أين يوجد هرمون التستوستيرون
أين يوجد هرمون التستوستيرون؟ هرمون التستوستيرون (Testosterone) هو أحد الهرمونات الستيرويدية التي تنتمي إلى مجموعة الأندروجينات، وهو يلعب دورًا حيويًا في النمو الجنسي، والوظائف التناسلية، وتكوين الكتلة العضلية، وكثافة العظام، ونمط توزيع الدهون، وحتى المزاج والسلوك. على الرغم من أن التستوستيرون معروف بكونه “الهرمون الذكري”، إلا أنه يُفرَز في أجسام كل من الذكور والإناث، ولكن بكميات متفاوتة. في هذه المقالة، سنستعرض بالتفصيل أين يوجد هرمون التستوستيرون، وأين يُنتَج، وأين يمكن العثور عليه في مصادر خارجية طبيعية أو صناعية.
أين يوجد هرمون التستوستيرون في الجسم عند إنتاجه؟
أين يوجد هرمون التستوستيرون عند الذكور؟
- يُنتَج التستوستيرون بشكل أساسي في الخصيتين، وبالتحديد في خلايا لايديغ (Leydig cells) الموجودة بين الأنابيب المنوية. يشكل إنتاج الخصيتين نحو 95% من التستوستيرون الكلي في جسم الرجل البالغ.
- تبدأ عملية إنتاج التستوستيرون في الدماغ، حيث يقوم تحت المهاد (Hypothalamus) بإفراز الهرمون المطلق لموجهة الغدد التناسلية (GnRH).
- يحفز GnRH الغدة النخامية لإفراز هرمون LH (الهرمون اللوتيني).
- يقوم LH بتحفيز خلايا لايديغ في الخصيتين لإنتاج التستوستيرون.
أين يوجد هرمون التستوستيرون عند الإناث؟
رغم أن تركيز التستوستيرون في أجسام النساء أقل بكثير مقارنة بالرجال (حوالي 10-20 ضعفًا أقل)، إلا أنه لا يزال ضروريًا.
يُنتَج التستوستيرون عند الإناث في:
- المبايض: وهي تنتج كميات صغيرة من التستوستيرون كجزء من الدورة الهرمونية الطبيعية.
- الغدد الكظرية (Adrenal glands): وهي تنتج نسبة ضئيلة من التستوستيرون والهرمونات الأندروجينية الأخرى.
هرمون التستوستيرون عند الأطفال
حتى في الأطفال، يُنتج التستوستيرون بكميات محدودة، ويبدأ في الزيادة تدريجيًا مع اقتراب سن البلوغ، حيث يحدث طفرة في مستوياته خصوصًا عند الذكور، مما يؤدي إلى تطور الصفات الجنسية الثانوية مثل خشونة الصوت، نمو شعر الجسم، وزيادة الكتلة العضلية.
أين يوجد هرمون التستوستيرون بعد إنتاجه؟
بعد إنتاج التستوستيرون، يتم إفرازه في الدم وينتقل إلى مختلف أنسجة الجسم. في الدم، يوجد التستوستيرون على ثلاث صور:
مرتبط بالبروتينات (حوالي 98%):
- مع الجلوبيولين المرتبط بالهرمونات الجنسية (SHBG): وهو الشكل الأقل قابلية للاستخدام.
- مع الألبومين: وهو أكثر سهولة للتحرر من البروتين وبالتالي قابلية أكبر للدخول إلى الخلايا.
الهرمون الحر (Free testosterone) (حوالي 1–2%):
وهو الشكل النشط بيولوجيًا، ويستطيع دخول الخلايا بسهولة والتفاعل مع المستقبلات الهرمونية داخل النواة لتفعيل تأثيراته.
أين يوجد هرمون التستوستيرون بعد توزيعه من الدم؟
بعد وصول التستوستيرون إلى الدم، يتوزع إلى عدد من الأنسجة حيث يؤدي وظائف متعددة، من أهمها:
- العضلات: يعزز نمو الألياف العضلية وزيادة الكتلة العضلية.
- العظام: يساعد في الحفاظ على كثافة العظام ومنع هشاشتها.
- الجلد والغدد الدهنية: ينظم إنتاج الزيوت وقد يسبب حب الشباب عند ارتفاع مستوياته.
- الدماغ: يؤثر على المزاج، الذاكرة، الرغبة الجنسية، والسلوك العدواني.
