الثآليل التناسلية: دليلك الشامل لأبرز الأسباب، الأعراض، وطرق التشخيص والعلاج.

الثآليل التناسلية: دليلك الشامل لأبرز الأسباب، الأعراض، وطرق التشخيص والعلاج.

جدول المحتوي

الثآليل التناسلية (Genital Warts)

الثآليل التناسلية

الثآليل التناسلية (Genita Warts)، هي واحدة من أكثر أنواع العدوى المنقولة جنسيًا شيوعًا، وتسببها بعض الأنواع من فيروس الورم الحليمي البشري (HPV). تظهر على شكل نتوءات صغيرة ناعمة أو خشنة على الجلد في المناطق التناسلية، وقد تكون غير مؤلمة لكنها تسبب قلقًا نفسيًا وصحيًا للمصاب. ورغم أنها ليست خطيرة في ذاتها، إلا أنها قد تشير إلى وجود أنواع أخرى من العدوى الفيروسية المرتبطة بمضاعفات أكثر خطورة مثل السرطان. في هذا المقال سنستعرض بالتفصيل أبرز طرق انتقال العدوى وطرق التشخيص والعلاج المختلفة.

ما هي أسباب الإصابة بالثآليل التناسلية؟

تُعد الثآليل التناسلية نتيجة مباشرة للإصابة بفيروس الورم الحليمي البشري (HPV)، وهو فيروس شائع ينتقل في الغالب عن طريق الاتصال الجنسي المباشر، سواء المهبلي أو الشرجي أو الفموي. بعض أنواع الفيروس، مثل النوعين 6 و11، مسؤولة عن ظهور هذه الثآليل تحديدًا. وتزداد احتمالية الإصابة لدى الأشخاص الذين لديهم أكثر من شريك جنسي، أو الذين لا يستخدمون وسائل الحماية مثل الواقي الذكري، رغم أنه لا يوفر حماية كاملة. كما يزداد خطر العدوى في حالات ضعف المناعة، مثل مرضى الإيدز أو من يتناولون أدوية مثبطة للمناعة، وقد تساهم بعض العوامل الأخرى مثل التدخين وسوء النظافة الشخصية في زيادة القابلية للإصابة بالفيروس وانتشار الثآليل.

ما هو فيروس الورم الحليمي البشري (HPV)؟

فيروس (HPV)، هو مجموعة من الفيروسات التي تضم أكثر من 100 نوع، منها حوالي 40 نوعًا يمكن أن يصيب المناطق التناسلية. بعض هذه الأنواع يسبب الثآليل، بينما أنواع أخرى تعتبر عالية الخطورة وقد تؤدي إلى تطورات سرطانية في عنق الرحم أو الشرج أو القضيب.

طرق انتقال الثآليل التناسلية

يمكن أن تنتقل الثآليل التناسلية من خلال:

    • الاتصال الجنسي (المهبل، الشرج، أو الفم) مع شخص مصاب.
    • ملامسة الجلد المصاب بشكل مباشر.
    • من الأم للطفل أثناء الولادة (في حالات نادرة).

غالباً لا تنتقل عبر الحمامات أو مشاركة المناشف، لأن الفيروس لا يعيش خارج الجسم لفترة طويلة.

أعراض الثآليل التناسلية

أعراض الثآليل التناسلية

تشمل الأعراض الشائعة لثآليل التناسلية ما يلي:

عند النساء

    • نتوءات صغيرة لحمية أو رمادية اللون في الفرج، المهبل، عنق الرحم أو حول الشرج.
    • حكة أو تهيج في المنطقة التناسلية.
    • نزيف مهبلي بعد الجماع أحيانًا.

عند الرجال

    • ظهور بثور على القضيب، كيس الصفن، أو حول فتحة الشرج.
    • إحساس بعدم الراحة أو حكة.

عند كلا الجنسين

قد تكون الثآليل مفردة أو متعددة، مسطحة أو بارزة، وتتشكل أحيانًا على هيئة عنقود يشبه زهرة القرنبيط.

هل الثآليل التناسلية خطيرة؟

الثآليل نفسها غالبًا ما تكون حميدة ولا تسبب مضاعفات خطيرة، لكن المشكلة تكمن في أن الإصابة بها تدل على وجود فيروس HPV، وبعض أنواعه مرتبط بأمراض سرطانية. لهذا السبب، من الضروري عدم تجاهلها واتباع العلاج المناسب والفحص الدوري.

العلاقة بين الثآليل التناسلية وسرطان عنق الرحم

ترتبط بعض سلالات HPV عالية الخطورة (مثل النوعين 16 و18) بزيادة خطر الإصابة بسرطان عنق الرحم، حتى دون وجود ثآليل ظاهرة. لذلك يجب على النساء المصابات الخضوع لفحص دوري مثل مسحة عنق الرحم (Pap smear) واختبار HPV DNA للكشف المبكر عن التغيرات الخلوية التي قد تتحول إلى خلايا سرطانية.

ما هي الطرق المختلفة لتشخيص الثآليل التناسلية؟

يمكن تشخيص الثآليل التناسلية من خلال:

    • الفحص السريري: الطبيب غالبًا ما يحدد التشخيص بناءً على مظهر الثآليل.
    • اختبار باب (Pap Smear): للنساء لفحص عنق الرحم واكتشاف التغيرات المقلقة.
    • تحليل HPV DNA: لتحديد نوع الفيروس الموجود، خاصة إذا كان من النوع عالي الخطورة.

