أسباب قلة دم الدورة فجأة للمتزوجة
أسباب قلة دم الدورة فجأة للمتزوجة كثيرة ومتنوعة. تُعد الدورة الشهرية من العلامات الحيوية لصحة الجهاز التناسلي الأنثوي، وتغير نمطها من حيث الكمية أو المدة قد يشير إلى وجود اضطرابات صحية تتطلب الاهتمام. من التغيرات التي تلاحظها بعض النساء المتزوجات هي قلة دم الدورة فجأة بعد أن كانت معتادة على نمط معين، ما يثير القلق والتساؤلات حول أسباب قلة دم الدورة فجأة للمتزوجة، وهل هذا طبيعي أم لا.
في هذه المقالة سنستعرض بالتفصيل أبرز أسباب قلة دم الدورة فجأة للمتزوجة، وطرق التشخيص، وخيارات العلاج، ومتى يجب زيارة الطبيب.

ما المقصود بقلة دم الدورة؟
قلة دم الدورة تُعرف طبيًا باسم (hypomenorrhea)، وتعني انخفاض كمية الدم النازل خلال فترة الحيض، سواء من حيث الحجم أو عدد الأيام (أقل من يومين غالبًا).
قد يحدث ذلك فجأة أو تدريجيًا، وقد يصاحبه أعراض أخرى مثل تأخر الدورة أو آلام غير معتادة أو إفرازات مهبلية.
هل قلة دم الدورة أمر طبيعي دائمًا؟
ليست قلة دم الحيض بالضرورة علامة على مرض، فقد تكون ناتجة عن عوامل طبيعية مثل:
- اقتراب سن اليأس (perimenopause).
- تغيرات نمط الحياة.
- التوتر والإجهاد.
لكن عند حدوث التغير بشكل مفاجئ وخاصة لدى المتزوجات، يجب النظر في الأسباب المرضية أو الفسيولوجية المرتبطة بالحمل أو اضطرابات الهرمونات أو مشاكل الرحم.
ما هي أسباب قلة دم الدورة فجأة للمتزوجة؟
1. الحمل:
- من أهم أسباب قلة دم الدورة فجأة للمتزوجة وأكثرها شيوعًا.
- بعض النساء قد تظن أنها تمر بدورة خفيفة، بينما تكون في الحقيقة بداية الحمل ويكون الدم عبارة عن نزيف انغراس البويضة.
- العلامات المصاحبة:
– غياب الدورة تمامًا أو نزول دم بني خفيف.
– غثيان، إرهاق، كثرة التبول.
– ألم خفيف في الثدي.
2. موانع الحمل الهرمونية:
- تعتبر أحد أسباب قلة دم الدورة فجأة للمتزوجة.
- مثل:
– الحبوب المركبة (تحتوي على الإستروجين والبروجسترون).
– الحبوب التي تحتوي على البروجسترون فقط.
– اللولب الهرموني (Mirena). - تعمل هذه الوسائل على ترقيق بطانة الرحم وتقليل سماكتها، مما يؤدي إلى نزول دم أقل من المعتاد أو غياب الدورة تمامًا.
3. التوتر النفسي والإجهاد العصبي:
التوتر الشديد يؤثر على محور تحت المهاد – الغدة النخامية – المبيض (Hypothalamic-Pituitary-Ovarian Axis)
ويؤدي إلى اضطراب الإباضة وبالتالي خلل في كمية الدورة.
4. فقدان أو زيادة الوزن المفاجئ:
- النحافة الشديدة تقلل من هرمون الإستروجين اللازم لنمو بطانة الرحم.
- السمنة قد تؤدي إلى مقاومة الإنسولين أو تكيس المبايض، مما يؤثر على انتظام الدورة وكمية الدم.
5. متلازمة تكيس المبايض (PCOS):
- تؤدي إلى عدم حدوث الإباضة بانتظام، وبالتالي قلة الدورة أو حتى انقطاعها أحيانًا.
- أعراض مصاحبة:
– نمو الشعر الزائد.
– حب الشباب.
– تأخر الحمل.
6. اقتراب سن اليأس المبكر:
- يحدث عادة بين 40-50 سنة، لكن قد يحدث في سن أبكر.