- الأعضاء التناسلية: يدعم تطور الأعضاء التناسلية الذكرية ونشاطها، ويحفز إنتاج الحيوانات المنوية.
- نخاع العظم: يساهم في إنتاج خلايا الدم الحمراء.
أين يوجد هرمون التستوستيرون خارج الجسم؟
التستوستيرون الخارجي (Exogenous Testosterone)
يوجد التستوستيرون أيضًا على شكل مستحضرات صيدلانية تُستخدم لعلاج نقص التستوستيرون، وتُعرف باسم العلاج ببدائل التستوستيرون (Testosterone Replacement Therapy – TRT). تأتي هذه البدائل على عدة أشكال:
- حقن عضلية.
- جيل جلدي يُمتص عبر الجلد.
- لصقات جلدية.
- أقراص تحت اللسان أو داخل الفم.
- زرعات تحت الجلد.
يُستخدم هذا العلاج لعلاج حالات مثل:
- قصور الغدد التناسلية.
- الشيخوخة المصحوبة بانخفاض التستوستيرون.
- بعض حالات العقم أو ضعف الانتصاب.
لكن استخدام التستوستيرون الصناعي يجب أن يتم تحت إشراف طبي صارم لتفادي الآثار الجانبية مثل ضمور الخصيتين، العقم، زيادة خطر الجلطات، وتضخم البروستاتا.
مكملات ومستحضرات طبيعية
تروج بعض المنتجات العشبية والمكملات بأنها تزيد من مستويات التستوستيرون بشكل طبيعي. تشمل بعض المكونات المشهورة:
- الحلبة (Fenugreek).
- التريبولوس (Tribulus terrestris).
- الزنك والمغنيسيوم.
- فيتامين D.
لكن الدليل العلمي على فعاليتها لا يزال متواضعًا، وغالبًا ما تكون الفوائد إن وجدت محدودة مقارنة بالعلاج الهرموني الطبي.
العوامل المؤثرة على مستويات التستوستيرون
يتأثر التستوستيرون بالعديد من العوامل، كالتالي:
عوامل طبيعية
- العمر: ينخفض التستوستيرون تدريجيًا بعد سن الثلاثين بنحو 1% سنويًا عند الذكور.
- النشاط البدني: ممارسة التمارين، خاصة تمارين القوة، يمكن أن ترفع مستوياته.
- النوم الجيد: الحرمان من النوم يخفض مستوياته.
- التغذية: النظام الغذائي الغني بالبروتين، الدهون الصحية، والزنك يدعم إنتاج التستوستيرون.
عوامل مرضية
- السمنة.
- داء السكري.
- أمراض الكبد والكلى.
- الضغط النفسي المزمن.
- الإدمان على الكحول والمخدرات.
فحوصات قياس التستوستيرون
يُقاس التستوستيرون من خلال تحليل دموي غالبًا في الصباح، حيث تكون مستوياته في أعلى حالاتها. تشمل الفحوصات:
- Total Testosterone: التستوستيرون الكلي.
- Free Testosterone: التستوستيرون الحر.
- أحيانًا يُقاس مع هرمونات أخرى مثل LH، FSH، وSHBG لتحديد سبب انخفاض مستوياته.
التستوستيرون عند النساء – لماذا هو مهم؟
رغم أن التستوستيرون يُعرف بـ”الهرمون الذكري”، إلا أن النساء يحتجن إليه أيضًا لإنه:
- يدعم الرغبة الجنسية.
- يساعد في الحفاظ على الكتلة العضلية.
- يساهم في توازن المزاج والطاقة.
قد تعاني بعض النساء من ارتفاع التستوستيرون، كما في حالات تكيس المبايض (PCOS)، حيث يؤدي إلى حب الشباب، تساقط الشعر، وزيادة شعر الوجه.
خاتمة
هرمون التستوستيرون يوجد بشكل رئيسي في الخصيتين عند الذكور والمبايض والغدد الكظرية عند الإناث، وينتقل في الدم ليؤثر في مختلف أنسجة الجسم. كما يمكن الحصول عليه خارجيًا عبر علاجات طبية أو مكملات غذائية. الحفاظ على توازن هذا الهرمون ضروري للصحة الجسدية والنفسية عند كلا الجنسين. وأي خلل في مستوياته سواء بالزيادة أو النقص يتطلب تقييمًا طبيًا دقيقًا لتحديد السبب والعلاج المناسب.