الأعراض التي تؤكد وجود حمل قبل موعد الدورة
تُعتبر فترة ما قبل موعد الدورة الشهرية من أكثر الأوقات التي تثير الفضول والقلق لدى النساء اللواتي يترقبن حدوث الحمل. خلال هذه الفترة، قد تبدأ بعض الأعراض المبكرة في الظهور، مما يثير تساؤلات حول ما إذا كانت هذه العلامات تشير فعلاً إلى وجود حمل أم أنها مجرد تقلبات طبيعية مرتبطة بالدورة الشهرية. تختلف هذه الأعراض من امرأة لأخرى، لكنها غالباً ما تشمل تغيرات جسدية ونفسية ملحوظة. في هذه المقالة، سنستعرض أبرز الأعراض التي تؤكد وجود حمل قبل موعد الدورة “Early symptoms of pregnancy“، مع توضيح الأسباب المحتملة لهذه العلامات وكيفية التفريق بينها وبين أعراض ما قبل الطمث المعتادة.
كيف يحدث الحمل ومتى تظهر الأعراض؟
يحدث الحمل عندما تُخصب البويضة بواسطة الحيوان المنوي بعد الإباضة (التبويض)، فتنتقل البويضة المُخصبة عبر قناة فالوب لتنغرس في جدار الرحم، مما يؤدي إلى بدء إنتاج هرمونات الحمل. تبدأ الأعراض بالظهور بعد عملية انغراس البويضة في جدار الرحم، حيث قد تلاحظ المرأة نزيفًا خفيفًا أو تقلصات في البطن، مع ارتفاع بسيط في درجة حرارة الجسم وتغيرات في الثدي، وقد تظهر لاحقًا أعراض مثل التعب والغثيان والتبول المتكرر. وقد تشير تلك العلامات إلى الأعراض التي تؤكد وجود حمل قبل موعد الدورة، وهي ما سنتناولها في السطور التالية.
الأعراض التي تؤكد وجود حمل قبل موعد الدورة
الحمل غالبًا ما يكون مصحوباً بأعراض مبكرة تسبق موعد الدورة الشهرية. تكون هذه الأعراض نتيجة للتغيرات الهرمونية السريعة التي تحدث بعد الإخصاب. يمكن أن تظهر هذه العلامات قبل موعد الدورة المتوقعة، إليك أبرز الأعراض التي تؤكد وجود حمل قبل موعد الدورة:
نزيف الانغراس (Implantation Bleeding)
يُعتبر نزيف الانغراس من أولى علامات الحمل، ويحدث عندما تلتصق البويضة المخصبة بجدار الرحم، عادةً بين اليوم 6 و12 بعد الإباضة. يتميز هذا النزيف بكونه خفيفاً وأقل غزارة من نزيف الدورة الشهرية، ويميل لونه إلى الوردي الفاتح أو البني. يصاحب هذا النزيف أحيانًا تقلصات خفيفة، وقد تظن المرأة أنه بداية لدورة شهرية غير منتظمة.
تغيرات في الثديين
تُعد حساسية وتورم الثديين من العلامات المبكرة الشائعة للحمل، فقد تُعد احد الأعراض التي تؤكد وجود حمل قبل موعد الدورة، وتنتج عن ارتفاع مستويات هرموني الإستروجين والبروجستيرون. قد تشعر المرأة بألم أو ثقل في الثديين، بالإضافة إلى تغير لون الهالات المحيطة بالحلمات، حيث تصبح أكثر قتامة.
الإعياء والتعب
الشعور بالتعب الشديد والإرهاق غير المعتاد يمكن أن يظهر في الأسبوع الأول أو الثاني من الحمل، نتيجة لارتفاع هرمون البروجستيرون الذي يُسبب النعاس ويُخفض ضغط الدم ومستوى السكر. يُنصح في هذه الحالة بالحصول على قسط كافٍ من الراحة وتناول وجبات مغذية.
الغثيان والقيء (Morning Sickness)
الغثيان، مع أو بدون قيء، قد يبدأ في وقت مبكر قبل موعد الدورة، على الرغم من أنه أكثر شيوعًا بعد الأسبوع السادس. يُعتقد أن السبب يعود إلى ارتفاع مستويات هرمون موجهة الغدد التناسلية المشيمية (hCG) والإستروجين، ويمكن أن يحدث في أي وقت من اليوم، وليس في الصباح فقط.