في بعض الحالات، قد يتم أخذ عينة (خزعة) من الثؤلول للفحص المجهري.

الفرق بين الثآليل التناسلية وغيرها من الأمراض الجلدية

الثآليل التناسلية

قد تختلط الثآليل التناسلية بأمراض جلدية أخرى مثل:

    • الزوائد الجلدية (Skin tags): غير مؤلمة وغير معدية.
    • السنط العادي (Warts): يصيب اليدين أو القدمين ولا يرتبط بالعلاقات الجنسية.
    • الهربس التناسلي أو الزهري: يسببان تقرحات مؤلمة تختلف في الشكل عن الثآليل. لذا يجب استشارة الطبيب لتأكيد التشخيص وعدم الاعتماد على الفحص الذاتي.

الدعم النفسي والتأثير الاجتماعي للمصابين

الإصابة بالثآليل التناسلية قد تسبب شعورًا بالخجل، القلق، أو الانعزال الاجتماعي. وقد تؤثر على العلاقات الزوجية والعاطفية. من المهم تقديم الدعم النفسي والتوعية بأن هذه العدوى شائعة ولا تعني بالضرورة سلوكًا غير أخلاقيًا، ويمكن علاجها والسيطرة عليها، وأن المصاب لا يزال شخصًا طبيعيًا يستحق الدعم والرعاية.

ما هي طرق علاج الثآليل التناسلية؟

رغم عدم وجود علاج يزيل فيروس HPV نفسه من الجسم، فإن هناك عدة طرق لإزالة الثآليل وتقليل فرصة تكرارها:

العلاج الدوائي الموضعي (تحت إشراف الطبيب)

    • بودوفيلين (Podophyllin) أو بودوفيلوكس: يوقف نمو الخلايا.
    • إيميكويمود (Imiquimod): يعزز مناعة الجسم ضد الفيروس.
    • سينكاتيشينز (Sinecatechins): مستخلص طبيعي فعال ضد بعض أنواع الثآليل.

التجميد بالنيتروجين السائل (Cryotherapy)

يُستخدم النيتروجين السائل لتجميد الثآليل وتدميرها.

الكي الكهربائي أو الليزر

يستخدم في الحالات العنيدة أو الكبيرة الحجم.

الجراحة

في حال فشل الطرق الأخرى، قد يتم استئصال الثآليل جراحيًا.

هل يمكن أن تعود الثآليل بعد العلاج؟

نعم، فقد تعود الثآليل مرة أخرى لأن الفيروس يظل موجودًا في الجسم لفترة غير محددة. تكرار ظهور الثآليل يعتمد على مناعة الشخص ومدى شدة العدوى. المتابعة الطبية والحرص على النظافة والعلاج المبكر تقلل من احتمالية الانتكاس.

ما هي طرق الوقاية من الإصابة بالثآليل التناسلية؟

طرق الوقاية من الإصابة بالثآليل التناسلية

يمكن الوقاية من الإصابة بالثآليل التناسلية من خلال اتباع الآتي:

    • اللقاح ضد فيروس HPV: مثل Gardasil وCervarix، يُعطى للفتيات والأولاد قبل سن النشاط الجنسي ويوفر حماية ممتازة.
    • استخدام الواقي الذكري: يقلل من خطر انتقال الفيروس.
    • الامتناع عن العلاقات الجنسية غير المحمية.
    • إجراء الفحص الدوري، خاصة للنساء، لاكتشاف التغيرات الخلوية المبكرة في عنق الرحم.

العلاقة بين الثآليل التناسلية والحمل

قد تنمو الثآليل بسرعة أثناء الحمل بسبب التغيرات الهرمونية والمناعية. نادرًا ما تؤثر على الجنين، لكن إذا كانت الثآليل كبيرة، فقد تعيق الولادة الطبيعية. في هذه الحالة، قد يُنصح بإزالتها قبل الولادة، أو اللجوء إلى الولادة القيصرية في بعض الحالات.

متى يجب زيارة الطبيب؟

    • عند ملاحظة أي نتوء أو تغير غير طبيعي في المنطقة التناسلية.
    • في حال الحكة، النزيف غير المعتاد، أو الألم.
    • عند تشخيص الشريك بالإصابة بفيروس HPV أو الثآليل.
    • قبل التخطيط للحمل أو في بداية الحمل.

الخلاصة

الثآليل التناسلية عدوى شائعة لا يجب الخجل منها، ويمكن التعامل معها بفعالية. الفحص المبكر، العلاج المناسب، والتوعية الجنسية، كلها مفاتيح للوقاية والسيطرة. والأهم هو عدم تجاهل الأعراض أو الاعتماد على العلاجات العشوائية دون استشارة طبية.

أقرأ أيضًا (دليلك الشامل عن فيروس الورم الحليمي البشري). 

Facebook
X
Telegram
LinkedIn
Tumblr
Reddit

بكاليوريس الطب والجراحة - جامعة بني سويف

طبيب امتياز بمستشفى بني سويف الجامعي

مقالات

مقالات ذات صلة

Scroll to Top