التهاب الدم عند الأطفال: الأعراض، الأسباب، طرق الوقاية والعلاج

التهاب الدم عند الأطفال: الأعراض، الأسباب، طرق الوقاية والعلاج

جدول المحتوي

التهاب الدم عند الأطفال

 التهاب الدم عند الأطفال

يُعتبر التهاب الدم أو يعرف بالإنتانSepsis“من الحالات الطبية الحرجة التي قد تهدد حياة الأطفال، حيث يحدث نتيجة استجابة مناعية قوية تجاه عدوى في الجسم. تؤدي هذه الاستجابة إلى انتشار الالتهاب بشكل واسع، مما يؤثر على وظائف الأعضاء الحيوية. يُعد الأطفال، وخاصة حديثي الولادة، من الفئات الأكثر عرضة للإصابة بسبب ضعف جهازهم المناعي وعدم اكتمال نموه. تتعدد أسباب التهاب الدم عند الأطفال، حيث تشمل العدوى البكتيرية، الفيروسية، والفطرية، والتي قد تنتقل عبر مجرى الدم أو نتيجة التهابات موضعية غير معالجة. يُعتبر التشخيص المبكر والعلاج الفوري بالمضادات الحيوية أو التدخلات الطبية الأخرى أمرًا حيويًا لتحسين فرص الشفاء وتقليل المضاعفات.

سنستعرض في هذه المقالة أسباب التهاب الدم عند الأطفال، أعراضه، وطرق الوقاية والعلاج، مع التركيز على أهمية الوعي الطبي والدور الأساسي للأهل ومقدمي الرعاية في حماية الأطفال من هذه الحالة الخطيرة.

ما هي أسباب التهاب الدم عند الأطفال؟

التهاب الدم (الإنتان أو تعفن الدم) عند الأطفال هو استجابة خطيرة للعدوى تنتشر عبر مجرى الدم. يحدث عندما يطلق الجسم استجابة التهابية مفرطة لمحاربة العدوى. هناك عدة أسباب شائعة لحدوث التهاب الدم عند الأطفال، منها:

العدوى البكتيرية

هي السبب الأكثر شيوعًا لالتهاب الدم. يمكن أن تنشأ هذه العدوى من أي مكان في الجسم، مثل:

    •  الجهاز التنفسي (الالتهاب الرئوي).
    • الجهاز البولي.
    • الجلد.
    • الجهاز الهضمي.
    • التهاب السحايا أو عدوى الجهاز العصبي المركزي.

ومن أشهر البكتيريا المسببة لالتهاب الدم عند الأطفال ما يلي:

    • البكتيريا العقدية المجموعة ب (Group B Streptococcus): شائعة لدى حديثي الولادة.
    • الإشريكية القولونية (E. coli): شائعة أيضاً في هذا العمر.
    • بكتيريا أخرى مثل المكورات العنقودية الذهبية (Staphylococcus aureus) أو المكورات السحائية (Meningococcal disease).

العدوى الفيروسية

بعض الفيروسات، مثل فيروس الإنفلونزا وفيروس النكاف، يمكن أن تسبب التهاب الدم، خاصة عند الأطفال الذين يعانون من ضعف في جهاز المناعة.

 العدوى الفطرية

أقل شيوعًا، ولكن يمكن للفطريات أن تسبب التهاب الدم، خاصة عند الأطفال الذين يتلقون علاجات طويلة الأمد بالمضادات الحيوية أو الذين يعانون من ضعف في جهاز المناعة.

تنويه

    •  التهاب الدم عند الأطفال حديثي الولادة: هو التهاب يحدث عند الأطفال حديثي الولادة خلال أول 24 ساعة من الولادة، وغالبًا ما تنتقل العدوى من الأم إلى الطفل أثناء الحمل أو خلال عملية الولادة. تزداد احتمالية إصابة الطفل بالتهاب الدم إذا كانت الأم تعاني من التهابات مهبلية قبل الولادة، خاصةً في حالات الولادة المبكرة.
    • التهاب الدم عند الرضع: هو التهاب يظهر خلال الأشهر الثلاثة الأولى من العمر (90 يومًا)، وعادةً ما تنتقل العدوى إلى الطفل من شخص مصاب، مثل الأشخاص الذين يعانون من التهابات تنفسية، أو نتيجة لبقاء الطفل في المستشفى لفترة طويلة للعلاج. قد تنتقل العدوى أيضًا من خلال القسطرة أو أي أجهزة طبية تبقى في جسم الطفل لفترة ممتدة.

