد تشكل خطرًا على الجنين.
• التوصية:
  يتم تأجيل هذه اللقاحات إلى ما بعد الولادة.

الحالات التي يمنع فيها تطعيم الطفل بشكل دائم

الحساسية المفرطة (Anaphylaxis)

• الوصف:
  الحساسية المفرطة هي رد فعل تحسسي حاد ومهدد للحياة يحدث بعد تلقي جرعة من اللقاح أو مكوناته.
• الأعراض:
  تورم في الوجه أو الشفتين (Facial Swelling).
  ضيق التنفس (Difficulty Breathing).
  تسارع ضربات القلب (Tachycardia).
  انخفاض ضغط الدم المفاجئ (Hypotension).
• الأسباب:
  وجود حساسية تجاه مكونات مثل:
  الجيلاتين (Gelatin): يستخدم كمثبت للقاح.
  النيومايسين (Neomycin): مضاد حيوي موجود في بعض اللقاحات.
• التوصية:
  منع إعطاء اللقاح المرتبط بالحساسية بشكل دائم.
  البحث عن بدائل خالية من المادة المسببة للحساسية.

نقص المناعة الشديد (Severe Immunodeficiency)

• الوصف:
  حالات نقص المناعة الشديدة تجعل الطفل غير قادر على مواجهة الميكروبات الموجودة في اللقاحات الحية المُضعفة.
• الأمراض المرتبطة:
  نقص المناعة المشترك الشديد (Severe Combined Immunodeficiency – SCID).
  المراحل المتقدمة من فيروس نقص المناعة البشرية (HIV/AIDS).
• الأسباب:
  اللقاحات الحية مثل لقاح الحصبة والنكاف والحصبة الألمانية (MMR) أو شلل الأطفال الفموي (Oral Polio Vaccine) قد تسبب عدوى فعلية لدى هؤلاء الأطفال.
• التوصية:
  الامتناع عن اللقاحات الحية.
  إعطاء اللقاحات غير الحية فقط تحت إشراف طبي.

متلازمة غيلان باريه (Guillain-Barré Syndrome – GBS)

• الوصف:
  اضطراب عصبي نادر يؤدي إلى ضعف العضلات أو الشلل، وقد يرتبط تاريخيًا ببعض اللقاحات.
• الأسباب:
  في حالات نادرة جدًا، قد تُحفز بعض اللقاحات مثل لقاح الإنفلونزا هذه المتلازمة عند الأشخاص المصابين مسبقًا.
• التوصية:
  الامتناع عن إعطاء اللقاح الذي تسبب في المتلازمة سابقًا.
  استشارة الطبيب قبل إعطاء لقاحات أخرى.

الاضطرابات العصبية الحادة (Severe Neurological Disorders)

• الأمراض المرتبطة:
  التهاب الدماغ (Encephalitis).
  الصرع غير المسيطر عليه (Uncontrolled Epilepsy).
• الأسباب:
  بعض اللقاحات، مثل لقاح السعال الديكي (Pertussis Vaccine)، قد تزيد من حدة الأعراض العصبية.
• التوصية:
  تجنب اللقاح المسبب.
  البحث عن بدائل آمنة.

تاريخ من ردود الفعل الشديدة بعد الجرعة الأولى من اللقاح

• الوصف:
  حدوث مضاعفات شديدة بعد الجرعة الأولى من اللقاح، مثل:
  نوبات شديدة (Seizures).
  تورم مفرط في موقع الحقن (Severe Injection Site Swelling).
• التوصية:
  يتم منع الجرعات المستقبلية من نفس اللقاح، ويُناقش الطبيب بدائل أخرى.

الحالات الخاصة التي تتطلب تقييمًا فرديًا

الأمراض المزمنة (Chronic Diseases)

• الأمراض المرتبطة:
  أمراض الكلى المزمنة (Chronic Kidney Disease).
  أمراض القلب الخلقية (Congenital Heart Disease).
  أمراض الكبد المزمنة (Chronic Liver Disease).
• الأسباب:
  قد تكون بعض اللقاحات أقل فعالية أو أكثر خطورة لدى هؤلاء الأطفال.
• التوصية:
  استشارة طبيب مختص لتحديد نوع اللقاحات المناسبة.

الولادة المبكرة (Premature Birth)

• الوصف:
  الأطفال الذين ولدوا قبل الأسبوع الـ 37 من الحمل.
• الأسباب:
  الجهاز المناعي قد يكون غير مكتمل التطور.
• التوصية:
  تأجيل بعض اللقاحات حتى يبلغ الطفل وزنًا وعمرًا مناسبين.
  في حالات الطوارئ، تُعطى اللقاحات غير الحية مع مراقبة دقيقة.

وجود أمراض وراثية أو جينية

• أمثلة:
  اضطرابات الأيض الوراثية (Metabolic Disorders).
  متلازمة داون (Down Syndrome).
• التوصية:
  تتطلب هذه الحالات تقييمًا دقيقًا لضمان عدم تعرض الطفل لمضاعفات نتيجة اللقاح.

أسئلة شائعة حول موانع التطعيم

هل يمكن تأخير التطعيمات إذا لم تكن هناك موانع ؟

• يُفضل الالتزام بالجدول الزمني الموصى به لتجنب تعريض الطفل لخطر الإصابة بالأمراض.

كيف يتم تحديد حساسية الطفل تجاه اللقاحات ؟

• من خلال مراجعة تاريخ الطفل الطبي، وإجراء اختبارات حساسية إذا لزم الأمر.

هل تطعيمات الأطفال آمنة بشكل عام ؟

• نعم، التطعيمات تُعد آمنة جدًا لمعظم الأطفال، وتُعتبر آثارها الجانبية نادرة ومعتدلة غالبًا.

ختامًا

تعد موانع التطعيم أمرًا نادرًا مقارنة بفوائد التطعيمات العديدة. يجب دائمًا استشارة الطبيب أو أخصائي الأمراض المعدية لتقييم حالة الطفل وضمان حصوله على الرعاية الصحية المثلى.