أعراض التوحد الخفيف عند الأطفال 

أعراض التوحد الخفيف عند الأطفال 

جدول المحتوي

أعراض التوحد الخفيف عند الأطفال

أعراض التوحد الخفيف عند الأطفال

يٌعد اضطراب طيف التوحد (ASD) من الحالات العصبية التي تؤثر على التواصل والتفاعل الاجتماعي لدى الأطفال، وتتفاوت شدته من الخفيف إلى الشديد. في الحالات الخفيفة، قد يكون من الصعب ملاحظة الأعراض في المراحل المبكرة، حيث يتمكن الطفل من التكيف جزئيًا مع البيئة المحيطة. ومع ذلك، فإن اكتشاف العلامات المبكرة للتوحد الخفيف يساعد في تقديم الدعم المناسب للطفل، مما يسهم في تحسين مهاراته الاجتماعية والتواصلية. في هذه المقالة، سنستعرض أبرز أعراض التوحد الخفيف عند الأطفال، وكيفية التعرف عليها مبكرًا لضمان التدخل الفعّال، لكن قبل البدء في الحديث عن أعراض التوحد الخفيف عند الأطفال، سنستعرض ما هو التوحد وأبرز أسبابه.

ما هو التوحد؟

اضطراب طيف التوحد (Autism Spectrum Disorder – ASD)، هو حالة عصبية ونمائية تؤثر على طريقة تفاعل الطفل مع الآخرين، والتواصل، والتعلم، والسلوك. يظهر عادةً في مرحلة الطفولة المبكرة، قبل سن 3 سنوات، ويستمر مدى الحياة بدرجات متفاوتة.

أقرأ أيضًا (أمراض الأطفال الشائعة).

درجات طيف التوحد

طيف التوحد (ASD) هو اضطراب نمائي عصبي يتميز بتفاوت في الأعراض والقدرات، وله درجات مختلفة من الشدة. يمكن تصنيف طيف التوحد عند الأطفال إلى ثلاث درجات رئيسية وفقًا للدليل التشخيصي والإحصائي للاضطرابات النفسية (DSM-5):

 الدرجة الأولى (التوحد الخفيف) – يحتاج إلى دعم

    • صعوبات طفيفة في التفاعل الاجتماعي والتواصل.
    • قدرة على التحدث والتعبير ولكن مع مشاكل في فهم الإشارات الاجتماعية مثل تعابير الوجه ونبرة الصوت.
    • سلوكيات متكررة ولكنها لا تعيق الحياة اليومية بشكل كبير.
    • قد يواجه الطفل صعوبة في تكوين الصداقات لكنه قادر على التفاعل مع الآخرين بحد معين.

 الدرجة الثانية (التوحد المتوسط) – يحتاج إلى دعم ملحوظ

    • صعوبات أكثر وضوحًا في التواصل الاجتماعي، مثل عدم القدرة على بدء المحادثات أو الاستمرار فيها.
    • سلوكيات متكررة أو مقيدة تؤثر على الأداء اليومي، مثل الاهتمام المفرط بمواضيع معينة أو مقاومة التغيير.
    • قد يكون لديه مهارات لغوية محدودة، أو يستخدم اللغة بطرق غير تقليدية.
    • يجد صعوبة في التكيف مع التغيرات في الروتين أو البيئة.

الدرجة الثالثة (التوحد الشديد) – يحتاج إلى دعم كبير

    • ضعف شديد في التواصل اللفظي وغير اللفظي، وقد يكون الطفل غير قادر على الكلام أو يستخدم وسائل تواصل بديلة.
    • انخراط كبير في السلوكيات المتكررة مثل رفرفة اليدين أو التأرجح، مما يعيق التفاعل مع الآخرين.
    • صعوبة شديدة في التعامل مع التغيرات في الروتين أو البيئة، وقد يؤدي ذلك إلى نوبات غضب شديدة.
    • يحتاج إلى إشراف ورعاية مستمرة بسبب تحدياته في الحياة اليومية.

تنويه هام:

    • يمكن أن تختلف الأعراض من طفل لآخر، حتى ضمن نفس الدرجة.
    • التشخيص يعتمد على التقييم السريري من قبل أطباء متخصصين (مثل أطباء الأطفال، وأطباء الأعصاب، وأخصائيي النفس).
    • التدخل المبكر (مثل العلاج السلوكي والتخاطب) يمكن أن يساعد في تحسين المهارات الاجتماعية والتواصلية لدى الطفل.

