أبرز أمراض النساء والتوليد: نظرة مختصرة على الشائع منها

أمراض النساء والتوليد

يُعدّ تخصص أمراض النساء والتوليد“Obstetrics and gynecology” من أهم فروع الطب، حيث يركز على صحة المرأة في مختلف مراحل حياتها، بدءًا من سن البلوغ وحتى ما بعد سن اليأس. يشمل هذا المجال تشخيص وعلاج الحالات المرتبطة بالجهاز التناسلي الأنثوي، إضافة إلى متابعة الحمل والولادة ورعاية الأم والجنين. وتعتبر بعض الأمراض شائعة بين النساء، مثل متلازمة تكيس المبايض، والانتباذ البطاني الرحمي “Endometriosis”، والتهابات المسالك التناسلية، وسرطان عنق الرحم، بالإضافة إلى مشكلات الحمل مثل تسمم الحمل والإجهاض المتكرر. تسلط هذه المقالة الضوء على أبرز هذه الأمراض، مع مناقشة أسبابها وأعراضها وطرق الوقاية والعلاج، مما يساعد النساء على فهم صحتهن الإنجابية واتخاذ التدابير اللازمة للحفاظ عليها.

الجهاز التناسلي الأنثوي وأجزاؤه المختلفة

الجهاز التناسلي الأنثوي يتكون من مجموعة من الأعضاء التي تعمل معًا لإنتاج البويضات وتوفير بيئة مناسبة للحمل والتكاثر. يتكون الجهاز التناسلي الأنثوي من الأجزاء التالية:

• • المبايض (Ovaries): هي الغدد التناسلية الأنثوية، وتنتج البويضات (الخلية التناسلية الأنثوية) وكذلك الهرمونات الأنثوية مثل الاستروجين والبروجسترون.
  • قناتي فالوب أو الأنابيب الرحمية (Fallopian Tubes): هما أنبوبان يربطان المبايض بالرحم. يتم فيها تلقيح البويضة من قبل الحيوان المنوي.
  • الرحم (Uterus): هو العضو الذي يستقبل الجنين بعد التلقيح ويحتفظ به حتى موعد الولادة. يحتوي على بطانة تسمى الأنسجة الرحمية التي تتغير خلال الدورة الشهرية.
  • عنق الرحم (Cervix): هو الجزء السفلي من الرحم الذي يفتح إلى المهبل. يلعب دورًا في نقل الحيوانات المنوية إلى الرحم ويغلق خلال الحمل لحمايته.
  • المهبل (Vagina): هو القناة التي تربط عنق الرحم بالعالم الخارجي، ويعد مكانًا مهمًا للجماع والولادة.
  • الأشفار (الشفران الكبيران والصغيران) “Labia”: هي الطيات الجلدية التي تحيط بالأعضاء التناسلية الخارجية. توفر حماية للأنسجة الداخلية.
  • البظر (Clitoris): هو عضو حساس يقع في الجزء العلوي من الشفرين الصغيرين، ويحتوي على عدد كبير من الأعصاب ويعزز المتعة الجنسية.

أبرز أمراض النساء والتوليد

أمراض النساء والتوليد تشمل مجموعة واسعة من الحالات التي تؤثر على الجهاز التناسلي الأنثوي والحمل. إليك أبرزها:

أمراض النساء

• • متلازمة تكيس المبايض (PCOS): اضطراب هرموني يؤدي إلى عدم انتظام الدورة الشهرية وزيادة نمو الشعر وضعف التبويض.
  • التهاب المهبل: قد يكون بكتيريًا أو فطريًا أو فيروسيًا، ويسبب الحكة والإفرازات غير الطبيعية.
  • الأورام الليفية الرحمية: أورام حميدة في الرحم قد تسبب نزيفًا غير طبيعي وآلامًا في الحوض.
  • بطانة الرحم المهاجرة (Endometriosis): نمو نسيج بطانة الرحم خارج الرحم، مما يسبب آلامًا شديدة في الحوض والعقم.
  • سرطان عنق الرحم: غالبًا مرتبط بفيروس الورم الحليمي البشري (HPV)، ويمكن الكشف عنه مبكرًا بواسطة مسحة عنق الرحم.
  • هبوط الرحم (Uterine Prolapse): يحدث بسبب ضعف عضلات الحوض، مما يؤدي إلى نزول الرحم إلى المهبل.
  • التهاب الحوض (PID): عدوى بكتيرية تصيب الأعضاء التناسلية العلوية، وتنتج غالبًا عن الأمراض المنقولة جنسيًا.