ما هي عوامل خطر الإصابة بالتهاب الدم؟

تشمل عوامل خطر الإصابة بالتهاب الدم عند الأطفال ما يلي:

    • ضعف الجهاز المناعي: حديثو الولادة والأطفال الذين يعانون من نقص المناعة أكثر عرضة.
    • سوء التغذية: الأطفال الذين يعانون من سوء التغذية لديهم جهاز مناعة أضعف.
    • الولادة المبكرة: الأطفال الخدج أكثر عرضة للإصابة بالعدوى.
    • الإجراءات الطبية: مثل القسطرة الوريدية، قد تزيد من خطر العدوى.
    • التهابات موضعية: مثل التهاب الرئة أو التهاب السحايا، التي قد تنتشر إلى الدم.
    • العدوى المكتسبة في المستشفيات: قد تكون سبباً للإصابة بالتهاب الدم.

ما هي أعراض الإصابة بالتهاب الدم عند الأطفال؟

يحدث التهاب الدم عند الأطفال عندما تدخل عدوى بكتيرية أو فيروسية أو فطرية إلى مجرى الدم، مما يؤدي إلى استجابة التهابية حادة في الجسم. تختلف الأعراض حسب عمر الطفل وشدة الحالة، ولكن الأعراض الشائعة تشمل:

الأعراض العامة

    • الحمى: غالبًا ما تكون أول علامة على وجود عدوى، وقد ترتفع درجة حرارة الطفل بشكل كبير.
    • تسارع في ضربات القلب.
    • خمول شديد أو ضعف في الاستجابة.
    • تنفس سريع أو صعوبة في التنفس.
    • شحوب أو تغير في لون الجلد، فقد يصبح مائلاً إلى الأزرق أو الرمادي خاصةً حول الشفتين والأظافر.
    • بقع حمراء: قد تظهر بقع حمراء صغيرة على الجلد.
    • ضعف الرضاعة عند الرضع أو رفض الطعام عند الأطفال الأكبر سناً.
    • تهيج شديد أو بكاء مستمر غير معتاد.
    • نوبات تشنجية في الحالات الشديدة.

أعراض إضافية حسب تقدم الحالة

    •  برودة الأطراف؛ بسبب ضعف الدورة الدموية.
    • انخفاض ضغط الدم.
    • طفح جلدي (قد يكون أرجوانيًا يشير إلى نزيف تحت الجلد).
    • قيء أو إسهال.
    • انخفاض كمية البول (علامة على فشل الكلى).
    • انتفاخ البطن.

مضاعفات الإصابة بالتهاب الدم عند الأطفال

التهاب الدم (الإنتان) عند الأطفال هو حالة خطيرة تنجم عن استجابة الجهاز المناعي لعدوى بكتيرية أو فيروسية أو فطرية، مما يؤدي إلى التهاب شامل في الجسم. إذا لم يتم علاج الإنتان بسرعة، فقد يسبب مضاعفات خطيرة تشمل:

التهاب الدم عند الأطفال

    • فشل الأعضاء المتعدد (MOSF): يمكن أن يؤدي التهاب الدم إلى فشل في عمل الكلى، الكبد، والقلب، الرئتين “متلازمة الضائقة التنفسية الحادة” (ARDS).
    • الصدمة الإنتانية (Septic Shock): هو انخفاض حاد في ضغط الدم لا يستجيب للعلاج بالسوائل، مما يؤدي إلى نقص تدفق الدم إلى الأعضاء الحيوية. وهي حالة طبية طارئة قد تسبب الوفاة.
    • تجلطات الدم واضطرابات النزيف: قد ينتج عن التهاب الدم، حدوث تخثر منتشر داخل الأوعية (DIC)، مما يؤدي إلى تكوّن جلطات دموية صغيرة ونزيف في الوقت نفسه.
    • مشاكل الجهاز العصبي: قد يؤدي اعتلال الدماغ الإنتاني إلى حدوث تغييرات في الحالة العقلية، تشنجات، أو غيبوبة. بالإضافة إلى تأخر في النمو العصبي لدى الأطفال الصغار.
    • اضطرابات في النمو: قد تؤدي العدوى الشديدة إلى تأثير سلبي على النمو الجسدي والعقلي للطفل، خاصة إذا استمرت لفترة طويلة.
    • حدوث التهابات ثانوية: ضعف الجهاز المناعي قد يؤدي إلى الإصابة بعدوى إضافية مثل الالتهاب الرئوي أو التهاب السحايا.
    • بتر الأطراف: في الحالات الشديدة، قد تؤدي الجلطات الدموية إلى نقص تدفق الدم إلى الأطراف، مما يتطلب البتر.
    • الوفاة: إذا لم يتم التدخل بسرعة، قد يؤدي الإنتان إلى وفاة الطفل بسبب فشل متعدد في الأعضاء.

