أسباب شد الطفل لجسمه
يُعد شد الطفل لجسمه من السلوكيات الشائعة لدى الرضّع والأطفال الصغار، ويمكن أن يكون طبيعيًا في بعض الحالات أو مؤشرًا على مشكلة صحية تحتاج إلى متابعة. يتضمن شد الجسم تقلص العضلات في مناطق مختلفة، مثل الأطراف أو الجذع، وقد يكون مصحوبًا بتشنجات، أو توتر عام، أو حتى تغيرات في تعابير الوجه. في هذا المقال، سنناقش أبرز أسباب شد الطفل لجسمه “Infant Body Stiffness“، ومتى يكون طبيعيًا، ومتى يجب استشارة الطبيب.
أسباب شد الطفل لجسمه
قد تكون أسباب شد الطفل لجسمه أسباب طبيعية وفي بعض الحالات قد تشير إلى مشكلة صحية تتطلب الاهتمام. إليك أبرز أسباب شد الطفل لجسمه:
الأسباب الطبيعية لشد الطفل لجسمه
-
- التطور الحركي الطبيعي: خلال الأشهر الأولى من عمر الطفل، يكون الجهاز العصبي في طور النمو والتطور، مما قد يؤدي إلى حركات لا إرادية مثل شد الجسم وتقوس الظهر أو تصلب الأطراف. يُعرف ذلك بردود الفعل الفسيولوجية، مثل منعكس مورو “moro reflex”الذي يجعل الطفل يمد ذراعيه وساقيه عند الشعور بالمفاجأة، أو منعكس التوتر العنقي “Tonic Neck Reflex” حيث يميل الطفل إلى مد ذراعه في اتجاه معين عند تحريك رأسه.
- استكشاف الجسم والبيئة: مع تقدم الطفل في النمو، يبدأ في استكشاف قدراته الحركية، مثل التمدد، والانحناء، والشد، مما قد يبدو كأنه شد للجسم. غالبًا ما تحدث هذه الحركات أثناء اللعب أو عند محاولة الطفل الوصول إلى ألعابه أو أشياء أخرى حوله.
- محاولات الحركة والتفاعل: عندما يحاول الطفل التدحرج أو الجلوس أو الزحف، قد يشد جسمه كجزء من محاولة تحقيق التوازن أو تقوية عضلاته. هذا شائع جدًا بين عمر 4-7 أشهر عندما يبدأ الرضيع في تطوير مهارات جديدة.
الأسباب المتعلقة بالحالة النفسية والسلوكية
-
- التعب أو الانزعاج: عندما يكون الطفل متعبًا أو غير مرتاح، قد يشد جسمه كوسيلة للتعبير عن عدم الراحة. يحدث ذلك بشكل شائع عند اقتراب موعد النوم أو إذا كان الطفل يعاني من مغص أو غازات.
- الغضب أو الإحباط: قد يعبر الأطفال عن مشاعرهم بطريقة جسدية مثل شد الجسم، خاصة إذا كانوا غير قادرين على التعبير عن مشاعرهم بالكلمات. إذا كان الطفل يشعر بالإحباط بسبب عدم القدرة على الوصول إلى شيء معين أو إذا لم يتم تلبية طلبه، فقد يعبر الطفل عن ذلك بشد جسمه أو تصلب أطرافه.
- التفاعل مع المحفزات الحسية: بعض الأطفال لديهم حساسية زائدة تجاه المحفزات الحسية، مثل الأصوات العالية أو الأضواء الساطعة، مما قد يؤدي إلى استجابات جسدية مثل التصلب أو شد الجسم.
الأسباب الطبية التي قد تسبب شد الطفل لجسمه
-
- المغص والغازات: يُعد المغص واحدًا من أكثر الأسباب شيوعًا لشد الطفل لجسمه، خاصة في الأشهر الأولى. يعاني بعض الرضّع من الغازات والانتفاخ، مما يؤدي إلى انزعاجهم وشد أرجلهم إلى بطونهم في محاولة لتخفيف الألم.