أسباب التوحد عند الأطفال

    • العوامل الوراثية: وجود تاريخ عائلي للإصابة بالتوحد يزيد من احتمالية إصابة الطفل. بعض الطفرات الجينية معينة قد تؤثر على نمو الدماغ وتسبب التوحد، مثل بعض المتلازمات الوراثية مثل متلازمة “ريت”(Rett syndrome) ومتلازمة “X الهش”  (Fragile X syndrome).
    • العوامل البيئية: تعرض الأم أثناء الحمل لمواد سامة مثل المبيدات الحشرية أو المعادن الثقيلة.
    • الإصابة بعدوى فيروسية أثناء الحمل، مثل الحصبة الألمانية.
    • حدوث مضاعفات أثناء الولادة، مثل نقص الأكسجين عند الولادة.
    • تناول بعض الأدوية أثناء الحمل، مثل الفالبروات (Valproate).
    • اضطرابات الدماغ والجهاز العصبي: اختلافات في بنية الدماغ أو طريقة عمله، مثل زيادة حجم الدماغ في بعض الحالات.
    • العوامل المناعية: بعض الدراسات تشير إلى أن اضطرابات الجهاز المناعي قد تلعب دورًا في التوحد، مثل وجود التهابات مزمنة أو استجابة مناعية غير طبيعية.
    • بعض العوامل قبل الولادة وبعدها: مثل الولادة المبكرة جدًا (أقل من 26 أسبوعًا)، انخفاض وزن الطفل عند الولادة، أو التعرض لمستويات عالية من التوتر أثناء الحمل.

تنويه هام:

    • التوحد ليس ناتجًا عن سوء التربية أو اللقاحات (وهي خرافة غير مدعومة علميًا).
    • التشخيص المبكر والتدخل العلاجي يساعدان في تحسين مهارات الطفل وتطوير قدراته.

أعراض التوحد الخفيف عند الأطفال

التوحد الخفيف، المعروف أيضًا باضطراب طيف التوحد من الدرجة الأولى، هو حالة تؤثر على تفاعل الطفل الاجتماعي والتواصل والسلوك، لكنها تكون بدرجة أقل حدة مقارنة بأشكال التوحد الأخرى. قد يكون الطفل قادرًا على التكيف مع الحياة اليومية بشكل جيد، لكنه قد يواجه بعض التحديات في التواصل والتفاعل الاجتماعي. تشمل أعراض التوحد الخفيف عند الأطفال ما يلي:

أعراض التوحد عند الأطفال

 صعوبات في التواصل الاجتماعي

    • يجد الطفل صعوبة في فهم الإشارات الاجتماعية، مثل تعابير الوجه أو نبرة الصوت.
    • قد يتجنب الاتصال البصري أو يجريه لفترات قصيرة فقط.
    • يفضل اللعب بمفرده بدلاً من اللعب مع الأطفال الآخرين.
    • يجد صعوبة في بدء المحادثات أو الحفاظ عليها.
    • يتحدث بأسلوب رسمي أو غير معتاد بالنسبة لعمره.

 أنماط سلوكية متكررة ومحدودة

    • لديه اهتمامات محددة ومكثفة، مثل التركيز على موضوع معين (مثل السيارات أو الديناصورات).
    • يكرر بعض الحركات مثل هز الجسم أو التلويح باليدين عند الشعور بالإثارة أو التوتر.
    • يلتزم بروتين معين بشدة، ويشعر بالضيق عند تغييره.
    • قد يكون حساسًا بشكل مفرط لبعض الأصوات أو الروائح أو الأضواء.

صعوبات في التكيف مع التغيرات

    • يجد صعوبة في التكيف مع بيئات جديدة أو مواقف غير مألوفة.
    • يفضل الأنشطة المتكررة ويتجنب التجارب الجديدة.
    • قد يعاني من نوبات غضب أو قلق عند تغيير الروتين اليومي.

