أضرار سحب عينة من الخصية
أضرار سحب عينة من الخصية تختلف بإختلاف إجراء سحب العينة. تُعد الخصيتان من الأعضاء الحيوية في الجهاز التناسلي الذكري، إذ تقومان بإنتاج الحيوانات المنوية وهرمون التستوستيرون. وفي حالات معينة من العقم الذكري أو الاشتباه بوجود أورام أو أمراض في الخصية، قد يُوصى بأخذ عينة نسيجية منه (Testicular Biopsy) لتحديد السبب. ورغم أن هذه الإجراء يُعتبر آمنًا في معظم الحالات، إلا أنه قد يُسبب عددًا من الأضرار والمضاعفات التي يجب أن يكون المريض والطبيب على دراية بها. تهدف هذه المقالة إلى تسليط الضوء على أضرار سحب عينة من الخصية، مع توضيح السياق السريري لهذا الإجراء، ومتى يكون ضروريًا، وكيف يمكن التقليل من مخاطره.
ما هي خزعة الخصية؟
قبل الحديث عن أضرار سحب عينة من الخصية (خزعة الخصية)، سنتعرف أولا على خزعة الخصية ومتى يتم إجرائها.
خزعة الخصية هي إجراء طبي يتم فيه استخراج جزء صغير من نسيج الخصية لفحصه تحت المجهر. وتُجرى هذه العملية عادة لأغراض تشخيصية في الحالات التالية:
- العقم الذكري، خاصةً في حالات غياب الحيوانات المنوية (Azoospermia).
- الاشتباه في وجود أورام أو التهابات.
- تقييم وظيفة الخصية عند الاضطرابات الهرمونية.
- تحديد وجود خلايا نطفية لإجراءات أطفال الأنابيب أو الحقن المجهري.
تُجرى الخزعة إما بإبرة دقيقة (Fine Needle Aspiration – FNA)، أو من خلال شق جراحي صغير (Open Biopsy).
أنواع خزعات الخصية
لمعرفة أضرار سحب عينة من الخصية ، سنستعرض الأنواع المختلفة لسحب عينة من الخصية.
يوجد ثلاثة أنواع، كالتالي:
- الخزعة بالإبرة الدقيقة (FNA): تُستخدم إبرة رفيعة لسحب خلايا من الخصية. تعتبر أقل توغلاً ولكنها قد لا توفر معلومات كافية في بعض الحالات.
- الخزعة الجراحية المفتوحة (Open Biopsy): تتطلب شقًا صغيرًا في جلد الصفن وغشاء الخصية، وتُستخدم لأخذ نسيج أكبر لتحليل أكثر دقة. تُجرى عادة تحت تخدير موضعي أو عام.
- تقنيات استخراج الحيوانات المنوية من الخصية(TESE وMicro-TESE ): تُستخدم هذه التقنيات لأغراض علاج العقم وتتطلب جراحة مجهرية.
أضرار سحب عينة من الخصية
تتنوع أضرار سحب عينة من الخصية ، أبرز هذه الأضرار هي:
الألم الموضعي بعد الإجراء
- يُعد الألم أحد أبرز أضرار سحب عينة من الخصية .
- عادةً ما يكون خفيفًا إلى متوسط ويزول خلال أيام.
- في بعض الحالات، قد يستمر الألم لفترة أطول ويحتاج لمسكنات أقوى.
- الألم المزمن في الخصية (Chronic Orchialgia) نادر لكنه ممكن.
التورم والكدمات
- من ضمن أضرار سحب عينة من الخصية هي التورم والكدمات.
- يحدث نتيجة النزف الموضعي من الأوعية الدموية الصغيرة.
- يظهر التورم عادة في الصفن، ويختفي خلال أسبوع إلى أسبوعين.
- الكدمات تحت الجلد (ecchymosis) شائعة خصوصًا مع الخزعة الجراحية.
النزف داخل الخصية أو الصفن (Hematoma)
- يعتبر من أهم وأخطر أضرار سحب عينة من الخصية .
- يحدث عندما يتجمع الدم داخل كيس الصفن بسبب تمزق الأوعية الدموية.
- قد يسبب ألمًا شديدًا وتورمًا واضحًا.
- في الحالات الشديدة، قد يحتاج إلى تدخل جراحي لتصريف الدم.
العدوى
- نادرة لكن محتملة.
- تشمل التهاب الخصية (Orchitis) أو التهاب البربخ (Epididymitis).