- الارتجاع المعدي المريئي: يحدث الارتجاع المعدي المريئي عندما تعود محتويات المعدة إلى المريء، مما يسبب شعورًا بالحرقان وعدم الراحة. قد يشد الطفل جسمه للخلف أو يقوس ظهره كطريقة للتعامل مع هذا الشعور.
- التشنجات الطفولية: التشنجات الطفولية، مثل متلازمة ويست (West Syndrome)، قد تكون سببًا في شد الطفل لجسمه بشكل متكرر. تتضمن هذه الحالة نوبات قصيرة من التشنجات المتكررة التي قد تحدث عند الاستيقاظ أو أثناء النوم، وتحتاج إلى تشخيص طبي فوري.
- الشلل الدماغي: الشلل الدماغي هو اضطراب عصبي يؤثر على الحركة والتنسيق العضلي. في بعض الحالات، قد يكون شد الجسم المستمر علامة مبكرة على الشلل الدماغي، خاصة إذا كان مصحوبًا بتيبّس في العضلات أو تأخر في التطور الحركي.
- الصرع: بعض أنواع الصرع قد تتسبب في تشنجات عضلية مفاجئة أو تصلب الجسم لفترات قصيرة. إذا لاحظ الأهل أن شد الطفل لجسمه متكرر أو يصاحبه فقدان للوعي أو ارتعاش، فمن الضروري استشارة طبيب المخ والأعصاب للأطفال.
متى يجب استشارة الطبيب؟
بعد التعرف على أسباب شد الطفل لجسمه، نجد أنه ليس كل شد للجسم يشير إلى مشكلة صحية، ولكن هناك بعض العلامات التي تستدعي استشارة الطبيب، ومنها:
-
- استمرار شد الجسم لفترات طويلة أو تكرره بشكل غير طبيعي.
- إذا كان شد الطفل لجسمه مصحوبًا بأعراض أخرى مثل القيء، الحمى، فقدان الشهية، عدم القدرة على النوم أو البكاء المستمر.
- صعوبة في تحريك الطفل لأطرافه أو تيبس مستمر في العضلات.
- تأخر في التطور الحركي، مثل عدم القدرة على التدحرج أو الجلوس عند العمر المتوقع.
- ظهور علامات أخرى مثل فقدان الوعي أو تغير في مستوى الإدراك.
كيفية التعامل مع شد الطفل لجسمه
إذا كانت أسباب شد الطفل لجسمه ناتجة عن أسباب طبيعية، فهناك بعض الإجراءات التي قد تساعد في تهدئته:
-
- حاولي تهدئة الطفل: إذا كان الطفل يبدو منزعجًا، فحاولي تهدئته بحمله أو هزّه أو الغناء له.
- توفير بيئة مريحة للطفل: حاولي تقليل المحفزات الحسية القوية، مثل الأضواء الساطعة أو الضوضاء العالية.
- التدليك والتواصل الجسدي: يساعد تدليك الطفل بلطف على تهدئته وتقليل التوتر العضلي.
- التأكد من راحة الطفل: حمل الطفل بطريقة مريحة، وإعطاؤه وقتًا كافيًا للراحة والنوم.
- التغذية السليمة: التأكد من أن الطفل لا يعاني من مغص أو غازات بعد الرضاعة.
- المتابعة الطبية: إذا كان شد الجسم يبدو غير طبيعي أو يتكرر بشكل مثير للقلق، فمن الأفضل استشارة طبيب الأطفال.
شد الطفل لجسمه قد يكون جزءًا طبيعيًا من تطوره الحركي، لكنه في بعض الأحيان قد يكون علامة على مشكلة طبية تحتاج إلى متابعة. من المهم أن يراقب الأهل نمط شد الطفل، ومدته، والأعراض المصاحبة له، للتأكد من عدم وجود مشكلة صحية تستدعي التدخل الطبي. إذا كان هناك أي شكوك، فمن الأفضل دائمًا استشارة طبيب الأطفال لضمان صحة الطفل وسلامته.