كيف يمكن تشخيص الإصابة بالتهاب الدم عند الأطفال؟

تشخيص التهاب الدم عند الأطفال يتطلب سرعة ودقة، حيث إنه حالة طبية طارئة قد تشكل تهديدًا للحياة. يعتمد التشخيص على التاريخ الطبي، الأعراض السريرية، والفحوصات المخبرية. وفيما يلي الخطوات الأساسية:

التاريخ الطبي للمريض

    • العمر: حديثو الولادة والأطفال الصغار هم الأكثر عرضة.
    • الأعراض: حمى أو انخفاض في درجة الحرارة، تهيج أو خمول، صعوبة في التنفس، رفض الرضاعة أو التغذية.
    • عوامل الخطر: الولادة المبكرة، وجود عدوى سابقة، ضعف المناعة.

الفحص السريري

    • العلامات الحيوية: ارتفاع درجة الحرارة، تسارع في ضربات القلب، تسارع في التنفس.
    • علامات نقص التروية: شحوب الجلد، برودة الأطراف.
    • أعراض أخرى مثل: الطفح جلدي، تضخم في الكبد أو الطحال.

الفحوصات المخبرية

    • صورة الدم الكاملة (CBC): ارتفاع أو انخفاض في عدد الكريات البيضاء، زيادة في النيتروفيل أو وجود خلايا غير ناضجة.
    • زراعة الدم: للكشف عن وجود أي بكتيريا أو فيروسات في الدم.
    • فحوصات تخثر الدم: لمعرفة مدى قدرة الدم على التجلط.
    • مزارع سوائل أخرى: مثل البول، السائل النخاعي، أو إفرازات الجروح.
    • تحليل غازات الدم: لتقييم الحموضة ونقص الأكسجين في الدم.
    • وظائف الكبد والكلى: لتقييم التأثيرات الجهازية.
    • مؤشرات الالتهاب: مثل بروتين سي التفاعلي (CRP) الذي يرتفع في حالات الالتهاب، والبروكالسيتونين (PCT) الذي يعتبر مؤشرًا قويًا للإنتان.

الفحوصات الإضافية

    • الأشعة السينية على الصدر في حالة الاشتباه بعدوى رئوية.
    • الموجات فوق الصوتية US.
    • الأشعة المقطعية CT.
    • التصوير بالرنين المغناطيسي.
    • تخطيط صدى القلب.

علاج التهاب الدم عند الأطفال

التهاب الدم عند الأطفال، المعروف أيضًا بالإنتان، هو حالة طبية خطيرة تحدث نتيجة استجابة الجسم لعدوى شديدة. يعتمد العلاج على التشخيص المبكر، وتحديد سبب العدوى، ومدى خطورة الحالة ويتم علاج التهاب الدم في المستشفى تحت إشراف طبي متخصص. إليك الخطوات الأساسية لعلاج التهاب الدم عند الأطفال:

التدخل السريع

    • إدخال الطفل إلى وحدة العناية المركزة إذا كانت الأعراض حادة.
    • مراقبة الوظائف الحيوية مثل ضغط الدم، ومعدل ضربات القلب، والتنفس.
    • في حال وجود صعوبة في التنفس، يتم استخدام الأكسجين أو التهوية الميكانيكية.
    • يتم توفير التغذية عبر الوريد أو الأنبوب الأنفي المعدي.