- قد يصاحبها حمى، احمرار، ألم شديد، وإفرازات.
- تستدعي العلاج الفوري بالمضادات الحيوية، وأحيانًا تدخلًا جراحيًا.
تكون الندب داخل الخصية (Testicular Fibrosis)
- أيضاً من ضمن أضرار سحب عينة من الخصية أن الخزعة قد تترك ندبة صغيرة في نسيج الخصية.
- هذه الندب قد تؤثر على إنتاج الحيوانات المنوية إذا كانت منتشرة أو متعددة.
- في الحالات المتكررة أو ثنائية الجانب، قد تُضعف الخصوبة مستقبلاً.
تلف الأنسجة أو فقدان وظيفة الخصية
- نادر جدًا لكنه وارد خصوصًا في حال إجراء خاطئ أو تكرار الخزعات.
- قد يؤدي إلى انخفاض إنتاج الحيوانات المنوية أو التستوستيرون.
الضمور الخصوي (Testicular Atrophy)
- في حالات نادرة، قد تتأثر الدورة الدموية داخل الخصية بعد الخزعة، مما يؤدي إلى ضمور تدريجي.
- هذه الحالة تؤثر على حجم الخصية ووظيفتها.
مضاعفات نفسية واجتماعية
- الإجراء قد يسبب توترًا نفسيًا، خاصةً في الرجال الذين يعانون من مشكلات خصوبة.
- القلق من الألم أو المضاعفات، والخوف من نتائج الخزعة قد ينعكس على الحالة النفسية.
- بعض الرجال يعانون من فقدان الثقة أو الإحراج نتيجة التغيرات الجسدية المؤقتة (مثل التورم أو الكدمات).
العوامل التي تزيد خطر المضاعفات
يوجد العديد من العوامل التي تزيد من خطر أضرار سحب عينة من الخصية، كالتالي:
- الأمراض المزمنة: مثل السكري، أو اضطرابات تخثر الدم.
- التدخين: يؤثر على التئام الأنسجة ويزيد من خطر النزف والعدوى.
- الأدوية: مثل مميعات الدم (الأسبرين، الوارفارين)، والتي يجب إيقافها قبل الإجراء تحت إشراف طبي.
- عدم اتباع التعليمات بعد الإجراء: مثل الحركة الزائدة أو الجماع المبكر.
كيف يمكن تقليل أضرار سحب عينة من الخصية ؟
يمكنك التقليل من المخاطر بإتباع الأتي:
- اختيار الجراح المتمرس: يقلل بشكل كبير من فرص حدوث الأخطاء أو التلف.
- الفحص قبل الإجراء: يجب إجراء فحوصات الدم ووظائف التخثر.
- إيقاف الأدوية المميعة مسبقًا.
- اتباع التعليمات بعد الإجراء:
- الراحة التامة ليوم أو يومين.
- استخدام الكمادات الباردة لتقليل التورم.
- ارتداء ملابس داخلية داعمة.
- تجنب النشاط البدني والجماع لمدة 5–7 أيام.
- مراقبة الأعراض بعد الخزعة: مثل الألم الشديد، الحمى، أو النزف، والتوجه للمستشفى عند ظهورها.
هل هناك بدائل لخزعة الخصية؟
في بعض الحالات، يمكن استخدام بدائل أقل توغلاً مثل:
- تحليل الهرمونات (FSH، LH، Testosterone).
- تحليل السائل المنوي المتكرر.
- الموجات فوق الصوتية (Ultrasound).
- تحليل الجينات والكروموسومات.
ولكن الخزعة تبقى الوسيلة الأهم في بعض الحالات المعقدة أو لتحديد وجود الخلايا المنوية مباشرة.
خاتمة
رغم أن خزعة الخصية تُعد إجراءً ضروريًا في كثير من الحالات لتشخيص العقم أو الأمراض الخصوية، إلا أنها ليست خالية من المضاعفات. تتراوح الأضرار ما بين أعراض بسيطة وعابرة مثل الألم والتورم، إلى مضاعفات نادرة لكن خطيرة مثل النزف أو العدوى أو الضمور. من الضروري توعية المرضى بهذه المخاطر، واتخاذ التدابير الوقائية لتقليلها. ويظل القرار بإجراء الخزعة قائمًا على الموازنة بين الفائدة المتوقعة والمخاطر المحتملة، ويجب أن يتم بعد نقاش مفصل بين الطبيب والمريض.