أمراض التوليد

• • الإجهاض: فقدان الحمل قبل الأسبوع 20، وقد يكون تلقائيًا أو مهددًا.
  • تسمم الحمل (Preeclampsia): ارتفاع ضغط الدم مع بروتين في البول بعد الأسبوع 20 من الحمل، وقد يهدد حياة الأم والجنين.
  • سكري الحمل: سكري الحمل هو اضطراب يحدث في سكر الدم أثناء الحمل، ويتطلب متابعة دقيقة لمنع المضاعفات.
  • المشيمة المنزاحة (Placenta Previa): تغطية المشيمة لعنق الرحم جزئيًا أو كليًا، مما قد يسبب نزيفًا أثناء الحمل.
  • انفصال المشيمة المبكر (Placental Abruption): انفصال المشيمة عن جدار الرحم قبل الولادة، مما قد يؤدي إلى نقص الأكسجين للجنين.
  • الحمل خارج الرحم: انغراس الجنين خارج الرحم، غالبًا في قناة فالوب، مما يتطلب تدخلاً طبيًا عاجلًا.
  • الولادة المبكرة: حدوث المخاض قبل الأسبوع 37 من الحمل، مما قد يؤدي إلى مضاعفات للجنين.

عوامل خطر الإصابة بأمراض النساء والتوليد

أمراض النساء والتوليد تشمل مجموعة واسعة من الحالات التي تصيب الجهاز التناسلي الأنثوي والحمل. فيما يلي أبرز الأسباب:

الاضطرابات الهرمونية

• • تحدث متلازمة تكيس المبايض (PCOS) بسبب الإصابة بمقاومة الأنسولين وزيادة الأندروجينات.
  • اضطرابات الغدة الدرقية (قصور أو فرط نشاط الغدة الدرقية)، تؤثر على الدورة الشهرية والخصوبة.
  • سن اليأس وانخفاض هرمون الإستروجين يؤدي إلى هشاشة العظام وجفاف المهبل.

 الالتهابات والعدوى

• • العدوى المنقولة جنسياً (مثل الكلاميديا، السيلان، الهربس، الزهري).
  • التهاب الحوض (PID)، نتيجة العدوى البكتيرية، قد تسبب العقم.
  • التهاب المهبل الفطري أو البكتيري بسبب اضطراب بكتيريا الفلورا الطبيعية.

 الأورام والكتل

• • الأورام الليفية الرحمية، قد تسبب نزيفًا وألمًا وعقمًا.
  • تكيسات المبيض، قد تكون وظيفية أو مرتبطة بحالات مثل تكيس المبايض.
  • سرطان عنق الرحم، المبيض، أو الرحم، وغالبًا يرتبط بفيروس HPV.

 مشاكل الدورة الشهرية والخصوبة

• • عسر الطمث (الآلام الشديدة أثناء الدورة الشهرية).
  • النزيف غير الطبيعي بسبب اضطرابات تخثر الدم أو مشاكل هرمونية.
  • العقم بسبب مشكلات المبيض، قنوات فالوب، أو الرحم.

مشكلات الحمل والولادة

• • الإجهاض المتكرر بسبب اضطرابات المناعة أو مشاكل الرحم.
  • سكري الحمل وارتفاع ضغط الدم (تسمم الحمل).
  • الولادة المبكرة أو تأخر نمو الجنين داخل الرحم.

 عوامل أخرى

• • العوامل الوراثية تلعب دورًا في بعض الأمراض مثل متلازمة تيرنر.
  • نمط الحياة، مثل السمنة والتدخين، يؤثران على الدورة الشهرية والخصوبة.
  • العمليات الجراحية السابقة قد تسبب التصاقات في الرحم أو قنوات فالوب.

الأعراض الشائعة لأمراض النساء والتوليد

أمراض النساء والتوليد تشمل مجموعة واسعة من الحالات التي تؤثر على الجهاز التناسلي الأنثوي والحمل. تختلف الأعراض حسب نوع المرض، لكن بعضها شائع ويستدعي الانتباه. إليك بعض الأعراض التي قد تشير إلى مشكلة في أمراض النساء والتوليد:

• • اضطرابات الدورة الشهرية: مثل عدم انتظام الدورة أو انقطاعها، أو حدوث نزيف غزير أو نزيف بين الدورات، أو ظهور ألم شديد أثناء الدورة (عسر الطمث).
  • أعراض التهابات أو عدوى الجهاز التناسلي: ظهور إفرازات غير طبيعية (رائحة كريهة، لون أصفر أو أخضر)، حكة أو تهيج مهبلية، وألم أو حرقة أثناء التبول، وألم أثناء الجماع.
  • أعراض أورام الرحم والمبيض: ظهور نزيف غير طبيعي، أو انتفاخ أو شعور بالامتلاء في البطن، وآلام في الحوض أو أسفل الظهر، أو زيادة أو فقدان الوزن بدون سبب واضح.
  • مشاكل الحمل والولادة: مثل الغثيان وقيء شديدان (التقيؤ الحملي المفرط)، أو نزيف أثناء الحمل، أو آلام شديدة في البطن، أو قلة حركة الجنين في مراحل متقدمة من الحمل.
  • أعراض سن اليأس (انقطاع الطمث): مثل الشعور بهبات ساخنة وتعرق ليلى، وجفاف المهبل، وتقلبات مزاجية واكتئاب.