 قدرات معرفية ولغوية متفاوتة

    • بعض الأطفال لديهم مهارات لغوية طبيعية أو متقدمة، بينما يعاني آخرون من تأخر طفيف في النطق.
    • قد يمتلكون ذاكرة قوية لمعلومات معينة، مثل الأرقام أو التواريخ.
    • يواجهون صعوبة في فهم النكات أو العبارات المجازية.

هل يمكن علاج التوحد الخفيف؟

بعد الحديث عن أعراض التوحد الخفيف عند الأطفال، يجب التنويه على أنه لا يوجد علاج نهائي، لكن يمكن تحسين مهارات الطفل من خلال:

    • العلاج السلوكي: لتحسين التفاعل الاجتماعي وتقليل السلوكيات المتكررة.
    • علاج النطق والتخاطب: لتحسين مهارات التواصل.
    • العلاج الوظيفي: لمساعدته في التعامل مع الحساسيات الحسية والمهارات الحياتية.
    • الدعم الأسري: لمساعدة الأهل على فهم احتياجات الطفل والتعامل معها بشكل صحيح.

هل يمكن للطفل المصاب بالتوحد الخفيف أن يعيش حياة طبيعية؟

نعم، مع التشخيص المبكر والدعم المناسب، يمكن للطفل أن يتعلم التكيف مع المجتمع ويعيش حياة مستقلة إلى حد كبير، خاصة إذا حصل على التدخلات المناسبة في وقت مبكر.

بعض النصائح التي يمكن أن تساعد الأهل في التعامل مع الطفل المصاب بالتوحد الخفيف:

بعد التعرف على أعراض التوحد الخفيف عند الأطفال، إليك بعض النصائح التي يمكن أن تساعد الأهل في التعامل مع الطفل المصاب بالتوحد الخفيف:

تعامل الأهل مع الطفل المصاب بالتوحد

    •  الاهتمام بالتواصل: حاول استخدام أساليب تواصل بسيطة ومباشرة مع الطفل. قد يحتاج إلى وقت لفهم ما تقوله، لذا كن صبورًا.
    • التحديد والتكرار: استخدم التعليمات الواضحة والمباشرة، وكررها بانتظام، خاصة إذا كان الطفل يعاني من صعوبة في فهم أو تنفيذ المهام.
    • الروتين والهيكلة: الأطفال المصابون بالتوحد يفضلون الروتين. حاول أن تكون الأنشطة اليومية مرتبة وثابتة قدر الإمكان.
    • تشجيع المهارات الاجتماعية: علم الطفل كيفية التفاعل مع الآخرين، من خلال ألعاب اجتماعية أو أنشطة جماعية، مع تقديم مكافآت على السلوكيات الإيجابية.
    • توفير بيئة هادئة: تجنب المثيرات الزائدة مثل الضوضاء العالية أو الأضواء الساطعة. بيئة هادئة تساعد الطفل على التركيز والشعور بالراحة.
    • التركيز على نقاط القوة: حدد المهارات أو الاهتمامات التي يتفوق فيها الطفل وادعمه في تطويرها، مثل الرسم أو الموسيقى أو الرياضة.
    • الصبر والتفهّم: التوحد يمكن أن يكون تحديًا، لذا من المهم أن تكون صبورًا وتفهم أن الطفل قد يحتاج وقتًا للتكيف مع المواقف الجديدة.
    • التعاون مع المختصين: من المفيد العمل مع معالجين أو مستشارين متخصصين في التوحد لتطوير استراتيجيات دعم إضافية.
    • التعامل مع السلوكيات الصعبة: عند حدوث سلوكيات صعبة، حاول أن تكون هادئًا ولا تعاقب الطفل، بل حاول فهم السبب وراء السلوك والعمل على استراتيجيات تعديل سلوكية.
    • الاهتمام بالصحة النفسية للأهل: التعامل مع طفل مصاب بالتوحد قد يكون مرهقًا، لذا من المهم أن يعتني الأهل بأنفسهم أيضًا من خلال الدعم النفسي أو الاستراحة عند الحاجة.

هذه النصائح يمكن أن تساعد في خلق بيئة داعمة تساعد الطفل على النمو والتطور بطريقة صحية وآمنة.

Facebook
X
Telegram
LinkedIn
Tumblr
Reddit

بكاليوريس الطب والجراحة - جامعة بني سويف

طبيب امتياز بمستشفى بني سويف الجامعي

مقالات

مقالات ذات صلة

Scroll to Top