إفرازات التبويض التي تدل على الحمل
تُعد فترة التبويض “Ovulation” من أهم الفترات في دورة المرأة الشهرية، حيث تزداد خلالها احتمالية حدوث الحمل. ومن العلامات التي تثير اهتمام الكثير من النساء التغيرات في الإفرازات المهبلية، إذ يمكن أن تعطي بعض الدلائل على حدوث الإخصاب وانغراس البويضة في الرحم. تتميز إفرازات التبويض التي تدل على الحمل بصفات محددة، تختلف عن الإفرازات العادية التي ترافق الدورة الشهرية. في هذه المقالة، سنتناول بالتفصيل طبيعة إفرازات التبويض التي تدل على الحمل، وصفاتها، وأهميتها كعلامة مبكرة للحمل، مع توضيح الفرق بينها وبين الإفرازات الطبيعية الأخرى.
ما هو المقصود بالتبويض؟
التبويض (الإباضة) هو العملية التي يطلق فيها المبيض بويضة ناضجة في منتصف الدورة الشهرية تقريبًا، عادةً في اليوم 14 من دورة مدتها 28 يومًا. بعد إطلاقها، تنتقل البويضة عبر قناة فالوب، حيث يمكن تخصيبها بواسطة الحيوانات المنوية. إذا لم يتم التخصيب، تتحلل البويضة، وتنخفض مستويات الهرمونات، مما يؤدي إلى نزول الدورة الشهرية.
يتم التحكم في التبويض بواسطة هرمونات مثل الهرمون المنشط للجريب (FSH) والهرمون اللوتيني (LH)، ويكون أكثر وقت تكون فيه المرأة خصبة هو الأيام القليلة التي تسبق التبويض ويوم التبويض نفسه.
ما هو المقصود بإفرازات التبويض؟
إفرازات التبويض هي الإفرازات المهبلية التي يُنتجها عنق الرحم استجابةً للتغيرات الهرمونية خلال الدورة الشهرية. غالبًا ما تكون شفافة، لزجة، وقوامها يشبه بياض البيض، مما يساعد على تسهيل حركة الحيوانات المنوية للوصول إلى البويضة.
الإفرازات المهبلية خلال الدورة الشهرية
تلعب الإفرازات المهبلية دورًا مهمًا في الجهاز التناسلي للمرأة، وهي سوائل تفرزها الغدد الموجودة في المهبل وعنق الرحم، وتلعب دورًا مهمًا في تنظيف المهبل وحمايته من العدوى. تتغير هذه الإفرازات في الكمية واللون والقوام خلال الدورة الشهرية، كما قد تتأثر بعوامل أخرى مثل الحمل أو التغيرات الهرمونية، حيث تعكس التغيرات الهرمونية التي تحدث خلال الدورة الشهرية. وتُعد فترة التبويض من أهم المراحل التي تلاحظ فيها النساء تغيرات في الإفرازات.
إليك لمحة عن التغيرات التي تحدث في الإفرازات المهبلية خلال الدورة الشهرية:
-
- أثناء الحيض (اليوم 1-5 تقريبًا): تختلط الإفرازات مع الدم، فتكون حمراء أو بنية اللون.
- بعد انتهاء الحيض (اليوم 6-9 تقريبًا): تقل الإفرازات أو تكاد تختفي بسبب انخفاض مستويات الهرمونات.
- قبل التبويض (اليوم 10-14 تقريبًا): تزداد الإفرازات وتصبح بيضاء أو كريمية القوام، مما يسهل مرور الحيوانات المنوية.
- وقت التبويض (اليوم 14-16 تقريبًا): تكون الإفرازات شفافة، زلقة، ومطاطة، تشبه بياض البيض النيء، وهي الأكثر خصوبة.
- بعد التبويض (اليوم 17-28 تقريبًا): تصبح الإفرازات أكثر سمكًا ولزوجة، وتميل إلى اللون الأبيض أو الأصفر الخفيف مع اقتراب موعد الحيض.