إذا ظهرت أي من هذه الأعراض، يفضل استشارة طبيب نساء وتوليد لتشخيص الحالة وعلاجها مبكرًا.

علاج أبرز أمراض النساء والتوليد

أمراض النساء والتوليد تشمل مجموعة واسعة من الحالات الصحية التي تتعلق بالجهاز التناسلي للأنثى، سواء في مرحلة البلوغ أو الحمل والولادة. العلاج يختلف حسب الحالة، لكن هناك بعض الأمراض الشائعة وطرق علاجها:

• • التهابات المهبل (Vaginitis): يتضمن العلاج استخدام مضادات الفطريات (إذا كانت فطرية)، مضادات البكتيريا (إذا كانت بكتيرية)، أو علاجات فيروسات (في حالات العدوى الفيروسية)، تحت إشراف طبي.
  • تكيسات المبايض (Polycystic Ovary Syndrome – PCOS): يتضمن العلاج تنظيم الدورة الشهرية باستخدام حبوب منع الحمل، أو العلاج بالهرمونات، والأدوية المساعدة على الحمل (إذا كانت هناك رغبة في الحمل)، وكذلك تحسين نمط الحياة من خلال التمارين الغذائية والوزن، ويكون العلاج تحت إشراف طبي.
  • الحيض غير المنتظم: يشمل العلاج استخدام الأدوية الهرمونية (مثل حبوب منع الحمل)، أو العلاج بالأدوية التي تساعد على تنظيم الدورة الشهرية.
  • انقطاع الطمث (Menopause): يشمل العلاج استخدام العلاج الهرموني البديل (HRT) للتخفيف من الأعراض، بالإضافة إلى مكملات الكالسيوم وفيتامين د للوقاية من هشاشة العظام.
  • العدوى المنقولة جنسياً (STIs): يعتمد العلاج على نوع العدوى. وقد يشمل العلاج بالمضادات الحيوية (مثل السيفالوسبورين أو الأموكسيسيلين) أو الأدوية المضادة للفيروسات (مثل الأسيكلوفير في حالة الهربس)، تبعًا لتشخيص الطبيب.
  • الورم الليفي (Fibroids): يختلف العلاج حسب حجم الألياف والأعراض. قد يشمل العلاج الطبي (مثل الأدوية التي تؤثر على الهرمونات) أو الجراحة (مثل استئصال الألياف).
  • الإجهاض المتكرر: يعتمد العلاج على السبب. قد تشمل العلاجات تحاليل طبية لتحديد السبب المحتمل، واستخدام الأدوية لتثبيت الحمل أو اللجوء إلى تقنيات مساعدة مثل التلقيح الصناعي.
  • المشاكل المتعلقة بالحمل (مثل سكري الحمل أو ضغط الدم المرتفع): يعتمد العلاج على السيطرة على مرض السكري و ارتفاع ضغط الدم عن طريق الأدوية المتاحة والتعديلات في النظام الغذائي والنشاط البدني.

التشخيص الدقيق من قبل الطبيب أمر أساسي لتحديد العلاج الأنسب لكل حالة.

إليكي بعض النصائح للوقاية من الإصابة بأمراض النساء والتوليد:

توجد بعض التدابير الوقائية التى قد تساعد النساء في الوقاية من الإصابة بأمراض النساء والتوليد، ومنها:

• • الحفاظ على النظافة الشخصية: يُنصح بالحفاظ على النظافة الشخصية والتأكد من غسل منطقة المهبل بشكل جيد ولكن بطريقة لطيفة، لتجنب التهابات المسالك البولية أو الفطرية.
  • اتباع نظام غذائي متوازن: تأكدي من تناول طعام صحي وغني بالفيتامينات والمعادن، خاصة تلك التي تدعم صحة الجهاز التناسلي مثل فيتامين D، الحديد، وحمض الفوليك.
  • ممارسة الرياضة بانتظام: تساعد التمارين الرياضية المنتظمة على تقوية الجسم وتحسين الدورة الدموية، مما يعزز صحة الأعضاء التناسلية.
  • الفحص الدوري: من المهم إجراء فحوصات منتظمة مثل مسحة عنق الرحم (Pap smear) وفحص الثدي للكشف المبكر عن أي مشكلات صحية.
  • تجنب التدخين والكحول: يعتبر التدخين والكحول من العوامل التي تزيد من خطر الإصابة بالأمراض التناسلية.
  • الوقاية من الأمراض المنقولة جنسياً.
  • تحقيق التوازن النفسي: تجنبي التوتر والضغوط النفسية، فالتوازن النفسي يؤثر بشكل إيجابي على صحة الجسم بشكل عام.
  • استشارة الطبيب عند الحاجة: إذا كنتِ تشعرين بأي أعراض غير طبيعية مثل الألم الشديد أو النزيف غير المعتاد، يفضل استشارة الطبيب فوراً.

الاهتمام بالصحة العامة والنظام الحياتي السليم يساهم كثيراً في الوقاية من العديد من أمراض النساء والتوليد.