- تتناقص فيه مستويات الإستروجين، مما يسبب قلة دم الدورة وعدم انتظامها.
7. ضعف التبويض أو عدم الإباضة:
أحيانًا لا يخرج بويضة خلال الدورة الشهرية، مما يؤدي إلى عدم إفراز كميات كافية من الإستروجين والبروجسترون، وبالتالي بطانة رحم رقيقة ودورة خفيفة.
8. التصاقات الرحم (متلازمة أشرمان):
- قد تحدث بعد:
– عمليات كحت أو تنظيف الرحم المتكررة.
– التهابات شديدة في الرحم. - النتيجة: تقل سماكة بطانة الرحم أو تصبح ملتصقة، مما يقلل أو يمنع نزول الدم.
9. الرضاعة الطبيعية:
الرضاعة تؤثر على مستويات البرولاكتين، مما قد يمنع الإباضة أو يجعل الدورة خفيفة جدًا أو منقطعة.
10. فقر الدم أو سوء التغذية:
نقص الحديد أو الفيتامينات مثل B12 أو الفوليك قد يضعف الجهاز التناسلي ويؤثر على كفاءة الدورة.
11. أمراض الغدة الدرقية:
- قصور الغدة: قد يسبب نزيفًا غزيرًا.
- فرط نشاط الغدة: قد يسبب قلة دم الدورة أو انقطاعها.
متى تعتبر قلة دم الدورة علامة خطر؟
ينصح بمراجعة الطبيب في الحالات التالية:
- إذا حدثت قلة دم الدورة فجأة بعد أن كانت طبيعية.
- عند وجود أعراض حمل أو تأخر الدورة.
- إذا صاحبتها آلام شديدة أو إفرازات غير طبيعية.
- في حال وجود تاريخ لإجراءات داخل الرحم أو التهابات.
- تأخر الحمل رغم المحاولات المنتظمة.
كيف يتم تشخيص أسباب قلة دم الدورة فجأة للمتزوجة؟
يعتمد التشخيص على الفحص الإكلينيكي والتاريخ الطبي الكامل، مع إجراء بعض الفحوص مثل:
- تحليل الحمل (β-hCG): لنفي أو تأكيد وجود حمل.
- تحليل الهرمونات: مثل LH، FSH، TSH، برولاكتين، إستروجين وبروجسترون.
- السونار المهبلي: لفحص الرحم والمبايض.
- منظار الرحم (في بعض الحالات): لفحص وجود التصاقات.
- تحليل الغدة الدرقية: T3 و T4 و TSH.
ما هي طرق علاج أسباب قلة دم الدورة فجأة للمتزوجة؟
يعتمد العلاج على السبب الرئيسي، ومن أمثلة ذلك:
- إذا كان السبب حمل: فلا حاجة للعلاج، ويُنصح بمتابعة الحمل.
- في حالة اضطراب الهرمونات: يتم إعطاء أدوية هرمونية لتحفيز التبويض أو تنظيم الدورة.
- تكيس المبايض: علاج متكامل يتضمن تخفيف الوزن، حبوب منع الحمل، أو دواء مثل “كلوميفين”.
- التصاقات الرحم: العلاج جراحي بواسطة منظار الرحم.
- قصور الغدة الدرقية: يُعالج بهرمون الثيروكسين.
نصائح عامة للوقاية والحفاظ على انتظام الدورة
- الحفاظ على وزن صحي.
- التغذية المتوازنة الغنية بالفيتامينات والحديد.
- تجنب التوتر والقلق.
- ممارسة الرياضة المعتدلة بانتظام.
- المتابعة الدورية مع طبيبة النساء خاصة في حال وجود اضطرابات سابقة.
خاتمة
قلة دم الدورة فجأة للمتزوجة ليست بالضرورة أمرًا خطيرًا، لكنها قد تكون مؤشرًا لمشكلة صحية تحتاج للتشخيص.
الفحص المبكر والمتابعة الطبية يضمنان العلاج الفعّال ويجنبان المضاعفات مثل تأخر الحمل أو اضطرابات التبويض.
إذا لاحظتِ أي تغير مفاجئ في نمط دورتك الشهرية، فلا تترددي في استشارة طبيبتك.