كثرة التبول
تبدأ بعض النساء بملاحظة زيادة في عدد مرات التبول قبل موعد الدورة. يحدث ذلك نتيجة زيادة تدفق الدم إلى الكلى بسبب ارتفاع هرمون الحمل (hCG)، مما يؤدي إلى زيادة إنتاج البول.
ارتفاع درجة حرارة الجسم الأساسية
إذا كانت المرأة تتابع درجة حرارة جسمها القاعدية (Basal Body Temperature – BBT) يوميًا، فقد تلاحظ استمرار ارتفاعها بعد فترة الإباضة لأكثر من أسبوعين، وهو مؤشر على الحمل. يُعزى هذا الارتفاع إلى تأثير هرمون البروجستيرون.
آلام وتقلصات خفيفة في البطن
تُشبه هذه التقلصات تلك التي تسبق الدورة الشهرية، لكنها تكون أخف وتحدث في وقت مبكر. تنتج هذه الآلام عن التغيرات التي تطرأ على الرحم بعد انغراس البويضة.
التغيرات المزاجية
التقلبات المزاجية المفاجئة تُعد من العلامات المبكرة للحمل، نتيجة للتغيرات الهرمونية السريعة. قد تشعر المرأة بالانفعال أو الاكتئاب أو القلق دون سبب واضح.
النفور أو الرغبة في بعض الأطعمة
الرغبة المفاجئة في أطعمة معينة أو النفور من أخرى قد تكون إشارة على الحمل. يُعزى ذلك إلى التغيرات الهرمونية وتأثيرها على حاسة الشم والتذوق.
الشعور بالدوار أو الإغماء
قد تتسبب التغيرات في الأوعية الدموية وانخفاض ضغط الدم في الشعور بالدوار، خاصة عند الوقوف فجأة. يُفضل في هذه الحالة تناول وجبات خفيفة بانتظام وشرب كميات كافية من الماء.
الإفرازات المهبلية البيضاء
الإفرازات المهبلية البيضاء قد تكون أحد الأعراض التي تؤكد وجود حمل قبل موعد الدورة، فقد تلاحظ بعض النساء ظهور إفرازات مهبلية بيضاء ذات قوام كريمي، وهي غير مصحوبة بحكة أو رائحة كريهة، وتعود لزيادة سماكة جدران المهبل بعد الإخصاب.
الإمساك أو الانتفاخ
تُسبب التغيرات الهرمونية تباطؤاً في حركة الجهاز الهضمي، مما يؤدي إلى الشعور بالانتفاخ أو الإمساك، وهي أعراض قد تظهر حتى قبل موعد الدورة.
اختبار الحمل المنزلي
بعد التعرف على أبرز الأعراض التي تؤكد وجود حمل قبل موعد الدورة، وعلى الرغم من أن تلك الأعراض السابقة قد تُشير إلى حدوث الحمل، إلا أن الطريقة الأكثر دقة للتأكد هي إجراء اختبار حمل منزلي بعد مرور 10-14 يومًا من الإباضة. تعتمد هذه الاختبارات على قياس هرمون (hCG) في البول، وتكون نتائجها أكثر دقة عند إجرائها في الصباح الباكر.
أعراض ما قبل الدورة الشهرية أو ما تُعرف بمتلازمة ما قبل الطمث (PMS)
متلازمة ما قبل الطمث (PMS)، هي مجموعة من الأعراض الجسدية والنفسية التي تظهر قبل أسبوع أو أسبوعين من بدء الدورة الشهرية وتختفي عادةً بعد بدايتها. تشمل الأعراض الجسدية انتفاخ البطن، ألم الثديين، الصداع، وآلام في العضلات والمفاصل، بالإضافة إلى تغيرات في الشهية ومشاكل في الجهاز الهضمي. أما الأعراض النفسية فتتضمن تقلبات مزاجية، شعور بالاكتئاب أو التوتر، صعوبة في التركيز، ونوبات بكاء غير مبررة. تعاني بعض النساء أيضًا من التعب والأرق وانخفاض الرغبة الجنسية. في حال كانت الأعراض شديدة وتؤثر بشكل كبير على الحياة اليومية، قد تكون علامة على اضطراب ما قبل الطمث الاكتئابي (PMDD)، وهو شكل أكثر حدة من المتلازمة.