المضادات الحيوية

    • إعطاء مضادات حيوية واسعة الطيف في أسرع وقت ممكن، ويفضل خلال الساعة الأولى من التشخيص.
    • تعديل العلاج بناءً على نتائج مزرعة الدم لتحديد نوع البكتيريا المسببة.

السوائل الوريدية

    • إعطاء سوائل وريدية مثل المحاليل الملحية لتحسين الدورة الدموية وضغط الدم.
    • مراقبة الاستجابة بعناية لتفادي فرط السوائل.

الأدوية الداعمة

    • استخدام أدوية ضاغطة للأوعية مثل النورإبينفرين إذا استمر انخفاض ضغط الدم.
    • استخدام أدوية مضادة للالتهاب مثل الستيرويدات في بعض الحالات الشديدة.

علاج السبب الأساسي

في حال وجود خراج أو عدوى موضعية مثل التهاب السحايا أو ذات الرئة، قد يتطلب الأمر تدخلًا جراحيًا أو إجراءات أخرى.

المراقبة والمتابعة

    • إجراء فحوصات دورية لمستويات اللاكتات في الدم، ووظائف الكلى والكبد، وعوامل التخثر.
    • إجراء اختبارات مزرعة متكررة لتقييم فعالية العلاج.

علاج المضاعفات

مثل الفشل الكلوي، والصدمة الإنتانية، أو اضطرابات تخثر الدم.

كيف يمكن الوقاية من الإصابة بالتهاب الدم عند الأطفال؟

التهاب الدم هو عدوى خطيرة تؤثر على الدم وقد تشكل تهديدًا لحياة الطفل. هناك العديد من الطرق التي يمكن من خلالها الوقاية منه. إليك بعض النصائح المهمة:

    • النظافة الشخصية: يُعتبر غسل اليدين من أهم الخطوات للوقاية من العديد من الأمراض، بما في ذلك التهاب الدم. يجب على الأطفال غسل أيديهم جيدًا بالماء والصابون قبل تناول الطعام وبعد استخدام الحمام وبعد اللعب.
    • تغطية الفم والأنف عند السعال أو العطس: ينبغي على الأطفال تغطية أفواههم وأنوفهم بمنديل ورقي عند السعال أو العطس، ثم يجب التخلص من المنديل في سلة المهملات وغسل اليدين بعد ذلك.
    • النظافة العامة: من الضروري الحفاظ على نظافة المنزل، خاصة في الأماكن التي يتواجد فيها الأطفال بشكل متكرر، مثل غرف اللعب والمطبخ.
    • الالتزام بجدول التطعيمات: التأكد من حصول الطفل على جميع التطعيمات الموصى بها وفقاً لجدول التطعيم الوطني، خاصة لقاحات المكورات الرئوية، والإنفلونزا، والتهاب السحايا.
    • الحذر أثناء اللعب: يُفضل تشجيع الأطفال على اللعب في بيئة آمنة وتجنب الألعاب الحادة أو التي قد تسبب جروحًا.
    • تغطية الجروح: في حال حدوث جرح، يجب تنظيفه وتغطيته بضمادة نظيفة لمنع دخول البكتيريا.
    • الوقاية من العدوى: تجنب تعرض الطفل للأشخاص المرضى أو الأماكن المزدحمة.
    • تناول غذاء صحي متوازن: يجب تقديم وجبات صحية ومتوازنة للطفل، حيث تساعد في تقوية جهاز المناعة وحمايته من العدوى.
    • مراقبة أي أعراض مبكرة: الانتباه إلى الأعراض غير الطبيعية مثل الحمى، أو الخمول، أو صعوبة التنفس، أو تغير لون الجلد، والتوجه للطبيب فوراً إذا ظهرت.
    • استشارة الطبيب عند الحاجة: في حال وجود عوامل خطر مثل الولادة المبكرة أو ضعف المناعة، يُفضل استشارة الطبيب حول التدابير الوقائية الإضافية.
Facebook
X
Telegram
LinkedIn
Tumblr
Reddit

بكاليوريس الطب والجراحة - جامعة بني سويف

طبيب امتياز بمستشفى بني سويف الجامعي

مقالات

مقالات ذات صلة

Scroll to Top