إذا كانت الإفرازات مصحوبة برائحة كريهة، أو حكة، أو لون غير طبيعي (أخضر، رمادي)، فقد تدل على وجود التهاب أو عدوى مهبلية.
إفرازات التبويض التي تدل على الحمل
إفرازات التبويض التي تدل على الحمل تكون مختلفة قليلًا عن الإفرازات المهبلية العادية خلال الدورة الشهرية. بعد حدوث التخصيب، قد تلاحظ المرأة تغيرات في الإفرازات المهبلية بسبب التغيرات الهرمونية للحمل. إليك بعض صفات إفرازات التبويض المهبلية التي قد تشير إلى الحمل:
-
- زيادة في الكمية: تصبح الإفرازات أكثر من المعتاد بسبب ارتفاع هرمون البروجستيرون بعد التخصيب.
- يُصبح لونها أبيض حليبي أو شفافة: غالبًا ما تكون بيضاء حليبية أو شفافة ومخاطية، وأحيانًا قد تميل إلى اللون الأصفر الفاتح.
- يُصبح قوامها كريمي أو لزج: بدلاً من أن تكون مائية مثل إفرازات التبويض، تصبح أكثر سمكًا وكثافة من إفرازات التبويض المعتادة.
- عدم وجود رائحة قوية أو كريهة: الإفرازات الطبيعية المرتبطة بالحمل لا تكون ذات رائحة كريهة.
- غياب التكتلات: إفرازات الحمل عادةً ما تكون ناعمة القوام، وليست متقطعة أو متكتلة.
- ظهور بقع دم خفيفة (نزيف الانغراس): في بعض الحالات، قد تلاحظ المرأة وجود نقاط دم خفيفة وردية أو بنية اللون بسبب انغراس البويضة في جدار الرحم.
لكن هذه الإفرازات ليست دليلًا قاطعًا على الحمل، والطريقة الأكثر دقة للتأكد هي إجراء اختبار الحمل المنزلي بعد تأخر الدورة الشهرية، أو فحص الدم للكشف عن هرمون الحمل (hCG).
كيفية إجراء اختبار الحمل المنزلي؟
في حال ظهور بعض علامات إفرازات التبويض التي تدل على الحمل، يمكن التأكد من حدوث الحمل من خلال إجراء اختبار الحمل المنزلي. وهو فحص سريع يُستخدم للكشف عن وجود هرمون الحمل (hCG) في البول، والذي يُفرَز بعد انغراس البويضة المُخصبة في الرحم. يعتمد الاختبار على شرائط أو أجهزة خاصة توضع في عينة البول، وتظهر نتيجة إيجابية على شكل خط أو رمز معين في حالة الحمل. يُفضل إجراؤه بعد تأخر الدورة الشهرية بيومين إلى أسبوع لضمان دقة أعلى، مع استخدام بول الصباح الباكر حيث يكون تركيز الهرمون أعلى. ومع ذلك، للحصول على تأكيد نهائي، يُنصح بإجراء تحليل دم أو استشارة طبيب.
الفرق بين إفرازات الحمل وإفرازات العدوى المهبلية
من المهم التمييز بين الإفرازات المهبلية الطبيعية للحمل والإفرازات المهبلية التي قد تشير إلى عدوى مهبلية، فإذا كانت الإفرازات مصحوبة بحكة، حرقة، أو رائحة كريهة، فمن الأفضل استشارة الطبيب لاحتمال وجود عدوى تحتاج إلى علاج.