الفرق بين أعراض الحمل وأعراض ما قبل الدورة الشهرية (PMS)
بعد التعرف على أبرز الأعراض التي تؤكد وجود حمل قبل موعد الدورة الشهرية في السطور السابقة، وعلى الرغم من التشابه بين أعراض الحمل وأعراض ما قبل الدورة الشهرية أو ما تُعرف بمتلازمة ما قبل الطمث (PMS)، نتيجة التغيرات الهرمونية، إلا أن هناك فروقاً ملحوظة. ففي حالة الحمل، تكون الأعراض مثل الغثيان، تغيرات الثدي، ونزيف الانغراس أكثر استمرارية وقد تظهر مبكرًا بعد التبويض، بينما تكون أعراض ما قبل الدورة متقلبة وتحدث بشكل دوري مع اقتراب موعد الحيض وتختفي مع بدء الدورة. كما أن بعض العلامات مثل التعب الشديد والتبول المتكرر قد تكون أكثر بروزاً في الحمل مقارنةً بالأعراض الدورية المصاحبة للدورة الشهرية.
إليكِ بعض النصائح للتعامل مع الأعراض المبكرة للحمل
بعد التعرف على أبرز الأعراض التي تؤكد وجود حمل قبل موعد الدورة في السطور السابقة، إليكِ بعض النصائح العملية من أجل التعامل مع هذه الأعراض بطريقة فعّالة وتخفيف تأثيرها على الحياة اليومية، كالآتي:
الاهتمام بالتغذية
-
- تناولي وجبات صغيرة ومتكررة بدلاً من الوجبات الكبيرة لتقليل الشعور بالغثيان.
- قومي باختيار أطعمة صحية ومتوازنة تحتوي على البروتينات، الفيتامينات والمعادن، كالخضروات والفواكه والحبوب.
- تجنبي الأطعمة الدهنية أو الحارة التي قد تثير اضطرابات المعدة.
الراحة والنوم
-
- احرصي على الحصول على قسط كافٍ من النوم؛ فالجسم في هذه المرحلة يحتاج إلى المزيد من الراحة.
- جرّبي تقنيات الاسترخاء مثل التأمل والتنفس العميق.
- إذا شعرتِ بالتعب خلال النهار، لا تترددي في أخذ قسط من الراحة القصيرة.
شرب السوائل
-
- تأكدي من شرب كمية كافية من الماء طوال اليوم للحفاظ على ترطيب الجسم.
- يمكنك تناول مشروبات دافئة مثل شاي الأعشاب المهدئ، مع مراعاة عدم الإفراط في الكافيين.
التعامل مع الغثيان
-
- يُنصح بتناول وجبة خفيفة قبل النشاطات التي قد تؤدي إلى زيادة الغثيان.
- جرّبي تناول بعض الوجبات الخفيفة مثل البسكويت الجاف أو تناول مشروب الزنجبيل الذي يُعرف بفعاليته في تخفيف الغثيان.
- تجنبي الروائح القوية أو الأطعمة التي قد تزيد من الإحساس بالغثيان.
تقليل التوتر
-
- حاولي ممارسة الأنشطة التي تساهم في تخفيف التوتر مثل القراءة، أو المشي في الهواء الطلق.
- ممارسة التمارين الرياضية الخفيفة بانتظام تساهم في تحسين المزاج والتخفيف من القلق.
استشارة الطبيب
-
- من الضروري التواصل مع الطبيب في حال ظهور أعراض شديدة أو إذا استمرت الأعراض لفترة طويلة.
- يمكن للطبيب تقديم نصائح متخصصة وقد يوصي بمكملات غذائية أو فيتامينات تدعم صحة الحمل.
باتباع هذه النصائح، يمكنك التخفيف من حدة الأعراض المبكرة للحمل والاستمتاع بفترة الحمل الأولى بقدر الإمكان. ولا تترددي في استشارة الطبيب، إذا كانت لديك أي استفسارات أو مخاوف.
أقرأي أيضًا ” إفرازات التبويض التي تدل على الحمل“