ما هي الإفرازات المهبلية التي تشير الي عدوى مهبلية؟
تُعد الإفرازات المهبلية طبيعية ما دامت شفافة أو بيضاء، بلا رائحة كريهة، ولا تصاحبها حكة أو حرقة. لكن بعض التغيرات قد تشير إلى مشكلة صحية، مثل:
-
- الإفرازات البيضاء الكثيفة والمتكتلة (تشبه الجبن): قد تدل على عدوى فطرية (مثل داء المبيضات – الكانديدا)، وتكوّن الأعراض المصاحبة هي الشعور بحكة، حرقة، واحمرار.
- الإفرازات الرمادية أو البيضاء برائحة كريهة (مثل رائحة السمك): قد تشير إلى التهاب المهبل البكتيري (BV)، وتكون الأعراض المصاحبة هي رائحة قوية خاصة بعد الجماع، مع حكة خفيفة.
- الإفرازات الصفراء أو الخضراء الكثيفة: قد تدل على عدوى منقولة جنسياً مثل داء المشعرات (التريكوموناس)، وتكون الأعراض المصاحبة هي رائحة كريهة، وألم أثناء التبول أو الجماع.
- الإفرازات البنية أو الدموية (بين فترات الحيض): قد تكون طبيعية بعد الدورة، أو مؤشرًا على اضطراب هرموني أو مشكلة في عنق الرحم. في حالات نادرة، قد تكون علامة على سرطان عنق الرحم
- الإفرازات الصفراء الكريمية مع ألم وحرقان: قد تشير إلى الإصابة بالكلاميديا أو السيلان (وهي عدوى منقولة جنسياً)، وتكون الأعراض المصاحبة هي الشعور بألم عند التبول، ونزيف غير طبيعي.
إذا كنتي تعانين من أي من هذه الإفرازات مع حكة، ألم، أو رائحة غير طبيعية، فمن الأفضل مراجعة الطبيب للتشخيص والعلاج المناسب.
إليكي بعض النصائح للحفاظ على صحة المهبل خلال فترة التبويض
للحفاظ على صحة المهبل خلال فترة التبويض أو عند الاشتباه بحدوث الحمل في حال ظهور بعض علامات إفرازات التبويض التي تدل على الحمل، من المهم اتباع بعض العادات الصحية التي تساعد في تقليل الالتهابات والحفاظ على التوازن الطبيعي للبكتيريا النافعة. إليكِ أهم النصائح:
-
- المحافظة على النظافة الشخصية، باستخدام غسول مناسب غير مهيّج.
- تجنب استخدام الدش المهبلي؛ لأنه يخل بتوازن البكتيريا النافعة.
- ارتداء ملابس داخلية قطنية؛ للحفاظ على جفاف المنطقة وتقليل خطر العدوى.
- تجنبي الملابس الضيقة جدًا، خاصة المصنوعة من الألياف الصناعية، لأنها قد تحبس الرطوبة وتزيد من خطر العدوى.
- شرب كميات كافية من الماء؛ للحفاظ على الترطيب الطبيعي للجسم ويمنع جفاف المهبل.
- تجنب المنتجات الكيميائية الضارة: لا تستخدمي البخاخات المعطرة، أو الصابون القوي، أو المناديل المعطرة بالقرب من المنطقة الحساسة. احذري من استخدام الفوط اليومية المعطرة لأنها قد تسبب تهيجًا للبشرة الحساسة.
- تجنب الدش المهبلي: الغسل الداخلي للمهبل يمكن أن يقتل البكتيريا النافعة ويزيد من خطر العدوى، لذا يفضل تجنبه تمامًا.
- الانتباه لأي تغيرات غير طبيعية: إذا لاحظتِ إفرازات ذات لون غير طبيعي (أصفر داكن، أخضر، رمادي) أو رائحة كريهة، فمن الأفضل استشارة الطبيب.
اتباع هذه النصائح يساعد في الحفاظ على صحة المهبل والوقاية من الالتهابات، مما يعزز الراحة والثقة بالنفس خلال هذه الفترة المهمة.
أقرأي أيضًا (متى تبدأ أعراض الحمل بالظهور قبل الدورة؟)